رواية كاملة قوية جدا الفصول من الواحد وعشرين للخامس وعشرين بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

فدفعته هي واسقطته على الأرض ثم هرولت راكضة باتجاه الباب وفتحته ثم اندفعت راكضة على الدرج تفر هاربة وهي تلهث بړعب ولا ترى أمامها سوى طريق الخروج تركض وهي تتلفت خلفها حتى تتأكد من عدم تعاقبه لها .. خرجت من البناية وهي ترتجف ولا تزال تركض دون أن ترى أمامها فقط تحمي ظهرها برأسها .. وإذا بها فجأة ترتد للخلف حين اصطدمت بآدم وهي تركض أمسك بها قبل أن تسقط وحدق بمعالم وجهها المزعورة .. بينما هي فدفعته بحركة عفوية في زعر وخوف ورأت صديقتها تركض إليها من خلفه وهي تصيح بسعادة  
_ مهرة 
وصلت إليها وضمتها تعانقها بقوة وتهتف باهتمام وقلق  
_ عملك حاجة الحيوان ده  
كان ريشا يركض على الدرج حتى يلحق بها وهو ممسك برأسه وعندما خرج من البناية ورأى سهيلة ومعها ذلك الرجل الغريب وهي معهم فتوقف بدهشة يتطلع إليهم بارتيعاد والتقت نظراته المرتبكة للحظة بنظرات آدم الڼارية وفورا باللحظة التالية كان يركض مهرولا بعيدا فلحق به آدم ركضا .
ابعدت سهيلة مهرة عنها واحتضنت وجهها بين كفيها هاتفية بقلق تتطلع لمعالمها المرتعدة  
_ مهرة ردي عليا إنتي كويسة 
اڼهارت جميع حصونها وانهمرت دموعها على وجنتيها بغزارة وتدريجيا بدأت تشتد حدة بكائها وهي تمسك بشعرها بقوة وعڼف كمن ترغب في جذبه من جذوره وتصرخ باكية بحالة هسيتريا  
_ لمسني يا سهيلة منه .. نفس المكان .. لمسني .. نفس المكان 
حاولت تهدأتها وهي تفلت خصلات شعرها من بين قبضتيها مردفة بقوة حتى تجعلها ننتبه لها  
_ مهرة ... اهدى .. اهدى .. إنتي بخير الحمدلله .. بصيلي
سكنت لوهلة فجأة واعادت تشغيل الشريط لترى كل شيء أمام عيناها المأسآة كاملة .. ثم عادت مرة أخرى للبكاء لكن پعنف أشد وهي ترتجف بشكل يثير القلق وثواني معدودة حتى بدأت تفقد وعيها تدريجيا وسهيلة أدركت ذلك فأمسكت بها وهي تصيح بها حتى لا تغمض عيناها  
_ مهرة فوقي .. مهرة .. مهرة
استسلمت واغمضت عيناها متغيبة عن الواقع .. فتلفتت سهيلة حولها تبحث بنظرها عن آدم ولكن لا وجود له فتأففت بعدم حيلة وانهمرت دموعها بأسى على صديقتها ثم جلست على الأرض وهي تضع ذراعها اسفل رأسها وتحاول إفاقتها لكن دون فائدة .. دقيقة بالضبط وعاد آدم وهو يلهث من أثر الركض فوقف أمامها وهتف  
_ مالها  
_ اغمي عليها وبحاول افوقها مفيش فايدة 
انحنى على الأرض وحملها على ذراعيه ثم سار بها متجها نحو سيارته هاتفا  
_ يلا هناخدها المستشفى 
هرولت سهيلة خلفه وفتحت باب السيارة الخلفي ووضع هو مهرة بحذر شديد ثم اغلق الباب واتجه لباب مقعده ليفتحه ويستقل به واستقلت سهيلة بالمقعد الخلفي بجوار صديقتها ثم هتفت بتساءل  
_ هرب ! 
حرك محرك السيارة وانطلق بها وهو يجيب عليها پغضب  
_ ايوة ركب الميكروباص وهرب بس هجيبه هيروح مني فين يعني

كانت تجلس أمام التلفاز تشاهد أحد البرامج الترفيهية وإذا بها تسمع صوت رنين هاتفها يصدع من الغرفة بالداخل فاستقامت واقفة واتجهت للغرفة والتقطت الهاتف الملقي فوق الفراش ثم حدقت في الشاشة تقرأ اسم المتصل نشأت الرازي .. أصدرت زفيرا حارا بخنق ثم اجابت عليه باقتضاب  
_ خير 
نشأت بنبرة دافئة  
_ عاملة إيه يابنتي 
جلنار في جفاء  
_ كويسة يا نشأت بيه .. خير إيه سبب الاتصال ! 
صعب عليه أن تناديه ابنته باسمه دون أن تقول أبي كما اعتاد أن يسمع اسمه منها هكذا .. فتنهد بيأس وغمغم في ندم  
_ كفاية ياجلنار .. صدقيني يابنتي أنا ندمان على كل حاجة كرهك ليا بېقتلني ومش قادر استحمل اشوفك مش طيقاني كدا 
_ إنت السبب في الكره ده يا نشأت الرازي .. مفكرتش ليه في النتائج قبل ما تبيعني عشان مصلحتك وفلوسك
نشأت بخزي وصوت مبحوح  
_ عندك حق أنا غلطت وكنت استاهل كل حاجة واستاهل عقابك ليا بس كفاية يابنتي عشان خاطري سامحيني
_ ياريت بس مش قادرة اسامحك للأسف .. إنت حتى محاولتش تثبتلي ندمك وتطلقني من عدنان 
نشأت باندفاع وبصدق  
_ مطلقتكيش منه عشان بيحبك وهو قالي وطلب مني اديله فرصة يصلح علاقته بيكي 
التزمت الصمت للحظات في دهشة بسيطة قبل أن تهتف بعدم تصديق وحدة  
_ مش مصدقاك ولا مصدقاه .. عدنان عمره ما حبني ولو قالك كدا يبقى كان بيخدعك عشان تبعد عن طريقه 
كان على وشك أن يجيب عليها لكنها أسرعت وهتفت هي تمنعه من استرسال الحديث  
_ كفاية انا زهقت ومبقتش قادرة اسمع كذبكم إنتوا الاتنين .. انسى إن ليك بنت يا نشأت الرازي
انزلت الهاتف من فوق أذنيه وأغلقت الاتصال ثم ألقت به فوق الفراش وهي ترفع أناملها تخللهم بين خصلات شعرها في محاولات بائسة منها حتى لا تبكي وعندما التفتت بجسدها للخلف رأته يقف عند الباب يستند بكتفه عليه عاقدا ذراعيه أمام صدره .. أدركت أنه سمع كل حديثها فرمقته باشمئزاز وهتفت في ڠضب  
_ كذاب 
لوى عدنان فمه ومصمص شفتيه بهدوء مريب ثم انتصب في وقفته وابتعد عن الباب واغلقه بحرص شديد حتى لا تخرج أصواتهم لأذن صغيرتهم بالخارج ثم الټفت لها وتقدم إليها في خطوات ثابتة وهادئة تماما حتى أصبح في مقابلتها مباشرة وهتف بصوت رجولي غليظ وخاڤت  
_ إنتي عايزة تطلقي ليه !!
استنكرت سؤاله وضحكت ثم هتفت ساخرة  
_ يمكن مثلا عشان مش عايزة اعيش مع راجل مش بيحبني !
أجابها بثبات انفعالي يحسد عليه 
_ ويعني هي كلمة بحبك اللي هتخليكي تنسي الطلاق ده !!! 
كان يعرف ردها قبل أن يسأل السؤال وبالفعل طالت نظرتها إليه بصمت حتى قالت بقسۏة وعناد  
_ لا 
بدا صوته أكثر وداعة لكن ازدادت صلابة نظراته إليها وهو يجيب عليها 
_ طيب امال عايزة إيه بظبط ! 
جلنار بسخرية وقوة تليق بها  
_ أكيد مش بعد ده كله هقولك أنا عايزة إيه .. المفروض تعرف وحدك بس هيفيد بإيه حتى لو عرفت خلاص فات الآوان
مرت من جانبه وهمت بالانصراف لكنه قبض على ذراعها ليوقفها واقترب منها ثانية ثم تمتم في صوت رخيم  
_ وفات الآوان ليه !
_ عشان مهما عملت ياعدنان هفضل مصممة على الانفصال برضوا
استفزته بشدة جملتها لكنه نجح في تمالك أعصابه وانحنى على وجهها يهتف بحدة  
_ وانتي مهما تعملي أنا برضوا هفضل رافض الانفصال 
صاحت به مستاءة في غيظ  
_ ليه عايزة افهم ليه .. طالما مش بتحبني مش عايز تطلقني ليه 
قابل انفعالها وصياحها عليه بالصمت والجمود في الملامح وهو يقف كالصنم التي لا حياة فيه وهي تستمر في التحديق به وبعيناه تبحث عن ثغرة تنفي كلامها لربما تفسر سبب رفضه لتركها ولكنها لم ترى سوى ثلوج المشاعر وانعدامها .. لم ترى اي من الكره أو الحب فقط الجمود الذي ينجح به في كل مرة بمهارة .
ادمعت عيناها وردت عليه مغلوبة على أمرها  
_ مش بترد ! .. اقولك أنا ليه .. عشان أناني ومتجبر
انتظرت أن تقابل ردة
تم نسخ الرابط