رواية شيقة جدا الفصول من العاشر للثاني عشر بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

اقترب رجلان لمساعدة سليم لتسترجع كل مخاوفها من التجمعات لتقترب محتمية بسليم الذي احاطها بيديه بإحتواء.
سليم حاسما وهو يشدد من احتضانه لها ليشعرها بالأمان رافعا يده رافضا لمساعدة أحد بعد أذنكم يا جماعة محدش يتدخل اتفضلوا لو سمحتم مراتي هتقومني كان سوء تفاهم وهي مقصدتش توقعني.
تصاعدت الهمهمات المحتجة المعبرة عن سخطهم لرفضه لمساعداتهم على هذا النحو رغم تعاطفهم معه.
ازداد انكماشها باحضانه فهو امنها وحاميها حتى لو أسأت إليه بينما أرضاه لجوءها إليه رغم ماحدث ليربت عليها بحنان بينما نظره معلق باتجاه سامر وزوجته.
سليم مټألما وبنبرة جاهد أن تبدو متماسكة خلاص يا سلمى أهدي وخلينا نقوم بسرعة الحمد لله سامر مخدش باله منا.
اعتصر الندم قلبها وهي تلمس حرصه على مصلحتها رغم فعلتها معه فارتفع صوت نحبيها وهي تخفض وجهها خزيا.
سليم جامدا متجانبا النظر بعينيها حتى لا يرى عجزه بهما وانبطاحه ارضا كفاية يا سلمى الناس اتفرجت علينا بما يكفي لو سمحتي ساعديني.
تحركت بحزن وجاهدا سويا حتى استقام على كرسيه.
سليم بجمود وهو يشير لإحدى الطاولات البعيدة وهو يتحرك تجاهها رافضا مساعدتها أول ما الناس يبطلوا بص علينا هنروح نقعد هناك قريبة من ترابيزتهم ومدرية في نفس الوقت.
أمأت رأسها بطاعة وهي تلوم نفسها تتبعه صامتة والدموع تلتمع بأعينها وهي تنظر له تارة ولابنها تارة أخرى لتنهمر دموعها وهي ترى لهو ابنها وارتباطه بغيرها من جهة ومن جهة أخرى ماحدث وجمود سليم معها بعدما جاهد لمصلحتها وقابلت إحسانه بإساءة.
تحرك بعد برهة باتجاه الطاولة التي سبق وأشار إليها لتتبعه بصمت جلست وأنظارها معلقة بطفلها تبتسم لضحكاته وتتجهم لضيقه أو لجوءه لمرافقته.
كان يجلس بحزن لما حدث ليس غاضبا عليها بقدر غضبه لعجزه وكيف كان أرضا بلا حول ولا قوة لا يستطع النهوض من غير مساعدتها فكيف تراه الأن وهل يستطيع الحلم بأن يكن له يوما رجلا تطيعه وتحترمه وتعتمد عليه أما غضبه منها فبرغم ثورتها فهو مقدر للضغط الواقع عليها وهي ترى ابنها ولا تستطيع إحتضانه بعد كل ذلك البعاد يتابع كل خلاجاتها انتفاض جسدها وتحركها المتوتر كلما تعثر صغيرها وغيرتها من احتضان سليم لزوجة أخيه ورغم غضبه منها لم يستطع أن يتركها للنيران التي ټحرق قلبها.
سليم هادئا احمدي ربنا أنه مبسوط ومع حد حنين عليه بدل ما كانوا أذوه ولا فضل مع مرات أبوه تبهدله.
سلمى نادمة لجحودها رغم فضل الله ورؤيتها لابنها اخيرا أستغفر الله العظيم عندك حق يا سليم معتذرة عن فعلتها أنا أسفة والله ما حسيت بنفسي.
سليم بصوت مخټنق ولا يهمك مش ذنبك أنا اللي نسيت أني عاجز وافتكرت أني هاقدر أسيطر على الموقف.
سلمى باكية بندم لا يا سليم أوعى تقول كده أنت أحسن أنسان أنا قابلته في حياتي أنا عمر حد ما عملي ربع اللي أنت عملته لي ولولا أنت مكنش سليم يبقى قدامي دلوقتي متحسسنيش قد أيه أنا ناكرة جميل. 
سليم بصوت خاڤت مټألم وعندي استعداد أعمل قد كده عشر مرات أنا مكنتش باحاول امنعك عنه ولا مش حاسس بيكي أنا بس كنت باحافظ على اللي وصلنا له ومش عايز عواطفك تضيع كل حاجة وبإذن الله هارجع لك سليم قريب منكسرا ووقتها تقدري تتخلصي من عبئي وتعيشي مع ابنك براحتك.
سلمى مستنكرة لا يا سليم أنت أزي تقول كده أنت عمرك ما كنت عبء بالعكس..
سليم منكسرا رافضا لكلمات تفتح باب أمل ما هو إلا سراب متضيعش الوقت في كلام فراغ اشبعي من ابنك على قد ما تقدري ولما نروح نبقى نتكلم.
أطاعته بصمت فهي بالفعل مشتاقة لصغيرها وبنفس الوقت لا تقدر على مواجهته بعد ما فعلته به بينما اشتعلت النيران بقلبه ظنا بموافقتها بأن ما بينهما هراء مقارنة بابنها ليزداد حزنه ويضعف أمله بأن تكون له يوما
ساد الصمت برحلة العودة يجلس سليم على كرسيه بخلفية السيارة بوجه واجم وأعين حزينة بينما سلمى أمامه يتآكلها الندم لا تصدق ما فعلته به بعد كل ما يفعله لها حزن عينيه يدمي قلبها خاصة وهي تعلم أنها المتسببة به فكرت أن تجاذبه أطراف الحديث ربما يخرج من حزنه ويستعيد ابتسامته التي تفتقدها بشدة.
سلمى متلعثمة شكرا يا سليم ربنا ما يحرمني منك.
سليم ببرود العفو.
سلمى محتقنة حرجا لصده لها هو أزاي عرفت أنهم رجعوا وموجودين النهاردة في النادي.
سليم جامدا ناظرا بكل الاتجاهات عداها هما خلاص رجعوا وكمان مش هيسافروا تاني حاليا هما بيسافروا تلت شهور الصيف بس لأن مراته مدرسة ولازم ترجع شغلها وكمان
هي متعودة تقضي يوم الجمعة كامل في النادي يعني هتقدري تشوفيه باستمرار
سلمى مندهشة من أين له بمعرفة ذلك أنت عرفت ده كله أزاي مداعبة لعلها تخرجه من حالة الجمود تلك قولت لك زمان أنك كرومبو مصدقتنيش.
سليم جادا متجاهلا دعابتها لما مرات البواب قالت لك أنهم مسافرين من فترة طويلة بعت واحد من طرفي لسايس النادي سأل على سامر أخو سليم وفهمه أنه عايز يعمل معه شغل بس محتاج يقابله هنا في النادي وكأنها صدفة لأنه مش عارف يقابله في الشركة وساب له مبلغ محترم ووعده هيديله زيه لما يتصل يبلغنا وصوله والحمد الموضوع جه بفايدة.
سلمى بحرج وحزن لمعرفتها بما يبذله لإسعادها بينما هي تقابل ذلك بالجحود شكرا يا سليم شكرا على كل حاجة حلوة عملتها لي وأسفة على أي حاجة ضايقتك بيها
بعد عدة أيام بمنزل سليم
نهى حزينة لحال صديقتها المضطرب هو أنا حسدتكم ولا أيه يا بنتي.
سلمى عابسة تتذكر تجاهله لها منذ اڼهيارها وتصرفها الشائن على أيه بس يا بنتي قولت لك مفيش حاجة.
نهى مصرة مفيش حاجة أيه أنت باقى لك كام يوم علطول مخڼوقة والدموع مالية عينيكي ده غير واضح أن أستاذ سليم كمان متغير الولاد قالو لي أنه علطول بقى ساكت ومش بيلاعبهم زي الأول.
ابتلعت ريقها بحزن وهي تعلم أنها المتسببة بحالته تلك وعودته للعزلة والحزن المرسوم بعينيه دائما
سلمى محاولة تغيير مجرى الحديث وهما عاملين أيه دلوقتي ومجيبتهمش معكي ليه.
نهى بارتياح هما عندهم واجب وسيباهم بيعملوه سعيدة بما وصل له ولديها مش متخيلة جلسات تعديل السلوك فرقت معهم قد أيه والدكتورة قريبة صاحبكم دي أكتر من ممتازة دي ساعات كتير بتقعد معي لوحدنا وتتكلم معي كتير باحس أنها وخداني معهم فوق البيعة.
سلمى مضطربة خشية أن تعلم بأن سيف هو من اطلع الأخصائية على ظروفها وطلب منها مساعدتها وتوجيهها دون لفت انتباهها طبيعي يا نهى بما أنك أنت اللي بتربي الولاد فلازم تتأكد أنك عندك الوعي الكافي لده مشتتة انتبهها المهم عاملة أيه مع دعاء.
نهى زافرة بارتياح وببسمة انتصارصباح الخير يا جاري أنت في حالك وأنا في حالي الصحيح هي مبتيأسش وبتحاول ترجع الوضع زي مكان بس أنا مش بديها فرصة ده غير أن أخر مرة الحاج مهدي هددها أن حسابها هيبقى معه هو لو خالفت الأتفاق وأنه هيأجر شقتي للعمال بتوعه ويسكني في عمارته.
سلمى باحترام والله الرجل ده محترم وابن حلال ربنا يجازيه خير.
نهى ممتنة
تم نسخ الرابط