رواية قصة حقيقية القصول من 16-20
المحتويات
شيء.. ورغما عنها ستتحجب.. وحياتها كلها ستكون له.. عملها كله هو الإعتناء به.. حتى اهلها لا يجب ان تذهب اليهم كثيرا.. اي انه سيكون محور حياتها الوحيد..
لا تقول ان محمد لا يحاصرها ويمنعها من عدة أمور ولكنه في النهاية لا يدفنها في الحياة.. لا يحرمها من تحقيق حلمها ويفرض الحجاب عليها.. لا يتعامل معها كأنها آلة همها الوحيد هو الإعتناء بطلباته ورضاه..
بعد ان أنتهى من الإستحمام وأتى ليجلس جوارها قالت آلاء بجدية
حان دورك الآن لتدرسني فغدا لدي امتحان ويجب ان تقوم بتدريسي.
زفر محمد بحنق ثم بهدوء جذب الكتاب الذي كان امامها وإستهل بتدريسها بصرامة وجدية..
اجتاح الملل اوصالها.. يدرسها وكأنه حقا معلم صارم وشديد مع طلابه..
لم تعد تسمع الكلمات التي تبجسها شفتاه.. كل تركيزها هجر الدراسة والتنظيف ليستقر على حدة ملامحه وجمالها.. انفه كان طويلا حادا كنصل السيف.. وعينيه المثيرتين كانتا في غاية البهاء.. حاجبيه كثيفين قليلا ورموشه الطويلة مع اللون الساحر في عينيه جعلا قلبها ينصهر داخل صدرها وخفقاتها تعصف پعنف..
همست آلاء بأسمه برقة والعبث يثب في مقلتيها پجنون فهمهم بخفوت دون ان ينظر اليها..
حبيبي ماذا سيحدث لو أتيت لتدرسنا في المدرسة.. في الواقع ان لن اعترض او افعل شيئا سوى قول لأن منظرك وانت جدي هكذا جميل ومثير جدا.
يعني ماذا تريدين مني الآن
لا لا اريد شيئا ولكن كل ما في الأمر انني اشرح لك ماذا سيحدث لو اتيت الى المدرسة وعلمتنا.
قالت بهدوء فضحك ثم عاد الى جديته وتابع بشرحه لتردف
محمد ماذا ستفعل لو ان قميصي ارتفع قليلا وظهر جزءا من جسدي خلال الدرس
قال وهو يغمزها بوقاحة لتهتف بإندفاع
لا لماذا قد يحدث هذا الشيء وانت بنفسك تشرف على ملابسي.. بالتأكيد لن يحدث هذا الشيء.
لم يعقب محمد وتابع بشرحه ثم حالما انتهى قال بإبتسامة واسعة ماكرة
أنهيت كل الذي علي القيام به... الآن حان وقت الجد ووقت العقاپ والشرح بماذا سيحدث لو انني كنت استاذك وحدثت هذه الأشياء امامي.. وكذلك الأمر اريد ان اتأكد اذا دخل شرحي الى عقلك ام ليس بعد ولكن بطريقة مختلفة.
وكأنني سأفعل حقا كل ما ارغب به.. هذه مهدئات بسيطة فقط حتى تنتهي هذه الفترة.. وهيا امامي الآن الى الغرفة لأبدأ بمراجعة الشرح لك من جديد وكما يجب.
وحينها عمل على إدخال كل معلومة في عقلها بطريقة محال ان تنساها وهو يبعزق قبلاته على وجهها وشفتيها بتوق وشغف.. ومن بين قبلاته كان يسألها واذا لم تعرف الجواب يصر على معرفتها له كما يجب حتى حفظت مادة الإمتحان غيبا ووثقت انها غدا ستأخذ علامة كاملة لا سيما بعد هذا الشرح القاسې!!!!
في صباح اليوم التالي..
دلفت آلاء الى صفها بعد توصية محمد لها بعدم التحرك كثيرا وإرهاق نفسها..
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. ما هذا الجمال
همست آلاء في اعماقها حالما تفاجأت بوجود طالب جديد في صفها.. رباه هذا الجمال صدقا لا يعقل وكأنه قدم من كوكب آخر..
أخفضت عينيها بخجل.. تقاوم النظر اليه.. جماله محال ان يكون عاديا.. البشرة البرونزية مع العينين الزرقاوين بلون السماء وهذا الجسد الخيالي ماذا يفعل هنا بحق الله!
حاولت إقناع نفسها بكونها متزوجة ولا يصح ان تنظر اليه.. ولكن هذا الجمال النادر يجبر الجميع على الإعجاب به.. لم يكن وسيما بطريقة عادية البتة.. كان صاحب ملامح برازيلية بحتة بشعره وذقنه المائلان الى الشقار وبشرته البرونزية ولون عينيه الذي ابدع الخالق في تلوينهما..
قلبت عينيها بضجر حالما دنى ليبان وقال بنبرته الدنيئة
اهلا وسهلا.. لقد اشتقنا اليك.. اين كنت غائبة كل هذه الفترة
لم ترد عليه فألقى نظرة ۏسخة عليها ثم ضحك بطريقة حقېرة وغادر ليجلس مكانه..
دلف الأستاذ ثم نظر اليها ليقول اسمها واسم شخص غريب عليها..
آلاء انت وكريس
هذا ليس أسم احد زملائها في الصف.. هل هذا الأسم يعود للطالب البرازيلي الوسيم
حاولت ان تنحي هذه الأفكار جانبا والتركيز بكلام الأستاذ..
لديكما امتحان بعد ساعة
ونظر الى هذا الرجل الوسيم وتابع قاصدا آلاء بمعنى كلماته..
اتمنى منك ان تكون منضبطا ولا تستهين بدراستك لأن هذه هي السنة الأخيرة لكم وستحدد مستقبلكم.. يعني لا ان تأتي ليوم واحد وتغيب اسبوع ونحن يجب ان نكون تحت أمرك ومتى تريد نمتحنك.. أي مثل آلاء!
أعاد المعلم نظره اليها وتمتم بحنق..
غياباتك ازدادت كثيرا.. انتبهي الى هذا الشيء.. انا لن انتظرك كل يوم لأمتحنك.. منذ الآن تأتين مع زملائك في الصف وتفعلين الامتحانات معهم.. لو هذا الطالب ليس جديدا ويجب ان أمتحنه ما كنت سأعيد لك الإمتحان وسأكتفي بوضع صفرا لك وسأدعك تنتظرين الى الشهر المقبل حتى علامتك في الامتحان القادم وسأقسمها على اثنين وهي ستكون علامتك النهائية
أستاذ انا لا اغيب عادة.. ولكن سبب ازدياد غيابي هذه الفترة هو زواجي والتغييرات التي طرأت في حياتي.
قالت آلاء بهدوء قدر الإمكان فكلام هذا المعلم الغليظ حقا أزعجها..
شعرت بأعصابها كلها تتقلص بعصبية مفرطة حالما وفاها صوت ليبان الذي يجلس خلفها..
اذا كنت ستبقين تمارسين الحب انت وزوجك حتى الصباح بالتأكيد لن تتمكني من المجيء الى المدرسة!
بلمح البصر كانت تستدير اليه وهي تشعر انها سترتكب چريمة به.. هذا اللعېن يجب قټله حتى تتخلص منه..
صاحت بإحتدام وشراسة ووجهها يحمر پعنف من شدة انفعالها..
هذا الشيء لا يخصك..انا اتحدث مع الأستاذ فقط وليس معك.. حينما يتحدث اليك احد فقط تكلم اما الآن لا احد يبالي بك فإخرس.
إستدارت الى المعلم وإستأنفت
انا لا أستطيع ان اتي كل يوم الى المدرسة لأنني حامل والحركة الكثيرة تشكل خطړا على حياتي وحياة طفلي.. ولقد اعطيت الورقة التي أخذتها من المستشفى الى الادارة وهي الان تعلم بوضعي الصحي.. وحتى اليوم ما كان يجب ان أتي الى المدرسة ولكنني أتيت لأجلك وحتى لا تقول هذا الكلام..
اذا لم تكن تريد ان تعيد لي الإمتحان فلا بأس ولكن اذا كانت زوجتك او ابنتك بمكاني ووضعها الصحي ليس جيدا وممنوع ان تتحرك وفقا لكلام الطبيبة هل كنت سترضى ان يحدث معها هذا الشيء ام انك ستفعل المستحيل لتكون بخير
إعتذر الأستاذ بلباقة لعدم معرفته بوضعها الصحي ثم طلب من ليبان الإعتذار منها الا انه أبى بإستهزاء
لن أعتذر لأنني لم اقل اي شيء خاطئ.
نظرت آلاء اليه بإشمئزاز وقالت
انا لست بحاجة الى اعتذارك.
ثم تابعت بنبرة منخفضة وصلت الى اذنيه
قذر.. حيوان!
وضحكت بإستخفاف أقرب الى الإستحقار ليحتقن وجهه پغضب شديد ويحدجها بنظرات حادة تجاهلتها وهي تستدير للتركيز في الدرس..
ثم فجأة تذكرت ذلك الطالب الوسيم لتعلن بخفوت على هذا الموقف المحرج وعلى الإنطباع الأول السيء الذي سيأخذه عنها..
تبا له.. ليفكر ما يشاء.. وكأنها ستبالي...
فكرت بحنق ثم بدأت توضب أغراضها حينما انتهى الدرس وخرج الأستاذ لتستعد لمغادرة الصف قبل ان تتفاجأ بالصوت ذو البحة الرجولية لتكاد تقسم انه صوت شبيه بآلة موسيقية عذبة.. هذا الصوت جميل بشكل لا يعقل!..
مرحبا أنا كريس!
رفعت رأسها لتتطلع اليه للحظات ثم جذبت حقيبتها وردت التحية ببرود..
قال كريس ببشاشة
يجب ان تشكريني.
لماذا
تمتمت وهي تتطلع اليه بإستغراب فأجابها بغرور محبب
لأن الأستاذ سيعيد لك الإمتحان بسببي.
معك او دونك هو مجبر ان يمتحني ورغما عنه.
تشدقت آلاء بتهكم ثم غادرت وهي تسمع صوته يقول بمرح وإستمتاع
على ما يبدو ان هذا الصف ظريف وسأستمتع كثيرا به!
الفصل الثامن عشر
حبيبتي..
لا تتعجبي من جفائي..
او تنبهري بإعجابي..
عقلي لئيم قاسې..
وقلبي حنون يواسي..
انا رجل لا يعرف الا المآسي..
ولا يجيد الا تقلبات المزاج..
رجل يلهو كغريب الأطوار..
تارة يرفعك الى عنان السماء..
وتارة أخرى يلقيك في قعر الجبال..
حبيبتي..
انا رجل لا تتمناه المئات..
انا رجل قاسې تكرهه الإناث..
فلا تطالبيه بالتنائي..
وهو اكثر من يعاني..
إرتمت سريعا في حضڼ رجلها تستمد منه الأمان والدفء.. كانت رغم قوتها وشجاعتها لكن بنفس الوقت خائڤة من حقارة ليبان.. مرغت وجهها ف عضلات صدره القاسېة ويداها الصغيرتان تطوقان خصره بقوة..
لقد اشتقت اليك.
قالتها بلهجة مغربية فضحك محمد بمرح وحب وإستقبل عناقها له بصدر اكثر من رحب وقال
ماذا هناك هل غيرت لهجتك حبيبتي
اجل لقد اشتقت اليك يا عمري!
همست وهي ترفع وجهها لتتطلع الى ملامحه الجميلة عن كثب.. ضحك محمد بعشق ثم انحنى امام عيون الطلاب الفضولية
تمتمت آلاء بعبث
هذا كل ما بوسعك! وانت في الامس كنت تشرح لي ماذا سيحدث لو كنت أستاذي!
شقت الشقاوة سبيلها القصير الى حدقتيه فتفنن بها وهو يغمز له بعينه بطريقة جذابة..
اذا هكذا لنعود الى شقتنا حياتي.
ثم ختم كلماته قبل ان يقترب كريس منهما ويلقي التحية عليهما معرفا على نفسه
مرحبا انا كريس الطالب الجديد.
لم تتزحزح قيد أنملة وهي تتعلق بصدر زوجها وتسند رأسه على كتفه بينما تتطلع الى ذلك الوسيم..
رحب به محمد فأخفى كريس تعجبه بالشعلة المتمردة والحقد الذي ينساب من عينيها وهي تتطلع اليه..
قال كريس بهدوء
انت تبدو قديما هنا في بلجيكا وبكل صراحة انا ابحث عن محامي اذا كنت تعرف احدا لتدلني عليه.
لماذا تريد المحامي
انا جديد في هذه البلد.. واريد استشارة قانونية ببعض الأمور.
قال كريس وهو يتطلع اليه فشد محمد يده على خصر آلاء وهو يهتف بهدوء
انا محامي.
عقدت حاجبيها بغيظ وبرمت شفتها السفلى بضيق وهي تطالع ابتسامته البشوشة التي سارعت لإعتلاء وجهه الجميل.. ضحكته جميلة هذا الأبله!
لقد سألت وبحثت كثيرا ولكن لا احد يعرف.. في الواقع انا اود سؤالك عن امور تتعلق بالإقامة واوراقها وانا اتيت طالب هنا.
هذه الأشياء سهلة.. سأساعدك بها.
قال محمد لتتسع ابتسامته ثم شكره بلطف شديد ودخل معه بحوار بسيط قبل ان يتركهما ويذهب للوقوف بجانب ليبان.. لقد حقدت صدقا عليهم كلهم.. وهذا الوسيم صاحب الجمال النادر يتحول ليصبح قبيحا جدا في عينيها.. تبا له.. لا تشعر ابدا بالطمأنينة نحوه..
أبجسها من دوامة الأفكار تجاه ذلك الوسيم صوت محمد الثقيل فتنبهت حواسها له وهي تنفض افكارها بذلك الرجل بعيدا..
هل قمت بفعل الإمتحان ام ليس بعد
قبل ان ترد عليه كان يأتي معلم آخر ليقول
متابعة القراءة