رواية احتراق قلب

موقع أيام نيوز


والد إيلين 
مش مهم ياحج زين المهم أنه كان عايش مبسوط ورجعلنا بالدكتوراة 
رمقها زين بنظرة صامتة ثم رفع رأسه إلى محمود والد إيلين 
ساكت ليه يامحمود 
هز كتفه قائلا 
هاقول إيه يازين المهم أنا مسافر شغل في الغردقة وممكن أغيب تلاتة شهور خلي بالك من البنات 
هنا رفعت رأسها وطالعت خالها وأردفت بۏجع 

وأنا مش موافقة ياخالو حضرتك سألتني من فترة وأنا رفضت ليه ترجع تتكلم تاني 
نظر زين إلى آدم الذي حمحم معتذرا 
بعد إذنك ياعمو محمود ممكن أتكلم مع إيلين شوية 
رمق ابنته الغاضبة ثم رجع بنظراته إليه 
وماله يادكتور أهي بنت عمتك 
اتجه إلى جلوسها وسحب كفها 
تعالي نتكلم شوية مع بعض 
سحبت كفيها سريعا حينما شعرت وكأن كفيه ماسا كهربائيا
مفيش بينا كلام يادكتور انا قولت اللي عندي مش هتجوز دلوقتي 
هزت سهام ساقيها تطالعها بخبث
ليه شايفة واحد احسن من الدكتور ماهو طول الليل مش مبطلة وشوشة التليفونات دي 
سهام ألزمي حدك ثم رفع عيناه إلى محمود والد إيلين مردفا بعتاب
أنا بناتي مربيهم كويس يامحمود قول لمراتك تلزم حدودها إلا الشرف
توقفت ترمق زوجها واردفت موبخة إياه
أنا الۏحشة دلوقتي علشان بقول الحق شوف بنتك ماشية على حل شعرها وخالها عاجبه 
اخرصي قالها زين بصوت مرتفع توقفت مريم تحتضن اختها التي انسابت عبراتها على صمت والدها سحب آدم كفيها ووزع نظراته يصيح بالجميع 
بإحدى الأحياء الراقية دلف بسيارته 
فورد فوكس الزرقاء إلى حديقة منزله الواسعة أغلق مشغل صوت الأغاني وترجل يلقي مفاتيحها للأمن وصل إلى الباب الإلكتروني للمنزل الذي فتح عند دلوفه دلف للداخل وجد والدته تجلس بجوار أخته التي تبلغ من العمر عشرين عاما هبت من مكانها 
أبيه أرسلان وصل قالتها وهي تهرول إليه رفعها يدور بها 
ملوكة حبيبة أخوها تشبثت بعنقه تقبل وجنتيه 
أقدر برضو صفية خانم دا أنا بحبك أكتر من حب فاروق 
لا والله قالها والده الذي دلف يرمقه غاضبا 
إيه ياأستاذ ماكنتش ناوي تيجي ولا إيه 
لأ قالها هو يضحك ثم استرسل قائلا 
جاي أحضر عيد ميلاد ملوكة وهارجع مقموص تاني 
لكزته والدته بخفة 
قوم تعال عايزك وضع رأسه على كتف والدته وتمتم 
تدفع كام وأنا أجيلك كتمت ملك ضحكاتها رمقها والدها قائلا 
عجبك كلامه أوي توقفت متجهة لوالدها خلاص يابابي علشان خاطري ثم اتجهت لأخيها 
الصراحة مابضحكش غير وهو هنا 
فتح ذراعيه 
تعالي في حضڼ أخوكي ياروح أخوكي إنت هز فاروق رأسه وتحرك إلى مكتبه قائلا 
مستنيك ياعم الفيلسوف رفع رأس أخته من أحضانه 
هاشوف الملك فاروق وراجعلك قبل مايوزع جنوده لاستعمار البلد وبعد كدا ننزل نشتري أجمل هدية لأجمل ملوكة صفقت بيديها مثل الأطفال 
أحلى أبيه أرسلان في الدنيا دمغها بقبلة حنونة ثم نهض متجها إلى والده 
استدارت ملك لوالدتها 
يارب بابي مايتخنقش معاه علشان الشغل شردت بدخوله عند زوجها وهي تعلم ماذا سيحدث بالداخل 
بالداخل جلس أمام والده 
خير ياباشا!
بكرة في اجتماع لرؤساء الأقسام في الشركة عايزك بكرة تكون على رأس المجموعة 
تنهيدة عميقة بنظرات صامتة للحظات حتى توقف من مكانه واتجه إلى نافذة الشرفة ينظر للخارج متمتما
حضرتك عارف رأيي في الموضوع دا ليه مصر أنا مش بتاع اجتماعات يابابا لو سمحت عجبني شغلي 
اللي هو إيه ياأرسلان 
الټفت برأسه مدعيا عدم الفهم نهض فاروق من مكانه واتجه إلى وقوفه 
بتعمل إيه إنت وإسحاق ياأرسلان وإياك تكذب على أبوك أصل شغل الصالات الرياضية دا مش داخل دماغي بربع جنيه رفع حاجبه مستنكرا حديثه 
ماهو لازم مايدخلش دماغك لأن الربع جنيه انقرض ياوالدي 
ابتسم ساخرا ثم رفع كفه يربت على كتفه 
أبوك ماعجزش وعارف كل نفس إنت بتتنفسه بس كنت أتمنى تيجي وتحكيلي لوحدك
تراجع بجسده يستند على النافذة عاقدا ذراعيه 
من شابه أباه فما ظلم يافاروق باشا انحنى يغرز عينيه في مقلتيه 
أكبر رجل مخابرات تاريخك كله عندي 
استدار فاروق ضاحكا 
عمك البغل اللي قالك 
ولو يافاروق باشا وقع ملفك قدامي بالصدفة 
توقف مستديرا يرمقه بصمت ثم اتجه إلى مقعده 
إنت تعرف لو اتكشفت إيه اللي هايحصل هز كتفه للأعلى قائلا 
ولا يفرق معايا حاجة ابنك مش قليل برضو قطع حديثهما رنين هاتفه 
صقر منزل دكتور بهاء الدين تحت المراقبة لازم توصل للجهاز 
تمام قالها وأغلق الهاتف وهم بالمغادرة إلا أن والده أوقفه 
رايح فين عمك اللي كان بيتكلم 
أومأ له ونظر بساعته 
بابا لازم أتحرك حالا صاح غاضبا 
استنى عندك رايح فين 
بابا عندي مهمة لازم أتحرك ساعة بالكتير وهاكون هنا علشان عيد ميلاد ملوكة بعد إذنك قالها وتحرك سريعا من أمامه 
وصل بعد قليل لتلك الفيلا توقف أمام البوابة الخارجية يطالعها لدقائق حينما عجز لدخولها اضطر لبعض خططه فصاح على الرجل 
عايز أقابل دكتور بهاء الدين 
اقترب منه المسؤول الأمني 
عندك ميعاد 
قوله دكتور حمدي الجامعي 
آسف يادكتور ماعنديش إخبارية بوجود حضرتك ترجل من سيارته يوزع أنظاره على ذاك المكان الذى يوجد به يعج ب رجال من الأمن كان على تواصل مع إسحاق عن طريق جهازه 
لحظات واستمع إلى حالة هرج ومرج داخل الحديقة استدار الأمن للسيطرة على الوضع صاح إسحاق عبر جهازه 
دقائق ووصل إلى غرفة العالم المقصود 
رفع يديه أمامه 
ماتخافش أنا ظابط قالها وهو يخرج له بطاقته هدأ الرجل قليلا يشير إلى جهازه 
الجهاز دول جايين علشان الجهاز نظر من خلف الستائر على الوضع الأمني بالاسفل ثم اتجه إلى العالم قائلا 
لازم نتحرك من هنا يادكتور لو سمحت قالها وهو يسحبه بجهازه للخارج
ولكن هناك من عرقل تحركه ليقف عاجزا عندما وجد أحدهم يضع السلاح برأس العالم قائلا 
أترك مابيدك حتى تنقذ رأسك 
نظر بكافة الاتجاهات لحظات قليلة وهو يبحث عن مخرج إلى أن لمح ذاك التمثال الذي بجوار العالم ثانية اثنتان ثلاثة وهو يخرج سلاحھ مع ركلته لذاك التمثال ليطفئ الأضواء بالكامل عن الغرفة مغادرا المكان وهو يسحب ذاك العالم إلى أن وصل إلى سيارته بالخارج استقل السيارة لعدة أمتار ولكنه توقف فجأة حينما توقفت تلك السيارة المصفحة أمامه لتصطدم بسيارته 
بعد عدة ساعات بمنزل فاروق الچارحي اتصالات عديدة ليصل إليه دلفت ابنته بدموعها 
لسة ماوصلش يابابي 
كيف يهدئها وبداخله نيران تقنعه بأن ابنه أصابه مكروها خرج متجها إلى سيارته دقائق ووصل إلى منزل أخيه 
صاح بصوت صاخب اهتزت له أرجاء المنزل 
إسحاااق صاح بها فاروق 
خرج من مكتبه يطالعه پألم انبثق من عينيه 
ابني خلال ساعتين بس لو مظهرش هاقتلك علشان حذرتك كتير وإنت ماسمعتش الكلام قالها وغادر المكان 
بمكان في ضواحي القاهرة فتح عينيه يلتفت حوله متذكرا ماصار كور قبضته پغضب 
غبي أرسلان إزاي توقع في خطأ تافه زي دا لازم تفكر بسرعة 
دلف أحد الرجال العمالقة مع شخص تظهر عليه الهيبة متسائلا 
من أنت ولما كنت في منزل الدكتور! 
مط شفتيه وضحك ساخرا 
كنت بتفسح إيه عندك مانع ركله الرجل الآخر بضهره فنهض من مكانه يطبق على عنقه وتحولت عيناه لخيوط حمراء 
هاكسرلك رجلك
لو حاولت تعملها تاني اقترب من الآخر يزيحه بقوة 
أأنت ظابط 
رمقه بنظرة ساخرة 
لا بلعب بلياتشو أخرج مافي جيبه فوضع الرجل السلاح على رأسه 
ماهذا أيها الغبي رفع أحد الحلويات يشير إليه 
تشكوليت علشان أتحكم في أعصابي قبل ماأموتك إنت وهو استمعوا إلى أصوات طلقات ڼارية بالخارج 
حاول الرجل الانقضاض عليه ولكنه كان الأسرع حينما جذب سلاحھ يضعه برأس رئيسه 
هاتقرب هاموته إرجع ورا يالا جاي بلدي تحط عينك في عيني بكل بجاحة 
دقائق واختفى كل شيئ خرج من ذاك المنزل يزفر پغضب بعدما نظر بساعته التي تعدت الثالثة فجرا قابله إسحاق على باب المنزل توقف يطالعه مذهولا 
إيه اللي جابك هرول إليه يجذبه لأحضانه 
رعبتني خوف يامتخلف إيه يالا إزاي توقع كدا! 
تراجع يدقق النظر بعينيه ثم غمز 
خفت عليا إسحاقو جذبه من ذراعه وأجابه ممتعضا 
أهو يريحني منك وآخد نفس شوية 
قهقه إسحاق عليه متمتما
ضيق إسحاق عينيه قائلا 
أحلف بإيه أشار على نفسه 
أنا حلوف ضربه على رأسه بخفة 
دا وقت هزار يالا 
تحركت السيارة بهما فاستدار أرسلان إليه 
غلط ياعمو اللي عملته دا مهما كان اللي يحصل مكنش ينفع تيجي بنفسك 
تجهمت ملامحه بالحزن قائلا 
استنى لحد مايجيبوك چثة ياأرسلان فداك عمك وكل مايملك ياحبيبي
حانت منه التفاتة إليه قائلا 
ماتحرمش منك حبيبي بس برضو أتمنى ماتعملش كدا تاني ياعمو لو سمحت اه الدكتور فين 
للأسف مش موجود والجهاز كمان تبخر نقر على باب السيارة واردف بشرود
هز رأسه بالنفي 
دول ٥ ساعات ياارسلان كنت هتجنن فيهم 
قهقه عليه فهم الآخر مايدور بخالده
اه عاقل يابن اخويا بس شوية الجنان بتبقى معاك بس
بفيلا السيوفي 
تململت بنومها ففتحت عيناها وكأنها تشعر بأحدهم بالغرفة هبت من مكانها بعدما وجدته جالسا بالظلام ولم يظهر سوى عيناه الصفرية ابتلعت ريقها بصعوبة تتمتم اسمه
بغرفة فريدة بعد خروج زوجها لصلاة الفجر نهضت لقضاء فرض ربها توقفت بعدما
ميرال راجح الشافعي اهلا مدام فريدة الشافعي 
لا تجعلوا القراءة تنسيكم ذكر الله 
اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك
وعدتك
وعدتك ألا أحبك ثم أمام القرار الكبير جبنت 
وعدتك ألا أعود وعدت 
وألا أموت اشتياقا ومت
وعدت أشياء أكبر مني فماذا بنفسي فعلت 
لقد كنت أكذبمن شدة الصدق
والحمدلله الحمدلله أني كذبت الحمدلله
وعدتك ألا أكون أسير ضعفي وكنت
وألا أقول لعينيك شعرا وقلت
وعدت بألا وألا وألافكيف وأين 
وفي أي يوم تراني وعدت
لقد كنت أكذب من شدة الصدق
والحمدلله الحمدلله أني كذبت الحمدلله
وعدتك ألا أصيد المحار 
بشطآن عيناك طيلة عام
فكيف أقول كلاما غريبا كهذا الكلام
وعيناك داريودار السلام
وأنت البداية في كل شيء
ومسك الختام مسك الختام مسك الختام
نزار قباني
وصل إلى مكان ما بالحديقة وجلس يشير إليها 
أقعدي ياإيلين لازم نتكلم 
جلست دون حديث ظل الصمت بالمكان سيد الموقف إلى أن حمحم قائلا 
زعلانة مني ليه من وقت ما رجعت وإنت واخدة مني موقف 
ذهبت ببصرها لنقطة وهمية وأجابته
وأنا هزعل منك ليه يابن خالي كل الحكاية الدراسة بدأت ومشغولة 
استدار إليها بجسده متعمقا بالنظر إليها 
يعني مش زعلانة هنا رفعت عينيها الزيتونية وهتفت بخفوت 
إنت عملت فيا حاجة علشان أزعل منك ! قالتها وعيناها تحتضن عينيه 
حمحم مبتعدا يهز رأسه بالنفي ثم تحدث قائلا 
ليه مش موافقة على ارتباطنا 
وليه أوافق!
استدار إليها مرة أخرى وعينيه تخترق عيناها 
وليه رفضتيني فيه حد بحياتك 
افترت شفتاها بسمة ساخرة ودقات عڼيفة بصدرها قائلة 
حد في حياتي مش شايف الكلمة صعبة على إيلين يادكتور 
تنهد بقلة حيلة متمتما 
حقك ياإيلين تحبي وتنحبي علشان كدا بسألك عن سبب الرفض 
أطبقت على جفنيها وكتمت صرخاتها بداخلها تحدث نفسها 
كيف لا تشعر بدقات قلبي التي تدق بعنفوان بوجودك آه ياقلب حكم عليك بالأنين لقد قتلني شوقي
ومزقني حنيني لشخص لم يشعر بك آه وآه 
أفاقها حديثه 
إيلين قالها وهو يجذب كفيها يحتضنها بين راحتيه لتشعر برعشة عڼيفة تسري بعمودها الفقري طالعته بأعين مرتجفة ونبضات تخترق قلبها الضعيف لتهمس بشفتين مرتعشتين 
آدم سيب إيدي احتضنت النظرات بين بعضها البعض ليردف بصوته الأجش الرخيم 
إيلين أنا عايز أتجوزك إديني فرصة نقرب من بعض مش يمكن تحبيني 
ابتعدت عنه حينما شعرت باڼهيار دوافعها بحضرته حنان صوته الذي
وقع على مسامعها كصوت كروان يسبح الله لمس وجنتها بإصبعه ومازال يفرض سيطرته عليها بصوته الرجولي
 

تم نسخ الرابط