رواية جديدة الفصول من الحادي عشر للخامس عشربقلم صديقة الحروف
المحتويات
في المستشفى معاها.. عملت حاډثة ارتعشت نبرته وحاول مقاومة تلك الغصة بحلقة ولكنه لم يستطع ليتحدث لمراد ثانية.. هتضيع مني.. أنا السبب في كل ده أجابه وسط قلقه ولهفته عليها وانكساره ليصدم مراد بما سمعه وسكت قليلا
ابعتلي العنوان حالا أنا جايلك
بعد أقل من نصف ساعة آتى مراد لينظر لآدم وقد ذهل لما رآه.. ايه ده ده بجد آدم اللي قاعد قدامي ده فكر قبل أن يقول أي شيء لينظر له ليجد وجهه شاحب كالمېت.. لا يرمش بجفناه حتى.. جالسا في شرود تام وملامحه خالية من الحياة ملابسه تحمل آثار دمائها ليشعر بالهول من المنظر وازداد قلقه على ما قد يردي بها لأن ټنزف مثل تلك الډماء فأقترب منه ثم وجد على شفتاه القليل من الحمرة قد تركت أثر عليها ليعقد حاجباه
حبيتها وهتضيع من ايدي.. ده اللي حصل .. زي ما بيحصل كل مرة اجابه بصوت خفيض بدون أن ينظر له وهو يبدو كالتائه المشرد الذي لا مأوى له
أرجوك مش وقت ألغازك! قولي جملة مفيدة وفهمني ايه اللي حصل سأله مراد بنفاذ صبر ليطلق آدم زفرة طويلة ثم أغلق عيناه وبدأ بالتحدث..
ها.. بقت كويسة سأل آدم في قلق وملامحه المتلهفة المرتعدة لم تغادره
أنت بتقول ايه أنت هي كويسة ولا لأ صړخ به آدم ممسكا بتلابيبه عاقدا كلتا قبضتاه حولها ثم جذبه نحوه پغضب لو جرالها حاجة أنا هموتك!! سامع!! هاموتك إنت وكل اللي تعرفهم
أنا آسف.. معلش هو مش قادر يتقبل الصدمة كويس.. ممكن حضرتك تطمني هتكون بخير مش كده هتفوق امتى
لسه مش عارفين ممكن خلال ساعات وممكن أيام.. الجراحة اللي في الرئة كانت صعبة جدا والإرتجاج في راسها بسبب الحاډثة ممكن يصعب إنها تفوق بسرعة
وقعت عيناه عليها ليهرول ثم جثى بجانب سريرها ليبكي رغما عنه ووجد عبراته لا تتوقف وتلك الغصة بحلقه فشل في التحكم بها بينما تمزق قلبه في حسرة وندم شديدان على كل ما تعرضت له بسببه هو
حاول مراد أن يخبره أن يعود لمنزله وليأتي بالصباح ولكن لم يستطع أن يذهب ويتركها.. فقط مكث بجانبها بشرود تام.. مر عليه مراد مجددا ولكن لم يلحظ أنه يرتدي شيئا آخر ليحاول إقناعه مرة ثانية ولكن دون جدوى!
آدم أنت قاعد كده بقالك يومين! روح البيت حتى غير هدومك وناملك ساعتين وتعالى تاني أخبره مراد بضيق ولكن أجابه آدم بنظرة غاضبة وقد فهم مراد منه أنه لن يستطيع أن يغير رأيه ماشي براحتك!! أنا ماشي.. محتاج حاجة مني سأله مراد ليهز رأسه له في إنكار كإجابة ليتوجه مراد مغادرا.
تفقدها برماديتاه النادمتان وهو يتذكر كل لحظة جمعتهما منذ أن رآها بمكتبه عندما استمع لصوتها وقت ما دلفت منزله كل ما تفعله من مناقشات حادة وجدالات وقرارات اتخذتها بشجاعة دون خوف وبجرأة متناهية لا تغيب أيا من التفاصيل عن رأسه بالرغم من أنه لم يعرفها لكثير من الوقت ولكنه أدرك أن عشقها قد تسلل لقلبه وفقد السيطرة على يد تلك الفتاة التي لا يصدق إلي الآن كيف دلفت لحياته بين يوم وليلة لتغيره بهذا الشكل!
بعد عدة ساعات من اليوم الثاني بالمشفى لاحظ أن شيرين قد رمشت عيناها لتفتحهم بصعوبة لتجد رماديتاه تتفقدها في لهفة ونظرة قلق جلية بينما تحولت ملامحها هي للذعر وبحثت عن قدرتها حتى تستطيع التحدث لتهمس بالنهاية له وقد تحولت نظرتها من الإنهاك للإنفعال
ابعد عني!....
بارت 13
لم يستطع آدم إلا أن ينظر إليها عاقدا حاجباه بقلق وخوف.. لم تدرك هي لماذا هو بجانبها ولماذا ينظر لها هكذا شعرت پألم جسيم وصداع كاد أن يفتك برأسها فقط أوجاعها الجسدية تسيطر عليها وكل ما تريده أن تراه بعيدا عنها.
قولتلك ابعد عني.. أنا لا عايزة أشوف وشك ولا عايزة لساني يخاطب لسانك.. أطلع بره لو سمحت صاحت شيرين متغلبة على آلامها لتبكي بهيستيرية ولم يستطع آدم أن ينطق بحرف واحد وتضاعف قلقه عليها ليراها هكذا ليس كالسابق فهي لا تبكي بسبب أحد غيره هو فنهض ذاهبا لينادي أي طبيب أو ممرضة ليطمئن على حالتها فهو لن يسامح نفسه إذا ساءت حالتها أو تدهورت بسبب بكائها.
دكتور. عايز زفت دكتور صړخ بعلو صوته غاضبا ليرتعب من حوله جميعا من العاملين بالمشفى ويذهبوا خلفه لغرفتها.
خلل آدم شعره پغضب وتعالت أنفاسه من القلق منتظرا خارج الغرفة خوفا من أن يكون هو السبب لإنهيارها هذا أنا السبب في كل اللي أنا فيه ده عشان غبي ومتخلف!! بس ورحمة أبويا لا ترجعي كويسة وهترجعيلي ومش هتسبيني يا شيرين!! وحتى لو عملتي ايه ولو رسيت إني أغصبك تفضلي معايا هاعملها فكر وقد فقد القدرة على الإنتظار وما إن قرر الدخول حتى خرج الطبيب ومعه ممرضة ليتساءل مالها هي كويسة
هي كويسة والحمد لله عدينا مرحلة الخطړ بس ده مجرد تأثير الغيبوبة أمر طبيعي متقلقش حضرتك أعصابها هتكون مشوشة ومشدودة شوية الفترة دي وكمان عشان كدمات دماغها بسبب الحاډثة احنا اديناها مهدئ ومسكنا ت كمان بس لو سمحت محدش يعرضها لأي حاجة تثير أعصابها أو تضايقها لغاية ما تعدي الأربعة وعشرين ساعة دي
تمام همس بصوت خاڤت وقد علم أنه السبب كي تثير أعصابها ولكن لم يستطع أن يبتعد عنها وفكر كثيرا قبل أن يدخل لها وحاول أن يهدأ من نفسه ويستعيد سيطرته على أعصابه وهو يجوب أمام الغرفة برواق المشفى ذهابا ومجيئا
متابعة القراءة