رواية روعة الفصول من الرابع عشر للسادس عشر بقلم اميرة الحروف

موقع أيام نيوز

ترجلت من مبنى الجريدة وقفت لتبحث عن سيارة أجرة فسيارتها معطلة و لكنها تفاجأت بمن يناديها و يلوح لها من نافذة سيارة مصطفة على جانب الطريق فقد كانت فرح هي صاحبة النداء و يحيى يقف مستندا إلى جانب السيارة توجهت إليهما أعطت فرح قبلة كبيرة على وجنتيها ثم توجهت بالسؤال إلى يحيى إيه جابكم هنا 
أشار برأسه تجاه ابنته وحشتي فرح و عايزة تشوفك 
نظرت بابتسامة تجاهها ثم عاودت النظر إليه لا بجد أنا كده ممكن أقلق على فكرة 
اعتدل يحيى بوقفته عرفت من أمجد إن عربيتك عطلانة قلت أكسب فيكي ثواب و اجي اوصلك
شعرت بالخجل من اهتمامه بس مكنش فيه داعي تتعب نفسك
زفر يحيى ثم أشار تجاه السيارة اركبي يا نيرة وبلاش هبل
ركبت نيرة السيارة بجواره و أثناء الطريق شردت بالفترة الماضية حيث توطدت علاقتها ب يحيى كان يبدي اهتماما لمقالاتها و عملها اكتشفت به شخصية جديدة فهو يحب ابنته كثيرا فهي بالمقام الأول لديه كما أنه أصبح يهتم بأخبار نيرة كثيرا تعددت لقاءاتهم بالنادي في الفترة الأخيرة و هذا حرك مشاعر نيرة الكامنة تجاهه فحب المراهقة قد عاد بالظهور
انتشلها من شرودها سائلا إياها سرحانة في إيه لا ما انتي مش راكبة تاكسي و مش هتعبري السواق اتكلمي معايا أحسنلك
التفتت له ضاحكة اه راكبة تاكسي و مش هتكلم معاك أنا هتكلم مع فروحة عشان هي وحشتني
التفتت إلى الفتاة الجالسة بالمقعد الخلفي تبادلت معها الحديث حول تدريب السباحة و رفيقاتها بالحضانة كانت تشعر بالسعادة بصحبتها ثم هتفت الفتاة فجأة بابي مسافر النهارده أنا قولتله يجيبلي شيكولاتة و عروسة و هو جاي قوليله انتي كمان يجيبلك عروسة
نظر يحيى إلى نيرة و غمز بعينيه لا أنا هجيبلها عريس 
شعرت نيرة بالخجل فهي لا تعلم إن كان ما قاله على سبيل الدعابة أو أنه يلمح لشئ
أوقف يحيى السيارة أمام محل مثلجات ثم ترجل من السيارة ليحضر لهما ما تشتهياه فهو يعلم النكهة التي تفضلها كل واحدة منهما غاب لبضع دقائق ثم عاد و ناول كل واحدة نكهتها المفضلة و أثناء تناولهم إياه فاجأ نيرة بحديثه على فكرة كنت بتكلم جد و منتظر الرد أنا مسافر نيويورك النهارده و عايز ارجع من الرحلة دي تكوني فكرتي و على فكرة دا كان السبب إني أجيلك الشغل انتي وحشتيني أنا مش فرح و شوفي تحبي أجيبلك إيه وأنا جاي 
الصدمة ألجمتها فلم تقو على الرد نظرت أمامها ببلاهة و انفصلت بتفكيرها عما يحيط بها حتى أنها لم تشعر بأنه تحرك بالسيارة تعلم في قرارة نفسها أنها تحبه و تعشق ابنته لا يمانع عملها ولكنهما لا يستحقان أن تضعهما بدائرة الخطړ فيكفي قلقها على والديها شعرت بالحزن داخلها بالرغم من حبها الشديد له فهي لم تكن تريده أن يتقدم بطلبه هذا لأنها ستضطر للرفض و هذا من شأنه أن يباعد بينهما
وصل يحيى بالسيارة أمام منزلها نظر إليها بابتسامة بادلته إياها و التفتت تحتضن فرح و تقبلها كثيرا و قبل أن تترجل من السيارة استدارت مرة أخرى إلى يحيى قائلة بنبرة حزينة أنا أسفة يا يحيى طلبك مرفوض 
أنهت جملتها و ترجلت سريعا من السيارة صاعدة إلى منزلها حتى لا تترك له فرصة للنقاش فهي ستضعف أمامه 
تعجب من جوابها فما رآه بعينيها مؤخرا يؤكد له مشاعرها تجاهه فما سر الرفض كان على وشك أن يصعد للمنزل وراءها ولكنه فضل أن يعطيها فرصة للتفكير ريثما يعود من رحلته و حينها سيكون اللقاء مع والدها و ليس معها
جلست سارة برفقة والديها تريد أن تفاتحهم بشأن أمجد فهو طلب منها أن ترتب موعد له مع والدها ليتقدم لخطبتها لم تعلم كيف تبدأ الحديث معهما كلما همت بالحديث تتراجع مرة أخرى كانت والدتها تراقبها تشعر بترددها إلى أن قالت لها بغتة الموضوع شكله فيه عريس
ابتسمت لوالدتها بخجل و نظر إليهما والدها بعدم فهم انتو بتتكلمو بالألغاز ولا إيه! 
ضحكت والدتها ولا ألغاز ولا حاجة بس هي من ساعة ما جات من بره و هي مش على بعضها و عمالة تفرك عايزة تقول حاجة و مكسوفة
نظر إليها والدها ليجد
علامات الخجل تزين وجهها سألها كلام ماما صح 
أومأت برأسها إيجابا دون أن تتحدث فسألها والدها مرة أخرى هو مين 
أخبرتهم عن هويته و كيف تعرفت عليه شعر والدها بسعادتها بادية بنبرة صوتها فنظر إليها خلاص نسأل عليه و نحدد له ميعاد ييجي فيه
احتضنتها والدتها بشدة فهي تعلم كم عانت في خطبتها الأولى ظلت تدعو لها كثيرا أن يعوضها الله خيرا و ربما يكون الله قد استجاب لدعائها
جلست برفقة والدها تتابع نشرة الأخبار و لكن عقلها كان شاردا فيما دار بينها و بين يحيى من حديث اليوم كانت تفكر إن كانت قد اتخذت القرار الصحيح أم أنها قد تعجلت لفت انتباهها خبر عاجل بالتلفاز خبر تسبب بغصة بقلبها هي كانت تريد الإبتعاد عنه لحمايته و ابنته و لكن أن تحرم من رؤيته إلى الأبد لن تتحمله
سقوط طائرة الخطوط الجوية المصرية المتجهة إلى نيويورك و جاري انتشال چثث الضحايا

تم نسخ الرابط