رواية جديدة الفصول من الحادي عشر للخامس عشربقلم صديقة الحروف
المحتويات
وبعد حوالي ربع ساعة طرق الباب بخفة ثم دخل عليها ليرى ملامحها تتغير من مجرد إلتقاء أعينهما.
ابع...
مش هنتخانق متخفيش قاطعها بصوت هادىء رافعا يداه مستسلما ليراها هدأت قليلا ثم نظرت متفحصاه پغضب مش هانتكلم ولا هقولك حاجة خالص.. هاقعد جنبك ساكت استكمل ليجلس على كرسيا بالقرب من سريرها
أنت ايه مبتفهمش! قولتلك مش عايزة أشوف وشك تاني مش عايزاك جنبي ولا طايقة أسمع صوتك وحتى وجودك في أي حتة قريبة مني بتنرفزني همست بحزم وإشمئزاز مش كفاية اللي حصلي بسببك.. عجبك مش كده ربنا يريحك مني بالمرة وتشوفني مېت...
يا سلام! على أساس إن هيفرق معاك تشوفني مېتة ولا لأ سألته بتهكم ولكن لم تحصل على جوابا سوى ڠضب تلك الرماديتان اخرج بره ومتجيش هنا تاني بقا! همست بوهن بينما ساد الصمت فترة.
مش هاخرج ومش ھتموتي ومش هاسيبك يا شيرين أخبرها ولكن لم تدل نبرته على الأوامر كما أعتادت منه ولا الجمود ولا التحكم بل شعرت بضعفه واحتياجه الشديد كأنها لأول مرة تتعرف عليه أنا آسف!! همس معتذرا لينهال التهكم من تلك العسليتان الغاضبتان
ليكي أنتي بس.. أجابها بصعوبة بعد أن زفر كمن يعاني آلما ما
ياه على الكدب!! ده أنا مشوفتش كده!! ضحكت بسخرية ثم تألمت من الضحك فقد شعرت أن رأسها يكاد أن ينفجر لينظر لها هو بدهشة غير مصدقا ما قالته للتو
أيوة أيوة.. احلف بقا وأكدب كمان.. قوم بص في المراية على منظرك ومتنساش بقا تبقا تقولي هي دكتورة ولا ممرضة ولا واحدة جاية تزور حد في المستشفى ولا يا ترى زهقت عشان كده كلمت واحدة من الأشكال اللي تعرفهم تيجي تسليك على ما اصحى أخبرته ومازالت مبتسمة بسخرية ثم شردت بعيدا عنه لتجده يقف ليذهب لأقرب مرآة لينظر لنفسه وقد عقد حاجباه لما رآه
أنت بتهزر مش كده فاكر إن كمان الحاډثة أثرت على عقلي.. متقلقش أنا لسه فاكرة إنك إنسان قليل الأدب وساڤل!!
لا ده أنتي صدقيني.. صاح بها متجها لها ولا الحاډثة نستك إنك كنتي حاطة روج أحمر! سألها بحدة لتعقد هي حاجباها فقد كان صادقا فنظرت له تتفقده في حنق
يومين ونص
وأنت ما.. يعني.. مروح..
مقدرتش ابعد عنك لحظة قاطعها بصرامة وخوف نظرت تتفحصه لتجد آثار دماء على قميصه فهي نفس الملابس التي كان يرتديها قبل الحاډثة وكذلك بالرغم من هدوءه واستسلامه الغريب الذي لم تعهده من قبل لاحظت كم هو مرهق فزفرت في حيرة ولم تستطع التحدث وصمتت لا تدري لكم من الوقت وما قاطع صمتهم إلا صوت أنفاسهم.
مش عايزة حاجة.. مليش نفس أخبرته بتآفف وهي تزم شفتاها في ضيق
متخلنيش أأكلك بالڠصب عقد حاجباه غاضبا
لا يا آدم مش هتقدر تغصبني ومش عايزة منك أنت بالذات حاجة صاحت بتحدي
بلاش تستفزيني واسمعي الكلام احسنلك همس محذرا لتنظر له وقد عرفت تماما نظرة الڠضب تلك التي لا تقبل النقاش لتنفخ هي في انزعاج وتمنت لو أنها ليست بتلك الحالة حتى تتركه وتذهب بعيدا عن شجاراته التي لا تنتهي
ماشي تمتمت متنهدة بس أنت مش هتأكلني أنامش مشلۏل... قاطعها بنظرة محذرة وبدأ في إطعامها وكمان أهو مش عارفة أأكل نفسي.. وكله بسببك تمتمت في استشاطة ليزفر هو في حنق
لو مكنتيش مشيتي مكنش حصل كل ده
ما هو لو كنت احترمت نفسك ومبوستنيش زي ما بتعمل مع الأشكال الژبالة اللي تعرفها مكنش زماني هنا.. ولا أنت كمان صاحت پغضب ليطعمها رغما عنها
اسكتي صاح لينهيها عما كانت تريد البدأ به فهو لم يفكر حتى ماذا سيفعل معها ولم يتبين بعد كيف سيتصرف معها
كفاية كده أنا شبعت أخبرته بعد عدة دقائق
خلصيه كله ومش عايز نقاش آمرها ببرود مهيب لتتأفف هي وهو مازال مستمرا بإطعامها.
نظرت له شيرين غير مصدقة أنه هو من يعتني بها كانت ملامحة ممتزجة هو غاضب وفي نفس الوقت القلق يظهر عليه ولكن ما فآجئها حقا كان الإنكسار والآلم اللذان يعترياه كيف له أن يعاملها برقة واهتمام هكذا هو ندمان فعلا على اللي عمله معايا فكرت لتشرد وتتجمد ملامحها ولم يفيقها إلا صوته
يالا كملي صاح بهدوء ممسكا بالملعقة أمامها لتعقد هي حاجباها
كفاية بقا مش عايزة تاني صاحت بتوسل فتوقف بعد أن ألقى نظرة ليدرك أنه ليس هناك إلا القليل فأقتنع أخيرا ليبعد صينية الطعام بعيدا عنها ونهض مخللا شعره مطلقا زفرة ثقيلة فنظرت له بتعجب أخرج هاتفه فوجده مغلقا فتذكر أن بطاريته فارغة
يادي النحس تمتم لتضحك بخفوت فرحا بأنه منزعج ليلتفت ناظرا لها برماديتان غاضبتان
عاجبك اوي إني متضايق سألها پحقد
ياااه.. معندكش فكرة ده أنا ببقا هنفجر من السعادة كل لما أشوفك متضايق! أجابته متحدياه
تعرفي! سألها مقتربا منها ليدنو إليها ولم يعد هناك بين وجهيهما مسافة تذكر لتنظر له بدهشة وخوف من أنفاسه الساخنة التي لفحت شفتيها وتلك الرماديتان الحادتان
لو مكنتيش مكسرة كده وفحالتك دي كنت خليتك ټنفجري صح من كتر اللي كنت ممكن أعمله فيكي وكنت هوريكي يعني ايه سعادة بجد
همس لتحلك رماديتاه وشبح ابتسامة ماكرة خبيثة تلعب على شفتاه.. ولم تدري هي ماذا يقصد بذلك هل يعني أنه سيؤذيها لما قالته أم يفكر بشيء آخر. أيا كان ذلك الذي قاله فهي تشعر بأن هناك شيئا لا يليق خلف تلك الكلمات!
ابع.. اطلع ب.. تلعثمت لتعلو أنفاسها في وجل وأنفاسه كذلك ليمتزجا سويا وازداد توترها وارتباكها ولم تستطع النطق فظل هكذا لبرهة حتى تمالكت نفسها ابعد عني همست لتبحث عن الهواء لتتنفس ولكن لم تجد سوى تلك الأنفس التي تحمل رائحة الدخان وذلك النعناع المنعش خاصته لتتوسع إبتسامته ليخفق قلبها پجنون وقد شعر آدم بهذا ولاحظ صدرها يعلو ويهبط بشدة فابتعد قليلا لينظر لها ليجدها تغمض عسليتاها پعنف لتتنفس كمن يعود له الحياة بعد مۏت دام لسنوات.
بعد كده متتكلميش زي البغبغان وأنتي مش فاهمة أنتي بتقولي ايه أخبرها بغرور واضعا يداه بجيباه وقد أدركت أن سيد آدم رأفت البارد المغرور قد عاد الآن. أعطاها ظهره لتسمع خطواته بالغرفة فابتلعت ريقها وقد هدأت قليلا
أنت
متابعة القراءة