رواية مطلوبة2 الفصل الحادي والثاني والثالث عشربقلم ملكة الروايات

موقع أيام نيوز

الفصل الثامن 
يقال أن الصدمة حينما تكون قوية يتعامل المرء بصورة طبيعية وكأن شيئا لم يكن كتعبير للعقل عن الرفض التام لتصديق ما حدث ...كان ذلك هو ما حدث معها بعد ان خرجت من المستشفي فقد مرت بحالة إنهيار حادة بعد مۏت والدتها انتهت بأنها أصبحت منطوية علي نفسها ولكنها تتصرف بصورة طبيعية ...أصبح ېخاف عليها بشدة من صمتها المستمر وإبتسامتها الباردة التي تحاول تقنعه بها أنها بخير ...لم تكن تبكي سوي حينما تري أختها التي لم تكن حالتها أفضل منها قط بل أبشع ...كانت كل منهما ټنهار وهي تعانق الأخري وكأنها تطلب منها الأمان في مشهد تكرر أمام ناظريه أكثر من مرة حتي أصبح قلبه يدمي له ...كان يحاول التخفيف عن كلتيهما بأي طريقة ممكنة في الوجود مما زاد نقطة في صالحه في قلبها ...

مر شهر علي ۏفاة والدتها كانت حالتها النفسية قد تحسنت بصورة جيدة فيهم فقد أصبحت تبكي وخرجت من قوقعة الصمت التي كانت قد فرضتها علي نفسها ...قد أصبحت تشاطره همومها وأحزانها ...لنقل أنه حصل علي ثقتها ...
فاتحها هو في أمر زواجهما وأنه من غير اللائق أن يزورهما وهما فتاتان في مقتبل العمر ووحيدتين وحتي وإن كان زوجها ... ولا يمكن أن يكون هناك حفلة زفاف في ظروف مماثلة لذا أتفق هو وعصام علي أن يتم الإشهار بزواجهما ليعلم الجميع بأمره وتذهب هي لتعيش في بيته ومعها أختها وكان الأخر قد حقق رغبته في الاطمئنان عليهما بعد ان تأكد من أخلاق عمر ومناسبته لشغف 
الأشهر الأولي من زواجهما ...إن قالت أن حياتها كانت جنة لا تنعت بالكاذبة ...كان عمر وقتها كالدواء الشافي الذي يطيب چراحها ...كانت تري ان كل طاقاته موجهة لهدف واحد وهو إسعادها ...
ذلك الوقت تزامن مع إمتحانات نور التي كانت نفسيتها قد تدمرت بسبب مۏت والدتها وأهملت دروسها كثيرا فما كان منه سوي أن أخذ إجازة من جميع أعماله ليتفرغ للمذاكرة والمراجعة معها وفعلا جهوده قد أثمرت بعد إعلان النتيجة 
بجد انا مش مصدقة نفسي انا خلاص كنت فقدت الأمل ...أنا لو فضلت من هنا لمليون سنة قدام أشكر حضرتك يا أبيه عمر مش هديك حقك
نظر لها بلوم قائلا 
يا بت انتي هبلة انتي زي اختي الصغيرة ..أوعي اسمعك تاني تقولي الكلام ده واتفضلي بقي نقي الهدية الي نفسك فيها عشان المجموع الجامد الي جبتيه ده 
هدية ايه ده انا والله الي المفروض أجيب لحضرتك هدية مش انت 
عمري م شوفت حد يرفص النعمة بأديه ...خلاص هجيب أنا بمعرفتي يختي 
كان هذا الحوار أمام ناظري شغف التي كانت تبتسم بسعادة حقيقية وهي تحمد الله في داخلها علي ذلك الزوج الذي تخطي حدود أحلامها ...
ومرت الأيام وأراد هو أن يعوضها عن حفلة الزفاف والسفر لقضاء شهر العسل لأنهم لم يتمكنا من أقامتهم ... فأخذها في رحلة كانت فيها ستموت من فرط السعادة ...هما الإثنان لا ثالث لهما فقد رفضت نور الذهاب برفقتهما وهي تتحجج بأنها متعبة من الدراسة وتريد النوم والراحة فأتفقا أن يسافرا أسبوعان يقوم فيهما عصام بالأطمئنان علي نور كل فترة ...
لا تجري الرياح بما تشتهي السفن تأكدت هي من صدق تلك المقولة في سفرهما ...كانت الأمور تسير علي ما يرام ولكن القدر لم يشأ أن يتركها تنعم بتلك السعادة لوقت أكبر ..
أكتشفت في تلك الرحلة أنه ليس كاملا متكاملا كما كانت تظن ...بالأحري أكتشفت أول عيوبه ...
كانا وقتها في روما في الفندق الذي تملكه عائلة عمر ...كانت داخل الحمام تستحم عقب ان عادا من جولة رائعة ولكن وقتما خرجت من الحمام كادت عينيها أن تخرج من مقلتيها من الدهشة حين رأته ممسك في يده بكأس تبينت أنه من الخمر حين وجدت الزجاجة بجواره ...
ما أن رأها حتي أبتسم لها قائلا  
خلصتي يا حبي ...تعالي 
قالت له پصدمة  
أنت بتشرب ! 
أه أيه المشكلة 
تعجبت من رده بشدة ثم قالت  
أنت مش عارف انها حرام 
أكيد عارف بس عادي يعني انا مبشربش كتير ...ساعات بحس أني عايز أشرب فبشرب ...بس سيبك
انتي
تم نسخ الرابط