رواية دراما اجتماعية الفصول من الخامس عشر للعشرين
المحتويات
مش ابني وانك هتخافي عليه اكتر مني....انا مش فاهم انتوا ليه مش عايزين تفهموا اني بعمل كده لمصلحته....ليه مش عايزين تفكروا ف شعوري لما كنت بطرده وشبه بتبري منه....ليه مش عايزين تعذروني وتقدروا موقفي....فاكرين يعني اني ماندمتش ع اللي عملته....والله ندمت وبتمني لو كنت مسكت اعصابي واتصرفت بطريقه احسن من كده....بس اعمل اي....مافيش اب هيستحمل يشوف ابنه وهو بيضيع عمره وحياته ويقف يتفرج عليه....بس عشان يكون ف علمك أنا مش هرجع عن القرار اللي اخدته دا .
لا ننكر أن قلب عزالدين لم يعد قادرا علي تحمل دموع زوجته واڼهارت جميع حصونه وقرر الإستسلام رأفة بها وبحالتها فهي ان كانت تتحمل غيابه الآن فلن تتحمله غدا....إضافة إلي انه يعرف بأن أن حمزة عنيد ولن يخضع بسهوله لذا قرر أن يتراجع ويسمح له بالرجوع ولكن بشرط....ومن المفترض عزيزتي أن تكوني قد خمنتي ما هذا الشرط....لذلك نجد عز الدين يتحدث بهدوء خلاص ي ليلي هدي نفسك وماعدتيش ټعيطي واوعدك اني هرجعه تاني بس مش دلوقتي....هسيبه بس كام يوم كمان كده .
نجده يقف في شرفته شاردا....تري بماذا يفكر....أيفكر في مصيره بعدما هدمت حياته وخسر كل شئ....أم يفكر بوالدته التي ېموت شوقا لها....أو أنه يفكر في تلك المسكينه التي يبدو أنه لا ينتوي لها الخير ابدا....ويفيق من شروده ذاك علي صوت قرع علي الباب فيخرج من غرفته سريعا متجها نحوه وبعدما فتحه لم يجد أحد....فيقوم بصفعه بكل قوته ويقول بعصبيه عالم ولاد انا ناقص جنان....جاتكوا قرف....تري ما الأمر....لما بابه هو بالأخص الذي يدق في هذه الساعه من حين لآخر....هل فعلا البنايه مسكونه من قبل تلك الكائنات مجهولة الهويه كما قال حازم....أم أن هذا يحدث لسبب مجهول سنعرفه فيما بعد....صارحة لا أعرف وليس لدي القدره علي التخمين....ولكن حدثي يخبرني بأن هذا سيترتب عليه أمرا ما لن يخطر ببالنا....بالتأكيد سنعرف....ولكن متي!....هذا ما لا اعرفه .
الفصل السابع عشر
مر أسبوع وقد تغير به أحوال البعض أما البعض الآخر فلم يحدث بها أي جديد....فحسناء قد تعافت من تلك الانفلونزا التي اصابتها منذ ان اتت هنا وبدأت مزاولة عملها إضافة إلي تجاهلها لمهاتفات جواد....وحمزة حياته مقتصره علي العمل والتفكير ف عائلته ومتابعة ذلك الرجل الذي كلفه بإيجاد حسناء....أما جواد فقد أصبحت حالته الصحيه مستقره وسمح له بالعوده لمنزله ولكن حالته النفسيه هي التي ساءت كثيرا فلم يعد يأكل ولا يتحدث إلا قليلا فإمتناع محبوبته عنه جعله حزينا بائسا غير راغب في الحياه....أما عزالدين فقد هاتف حمزة وسمح له بالعوده كما أن ليلي أصبحت أفضل بكثير خصوصا بعد عودة جواد وعلمها بمجئ حمزة هذا المساء.....وهكذا أكون قد عرضت عليكم نبذه مختصره جدا عما حدث طيلة الأسبوع الماضي فلا داعي للماطله وعرض كل الأحداث بتفاصيلها حتي لا أطيل عليكم .
نجد القصر علي أتم الإستعداد لإستقبال ذلك الغائب....فقد كانت ليلي هي المشرفه علي إعداد كل الأطباق التي يحبها وكذلك تنظيف غرفته وشراء بعض الهدايا....فهذا اليوم كان بمثابة العيد لكل من في القصر عدا ذلك الذي لم يعد يبالي بأحد....وتنقضي ساعات النهار سريعا ليحل المساء ويجلس الجميع في إنتظاره....وبعد فتره ليست بالكبيره نجد إحدي الخادمات تأتي لتعلمهم بميجئه فتهب ليلي واقفه وتخرج من غرفة الجلوس لتلتقي....ولكم أن تتخيلوا كيف كان ذلك اللقاء....فالإبن غائب منذ زمن ولم يلتقي بها قط منذ خروجه....ظل الإثنان يحتضان بعضهما كما لو كانوا لم يريوا بعضهما أبدا إلي أن تحدث عزالدين ماكفايه بقي ي ليلي عايزين نسلم عليه إحنا كمان....فينفلت حمزة من أحضان والدته إلي أحضان والده ومن ثم رحب به الباقي وجلسوا سويا يتسامرون ويضحكون فهذه الجمعه لا تحدث كثيرا....وبعد فتره ذهبوا لتناول العشاء....ولنتركهم هنا وننتقل إلي جزء آخر من الروايه .
في غرفة حسناء تحديدا....نجدها ممده علي سريرها وتقرأ إحدي الكتب التي جلبها جواد ليقاطع إندماجها ذاك صوت رنين هاتفها فتلتقطه من جانبها لتجد أنه العم محمود وسريعا ما نجدها تضغط علي زر الفتح وتقول ألو....ازيك ي عمو عامل أي .
محمود بخير ي
متابعة القراءة