رواية روعة جدا الفصول من 7-10
البارت السابع
جلست على أريكة المكتب أمام عينا جواد المتفحصة
لها بتركيز....كانت تتحدث في الهاتف بتردد محاوله
تمثيل الثبات لبث الاطمانينة الكاذبة لشقيقتها !...
“آنا بخير يادعاء.... صدقيني كويسه..... عند واحدة صاحبتي... لا مش هتعرفيها اصلي عمري ماذكرت
أسمها ادامك..... قعده عندها فترة كده عشان.... عشان
هي في مشكلة قانونية وقع فيها وبحاول احلها معها... فترة قصيرة وهتلاقيني عندكم..... سلميلي على كريم وأنا هكلمك تاني...... متقلقيش عليه.....
مع سلامه...”
أغلقت الهاتف وهي تنظر الى جواد بحزن... بحزن على كذبها على شقيقتها الوحيدة بحزن على ما اصبحت عليه بحزن على كل شيء مرت به وماينتظرها مع الغمري ورجاله......
“خرجي الشريحة من ألتلفون .....”
نظرت له بسمة بعدم فهم.....
زفر جواد بقلة صبر نهض وواقف امامها وأخذ منها
الهاتف من بين يدها وأخرج شريحة الهاتف ليضعها
في كوب الماء الذي يوجد على سطح المكتب...
“ممكن أفهم أنت بتعمل إيه..... “
صاحت بدهشة من فعلته....
عاد جواد جالسا على مقعد المكتب الوثير وهو يرد عليها ببساطة....
“بعمل اللي المفروض أعمله....... عشان محدش يقدر يوصل لمكانك.... “
اكفهر وجهها وهي تزمجر بعدم رضا....
“ولحد أمته هفضل في سجن ده..... “
بدأ يخطط بقلمه على ورقة بيضاء وهو يرد عليها بملل من موهبة الثرثرة التي تملكها ....
“أولا أنتي بقالك في السچن ده اقل من أربعه وعشرين ساعة ثانيا آنا بحاول أفكر في حل يرضي
الكل وبدون خساير........ “
علقت على حديثه بسخرية....
“بدون خساير..... أنت مش شايف أنك جاي عليه وعلى حياتي عشان نفس......”
قاطعها بحزم....
“عشان حياتك ياريت تفهمي ده كويس .....”
ترك كل شيء وتطلع عليها بنظرة مخيفة تحذرها
من إنكار حديثه الموثوق من البداية....
لكن لم تخشى عينيه المخيفة والتي تكاد تندفع منها
النيران الحاړقة..... سائلة بعناد...
“وليه ده كله هفرق إيه آنا عن علام الخفاجه اللي ماټ على أيدك.... هفرق إيه عن كل إلي موتهم بايدك....”
لم ينظر لها بل وضع عيناه على الورقة الفارغة وهو يرد عليها ببرود.....
“مش مجبور أرد على سؤالك..... ولا من حقك تسأليني ليه بحمي حياتك من بين اديهم...... “
نهضت وهي تهدر بإنهيار من إصراره على ارتداء قناع البرود ولا مبالاة أمامها دوما...
“آمال إيه إللي من حقي .... إيه اللي المفروض أعمله وقوله في مكان زي ده...... ليه أنا ........ليه أنا هنا
ليه الحق مستخبي في ضلمه..... وليه الباطل مش
بيشوف غير النور...... “
نهض جواد وهو يرد عليه ببرود...
“زمان سألت نفس سؤالك..... عارفه كأنت الإجابة
إيه......”
سألته بعينيها العسلي الامع....
مر من جانبها وهو يميل على أذنيها بصوت مجرد
من المشاعر....
“الحق أدفن زمان مع كل اللي طالب بيه...... “
خرج من المكتب...ترك قلبها يخفق بين ضلوعها بقوة
من قربه منذ ثواني وأنفاسه الرجولية آلتي همس
بها في أذنيها .....جهلت فهم تلك المشاعر الغريبة
وفسرت ماحدث داخلها منذ ثواني ليس إلا توتر
من قربه المفاجئ منها.....
ليس إلا .......ليس إلا..........
بعد عدة أيام
وقفت أسيل أمام بوابة النادي وهي تزفر بضيق
فقد عطلت سيارتها اليوم وارسلتها الى الصيانة
“أوف بقه...... حتى مفيش تاكسي راضي يوقف.. “
زفرت باستياء صدح رنين الهاتف بين يدها وأنار
باسم سيف الغمري ابتسمت وهي تفتح الخط
فمن يوم أن وعدها سيف بكونه الصديق ولاخ لها وهو دوما يرسلها عبر الهاتف للاطمئنان عليها ولايمل من سماع بعد احديثها آلغير مهمة ! عن روتين يومها الطبيعي واسئلته عن عملها وموهبتها في رسم
بعد اللوحات المعبرة والتي تعرض في معرض يكاد يكون له شعبية طفيفة ....
“ألو يا سيف عامل إيه...... “
هاتفيا أجابها بنبرة عادية...
“الحمدلله تمام...... خلصتي في نادي ولا لسه.... “
قالت اسيل بنبرة شبه مستاءة...
“ااه خلصت...... آلمهم أنت عامل إيه في شغلك
هتوصل أمته البيت..... “
كآن يقود السيارة بانزعاج من كل هذا الوقت الذي يتبخر بسبب تلك الزحام ولكن برغم كل شيء لم يجفل عن نبرة صوتها الغريبة.....
“مالك ياسيل أنت كويسه حد ضايقك في
النادي .... “
إجابته أسيل سريعا ....
“لا طبعا مفيش حاجه...... “
نظر الى ساعته بضيق وهو يتساءل....
“آمال مالك...... “
“العربية بتاعتي في الصيانة ....و.... مش عارفه الطريق مالو النهاردة مافيش اي تاكسي فاضي “
رد عليها بدون تردد....
“طب نص ساعة وهتلاقيني عندك عشان أوصلك.. “
عضت على شفتيها