رواية كاملة الفصول من الاول للخامس بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
الحلقه الأولي .
في أحد ليالي الربيع المعتدلهتعاكس الرياح الأجواء وتتساقط أوراق الأشجار كمن يشهد علي نهايه حياته في هذه الدنياولكن تلك الأشجار تحزن علي فقدان رفيقها ومن كان لهم رحيما بإهتمامه...
هناك داخل هذا المنزل الصغير في إحدي القري بمحافظه المنيا حيث تجلس هي إلي فراشها الوثيرذو الأغطيه البسيطه تحتضن تلك الصغيره والۏجع يحتل دقات قلبها لا مفر ..وباتت دموعها تنهمر دون توقف او مرحله جفاف تمهلها وقتا لإعاده ملا مخزونها اليومي من العبرات...
نصيبك كدا يا بنتي نصيبك من الدنيا إنك تكملي حياتك من غير أب..اللهم لا اعتراض.
أردفت رنيم بتلك الكلمات في ۏجع تلك الفتاه ذات الخامسه والعشرون من عمرهاتتميز بملامح بسيطه ولكنها باتت تميل للإكتئاب عقب وفاه زوجهافقد تزوجت رنيم في العشرون من عمرها دون رغبتها في الزواج من هذا الشخص ولكن تحت إصرار والدها وما تعرضت له من صدمات في خلال تلك الفترهوافقت هي راضيه بقضاء الله وإختياره لها
ربنا يرحمك يا ياسر..ويجعلك مثواك الجنه.
وهنا نهضت من فراشها بعد أن تأكدت أن إبنتها قد غطت في سباتا عميق لتتجه ناحيه الشرفه وتجلس إلي أحد المقاعد الخشبيه داخلها ومن ثم شردت لما حدث قبل خمس سنوات ماضيه...
قامت رنيم بضم ساقيها إلي صدرها ثم أجهشت في البكاء وقد علي صوت نحيبها بطريقه أقلقت والدتها التي إتجهت ناحيه باب الغرفه وظلت تطرقه في توجس هاتفه بقلق...
يا رنيم إفتحي يا بنتي ما تعمليش في نفسك كدا.
تنهدت رنيم في آسي ثم تابعت من بين نحيبها...
إنتوا ليه مش عاوزين تفهموني يا أمي..أنا مش عاوزه أتجوز.
بدأت رنيم تمحي عبراتها المتساقطه بأطراف أصابعها ثم إتجهت ناحيه باب الغرفه وقامت بفتحه في وهن مردده...
هنتكلم في أيه يا أميهو مش ابويا خد قرار جوازي من غير ما يرجعلي خلاص!!
الأم بأسف وهي تحتضن إبنتهاأهدي يا بنتي وأسمعيني كويس.
جلست رنيم إلي الفراش مره أخري ومن ثم تابعت بنبرآت خافته...
الام بهدوءلازم تفهمي يا بنتي إن مفيش حد عارف سبب رفضك للجواز غيري..أوعي تفتكري يا رنيم إني مش حاسه بيكدا انا قلبي واكلني عليكي أوي يا بنتي..بس لازم تقدري أن ابوكي ميعرفش اي حاجه عن أسرارك وعاوزلك الخير يا حبيبتي..وإن كان الشخص اللي حبك متمسكش بيكي ولا وفي بوعده ف دا مش معناه إنها نهايه العالمبكرا تحبي جوزك يا بنتي ..لأن عمرك ما هتقفي قدام النصيبوياسر هو نصيبك وقدرك..وماينفعش تعارضي حاجه إختارهالك ربنا.
ليه يا أمي سابني كدا بدون أسباب مقنعه!!..أنا مش متخيله حياتي مع شخص وقلبي مع شخص تاني..أنا مش خاينه يا أمي علشان اعمل كدا..محتاجه أبعد عن كل الضغوط دي علشان اقدر اخد قرار.
أخفضت كريمان رأسها فقد أحست بصحه كلام إبنتها ولكنها لا تستطع الوقوف أمام قرارات زوجها عبد الواحد وهنا تابعت پألم...
أبوكي أخد قراره خلاص ومش عاوز يسمعنا يا بنتيسامحيني وحاولي تحبي خطيبك وتتأقلمي..إنت عارفه إن دي عادتنا وتقاليدنا في الصعيد والحب مش معترف فيه بينا.
رنيم بنبرآت هادرهبس انا مش عاوزه أتجوز ياسر او غيره ولا حتي أحب..أنا خلاص يا أمي تعبت.
في تلك اللحظه قامت السيده كاريمان بإحتضان إبنتها ثم رددت بنبرآت خافته...
ربنا يريحك قلبك يا بنتيويجازي اللي كان السبب..!!
وهنا دلف عبد الواحد ذو الملامح الجامده والصوت الخشن ثم تابع بنبرآت حازمه...
قومي يا بنتي شوفي خطيبكعلشان نحدد ميعاد نجيب فيه الدهب.
رمقته رنيم بأعينا حمراء ثم إبتلعت ريقها بصعوبه شديده وهي تتابع...
بردو يا بابا.
نظر لها والدها بنفس تلك النظرات الجامده ومن ثم والاهم ظهره قائلا...
قرار مافيهوش رجعه..ماتخليش خطيبك يستني كتير.
إتجه السيد عبد الواحد خارج الغرفه في حين قامت رنيم بمحو دموعها ومن ثم نهضت متجهه ناحيه خزانتها وسط نظرات والدتها المستغربه...
إنزلي يا ماما قوليلهم إني جايه.
الام بتساؤل رنيم إنت كويسه!!.
تنسمت رنيم الهواء ثم شهقت في صلابه وهي ترجع خصلات شعرها للوراء وتقوم بعقصهم في مرونه...
أنا تمام اوي يا اميشويه وهنزل.
إنصاعت كريمان لحديث إبنتها رغم عدم إرتياحها لرده فعلها بينما تجهزت رنيم تماما ووضعت حجابها الهاديء ومن ثم إتجهت إلي غرفه الضيافه حين ينتظرها خطيبها...
ما أن رأها ياسر حتي تهللت أسارير وجهه وتابع بنبرآت هائمه...
أزيك يا رنيم.
رنيم بثباتأنا كويسه.
ياسر بسعادهيارب دايما في أحسن حال يا ست البنات.
قاطعتهم السيده كريمان قائله...
أنا أقوم اعملكم حاجه تشربوها.
ياسر بحبتسلم ايدك يا ست الكل.
دلفت السيده كاريمان خارج الغرفه حتي تترك لهم فرصه الحديث علي إنفرادوهنا تابع ياسر بنبرآت متسائله...
لو مافيهاش إزعاج ممكن أسألك سؤال يا آنسه رنيم!!
رنيم بنفس الثبات وهي تنظر للجهه الأخريأسأل.
ياسر بحزنليه دايما بحس أنك مغصوبه عليا ومش حابه تقابليني!!!.
رنيم وهي تغمض عينيها في ضيقعلشان هو كدا فعلا.
current_time
عوده للوقت الحالي
أفاقت رنيم من شرودها علي صوت والدتها التي تدلف داخل الغرفه مردده..
يا بنتي كفايه اللي بتعمليه في نفسك داعدي سنه علي وفاه جوزك ولسه حابسه نفسك جوا الأوضه ومش عاوزه تكلمي حد خالص.
واصلت رنيم بكائها وهي تهتف بنبرآت باكيه...
ظلمته كتير وهو عايش يا أمي..إستحمل مني كتير أوي..معرفتش قيمته غير لما ماټ.
كريمان بحزنكفايه يا بنتي عينك مش شيفاها من الدموع.. وبعدين دا قضاء ربنا أدعيله بالرحمه يا رنيم هو أكيد محتاج دعواتك..لأنك أكتر شخص كان ياسر بيحبهوقومي معايا طالما جويريه نامت علشان عوزاكي في موضوع.
أشاحت رنيم بوجهها للجهه الأخري ثم تابعت بضيق...
لو هتكلميني عن موضوع هشام..يبقي مفيش داعي منه..أنا هاخد جوري في حضڼي وهنام..ولو سمحتي يا أمي أقفلي النور وإنت خارجه.
كريمان بتفهمماشي يا بنتي..ربنا يهديك ويريح قلبك.
في أحد أيام فصل الربيع حيث إزدهار وتفتح الورود بألوانها وأشكالها الزاهيه وسط مساحات هائله من الرقعه الخضراء والحقول بإختلاف ثمارها
مالت تلك الفتاه ذات الثمانيه عشر عاما بجسدها للأمام ثم چثت علي ركبتيها بخفه وأمسكت بأطراف أصابعها الصغيره تلك الزهره بيضاء اللون ثم قربت أنفها لتتنسم عبيرهاف تلك الصغيره عاشقه لأزهار الياسمينولم تكن هذه الفتاه في ريعان شبابها بأقل جمالا وإشراقه من أزهار الياسمينولم تكن هذه الصفات مشتركه بينهم فقطبل تدعي تلك الجميله ياسمين.
ياسمين منصور الجيارتسكن في إحدي القري بمحافظه المنياشديده الجمال ترتدي دائما حجابا يغطي ما يجب تغطيته خمار..إلتحقت بالصف الثالث الثانوي وقد إقتربت من نهايه العام الدراسي لتتأهل لمرحله جديده وتستطع أخيرا تحقيق حلم والدها وقد أصرت علي عدم خذله...
يعمل والدها تاجر للأزهارحيث يقوم بزراعه ورود بأنواعها المختلفه وما أن تنضج يقوم ببيعها في الاسواق علي الفورولشده حبه لأزهار الياسمين قام بتسميه إبنته الوحيده بنفس الاسم وخاصه بعد مۏت والدتها أثناء ولادتها أصبح هو كل عائلتهاوتعمل ياسمين معه في الحقل في موسم حصاد هذه الأزهار ....
يمتلك منصور الجيار شركه كبيره في القاهره لصناعه وبيع الملابس قد ورثها عن والده وتشاركه
متابعة القراءة