رواية روعة جدا الفصول من السادس للعاشر بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
ليه كده دي اخرتها واخرة صبرى على كل اللى عملوه معانا يتهموا بنتى فى شرفها خلاص ما صدقوا يلاقوا غلطة علشان يعلقوا لها المشانق لازم عاصم يقول ليهم ان مفيش حاجة من اللى فى دماغهم حصلت لازم الكل يعرف الحقيقة
زفر عاصم بقوة قائلا
ياست عواطف انا مش محتاج تقوليلى بس تعتقدى حتى لو اتكلمت فى حاجة هتتغير من اللى فى دماغهم هما خلاص صدقوا اللى عاوزين يصدقوه
كلام عاصم مظبوط يا عواطف عمر السيوفى الكبير ما هيصدق غير اللى فدماغه وهتفصل بنتك فى نظره لازم تتعاقب بعد شهر بعد سنة هيعملها وانتى عارفة يعنى ايه عقاپ السيوفي يبقى ازاى صړخت عواطف تسرع فى النهوض قائلة بهستريا وبكاء
يبقى استحالة اقعد استنى دقيقة واحدة فى البيت ده كفاية اووى لحد كده
لتنهض صفية هى الاخرى تهتف
صړخت عواطف قائلة
اتحل انتى شايفة كده دى اخرتها علشان محدش يجيب سرة بينتى اجوزها رد جميل وشفقة
عند كلمتها هذة نهض عاصم على قدميه پعنف قائلا
رد جميل ايه وشفقة ايه انا لما طلبت فجر للجواز كان علشان انا عاوز كده مش علشون حاجة تانية واعتقد انك تعرفينى كويس ياست عواطف انا محدش يقدر يخلينى اعمل حاحة مش عاوزها ياريت كلامى تفهميه كويس
بجد يا عاصم يعنى انت عاوز فجر مراتك علشانها هى مش لاى سبب تانى
اجابها عاصم بثقة
طبعا. الجواز مش لعبة وانا يشرفنى ان فجر تكون مراتى
اشرقت ملامح عواطف بالفرحة لتسرع باتجاه عاصم تقوم باحتضانه بقوة قائلة بصوت متحجرش من البكاء
ظل عاصم بين احضان عواطف لكن عينيه كانت مثبتة على تلك الجالسة منذ ما حدث لايصدر عنها اى ردة فعل سوى البكاء تنظر امامها بشرود بينما عينيها تذرف الدموع هن دون ارادة او سيطرة منها من يراها يظنها بعالم اخر ليسأل عاصم بصوت خالى من التعبير قائلا
بس مش ممكن تكون فجر هى اللى تكون رافضة الجواز منى
لتسرع فى اتجاه ابنتها تسألها
مش كده يافجر
ظلت فجر على وضعها لاتتحرك منها عضلة واحدة لتهتف عواطف بصوت عالى
فجر يا حبيبتى ردى عليا
رفعت فجر عينيها بنظرات شاردة خائڤة لتكرر عواطف سؤالها لها بينما ظلت فجر على حالة الشرود قائلةبلا احساس او تعبير
ظلت عيني غاصم معلقة عليها يحاول معرفة مايدور فى عقلها من افكار ليقول بصوت حازم
ممكن لو سمحتوا تسيبونى مع فجر شوية اعتقد ان فيه كلام بينا لازم يتقال
ظلت عواطف واقفة بتردد توزع نظراتها بين ابنتها وعاصم بقلق لتهتف صفية قائلة بلطف
تعالى يا عواطف نخرج احنا ونسيبهم لوحدهم يتكلموا سوا
هزت عواطف رأسها ببطئ بالموافقة لتمسك صفية بيدها تغادران الغرفة بهدوء وما ان اغلق الباب خلفهم حتى رجع عاصم للجلوس فوق مقعده واضعا ساق فوق الاخرى يستند بدقنه فوق كفيه ينظر الى تلك الجالسة بصمت لا تصدر عنها غير شهقات بكائها الخاڤتة ليظل مراقبا لها يرى خصلاتها المشعثة پجنون حول وجهها شديد الاحمرار ليحدثها بجمود
مش كفاية لحد كده شغل العيال بتاعك ده
لم تصدر عن فجر اى ردة فعل تدل على سماعه ليهتف عاصم بقسۏة
قلت كفاية كده يافجر متزودهاش
شحبت ملامح فجر من طريقة حديثه معها لترفع عينيها الحمراء من كثرة بكاءها تنظر اليه لتسمعه يحدثها بجمود وقسۏة
اسمعينى كويس علشان لازم نحط النقط فزق الحروف من اولها والكلام اللى هتقال ما بينا دلوقت انا وانت بس اللى هنكون عرفينه يعنى ولا مخلوق هيعرف بيه واضح كلامى
ظلت تنظر اليه بتوجس وخشية دون رد عليه ليهتف عاصم بقوة
فاهمة يا فجر
اسرعت تهز راسها بالايجاب لينهض عاصم واقفا فوق قدميه يذرع ارضية الغرفة بخطوات ثائرة ثم توقف فجاءة امامها قائلاببرود
انا عارف ان مش دى احلامك بالنسبة للجواز ولا انا اللى كنتى بتحلمى بيه شريك لحياتك
لتحاول فجر مقاطعته ليوقفها بأشارة من يده قائلا
واللى لازم تعرفيه ان ولا انا كمان كان ممكن فيوم افكر ان اتجوزك بس زاى مانت شايفة ولظروف خلت مفيس ادامنا غير الحل ده واللى رضيت بيه مش علشان خاطرك لا علشان خاطر الست والدتك اللى كان ممكن ټموت فيها لو استمر الحال على الوضع ده
صمت عاصم تاركا لها الفرصة لاستعاب كلماته لها ينظر الى وجهها محاولا ان يرى ردة فعلها ليرى الجمود يرتسم فوق وجهها ليحدثها برقة هذة المرة محاولا جعل كلماته هادئة النبرات قائلا فجر انتى مش صغيرة علشان تفهمى ايه اللى اتقال علينا بالظبط وان مكنش ادامى غير الحل ده بس عوزك تعرفى ان الوضع مابينا مش هتغير انا هفضل الاخ الكبير وللى لو احتاجتى اى حاجة انا عمرى ما هتأخر عنها فاهمة يا فجر
هزت فجر رأ سها بأنكسار تشعر بنيران حاړقة تسرى فى صدرها من وقع كلماته تشعر بأهانة كبيرة من حقيقة انه مجبر على زواجهم هذا بدافع الشهامة واحساسه القوى بالدفاع عن كل ماهو ضعيف ترغب بالصړاخ برفضها لتلك المشاعر منه لكنها تعلم صدق كلماته وانها لو قامت بالرفض لظلت موصومة بالعاړ للباقي من حياتها هذا غير ما سوف تعانيه امها من ذل ومهانة قد تقضى عليها
تحدث عاصم بهدوء يكمل الباقى من حديثه
احنا هنكون ادام الكل اتنين متجوزين طبيعى ليكمل بنبرة تحذرية
وما اقول الكل يبقى بقصد الكل يافجر اما بينى وبينك هيفضل الحال زاى ماهو من غير تغير لحد ما نشوف هنعمل ايه قولتى ايه احب اعرف رايك فى كلامى ده قبل ما نتمم اى حاجة
ظلت فجر صامتة لفترة طويلة كان خلالها عاصم ينظر اليها ببرود دون ان يحاول النطق بحرف اليها حتى تحدثت فحر بصوت متحشرج خالى من التعبير انا موافقة على كل اللى قلته بس ليه طلب واحد
ظهر الاهتمام على وجه عاصم ليسالها بفضول
وايه هو !!
فجر بصوت حازم قوى النبرات
جوازنا مستمرش اكتر من سنة بعد كده كل واحد حر فى حياته
قست تعابير وجه عاصم لدى نطقها لكلماتها هذة تطب من عينيه نظرة سامة يسألها بحدة
واقدر اعرف السبب
فحر قائلة بأقتضاب
لا اعتقد مش من المهم تعرفه كده او كده جوازنا مش هيستمر فمش هتفرق مدته تبقى اد ايه
ظلت فجر بعد حديثها هذا تحت وقع نظراته الحادة عدة دقائق ساد خلالها صمت قاټل حتى سمعته يتحدث اليها بلهجة تحمل الكثير من التهكم
اللى تشوفيه وزى ما قةلتى مش مهم اعرف السبب المهم اننا اتفقنا على اللى جاى هيكون ازاى
لتتحدد بعد حديثهم هذا ايامها القادمة معه لاتدرى ما تحمله
لها وهل ستظل دائما تعيش على هامش الحياة.......
الفصل السابع والثامن
تم عقد القران وسط جو مشحون صامت لم يحضره احد من العائلةفقد اختفو اجميعا من بعد
متابعة القراءة