رواية امل الجزء الرابع
المحتويات
شنطة مودة.
معقول! انتي بتتكلمي جد
قالها شادي بعدم استيعاب ورددت هي بتأكيد ويدها تضع الملفات التي رتبتها منذ قليل بداخل ادراج المكتب
والله زي ما بقولك كدة ربنا ۏجعها في شړ اعمالها الست دي انا عمري ما استريحلتها.
لم يغب عن شادي أن يذكرها
بخطأ الأخرى
والله وانا كمان بس عشان نبقى حقانين غلط صاحبتك هو اللي وصلها لكدة ياريت تاخد عظة من اللي حصل وتتعلم بقى .
أكيد وانا كمان معاملتي معاها هتبجى غير ومش بعيد اجطع معاها بس هي تطلع من مصيبتها.
علق بإعجاب ظاهر
برافو عليكي هو دا الصح هي دي صبا اللي انا عارفاها.
دمدم بالآخيرة قبل ان يسألها باستغراب
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
ردت تجيبه بفرح انار وجهها وهي تتحرك للذهاب
اصل النهاردة خطوبة شهد في القاعة عايزة اروح اجف معاها ويدوب احصل ميعادي معاها في البيوتي سنتر.
رغم حزنه لمغادرتها السريعة إلا ان السعادة التي كانت بادية على ملامح وجهها كانت تكفيه في هذه اللحظة ليحتفظ بها في مخيلته لباقي يومه لذلك كان رده السريع معها بود وأمنية يتمنى تحقيقها بداخله
الف مبروك لشهد وعقبالك انتي كمان.
في المساء
دلفت لداخل القاعة بصحبته كما وعدها وقد كان مرتديا حلة كاملة بدون رابطة عنق يتبختر بتباهي قاصدا أن يلفت النظر إليه وهي تلف يدها حول ذراعه بفرحة تجعل قلبها يتراقص داخل قفصها الصدري لا تصدق ما العريس والتي يبدوا من هيئاتهم حجم الرقي والثراء لقد كان كريما معها اليوم لدرجة جعلته يتغزل في فستانها الحريري الذي اظهر جسدها الملفوف بروعة كما انعكس لونه النبيتي على زينة وجهها ليزيدها بياضا كما قال لها ووصفها ببطته ثم أخذها في سيارة صاحبه ليكمل فرحتها.
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
نقعد فين بقى
سألها بنبرته الخشنة لتستفيق من شرودها وجاءت إجابتها بلهفة
احنا ممكن نقعد مع خالتي وامي اللي قاعدين على طرابيزة لوحدهم أو ممكن نقعد لوحدنا إنت ايه رأيك
نظر لها بطرف عينيه من مستوى طوله الذي يفرق عنها كثيرا ليقول
إيه ماكفاكيش اللف بالعربية
نفت بهز رأسها تردد بمرح
لا أنا عمري ما اشبع منك يا ابراهيم ولا من القعدة لوحدنا .
وانا كمان عمري ما اشبع منك يا بطتي بس كفاية بقي خلينا دلوقتي نقعد معاهم ليبقى منظرنا وحش
قالها وتحرك بعدم انتظار رأيها ليسحبها معه نحو الطاولة التي تضم والدته ووالدته اخفت انزعاجها وغمغمت بتبرم
ويعني احنا كل يوم بنخرج ولا هما هيخافوا لما يقعدوا لوحدهم ياللا بقى بلا هم.
وفي الجهة الأخرى
حيث تجلس نرجس بجوار شقيقتها التي لا تكف عن الحديث عن مظهر المدعوين وحجم الحفل وتكلفته وعمل المقارنات
شايفة يا نرجس القاعة مليانة رتب عاليا يالهوي مش دا الراجل اللي بيطلع في التليفزيون وبيظهر مع المذيع اياه يتكلم عن حالة الأمن في البلد يا مصيبتك يا سميرة انا جسمي بقى يتلبش.
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
علق بها ابراهيم وهو ينضم ليجلس معهن ومعه أمنية فردت نرجس مؤيدة لها
متلومش عليا يا ابن اختي دا
انا نفسي بصراحة مستعجبة الناس النضيفة دي.
قال من تحت اسنانه وقد استفزته العبارة
نضيفة دا ايه على أساس ان احنا وسخين مثلا.
ردت نرجس بدفاعية مبررة
لأ يا بني انا مش قصدي كدة هو احنا فيه انضف مننا ما هو بصراحة يعني.. احنا اتفاجئنا بالمستوى.
تدخلت امنية برد متوازن بعض الشيء نظرا لمزاجها الرائق
يا جدعان ما تتعبوش نفسكم في ازاي واتفاجئنا والحاجات دي دلوقت خلونا نعيش اللحظة هو انتوا قاعدين لوحدكوا ليه صحيح
عمك عابد يا اختي عامل نفسه كبير العروسة قاعد يرحب مع اللي اسمه ابو ليلة ده بقرايب العريس ولا اكنه ابوها والتاني عمها.
زفر ابراهيم بحريق يكتمه ليردد خلفها
معلش يامة ما هو بيقف مع الجميع في الحارة حتى مع اللي ملهمش اصل جت عليها يعني.
جملته كانت قاسېة لدرجة انتبهت لها امنية لتخبت ابتسامتها وقد شعرت بأن الوصف قد مسها هي أيضا ولكن كالعادة تغاضت حتى لا تفتعل مشاكل وتعكر صفو ليلتها فعادت بسؤال والدتها
طب والست زبيدة ياما مش بعادة يعني متبقاش معاكي
ما هي دي كمان يا نور عيني شافت نفسها مرات الصعيدي ابو قصعة عاملة نفسها هانم ودخلت في زواريق اللي اسمها مجيدة وقاعدين على طرابيزة واحدة ومعاهم ام البت الأجنبية صاحبة اختك.
اه قصدك لينا بس دي مش أجنبية يا خالتي.
أجنبية ولا زفت ما تخلصونا بقى في ام السيرة دي.
قالها ابراهيم ليقطع سير حديثهم فقد غلبه طبعه الحاد في إخفاء ضيقه اكثر من ذلك .
هما العرسان هيجوا امتى
صدر السؤال من أنيسة وقد ازعجها تأخرهم لم تنتبه لها مجيدة فقد كانت منشغلة بالحديث مع إحدى النساء من افراد العائلة وتكفلت بالرد زبيدة
هما خلاص على وصول صبا بنتي بلغتني في اتصال من شوية.
ظهر الارتياح على وجه انيسة لتردف بعد ذلك بغيظ حينما الټفت لها مجيدة
انتي يا ست انتي مقعدانا جمبك ليه وانت مشغولة عننا كدة.
سمعت منها لتردد ضاحكة بمرح
وفيها ايه يا اختي لما انشغل عنك مش ام العريس ويحقلي الله.
ضحكت بالتبعية لها الأخرى تشاركها القول زبيدة ايضا
ايوة يا اختي من حجك امال ايه دا احنا عندنا في الصعيد بنطلعلها الأغاني ام العريس
هللت مجيدة بمرح مرددة لها
طب ما تسمعيني يا ولية انتي انا عايزة احفظها وادلع نفسي .
رددت زبيدة ضاحكة
وه دلوك .
أيوة دلوك.
قالتها مجيدة قبل أن تجفل مع الجميع على دخول العروسين بتغير الأضواء وانطلاق الأغنية الافتتاحية ليدلفا الاثنان من المدخل بهيئة ټخطف الأنفاس.
العريس كان يرتدي حلة من اللون الأبيض بمظهر شبابي حتى بدا كنجم سينمائي وعروسه التي كانت مفاجأة الجميع بهذا الفستان السماوي والمطرز بحبات لامعة تظهرها الإضاءة كفصوص الألماظ ابتسامتها الرائعة ملأ شدقيها باندماج واضح معه توقفا الاثنان فجأة في ساحة الرقص لتشتعل الساحة بأغنية رومانسية هما وحدهما يتمايلا على أنغامها كما تتمايل الطيور على أغصانها بسعادة تطل من العيون وتترجمها الخطوات المتناسقة بقرب جعل معظم الحضور وقفوا صفوف حولهم متابعين ومشجعين تاركي الجمب الاخر مقهورين!
ابراهيم يا براهيم بصلي.
هتفت بها أمنية بجوراه لتجذب انتباهه نحوها بعد ان تسمرت رقبته على وضعها الجانبي منذ دخولهم فالتف نحوها ليحدجها بنظرة ڼارية ارعبتها لتعقب سائلة
براهيم انت بتبصلي كدة ليه.
استدرك ليرخي ملامحه قليلا قبل أن يجيبها بانفعال
انا فاكرة يوم خطوبتنا كانت بتعيب علينا وتقول
مايصحش وعيب واهي دلوقتي بتقلدنا.
رمقها بنظرة خطړة يحجم نفسه عن الانفعال عليها فخرج صوت نرجس تعبر عن ضيقها
علقت سميرة من خلفها
انتي شوفتي بس ابو ليلة ما شوفتيش يا حبيبتي جوز اختك وهو بيهيص لهم من مطرحه اللي قاعد فيه.
تطلع أبراهيم نحو الجهة التي أشارت إليه والدته ليجد والده يتابعهم بابتسامة متسعة وكأنه يزوج ابنته البكر فخورا بها.
زفر مطولا يحاول التماسك والتحلي ببعض الصبر الذي وعد به نفسه كي يبدوا طبيعا أمام الجميع مخفيا ما يكنه صدره.
وإلى صبا التي اقتربت من الطاولة التي تجلس عليها والدتها بطلتها البهية كالعادة بل وتزيد عليها اليوم بزينة اخت العروس كما وصفت نفسها لكل من سألها عن جهة القرابة بينهم مرتدية فستان من اللون الجملي اضفى على بشرتها الخمرية الضياء واللون المميز لعيناها اظهرت جماله الصارخ برسمة للعين ما أروعها مما جعل والدتها تردد الأدعية الحافظة فور أن وصلت إليهن لتقلدها مجيدة لكن بصوت عالي
بسم الله ما شاء الله ايه القمر اللي طل علينا ده
ضكحت بمرح
أمر بالستر ربنا يحفظك يا ست مجيدة مبروك للعريس.
الله يبارك فيكي يا حبيبتي عقبالك يا رب.
قالتها مجيدة لتردد من خلفها زبيدة
ان شاء الله جريب وهنجيبك تحضري معانا ما انتي بجيتي من أهل البيت خلاص.
ردت بمحبة خالصة وهي تشير بسبابتها أسفل عينيها
من عنيا الجوز بس انتوا شكلكم في موضوع وانا مش هحشر نفسك وهستنى الدعوة.
صمتت صبا تاركة لوالدتها التفسير الذي خمنته من البداية لتخبر مجيدة عن موضوع الساعة في منزلهم وذلك لقدوم هذه العريس المزمع غدا في جلسة التعارف المتفق عليها كما هو معلن لكن كما ترى من والديها يبدوا أن الأمر محسوم.
أخرجتها أنيسة من شرودها بالسؤال عن ابنتها
هو انا ليه مش شايفة لينا من ساعة ما وصلتوا
انزاحت قليلا من أمام المرأة لتشير لها نحو إحدى الزويا من القاعة قائلة
لينا حضرت وجات معانا اهي هناك دي اللي بتهزر مع حضرة الظابط.
تطلعت مجيدة هي الأخرى بتدقيق لتجد اندماجا بين الطرفين النقيضين في الحديث والمزاح بل والضحك لتقطب مغمغمة بذهول
ايه هو ده هو انتوا كنتوا في سيشن التصوير مع العرسان ولا كنتوا فين بالظبط
في جنح الظلام وعلى أطراف أصابعه كان يتسلل بخفة داخل المنطقة العشوائية القديمة مستغلا انطفاء معظم اعمدة الانارة بها نتيجة الإهمال أو عمليات التخريب التي تحدث للمصابيج في كل معركة لمعتادي الإجرام من سكان هذه الأماكن وما يشبهها.
القى بنظرة سريعة على ساعته والتي كانت لم تتعد الحادية عشر بعد ليدفع ببعض الزفير من انفه وفمه وقد ارتدت قدميه للخلف حتى وصل الى المنزل المهجور والذي سقط معظمه فيما سبق حتى اصبحت الجدران للنصف وأقل تخفى خلف أحدهم ليجلس منتظرا مجيء من أتى من أجله مخصوص بجلبابه الأسود وغطاء الوجه الذي التف حوله ولم يترك سوى عينيه ليتساوى مع الظلام فلا يلفت إليه الأنظار من أهل المنطقة وإن حدث وراه أحدهم فسوف يظنه صاحب الحظ السئ شبحا.
انتهت الرقصة الرومانسية بين العروسين ليذهبا إلى مقرهم الأساسي في الحفل وهو اعتلاء المنصة التي كانت مصممة بأناقة على هيئة تاج لتناسب الأمير وعروسه.
استغلت رؤى لتعدو بخطوات مسرعة نحو طاولة العائلة لتبادرهم القول بتلهف
ماما يا ماما شوفتي الفرح شوفتي العرسان يا خالتى دا كمان لو روحتوا معانا السيسشن كان يجنن.
التوى ثغر الأخيرة لترمقها صامتة بسخط وردت نرجس
شوفنا يا اختي وشوفنا كمان تنطيطك ولا اكنك عيلة صغيرة ومش عاملة حساب حد مش عروسة وعلى وش جواز.
رددت خلفها بعدم استيعاب مشيرة بسبابتها نحوها
أنا على وش جواز يا ماما
ايوة عروسة وعلى وش جواز يعني ترسي كدة عشان لو شافك حد من الناس اللي هنا وحط عينه عليكي ميقولش هبلة.
قالتها أمنية بتصنع الجدية امام نظرات خطيبها والذي كان جالسا يتابع بصمت مريب ولكن الفضول دفعها لتردف بتساؤل
ثم إيه حكاية السيشن دي كمان اللي اتأخرتوا فيه هو مش
متابعة القراءة