رواية كاملة طويلة الفصل الرابع والاربعون والاخير بقلم نوران شعبان

موقع أيام نيوز

الدرج وضعت كفها على الطرابزين و بتمهل و بطء نزلت الدرجات ..
نزلت وهى تتأمل بذلك الأربعيني الوسيم صاحب اللحية الخفيفة السوداء و قد اختلط السواد بشعيرات بيضاء لكن قليلة للغاية .. حتى تلك الشعيرات القليلة العجوز اضافت لمسات وقارية نحو هيئته الرجولية الجذابة ....
في نفس الوقت كان كريم يتألمها بفستانها الأخضر القامت شعرها الطويل المنسدل حول وجهها بغزارة جعلت من محياها قمر ..!
وصلت حياه اخيرا ليفعل معها كريم مثل ما فعل مع جنة .. قبل كف يدها و بحرارة أكثر هتف
أميرتي احلى أميرة في الكون !
وصلا حتى المطعم المتفق عليه
تحاول حياه تجنب نظرات كريم التي تحاصرها من كل زاوية تحاول التفكير بجدية و رؤية الواقع لكن ثمة غشاوة اظلمت على عيناها لم تجعلها ترى سوى كريم ..
جلسا و تناولوا الطعام ليصدح في المطعم صوت اغنية رومانسية فرنسية مشهورة ..
أمسك كريم بكف جنة الصغيرة و رقص معها على نغمات الموسيقى الهادئة و جنة تصتنع الدور جيدا و تضحك بهدوء مع ابيها ..
افلت كريم يد جنة لينحني امام حياه و يمد لها كفه ببطئ شديد مدت حياه كفها لتجد في أقل من ثانية نفسها في أحضان كريم متمايلة على أنغام الموسيقى معه ..
بحبك ! 
همس بها جانب اذنها .. كانت كذرة من الأوكسجين التي في أقل من ثانية اشعلت فؤادها مرة ثانية ..
ادارت وجهها بعيدا متمتمة
مش معقول أضعف بالسرعة دي المفروض اتقل شوية مبقاش واقعة كدة !
سبع سنين مش كفاية 
انا يادوب شفتك من شهرين بالكتير .. مش من سبع سنين !
حالة صمت عمت قطعها كريم متساءل
ليه كنتي بتحطيلي حبوب هلوسة 
تنهدت حياه لتجاوبه
كنت فاكرة انه هيسرح بخيالك بعيد فهتنسى الإدمان بالتدريج بس كنت غلط تماما تفكيري كان غلط و استعملت أسلوب غلط في علاجك ..
و الفيديوهات 
انا كنت محضراها فعلا من زمان بس لما حبيتك اتنازلت عن ده بس مجاش في بالي امسحهم .. عادي ..
سيبينا ننسى كل ده نحلم بس ممكن 
لم تجد حياه ردا فالتزمت الصمت ..
لكن فؤادهما صوتهما يتعالى كأنهما يتحدثان مع بعضهما البعض ..
مرت الأيام و السنين
تشعر حياه بابنتها تنضج أكثر و أكثر ..
فقررت ان تصير قدوة ان تصير ام صالحة لها ..
و كان اول قرار تعقب على ذلك الالتزام في الصلاة اتبعته بالحجاب و الالتزام بالزي الشرعي اتبعته بالتوسع في العلوم الإسلامية و الدينية حتى تربيها على أسس ثابتة راكدة ..
و كريم أيضا نضج بتفكيره أصبح رب البيت المتملك الواعي لكل صغيرة و كبيرة في المنزل 
جنة أيضا شبت في الطول وترعرعت بالعقل قبل الطول ..
أصبحت نموذج للفتاة المثالية على خلق ديني علم واسع طلاقة لسان و حسن بيان ..
أنجبت حياه ولد و بعده توأم ولد و بنت ..
و مرت السنين حتى تزوجت جنة و تزوج اخواتها .. و فضى البيت على كريم و حياه ..
بعد مرور ثلاثون عاما 
أحس كريم بيد حنونة تربت على وجهه ليبدأ في الاستيقاظ و فتح جفونه ..
وجد حياه أمامه بشعرها الأبيض ووجها الذي غطته البعض من التجاعيد لكن اعينها لازالت سوداوتان كاحلتان كالليل لم يتأثرا ..
اصحى عشان تاخد الدوا ميعاده دلوقتي !
حاول كريم الجلوس و ساعدته حياه على ذلك ليضع الحبة بفمه و يرتشف بعدها قطرات ماء 
عاد للنوم مرة ثانية و حياه تمسك بكف يده بحنو ..
عارفة بسمع دائما ان الراجل المفروض يبقى السند و الحيطة .. بس
انا شايف عكس كدة ! انا شايف ان انتي سندي في الحياه شايف ان لولا وجودك في حياتي مكنتش اتحركت خطوة مكاني ..
ابتسمت حياه على كلماته التي حتى الآن تحرك الرغبة و الحب بداخلها اقتربت منه لتهمس
لولا وجودك في حياتي انا مكنتش هبقى سند .. ابدا !!
تمت

تم نسخ الرابط