رواية نوفيلا الفصول الاخيرة

موقع أيام نيوز


بخطوات مترددة إلى داخل الغرفة اعتادت اعينها على ظلام الغرفة و لاحظت وجود..
لم تعد تدرك بماذا تدعوها فلم تكن امها يوما ما تنهدت پألم و اتجهت إليها لتتخذ مكانا بجوارها.
لم تلتفت إليها بل لم تبدو إنها انتبهت إلى وجودها و كأن تأمل الصورة التي بين يديها حتى حفظت قسمات صاحبتها عزلتها عن العالم بأكمله.
قالت نسرين بهدوء
يمكن أنا مش بنتك لكن أنت اللي ربتيني ممكن مقدرتيش تحبيني بسبب حاجه أنا مليش ذنب فيهم بس...
رفعت أعين دامعة إليها و استطردت قائلة
بس أنا حبيتك و حبيت مريم.
ما أن نطقت اسم مريم حتى رفعت الأم رأسها في انتباه شديد ثم قالت بنبرة مفعمة بالكراهية

أنا عمري ما هحبك أبدا مريم بس اللي بنتي مريم بس...
اخذت ترددها كثيرا بينما نسرين فقد كانت عبراتها لا تتوقف عن الانهمار في صمت و لكن إذا كان في الأمر بعض المواساة فهو اعترافها إن من امامها هي أم قلبها مكسور لفقدان طفلتها.
خرجت من غرفتها إلى الردهة بخطوات بطيئة و الدموع 
بعد لحظات و قد تسلل الهدوء إلى قلبها و ابتعدت عنه  بقايا العبرات في عينيها و يرفع كفه مجففا إياها بحب.
قالت بصوت متحشرج
شادي قالك!
أومأ في صمت ثم قال بهدوء
بس عايز اسمع منك.
و كأنه اعطاها اذنا بالتحدث و التعبير عن كل تلك الفوضى بداخلها..تحدثت كثيرا لا تدرك آمتد حديثها لدقائق ام لساعات لكنها فقط عبرت عن الصراع و الآلام بداخلها بكلمات غير متناسقة و لكنه انصت إليها بتركيز شديد يعلق عندما يتطلب الأمر و يصمت حينا حتى لا يقطع تماسك حديثها.
بصحته لتزداد ثقة و يقينا في إن ما تفعله ليس بسذاجة و لا بغباء أن تعتني بتلك السيدة التي صدقت يوما ما إنها أما لها مهما كانت معاملتها لها سابقا.
مر شهر على معرفة نسرين بالحقيقة و كانت تعتني بسعاد جيدا متحملة في صبر كلماتها الچارحة و اتهامها إنها المتسبب في ۏفاة مريم.
رغم كل تلك الأحداث إلا إنها مازالت محتفظة بعشقها اللانهائي للطعام و لكنها فقد تحرص على التنوع الغذائي بعدما أخبرها رماح بأكثر من طريقة إنه لا يهتم بتاتا لوزنها الزائد و لكنه فقط يرغب في حمايتها من أي أمراض و هذا هو اسلوبه الذي يتبعه أيضا مع مرضاه لذلك كان يحرص على أن يبتاع لها القليل من الحلوى فقط و إذا اتجها إلى أحدى المطاعم يبتاع الأطعمة التي تفيدها.
تناولت الشطيرة بين يديها و هي تفكر في رماح كما تفعل عادة و تذكرت آخر محادثة بينهما و التي كانت بالأمس عندما أخبرها بأن تفكر في أكثر شيء ترغب في فعله كهواية مفضلة أو وظيفة ترغب في أن تحصل عليها.
كان سؤاله صدمة إليها فلم يسبق أن فكرت في مستقبلها أو أن تفعل شيئا ترغب به فقد كانت الحياه كأمر مسلم به تماما تعيشها دون أي طموح أو أهداف.
بدأت تفكر كثيرا في أكثر ما ترغب في فعله دون أن تدري إن إجابات كثيرة تقبع أمامها و
 

تم نسخ الرابط