رواية كاملة روعة جدا الفصول من الرابع والعشرين الي الاخير بقلم الكاتبة فاطيما
المحتويات
البارت الرابع والعشرين
تجلس سما في غرفتها وهى تمسك هاتفها تشاهد تلك الفيديوهات الخاصة بها وما وصلت إليه من مشاهدات
فتلك المرة بالتحديد لم تنظر إلى نفسها بانبهار ولا بعيون لامعة بالفرحة بل كانت تنظر إلى نفسها باحتقار وكأنها كانت مغيبة حينها
قررت فتح التعليقات لفيديو لها يحتوي على أعلى نسبة مشاهدة جالت بأعينها ويديها تسحب الشاشة لأعلى وهى تقرأ تعليقاتهم مابين داع لها بالهداية وما بين محتقرا لها وما بين من يسب والديها انجرحت بشدة لما آوت إليه وما وصلت له من مستوى متدني ولكن ماجعلها تشهق بشدة وهي تقرأ تعليقا ما إذ كان محتويا على
كان ذاك التعليق بذاك الشكل الذي جعلها تضع يديها على فمها تكتم شهقاتها العالية واستمرت في التقليب في التعليقات ورأت مثله كثيرا مما جعلها تلقى بالهاتف عرض الحائط حتى وقع متهشما إلى قطع لاعدد لها
_ خليكي انتى ياراندا سبيني أنا وهى لوحدنا .
نظرت إليه بذهول وأردفت
_ إزاي ده لازم أشوفها وأطمن عليها وأعرف سبب عياطها وحبستها دى ايه
أمسكها من كتفيها يهدئها
أطاعته ورجعت إلى مكانها مشغولة البال لكن قلبها مطمئن لوجود زوجها بجانبهما وجلست مع حالها تردد بإنهاك روح
_ أحقا كنت مخطئة في كل تلك الأعوام الماضية وتصميمى على غربته !
نعم تلك الحقيقة إن وجوده معنا لايكفى أموال العالم أجمع وتلك الحقيقة التى تعلمتها بجراح روحى ياليتنى كنت ذو بصيرة فى سنيني الماضية ماكنت صممت ولكن دفعت ثمن أخطائي.
أما عن إيهاب دق على غرفة ابنته ثلاث مرات ولم تفتح ففتح الباب ودخل اليها وجدها فى حالة يرثى لها لقد دق قلبه ۏجعا على عزيزة عيناه دارت عيناه فى المكان وشاهد الهاتف محطما هرول إليها مسرعا وعلى الفور أخذها إلى أحضانه هاتفا بحزن
لم يريد أن تعلم معرفته بما فعلت وفضل أن يحتويها ويجعلها تحكى لحالها كي يمدها بالثقة واسترسل بحنو وهى مازالت قابعة فى أحضانه
نظرت إليه نظرات اندهاش وداخلها يتسائل إذا كان يدرى أم لا ولكنها أجهشت في البكاء المرير وهى تشدد من احتضان أبيها ولم تتفوه ببنت شفه مسد هو على خصلات شعرها بحنان بالغ وأردف مطمئنا لها
_ ابكى ياقلبى وخرجى كل اللى في قلبك وأنا كتفى هيجفف دموعك .
واستمرت في البكاء فى أحضان أبيها وهو يربت علي ظهرها تاركا لها العنان كى تستريح
وبعد قليل هدأت نوبتها لما استشفته من حنان والدها حقا كم أحست فى أحضانه بالأمان والسلام أخرجها أبيها من أحضانه حينما استمع إلي هدوئها وتحدث وهو ينظر داخل عيناها بحنان
_ ممكن بقى حبيب بابى يحكي له عن كل اللى مضايقه ومخلى عيونه الحلوين دول يعيطوا بالشكل ده
أخذت نفسا عميقا ثم زفرته بهدوء وأردفت بنبرة خاڤتة
_ كنت محتاجه لك من زمان أووى يابابا بس خلاص فات الأوان وأنا ضعت وضاعت معايا برائتى .
يا الله كم صعب ذاك الشعور على ذاك الأب يالهى إنه لمرار كمرارة العلقم في حلقه فصغيرته كبرت أعواما من الهموم على أعوامها فنظر إليها وهو ينفطر داخله مردفا يطمئنها بحفاوة
_ مين قال كدة ياقلب بابا أنا لسة شايف برائتك زي ماهى مهما كان تخيلك لسة شايفك سما البنت الجميلة الرقيقة اللى كلها حيوية وحياء مهما كان اللى حصل وبيألمك ومفكراه حاجة كبيرة مټخافيش تقوليها لبابا ياحبيبي وأنا هدعمك وهقف جمبك وهسندك مهما كنتى مفكرة إنك عملتى ذنب كبير فأنا هفكرك إن ربنا سبحانه وتعالى بيغفر الذنوب جميعا ماعدا الشرك به
وتابع تهدئته لها برجاء
_ احكى لى وخرجى كل اللى فى قلبك وأيا كان اللى هتحكيه هشاركك ألمك ومش هزعل منك ولا هغضب علشان أنا مكنتش جمبك ساعتها وعارف انه كان ڠصب عنك يالا احكى لى ياسمكة .
جالت بتفكيرها تشير عقلها أتقص لأبيها تلك القصص التي تؤرقها وتنزل من نظره أم تستمد منه العون والقوة وتنسى ما كان حتما سيدمرها. وتبدأ من
متابعة القراءة