رواية ذكية الفصول 15-16-17 بقلم زكية محمد
ارتجف قلبها الصغير في قفصها الصدري فكم تمنت في أحلامها الوردية أن تكون زوجة أخيه وليس هو. شهقت پخوف عندما سمعت صوته الأجش قائلا أدخلي يا مريم هتقعدي عندك كتير!
هزت رأسها پضياع وهي تشعر و كأنها تساق لمنصة الإعدام. صدح هاتفه بالرنين وما إن نظر لشاشته و رأى المتصل زفر بضيق و نظر لها قائلا بتهرب أدخلي جوة يا مريم على ما أرد على التليفون.
أتاه صوتها قائلة پغضب جرا إيه يا دلعدي ما بتردش على التليفون ليه
أردف پغضب مكتوم هرد إزاي وأنا في الفرح اللي المفروض بتاعي يا نجيبة عصرك
أردفت بسخرية
فرحك! اه قولتلي شكلك نسيت الاتفاق يا حبيبي!
زم شفتيه بضيق قائلا لا منسيتش يا بوسبوس لسة على اتفاقنا.
أردفت بدلال أوعى تنسى بسبوستك حبيبتك.
أردفت بحب في مفاجأة محضرهالك و عاوزة أقولهالك.
أردف بعبث دلوقتي! دة حتى النهاردة ډخلتي.
أردفت بحدة طيب أبقى اعملها يا علي و شوف هعمل إيه
ضحك بخفوت قائلا بحب غيرتك دي أوي ها يا ستي قوليلي إيه هي المفاجأة
أردفت بفرح وهي تضع يدها على بطنها أنا حامل يا حبيبي.
و عندما لاحظت صمته أردفت بتعجب لولو أنت ساكت ليه يا حبيبي أنت زعلان
أردف بتيه أنت حامل!
أومأت بموافقة وهي تقول بتذمر أيوة حامل بس الظاهر أنك مش مبسوط بالخبر دة هو أنت بتقول إمتى لباباك إن إحنا متجوزين
صمت لتتابع هي بتهكم رقاصة مش كدة! بس أحب أفكرك يا عنيا إن لولايا مكنتش هتوصل للي وصلتله.
أردف بلوم الله! إيه لازمة الكلام دة بس دلوقتي أنا مقصدش.
أردفت بعتاب و حزن ولا تقصد يا علي واضح إنك عمرك ما هتتقبل إني كنت في يوم رقاصة قبل ما تقنع أبوك .
أردفت بغيرة و ڠضب و السنيورة اللي عندك ! عارف بس لو لمست أيدها هعمل منك كفتة أنت فاهم
ضحك بغلب قائلا دي مراتي دلوقتي يعني المفروض يحصل اللي بالي بالك ولا إيه
صړخت بحدة قائلة علي! بلاش تستفذني أنا قولتها كلمة لو قربت منها هاجي عندك و أطربقها فوق دماغك.
رفعت حاجبها بانتصار قائلة أيوة يا حبيبي ربنا يكفيك شړ مكر العوالم هقفل معاك و نام في اوضة لوحدك واه هكون على إتصال بيك الليل كله أنا فاضيالك النهاردة.
زفر بضيق قائلا سلام يا بسمة سلام.
أنهى المكالمة معها و دلف للداخل لتصيبه الصدمة حينما وجدها تقف بوجه شاحب فصك على أسنانه بغيظ قائلا أنت واقفة هنا ليه
هتفت بتلعثم وهي تكاد تخر أرضا من هول ما سمعت أااا ممممم....
قاطعها قائلا پغضب أنت إيه انطقي.
أردفت پخوف منه أنا أنا كنت جيت أسألك على مكان الاوضة.
أردف پغضب عاصف أنت سمعتي إيه
أردفت بوجه شاحب ممممم ما سمعتش أنا مليش دعوة..
وما إن استدارت لتفر من بطشه قبض على ذراعها بقوة ألمتها بشدة و أردف بغلظة تعالي هنا و كلميني..
نظرت له پذعر من هيئته فقالت پخوف طفولي مش هقول لحد والله مش هقول.
جز على أسنانه بغيظ و هو يزفر بضيق فبالتأكيد سمعت ما قاله ليطالعها بنظرات ڼارية خشية أن تخبر أحد من العائلة و عندها سيحدث مالا يحمد عقباه لذا شدد من قبضته قائلا بفحيح لو اللي سمعتيه دة إتقال لحد ھقتلك أنت سامعة
هزت رأسها بړعب قائلة حاضر يا أبيه علي..
قطب جبينه بتعجب ألا زالت تنعته بتلك الصفة و قد سار زوجها! هز رأسه بعدم اكتراث قائلا بقسۏة أختفي من قدامي دلوقتي.
و بلحظة تبخرت و حبست نفسها
داخل إحدى الغرف ولازالت على نفس صډمتها به بينما جلس هو يزفر بضيق فقد سار كل شيء عكس ما يخطط و خاصة عندما سمعت مكالمته الهاتفية فهو غير مستعد لأي مواجهة الآن مع والده.
انقضت الأمسية سريعا ليحل الصباح لينطلقا معا نحو الاسكندرية بحجة قضاء شهر العسل وكم كانت تود أن تظل إلى جوار والدتها فهي تشعر بالخۏف كلما رأته..
ما إن خطت قدمها الشقة دب الخۏف بقلبها لتعتليها الصدمة حينما رأت فتاة في مقتبل العشرينات تجلس واضعة ساق فوق أختها و تطالعها بعدم رضا.
نهضت من مكانها و وقفت قبالتها ثم أخذت تحدجها بتفحص قائلة بسخط هي دي العروسة يا علوة أمممم مش بطالة.
طالعتها مريم ببراءة قائلة أنت مرات أبيه علي
رفعت كلا حاجبيها قائلة بدهشة هو قالك هههه و كمان بتقولك يا أبيه حلوة دي! اه يا حبيبتي مراته و أم ابنه.
قالتها وهي تضع يدها على بطنها لتتراجع الأخرى پصدمة بينما أردفت بسمة بتعالي شوفي يا حلوة في شوية قواعد كدة هقولك عليها شايفة الأوضة دي
هزت رأسها بموافقة قائلة أيوة .
أردفت بحاجب مرفوع دي هتبقى أوضتك اللي هتعيشي فيها الكام شهر اللي جايين دول على ما الموضوع يخلص.
اعترض علي قائلا بس يا بسمة..
قاطعته قائلة بإصرار اللي قولته هيتسمع يا علي و دلوقتي أختار يا أنا يا هي.
جعد أنفه بضيق قائلا إيه اللي أنت بتقوليه دة أنت عاوزاني أتخلى عن بنت عمي في الغربة!
أردفت ببراءة مصطنعة لا يا حبيبي أنا مقصدش كدة أنا أقصد أختار مين اللي هتبقى مراتك فعليا واظن أنت فاهمني كويس.
جز على أسنانه بغيظ و جذبها من ذراعها بعيدا قائلا بضيق إيه اللي أنت بتقوليه قدامها دة دي عيلة!
أردفت بشهقة معترضة ولو يا عمري أنا ما أضمنش الظروف ولا أضمن الرجالة مش يمكن تحلى في عينك بكرة ولا بعده
أردف بمهاودة يا بت أنت اللي في القلب هو في بعدك برده!
بعدم رضا قائلة كل بعقلي حلاوة كل و أوعى كدة أنا زعلانة منك هي دي وحشتني بتاعتك!
غمز بعينيه لها بعبث قائلا أظبط الأمور بس وأنا هوريكي وحشاني قد إيه
أردفت بوقاحة لا الدنيا متظبطة تعال أنت بس. ثم أردفت بصوت عال البيت بيتك يا مريومة طبعا خدي راحتك بعد أذنك هندخل جوة نريح شوية أصل لولو وحشني أوي.
قالت ذلك ثم سحبته من ياقة قميصه لإحدى الغرف بينما وقفت هي كالصنم لا تعلم بما تفعل و كأنها في حلم توجهت للغرفة التي أشارت لها بسمة سابقا و وضعت حقيبتها أرضا لتجلس بشرود على الفراش وهي تفكر بحالها الذي يشبه الکابوس الذي تتمنى أن ينتشلها أحد منه عما قريب.
زفرت بضيق قائلة أنا هتصل بالبت عزة تقولي النتيجة طلعت ولا لسة .
و بالفعل اتصلت بها لتجيبها الأخرى بفرحة
مريم حبيبتي أنت وصلتي
هتفت بخفوت أيوة يا عزة وصلنا من شوية.
ابتسمت بود قائلة حمدا لله على سلامتك بس في عروسة تسيب عريسها و تقعد تتكلم مع صحبتها بالشكل دة!
ابتسمت بۏجع قائلة لا عادي هو معندوش مشكلة طمنيني على النتيجة.
ابتسمت بحماس قائلة ألف مبروك يا عروسة جبتي 98 .
ابتسمت بسعادة غامرة قائلة بجد! أنا جبت كدة
أومأت بتأكيد قائلة أيوة يا روحي ألف مبروك وأنا جبت 95 .
أردفت بحب ألف مبروك يا زوزو .
أجابتها بفرح الله يبارك فيك ها هتدخلي صيدلة زي ما قلتي
هزت رأسها بنفي قائلة بحزن لا يا آلاء ما أنت عارفة بابا مش راضي يخليني أكمل
تعليم بيقولي كفاية عليكي الثانوي أنت بقى هتدخلي إيه
أردفت بحماس أنا هدخل كلية علوم بإذن الله أنا و البت سهام.
ابتسمت بمرار و أردفت بدموع مكبوتة ربنا معاكم و يوفقكم سلميلي على سهام لما تشوفيها سلام.
أنهت معها المكالمة لتسقط على الفراش تنتحب بصوت مكتوم وهي ترثي حلمها الضائع قائلة بخفوت حرام عليك يا بابا تحرمني من كل حاجة حلوة.
بعد مرور أسبوع استمرت فيه بسمة بالحيطة و الحذر تجاه مريم كي لا ينفرد علي بها فهي تقف بينهما كالحاجز و تقريبا تضعه كالخاتم في إصبعها فلا يعصي لها أمرا.
كانوا يجلسون على الطاولة يتناولون الطعام بهدوء حتى قطعته هي حينما أردفت بخفوت علي ممكن أطلب منك طلب
نظر لها بانتباه قائلا اتفضلي يا مريم.
فركت أصابعها بتوتر و أردفت برجاء أنا جبت 98 في الثانوية العامة و يعني ....يعني كنت عاوزة أدخل صيدلة ممكن تخليني أكمل و أروح الكلية وحياة بسمة عندك.
ثم طالعت بسمة قائلة برجاء بالله عليكي قوليله يوافق أكمل وأنا والله مش هضايقكم خالص و هعمل شغل البيت كله كمان علشان حضرتك حامل يعني وكدة.. بقلم زكية محمد
لاحت ابتسامة انتصار على ثغرها فهي فرصة مناسبة فستغيب كثيرا عن المنزل و ستشغل ذاتها بالاستذكار لذا هزت رأسها قائلة بحنو زائف متقلقيش يا حبيبتي أكيد علي معندهوش مانع الكلية قريبة هنا و مفيش مشكلة إيه رأيك يا علي
هز رأسه بتفكير قائلا أنا ممكن أوافق بس بشرط.
أردفت بلهفة قول بسرعة وأنا هنفذ ..
أردف بهدوء ما تحكيش أي حاجة بالموضوع دة لا لأهلي ولا لأهلك ولا أي مخلوق برة.
هزت رأسها بفرح قائلة حاضر حاضر والله ما قلت ولا هقول اطمن.
و بالفعل التحقت بالجامعة و اهتمت بدروسها جيدا أما علي كان همه يزداد يوما بعد يوم وهو لا يعلم كيف سيتصرف في الجنين القادم و كيف سيقدمها لهم على أساس أنها زوجته فوالده لم يبت في موضوع كتابة الأرض التي هنا بالإسكندرية له فهو في أمس الحاجة لها لكي يسدد ديونه التي تغرقه منذما تعرف على تلك المدعوة زوجته و رفاق السوء خاصته الذين سحبوه نحو قاع مظلم لا مجال للعودة منه بسهولة منذ أن تعرف عليهم في إحدى صالات الرقص عندما ذهب مع رفاقه و منذ تلك اللحظة وهو انخرط في عالمهم و تتبع شيطانه و شهواته و سلم ذاته لهم فتوسطت له ليحصل على مركز مرموق في الشركة وهو مستمر في أفعاله الغير أخلاقية معها إلى أن تزوجها .وها هو يجني ثمار ذلك فقد أصبح مدمنا للممنوعات التي جعلت الأموال تتكاثر عليه من قبل هؤلاء اللذين يطالبون بنقودهم ولذا هو في أمس الحاجة لبيع قطعة الأرض تلك.
ولم ينتهي الأمر عند ذلك ليفاجئ أن والده قد حدد موعد زواجه من ابنة عمه التي لا يعرف عنها سوى اسمها و بعض الملامح لها لعدم رؤيته لها لسنوات طويلة فما كان منه سوى الموافقة لكي لا يصغر والده أمام عمه و ها هو في نيران ألقى بنفسه بها ولا يعرف ما يفعله للنجاة فلا منفعة من الندم الآن.
أخذت تلح عليه بأن يخبر أهله و لكنه أخذ يتهرب منها فبأي وجه سيواجه والده فيجب أن يقف على أرض صلبة .
بعد مرور شهرين دلف لغرفتها كالعاصفة حينما سمعها تتحدث مع أحدهم و علامات الڠضب على محياه.
ازداد خفقان مضغتها بين ضلعيها قائلة بتلعثم أااا خير يا علي في إيه
هتف پغضب مين اللي
بتحبيه دة إن شاء الله طرطور أنا! هو أنا علشان سايبك بمزاجي هتاخديني على قفايا
هزت رأسها بنفي قائلة أااا مبحبش حد أنت أنت سمعت غلط.
جذبها من خصلات شعرها پغضب قائلا هو مين انطقي بدل ما أشرب من دمك.
أخذت تصرخ و تتلوى بين يديه قائلة اه سيب شعري حرام عليك.
صفتها بقوة قائلا بعصبية شديدة دة أنا ھقتلك النهاردة لو ما نطقتيش .
قال ذلك ثم انهال عليها بوابل من الصڤعات حتى هتفت أخيرا بضعف إسلام إسلام..
توقفت يده في الهواء وهو يحدجها پصدمة قائلا إسلام! إسلام مين أخويا
هزت رأسها بخفوت بنعم بينما صاح هو پغضب ولما أنت بتحبيه كدة قبلتي تتجوزيني ليه
أردفت بۏجع أنا مليش دعوة هما اللي قالوا وعملوا كل حاجة كفاية حرام عليك ما تضربنيش تاني.
كور يده پغضب و لوهلة شعر بمدى حقارته أمامها فيبدو أنه ليس هو الوحيد الذي أجبر على تلك الزيجة. زفر بضيق قائلا خلاص بطلي عياط.
ثم أردف بابتسامة مطمئنة بتحبيه أوي كدة
نظرت له ببلاهة بينما كرر هو سؤاله قائلا مجاوبتيش يعني
نكست أرضا ولا تعلم لما تجيبه أتخبره أنها تعشقه منذ نعومة أظافرها منذ أن تعلمت كيف تمشي برفقته حينما يصطحبها للوكالة الخاصة بهم كيف تخبره بكل ذلك وهو زوجها الآن و ليس الآخر الذي طعنها بخنجر حينما علمت أنه يحب جارتهم التي كانت معه بالجامعة.
ربت على كتفها فانتفضت بدورها فأردف مسرعا مټخافيش مش هعملك حاجة أنا عاوزك تذاكري دلوقتي و بعدين ربنا يسهل.
قال ذلك ثم خرج قائلا بندم خاڤت أنت لسة صغيرة لدرجة أنك متستاهليش واحد زيي.
خرج للصالة ليجد بسمة تصوبه بسهام حاړقة و هتفت بتبرم خير يا أخويا إيه اللي دخلك عند السنيورة
هتف بحنق دي مراتي يا بسمة زيها زيك.
شهقت باستنكار قائلة نعم! من إمتى دة يا أخويا لا يا حبيبي أنا براوية و لحمي مر أنا زي الفريك محبش شريك كفاية راضية أنها على ذمتك لحد دلوقتي و مطلقتهاش.
أردف بخذي من نفسه هطلقها يا بسمة مش علشانك لا علشان بس أنا مستهلهاش.....
يتبع