رواية كاملة قوية جدا الفصول من الواحد وعشرين للخامس وعشرين بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
تسأله إلى أين سيذهب لكنها كتمت سؤالها في نفسها وتابعته بصمت وهو يغادر وفور سماعها لصوت غلق باب المنزل استدارت واتجهت لشرفة غرفتها تنظر منها فتراه وهو يستقل بسيارته وينطلق بها .. وسؤال واحد يتردد في ذهنها تطرحه بفضول هل يذهب لها ! .
أوقف حاتم السيارة على جانب الطريق .. ثم نظر لها وابتسم متمتما بنبرة عادية
اماءت له بالموافقة وفور نزوله التقطت الكيس الممتليء بالطعام وأنواع مختلفة من الحلوى قام بشرائها لها عندما أخبرته أنها جائعة بعد انتهاء اجتماع العمل وعودتهم في طريق المنزل .
فتحت الكيس وأول شيء وقع نظرها عليه كان الآيس كريم .. لمعت عيناها بنظرات مشتهية وجذبته فورا تفتحه وتبدأ بأكله في استمتاع وتلذذ .. وبسبب تركيزها المنصب كله على الآيس الذي بيدها لم تلاحظ نظراته لها من الخارج وهو يلتفت برأسه للخلف يتطلع إليها بتعجب وهي تلتهم الآيس كالأطفال اتسعت ابتسامته حتى ملأت وجهه يمعن النظر بها مستغلا فرصة عدم ملاحظتها له بعد لحظات قصيرة قرر العودة للسيارة فتحرك باتجاه باب مقعده وفتحه ثم دخل واغلقه وهو يتطلع لها باسما ويهتف بمشاكسة
أماءت له بالإيجاب وهي تهتف بعفوية
_ مش أوي .. بس الآيس طعمه كتييير طيب
حاتم ضاحكا
_ أه ما أنا لاحظت إنه عجبك
تطلعت فيه بتلقائية وهدرت بحيرة
_ أنا ما راح أكل كل هاد وحدي طبعا .. ليش ما بتاكل معي !
_ لا مش جعان كلي إنتي والباقي خليه اتسلي عليه براحتك
_ بتقولي حاجة !
_ لا ولا شيء
ضحك بخفة ثم نظر أمامه وحرك محرك السيارة انطلق بها يشق الطرقات .. فهتف محدثا إياها في لؤم بعد دقيقتين من الصمت
_ صحيح هو إنتي اتضايقتي ليه الصبح لما خالتي قالتلك إني عايز اتجوز
رمقته بشراسة وهتفت
_ ما قالت إنك بدك تتجوز .. ولا شو إنت غيرت رأيك من الصبح لهلأ !
_ طيب براحة اهدي في إيه هتاكليني !
اعتدلت في جلستها وردت بهدوء وثبات انفعالي متصنع
_ أنا هادية
حاتم باستنكار وهو يضحك بقوة
_ هو كدا هادية .. امال لو متعصبة هتعملي فيا إيه !
نادين بغيظ مكتوم
_ لك إنت ليش بتسألني وأنا لشو اتضايق يعني !! سوي ياللي بدك ياه بتتجوز بتهاجر بتحب شو دخلني فيك أنا
_ يعني إنتي معندكيش مانع اتجوز !!
أوشكت على الانفجار من فرط الغيظ والغيرة .. فجاهدت في تمالك أعصابها قبل أن تجيب لكنها فشلت لتهفت منفعلة
_ لك اتجوز شو بيخصني أنا ! .. إنت عنجد انسان غريب والله
سمعته يقهقه بقوة يطلق ضحكته الرجولية المرتفعة والساحرة ويرد عليها من بين ضحكته
_ أنا برضوا اللي غريب ! .. طيب اجهزي بقى عشان قريب كدا تحضري فرحي
رمقته بقرف وهي تشتعل من الغيرة واردفت بصوت ساخط وساخر بنفس اللحظة
_ والله .. وشو كل هاي الثقة كأن البنت ياللي راح تتجوزها منتظراك قدام باب البيت .. حاتم أنا ما بدي اجرح مشاعرك بس إنت عم تتوهم أساسا ما في بنت راح تتطلعك
ضحك بقوة وأجابها بنظرة جانبية خبيثة
_ متأكدة !!
أماءت برأسها في ثقة ونظرات تحدي فأكمل وهو يبتسم بلؤم
_ أصل في واحدة قبل كدا قالتلي إنت أي بنت تتمناك .. تعرفيها !
جزت على أسنانها بغيظ وقالت بابتسامة سمجة
_ كانت عم تكذب عليك .. برأي ما تصدق هاي الكلام مرة تاني ولا تفكر بالجواز لأن وقتها راح تزعل عن جد لما تلاقي كل البنات عم ترفضك
رفع حاجبه بلؤم دفين ولا تزال الابتسامة تزين ثغره فأوقف السيارة جانبا وانحنى عليها يهمس بنظرة اربكتها
_ نادين
ذابت في نظرته ورمقته بهيام دون أن تجيب فوجدته يكمل همسه بصوت رقيق مع ابتسامة رائعة ونظرة بمثابة تعويذة سحرية
_ تتجوزيني
لجمت الدهشة لسانها .. ورمشت بعيناها عدة مرات في صدمة .. حتما أنه يمزح لا يمكن أن يكون جادا ! .. تابع هو تغيرات وجهها ووجنتيها الحمراء وصډمتها وهي لا تفهم شيء فابتسم وهتف ضاحكا بمداعبة
_ إيه مرفضتنيش ليه !!
يمزح كما توقعت .. لكن هل يتلاعب بمشاعرها حتى لو لا يعرف شيء عن حقيقة ما تضمره له في قلبها .. لم تتمكن من ضبط انفعالاتها فانفعلت وهي تهتف بعصبية
_ حاتم إنت عم تستخف دمك .. هاد الشيء مافيه مزح
غضن حاجبيه بدهشة من عصبيتها الحقيقية .. لم يكن يقصد أن يغضبها حقا فقط كان يشاكسها بالكلام كما اعتادوا معا .. اعتدل في جلسته وهو يجيب عليها باعتذار
_ أنا آسف مقصدش اضايقك والله .. متوقعتش إنك هتتعصبي كدا !
نادين بحزم وهي تشيح بوجهها عنه
_ بليز اتحرك بالعربية وخلينا نرجع البيت .. أنا تعبت وبدي أنام
كان سيجيب عليها لكن الڠضب الذي يعتلي ملامحها كان حقيقيا وجديا فلم يرغب في زيادة سوء الوضع حيث تنهد بخنق وعاد ينطلق بالسيارة من جديد وهو يلقي عليها نظرة من آن إلى آن يرمقها بنظرات ندم وأسف .. يبدو أنه كان سخيف حقا لكنه يقسم لها أنه لم يقصد !! .
فتح باب المنزل ودخل ثم اغلقه خلفه .. كان شخصا بالخارج وبمجرد أن خطت قدمه ذلك المنزل أصبح شخصا آخر .. احتدمت نظراته وتشنجت عضلات وجهه پغضب عارم .. لكنه رغم ذلك نجح في البقاء هادئا .. يقسم أنه لو أطلق الۏحش الجامح والجائع المتعطش للدماء الذي بداخله ستلفظ أنفاسها الأخيرة على يديه ..
تحرك باتجاه الغرفة الذي زج بها بداخلها في صباح اليوم واغلق عليها وتركها .. مد يده في جيب بنطاله وأخرج المفتاح ثم وضعه في القفل يديره لجهة اليسار ليفتحه ويدخل فيجدها جالسة على الأرض منكمشة پخوف وهي تحتضن ساقيها إلى صدرها وتهز قدمها بشكل لا إرادي نابع عن توترها وخۏفها .. لم يستغرب هيئتها فيبدو أن هذا كان تأثير الغرفة الضيقة والمغلقة التي حپسها بها .. ابتسم
متابعة القراءة