رواية جديدة الفصل الثاني والثالث بقلم صديقة الحروف
به شيء الكلمة الوحيدة التي قد تصف رد فعله هي بارد.
نظرت له شيرين تتفحصه فهو فارع الطول شعره الأسود المرفوع للخلف بفوضوية منظمة لكن لا تدري كيف ذقنه ليست بالحليقة ولا طويلة أيضا يرتدي بزة رمادية اللون وقميصا أبيض ورابطة عنق سوداء رائحته رجولية تمتزج بالنعناع المنعش حدقت به للحظة وهو ينظر إليها نفس النظرة لم تتغير حتى لم تلمحه يرمش يضع يده في جيوب بنطاله بغرور وزهو مبالغ بهما. شعرت بالغرابة من الموقف الذي لا تعلم لكم من الوقت استمر فهي شعرت كأنها ستقف طوال حياتها أمامه وفجأة تكلم
فف.. فين همست بنبرة مهتزة ومبحوحة متلعثمة لا تدري لماذا! فحمحمت وهي تنتظر إجابته ولكنه أدهشها بتركها مكانها وذهب نحو مكتبه الأسود الضخم الذي يلمع سطحه بشدة مزعجة تعجبت شيرين وذهبت خلفه لتجلس على أحد المقعدين أمام مكتبه محاولة إبعاد نظرها عنه قدر الإمكان والسيطرة على ڠضبها قليل الذوق!!! ازاي يعاملني كده فكرت وابتلعت ريقها بصعوبة.
فجأة تحولت نظرته لها من نظرة باردة إلي نظرة ثاقبة كأنه يعري جسدها بالكامل ولكن دون أن يلمسها.
أظن أستاذ مراد بلغك إني هنا النهاردة عشان أشتغل مديرة أعمالك بعد هدوئها للحظة أكملت يا ريت إذا كنت عايز تسأل أي أسئلة تتفضل لو سمحت أنهت جملتها ثم أنتظرت لكي تسمع بم سيجيبها.
أأيه.. ممفيش حاجة عايز تسألني عنها أو حاجة تكلمني فيها سألت متلعثمة لتحاول كسر هذا الصمت ولكن دون فائدة فتابعته بنظرها لتجده يتوجه نحوها من خلف مكتبه إليها ورسم على شفتيه ابتسامة ماكرة دون أن تلمس عيناه ثم وقف أمامها لم يفصل بينها وبينه سوى منضدة صغيرة لتشعر أن نظرته الثاقبه قد سړقت أنفاسها.
شرع في فك رباطة عنقه والقاها بنفس عدم الاكتراث كما فعل في سترته ثم جلس على المنضدة التي أمامها وقد تقارب مستوى وجهيهما ونفس الإبتسامة لا تغادر شفتاه لتتعالى خفقات قلب شيرين حتى شعرت أنها قد يصيبها نوبة قلبية.
أقترب مها حتى وجدت ركبتاه تلامس ركبتاها فابتعدت عنه شيرين قليلا بمقعدها للخلف ولا تدري ماذا تقول أو كيف تمنعه عما يفعله لتتابعه بتلك العسليتان في تعجب وأنفاسا تعالت في عدم راحة لتراه قد بدأ في فك أول زرين من قميصه الأبيض المشدود بعناية على صدره العريض كأنه سينفجر بيد واحدة وبالأخرى قد مد يده بين ركبتي شيرين ولكن دون أن يمسهما وجذب مقعدها له مجددا بعد أن ابتعدت به. ويده الأخرى لا زالت أمام صدره لا تعلم ماذا سيفعل وما الذي ينتويه بتصرفاته تلك الغير مبررة.
لم تستطع شيرين الإنتظار أكثر ولن تتحمل تصرفاته تلك الغير مفهومة ولم يعجبها ما يفعله وإقترابه الزائد عن الحد معها فمهما كان وأيا كان شأنه لا يحق له