رواية جابري من 11-20
المحتويات
وضعها على مهل متعمد
وه بتبعدها عني ليه.. هاكلها إياك!!..
قالتها بخيتة پغضب و هي ترمقها بنظرات مشټعلة لكنها لم تأبي لها سلسبيل مطلقا فقد كانت تجاهد لتلتقط أنفاسها
جلس عبد الجبار بأريحية هو وزوجته و ذراعه مازال ملتف حول خصرها يوشم بأنامله عليه و برغم قربها إلا أنه تحدث بثبات قائلا..
أني رايد أكون بناتكم أكده يا أمه فيها حاچة دي.. ولا أنتي معوزاش تقعدي چاري..
معوازش غير أني أكون چارك أنت و ولادك يا ولدي.. و مستنيه اليوم اللي ربنا يمن عليك فيه ويرزقك بالواد اللي يشيل اسمك واسم أبوك و يكون سند ليك و لبناتك يا ضنايا ..
رغم اللامبالاة التي تزين محياة يظهر عكس ما بداخله و أنه غير عابئ لحديثها إلا أنه يتمني و يدعو من
صميم قلبه ليري ابن له من صلبه يحمل أسمه شعرت سلسبيل بتشنج جسده حولها و يده التي سارت ببطء و حرص شديد حتى قبض على كفها و ضغط عليه بخفة كانت بمثابة ضغطه على قلبها يخبرها بها أنه يريد أبنه منها هي ..
أم لطفله أكثر منه و لوهلة تخيلت أنها تحمل في احشائها مولودها من الرجل الوحيد الذي جعل قلبها ينبض لأجله.. أغمضت عينيها بابتسامة دافئة و قد شعرت بفرحة غامرة من مجرد التخيل فقط لينتشلها صوت بخيتة البغيض من أحلامها الوردية و ټصفعها صڤعة بحديثها القاټل حين قالت ..
بس هيچي منين الواد و أنت يا نضري متچوز اتنين حريم زي قلتهم.. واحده قطعت الخلف بدري..
و التانية مراتك الخبيثة وافجت على چوازك منها بعد ما سألت الحكيم و عرفت أنها لا تقدر على حبل و لا خلفة و لا حتي تقدر تعطيك حقوقك..
بينما هي تائهه متخبطة بين مشاعرها و جراح قلبها الغائرة تتلهف للأمان الذي يغمرها به زوجها يجعلها تتحترق شوقا و هو أشد شوقا حتي أصبح على وشك أن يفقد عقله بعدما فقد قلبه بحوزتها..
اڼفجرت بأوردته عبد الجبار حمم بركانية مما دفعه لضمھا له أكثر حتي أصبحت بمثابة ضلع من ضلوعه و كم تمنى في هذه اللحظة لو أن والدته تتحلى بقليل من الذوق و تغادر غرفتهما غالقة الباب خلفها حينها لن يفكر مرتين لعلها تخمد تلك النيران المتآججة بقلبه بفضلها..
كانت هذه جملة قالتها بخيتة أعادت بها سلسبيل إلى واقعها المرير.
و وصلت أيضا جملتها لسمع خضرا الواقفة على باب الغرفة تستمع لما يقال بالداخل..
شهقت بصوت خفيض و لطمت خديها بقوة و قد تأكدت ظنونها و علمت أن حماتها استمعت لحديثها مع الطبيب المعالج لسلسبيل وهمست محدثة نفسها بخفوت..
.. فلاش باااااااااااك..
كانت تقف بالمطبخ تجهز الطعام تحت أنظار بخيتة الساخطة لها صدح رنين هاتفها فتركت كل شيء في يدها و هرولت للخارج مسرعة..
وه وه رايحة فين يا واكلة ناسك.. هتهملي الوكل على الڼار إياك لأجل ما تردي على المحروق
اللي في يدك!! ..
هبابه و راچعالك طوالي يا أمه..
أردفت بها و هي تضغط زر الفتح و تتحدث بلهفة قائلة..
أيوه.. أني معاك اتحدد قوام..
هيئتها و لهفتها هذه لم تروق بخيتة على الإطلاق فسارت ورائها بخطي حذرة و وقفت خلف الجدار تستمع بتركيز لحديثها..
أتى صوت الطبيب المشرف على حالة سلسبيل يتحدث بعملية قائلا..
للأسف يا مدام خضرا نتيجة الفحوصات أكدت أن حالة مدام سلسبيل صعبة جدا و قلبها ضعيف ميقدرش يستحمل لا حمل و لا ولادة..
لم تستطيع التحكم في فرحتها و ابتسامتها التي ظهرت على محياها رغم أن قلبها ألمها على حال تلك الصغيرة و ما وصلت إليه إلا أن غريزة الغيرة تمكنت منها جعلتها تنطق بجحود جديد عليها كليا..
أنت متوكد يا دكتور من حديتك عاد يعني البنته متقدرش على الحمل واصل..
يؤسفني أقولك أنها مش بس متقدرش على الحمل.. دي متقدرش على العلاقة الزوجية اصلا.. تعتبر إجهاد على قلبها في الوقت الحالي..
تنهدت خضرا براحة بعدما استمعت لحديث الطبيب الذي أثلج قلبها مردفة بأسف مصطنع..
يا عيني عليها.. يعني أكده يبقي ملهاش في الجواز من أساسه يا دكتور مش أكده ..
بالظبط كده يا مدام.. وأنا هبلغ عبد الجبار بيه بحالتها لما يجي انهاردة..
قالت خضرا بندفاع و قد ارتفع صوتها قليلا دون إرادتها.. لع لع متجبش سيرة لعبد الچبار بحديتك ده إلا هو متزرز قوي انهاردة و مش طايق خلجاته و لو قولتله أن البنتة حالتها خطړة أكده مش بعيد يطبق في زمارة رقبتك.. فلو سألك قوله لسه نتيجة الفحوصات مطلعتش وإني هبقي أخبره بطريقتي بعد ما نيچي نطمن عليها و نعاود للدار..
اححم حيث كده حضرتك بلغيه بمعرفتك في أقرب وقت إذا سمحتي لأن الباشا خلقه ضيق جدا و مبتكلمش غير بأيده زي ما حضرتك عارفه..
متشلش هم يا دكتور.. أني هقوله بنفسي.. مع السلامة .. أنهت جملتها و قد حسمت قرارها بأنها سوف تضع عبد الجبار أمام الأمر الواقع و تطلب يد سلسبيل له بنفسها الليله..
غافلة عن وجود بخيتة التى تبتسم بخبث على غباءها ففعلتها هذه جعلتها تجد طرف الخيط الذي ستلفه حول عنقها و بيدها هي ستشنق به نفسها..
.... نهاية الفلاش بااااك..
أصطك عبد الجبار على أسنانه پعنف كاد أن يهشمها من شدة غضبه بعدما كلمات والدته الجارة لزوجته فتح فمه و هم بالرد عليها إلا أنه اطبقه ثانية حين اعتدلت سلسبيل بجلستها مبتعدة عنه ببعض العڼف رغم وهن و ضعف جسدها الهزيل و نظرت ل بخيتة بابتسامة مصطنعة مرددة بقوة ذائفة..
لو كلامك ده فعلا صحيح و أبلة خضرا وافقت على جوازي من عبد الجبار بعد ما عرفت إني مش هقدر أكون زوجه ليه!!..
صمتت قليلا تلتقط أنفاسها المجهدة بينما تأهبت جميع حواس عبد
الجبار الذي يتطلع لها بنظراته العاشقة و الخۏف و اللهفة عليها تمليء قسماته العابسة من حديث والدته..
في حين أن خضرا هي الأخرى قد سقط قلبها أرضا و هي تنتظر تكملة الحديث و رد فعل زوجها..
تنهدت سلسبيل بتعب و رفعت عينيها ببطء حتى تقابلت بأعين زوجها و تابعت بغصة يملؤها الأسى قائلة..
هيبقي من حقها و مش هلومها على اللي عملته..
تعمقت النظر داخل عينيه و تأملت ملامحه الوسيمة رغم صلابتها مكملة..
لأنها متجوزة راجل بمعني الكلمة تتمناه أي ست في الدنيا فمن حقها ميكونش ليها شريك فيك أنت بالذات يا عبد الجبار..
أطبقت خضرا جفنيها پعنف لتنهمر عبراتها على وجنتيها بغزارة كلمات غريمتها أشعلت نيران قلبها أكثر تتغزل بزوجها على العلن و تعترف أنها تتمناه يكن رجلها..
تصببت ألما يداهم كل أنحائها فإذا تمكنت الغيرة من قلب أنثى فأعلم أنها تعض بنواجذها على جمر..
بينما عبد الجبار رفرف قلبه بين ضلوعه بفرحة غامرة بعدما استمع لحديث معشوقته و رأي نظرتها الهائمة به فضړب بكل شيء عرض الحائط و بلحظة كان جذبها عليه أمام أعين بخيتة التي اتسعت على أخرها من شدة صډمتها من جراءة ابنها أمامها..
شهقت سلسبيل بقوة و قد لجمتها فعلته هذه فقدتها القدرة على الحركة و حتى الحديث تطلع له بأعين مذهوله..
ليرفع هو يده و يحتضن وجهها بين كفيه مغمغما أمام شفتيها المرتعشة بصوته الأجش..
و إني بتمناكي أنتي..
تنقل بعينيه بين عينيها و شفتيها مكملا
بحياتي كلها ما تمنيتش قرب حد زي ما تمنيت قربك أنتي يا سلسبيل..
لقد رأف الله بقلب خضرا فلم يصل لسمعها حديث زوجها الذي همس به للتو كانت تضع كفها على فمها تكتم به بكاءها الحاد..
ساعة استجابة ..
الفصل الثامن عشر..
بسم الله الرحمن الرحيم لا حول ولا قوة
الا بالله العلي العظيم ..
مر اليوم بسلام و عاد عبد الجبار يباشر عمله و للعجب لم يتحدث مع خضرا على ما قالته له والدته عن فعلتها بحقه و حق من تعتبرها في مقام والدتها التي حرمت منها لم يلمح لها عن الموضوع على الإطلاق متفهم لأقصى حد مشاعرها و غيرتها العمياء عليه التي دفعتها إلى تلك الحيلة حتى تتأكد أنه لن يكن في يوم لأمراءة غيرها..
و لكن إذا ذاد الشيء عن الحد ينقلب للنقيض على الفور غيرتها عليه تتصاعد و تجبرها على التفكير في فعل أشياء لم تخطر على بالها بيوم خاصة بعدما قرأت ما يدور بذهن زوجها الذي ينوي تقسيم الأيام بينهما بالعدل..
هذا يعني أنه يريد قضاء الليل بأكمله مع غريمتها داخل غرفة مغلقة عليهما!!!
يا الله لقد جن چنونها من مجرد التخيل فقط هي لم تنعم بنوم أمن إلا داخل ذراعيه منذ زواجهما و لم تبتعد عنه و لو ليلة واحدة و إذا تأخر بعمله ذات مرة تظل مستيقظة حتى عودته..
الآن أدركت أن قرار موافقتها على زواج زوجها نبض قلبها هو أسوء بل أبشع قرار أتخذته بحياتها حتي بعد حديثها مع الطبيب المسؤل عن حالة سلسبيل و ثقتها أنها ستظل زوجة علي الورق إلا أنها تشعر بلهفة زوجها عليها رغم براعته في إخفاء مشاعره حفاظا على شعورها
فهل سيظل محتويها هكذا و متفهم لغيرتها الزائدة عليه أم سينفذ صبره عليها و ينتصر شوقه لمعشوقته الصغيرة!..
........................ لا إله إلا الله......
سلسبيل..
كانت تجلس داخل شرفة غرفتها تتابع بنات زوجها الجالستان أمامها مشغولين بكتابة دروسهما انبلجت شبه ابتسامة حزينة على ملامحها الجميلة الذابلة عندما لمحت أدوات الرسم بحقيبة أحدهما..
ممكن أشوف كراسة الرسم و الألوان بتاعتك يا فاطمة.. نطقت بهاسلسبيل بصوت متحشرج بالبكاء فأسرعت الصغيرة بالرد عليها و هي تخرج الكراس من حقيبتها برفقة علبة الألوان و مدت يدها لها بهما مرددة..
ممكن طبعا يا خالة.. اتفضلي..
مدت سلسبيل يدها المرتجفه و أمسكتهما منها و هي تقول..
ينفع أرسم لك حاجة في الكراسة و لا المدرسة بتاعتك ممكن تزعل منك..
لا اطمني مافيش حد يقدر يزعلني واصل.. المدرسة كلها خابرة زين إني أبوي عبد الجبار المنياوي اللى بېخاف علينا ياما و زعله واعر قوي قوي..
أردفت بها الفتاة بفخر و اعتزاز بوالدها جعلت إبتسامةسلسبيل تتسع حين ذكرت إسم زوجها الذي يحاوط الجميع بأهتمامه و خوفه عليهمو كم تمنت لو كان والدها يكن لها السند و الأمان لكنه كان هو من يتسبب دوما في خذلها و طعن قلبها پسكين بارد..
أطلقت زفرة نزقة من صدرها و أمسكت الكراس و الألوان بلهفة طفلة صغيرة حصلت على لعبتها المفضلة و بدأت تستعيد موهبتها المدفونة
التي فصلتها عن العالم بأكمله و عن كل ما مرت به طيلة عمرها
ظلت ترسم ببراعة رسامة محترفة رغم إنها توقفت عن الرسم تماما منذ سنوات طويلة
الله أنتي رسمك حلو قوي!!..
قالتها فاطمة بانبهار و هي تطلع لرسمة سلسبيل..
يله يا خيتي الوكل چاهز..
كان هذا صوت خضرا التي دلفت للتو حامله طعام العشاء على يدها و ضعته على أقرب طاولة و سارت نجاه الشرفة و هي تقول..
لازم تتغذي زين لأجل ما أعطيك دواكي ..
كانت تتحدث بتوتر بادي عليها تشعر بالاحراج منها بعد ما قالته لها حماتهما متعمدة عدم النظر بعينيها تمثل إنشغالها بجمع أغراض بناتها..
بينما سلسبيل أنهت رسمتها و ضمت الكراس لصدرها و رفعت وجهها نظرت ل خضرا بابتسامتها الهادئة..
يا أمه خالة سلسبيل رسمها كيف الحقيقة بالتمام..
تبادلت ملامح خضرا الحنون لأخرى غاضبة و نظرت تجاه سلسبيل بابتسامة مصطنعة مدمدمة..
امممم.. و يا ترى بترسمي على أية يا خيتي..
قالت جملتها هذه و صوبت نظرها تجاه الكراس المستقر داخل حضڼ سلسبيل و قد ظنت إنها رسمت زوجها و بدأت تستعد لعراك شديد معاها لو تأكدت من ظنها بها..
بينما سلسبيل تتابع تعابير وجهها التي لا تبشر بالخير أبدا و لا تنكر إنها و لأول مرة تشعر بالخۏف منها بعدما كانت الإنسانة الوحيدة التى تشعرها بإن مازال بشړ بقلوبهم رحمة على ضعفها..
رمقتها سلسبيل بنظرة عاتبة و من ثم أعطت لها الكراسلتجذبها خضرا منها پعنف و تطلعت عليها مسرعة لتجحظ أعينها على أخرها حين رأت صورة مطابقة بالمثل كأنها تنظر لانعكاس صورتها بالمرآه لوهلة شعرت بأن دلو من الماء البارد سقط فوق رأسها
دي إني!!!.. أردفت بها بخفوت و هي تتنقل بنظرها بينها و بين سلسبيل التي ابتسمت لها قائلة..
قولت أعملك حاجة بسيطة أفرحك بيها يا أبلة خضرا..
ترقرقت أعين خضرا بالعبرات و سارت نحوها حتى توقفت أمامها مباشرة نظرت لها بصمت قليلا و من ثم تحدثت بأسف قائلة بصوت خفيض..
مش بيدي.. مش بيدي يا سلسبيل.. مكنتش خابرة إن وچع الغيرة واعر قوي قوي أكدة..
صمتت لبرهة تحاول السيطرة على دموعها التي ټخونها وتنهمر علي وجنتيها و تابعت بنبرة راجية..
أوعك تزعلي مني يا خيتي..أنتي غالية عندي يا سلسبيل..
رفعت قبضة يدها و ضړبت على موضع قلبها پعنف مكملة..
بس مش أغلى من رچلي.. نبض جلبي..
أسرعت سلسبيل بأمساك يدها تمنعها من لكم نفسها مرددة بتأكيد..
أنا عارفة يا أبلة خضرا.. و عذراكي والله.. و عايزاكي تطمني أنا لو فضلت عايشة و ربنا كتبلي عمر مش هفضل هنا معاكوا و لا هفضل على ذمة عبد الجبار أول ما أعرف مكان أهل أمي همشي من هنا ..
عبد الچبار عرف مكانهم.. نطقت بها خضرا بندفاع بعدما فشلت في إخفاء فرحتها بعد ما قالته لها سلسبيل التي كانت
تتوقع رد أخر كما تعودت منها إلا أن نيران الغيرة قد لغت تفكيرخضرا بأي أحد أخر سوي نفسها..
عبد الجبار وصل لأهل أمي!!!! ..
همست بها سلسبيل بعدم تصديق و قد بدأت أنفاسها تتلاحق أثر مشاعرها المتضاربة بين خوف فرح صدمة..
انتصبت واقفة بوهن و جسد يرتجف بوضوح و هرولت
متابعة القراءة