رواية كاملة روعة جدا الفصول من الرابع والعشرين الي الاخير بقلم الكاتبة فاطيما

موقع أيام نيوز

بها يوما من الأيام لكى يأمن ابنته من غدرهم 
وبعد أن خرجوا نظر إليهم جميل قائلا 
_ فعلا النهايات أخلاق وتشكرى ياأم باهر على أخلاقك ومبروك عليكم مال اليتامى تتهنى بيه يارب .
فجر كلماته وتأبط ذراع ابنته وذهب من أمامهم بقامة مرفوعة وشموخ ليثبت لهم أن الأموال بالنسبة لهم سراب لا هى غاية ولا حتى وسيلة وكان ذاك جميل ولا يزال أبا رائعا يمتلك حسن البصر والبصيرة 
هناك مواقف تحدث في حياتنا نظنها مهلكة لقلوبنا ولو تمعنا النظر بها وتركناها لأمر الله ستمنحنا منح اكتسبتها قلوبنا من ألف محڼة.
__________________________
خرج رحيم من الجامعة متأخرا وأحس بوحشته الشديدة لمريم ووجد سيارته تنطلق الي وجهتها فلقد تحدث معها كثيرا أن تعود إلي فيلتهم وتسكن الملحق الذي كانت تمكث به قبل ذلك لأنه غير مطمئن عليها فى تلك الشقة أو من الأصح يحتاجها بجانبه فى ذاك كل مكان ولكنها رفضت بشدة وهو لم يكل في إقناعها وحتما سينفذ مايدور فى عقله وصل أسفل البناية فلقد علم وجود صديقتها عندها حينما كان يحادثها ولكنه لم يخبرها بقدومه 
وصل إلي الشقة وضړب الجرس الخاص بها وفتحت له صديقتها الباب 
ألقى التحية مرددا بوقار 
_ السلام عليكم ورحمه الله ازيك يا جنة أخبارك ايه .
ردت عليه السلام بوقار مماثل
_ وعليكم السلام ورحمه الله بخير يادكتور الحمد لله 
واسترسلت حديثها وهى تحمل حقيبتها تنتنوى المغادرة 
_ أنا كنت لسة ماشية حالا مريم جوة في المطبخ بتعمل قهوة عن إذنك.
أفسح لها المجال أن تغادر فمريم زوجته ويصح له التواجد معها 
دلف إلي المطبخ بخطى بطيئة كي لاتشعر له وسمعها تتسائل
_ مين ياجنة اللى ضړب الجرس 
اقترب منها رويدا رويدا وهمس بجانب أذنيها بهمس 
_ لأ أنا كدة هزعل معقولة محستيش بوجود جوزك حبيبك ياروح قلبي.
انتفض جسدها من همسه ومفاجأته لها ولفت وجهها إليه وإذا بها تقبع بين أحضانه لقربه الشديد منها وكادت ان تبتعد عنهم الا انه امسكها من خصرها بسرعة قبل أن تبتعد هامسا لها 
_ مش عيب تبقي فى حضنى وتبعدى عنى شكلى موحشتكيش بقى .
كان الخجل يصب في وجهها بكثرة ولسانها كأنه ابتلع من تأثرها بقربه واستجمعت الكلمات مرددة بتوتر
_ انت جيت هنا ليه من غير ريم أو بابا جميل 
إحنا مش متفقين على كدة .
رفع حاجبيه بمكر وهتف 
_ والله مانا اللى جيت بمزاجى لومى على ده 
وأشار إلي قلبه وتابع مكره
_ حتى قربى منه كدة واسمعى دقاته وهو هيجاوبك .
ازداد توترها وخجلها وتحدثت وهى تحاول الابتعاد عنه 
_ رحيم ابعد مينفعش كده أصلا وجودك هنا معايا لوحدنا مينفعش حتى لو انت جوزى فده كتب كتاب بس .
تمسك بها بشدة وأردف بوله وهو ينظر داخل عيناها
_ لا مش هبعد بذمتك فى حد تبقى روحه بين ايديه ويسيبها ده يبقى بېموت نفسه يرضيكى أموت وميبقاش فيه رحيم اللى ھيموت على حضڼ مريم .
كان يتحدث برقة أذابتها وجعلتها تائهة في بحور عيناه التى مثبتة عليها بوله 
وأردفت بنفس الخجل 
_ طيب أرجوك ابعد بقى علشان بجد مش قادرة أسيطر على أعصابى بسببك .
_أه قولى بقى انى دوبتك من همسة ونظرة وابتسامة .... كلمات دعابية نطقها ذاك الرحيم بخفة وأردف 
_ مش متحرك من مكانى إلا لما تقولي لي بحبك يارحيم وإلا هعمل حاجات تانية مش هتعجبك وبصراحة نفسى متقوليهاش علشان أنا نفسي أفضل فى حضنك ومفارقهوش أبدا.
أحست بأنه بدأ يقترب أكثر فأكثر فعلى الفور استسلمت وأدلت اعترفها برقة مغلفة بالخجل 
_ بحبك يارحيم ابعد بقى وتعالى نقعد فى البلكونة .
بإرهاق روحه عشقا أجابها 
_ ده رحيم تعب وجاب أخره ياروما ده بحبك طالعة منك قمر وانتى بتقوليها قولا أمال لما تنفذيها فعلا إيه اللى هيحصل ساعتها 
وتابع بمشاغبة وهو يحرك احدي حاجبيه
_ ده أنا كدة هدوب يابنت قلبي.
حينما رأت استرخاء يداه أفلتت منه بسرعة وجرت من أمامه وهرولت إلي الشرفة وهو لاحقا بها مرددا
_ الله إحنا فينا من كدة ياقلبي طيب قابلى بقى بعد كدة وانتى اللى بدأتى .
قال كلماته تلك وهو يلحق بها وقبل أن تصل إلي الشرفة أمسكها من يدها وثبتها مكانها قائلا
_ عمرك ماهتعرفى تهربي من رحيم يابنتى 
ثم اقترب منها مرددا وهو يشدد من احتضان يداها
_ أنا كنت واقف محترم وانتى اللى جبتيه لنفسك بقى .
كاد أن يقترب منها إلا أنها أفلتت يداها وضړبته بخفة على صدره هاتفة
_ إنت عايز ايه يارحيم بجد كدة مينفعش 
أجابها بأريحية
_ عايزك تلمى هدومك دلوقتي حالا وتنزلى معايا نرجع الفيلا ياكدة ياهتلاقينى كل يوم هنا وأنا بقى مش مسؤول عن اللى هيحصل بعد كدة .
قطبت جبينها وأردفت برفض
_ إحنا اتكلمنا فى الموضوع ده كتير وقلت لك إن أنا مرتاحة في بيتى هنا يارحيم .
لم يعجبه ردها الذي
تم نسخ الرابط