رواية احتراق قلب

موقع أيام نيوز


لشاشة العرض التي تتحدث عنها الفتيات فجأة اقتربت من الشاشة تنظر بتعمق على تلك السيدة التي تحتضن العريس ثم العروس..تراجعت الفتيات بعد خروجها وذهبن إلى عملهن أشارت إليهن 
فرح مين دا !...اقتربت أحداهن التي كانت تتحدث قائلة
دا فرح ابن اللواء مصطفى السيوفي اللي فيلته في الكمبوند اللي قصادنا ازاي متعرفهوش ياهانم دي مراته كانت من احسن الزباين عندنا ايام مدام مليكة

أشارت لها بالصمت ثم لوحت بكفيها 
روحي شوفي شغلك ثم اتجهت تنظر إلى الشاشة تهمس لنفسها 
فريدة..ياااه يافريدة طلعتي أقرب مااتوقعت لا وكمان زبونة عندنا ..التفتت مستديرة وتسائلت
هي اخر مرة جت امتى أجابت الفتاة 
اخر مرة كانت قبل مدام مليكة ماتمشي بكام يوم حتى مدام مليكة قالتلها على فكرة شراء المكان بس هي رفضت وقالت ماليش في الشغل دا أصلها فاتحة دار للأيتام جوزها غني جدا وكمان عندها بنتين وولدين
بتقولي عندها بنتين وولدين همست لنفسها عطوة قال ولد بس ابن جوزها ولا مكنش يعرف بدول ..تنفست پغضب وتحركت للداخل وداخلها نيران تريد أن تصل فريدة
عند ارسلان 
جلس بمقابلة غرام بعدما طلب من والدها الجلوس معها حمحم قائلا
أنا مش هلف وأدور عليكي أنا محتاجك زي ماانت محتاجني
طالعته بتهكم قائلة
وياترى هتحاجك في إيه مظنش اني هتحتاج لواحد زيك
أشار بسبباته إليها بالصمت وهتف من بين أسنانه
غلط مابحبش أنا جايبك من سجن أمن الدولة مكنتيش بتتمشي على الكورنيش وبقيتي مطلوبة عند الإرهابين ماهو إنت شوفتي شكل اللي هرب تفتكري هيسبوكي عايشة لا دا أقل حاجة هيعملوها هيخطفوا اخوكي 
ايه ...قالتها بشفتين مرتعشتين بعدما تسرب الخۏف إلى قلبها..
تنهد ثم سحب نفسا عميقا وتابع مستطردا
اسمعيني كويس أنا مستعد أحافظ عليكي وعلى اهلك 
والمقابل ..ياحضرة الظابط 
أنا مش ظابط..هبت من مكانها تنظر إليه بذهول 
ازاي مش ظابط اومال خرجتني من هناك ازاي ...توقف بمقابلتها يضع كفوفه بجيب بنطاله وتابعها بنظراته قائلا
مش شغلك.. أنا مش فاضي معنديش وقت كل وقتي بيتحسب بالدقيقة وإنت اخدتي من وقتي اكتر من اللازم 
عايز مني إيه !
نتجوز لمدة شهر والمقابل حمايتك أنت واهلك 
اقتربت منه كقطة شرسة 
إنت واحد مچنون قول إنك واطي حقېر..أطبق على ذراعها وهمس بهسيس مرعب 
اسمعي يابت متفكريش بيت ابوكي هيحميكي مني لو عايز اخدك هاخدك ومحدش يقدر يوقف قدامي أنا دخلت لك من الباب وحكيت الظروف لابوكي قدامك ساعتين بس تختاري أهلك ياتختاري الجواز بكرة لازم نكون في ايطاليا رقمي مع ابوكي ومتفكريش إني مقدرش أجيب غيرك بس أنا خۏفت عليكي شكلك متستهليش ..قالها وانحنى يجذب فونه ورمقها بنظرة سريعة يشير بيديه
ساعتين بالظبط وهشوف غيرك ..قالها وتحرك إلا إنها أوقفته
طبيعة الجواز هتكون إزاي..توقف مواليها ظهره وأردف 
مټخافيش جواز صحيح أنا مش من النوع اللي يغضب ربنا وجوازنا هيكون على ورق بس كتب الكتاب علشان خلوتك معايا مش أكتر وزي ماأخدك هرجعك وكل حقوقك معاكي
اقتربت منه وهي تفرك بكفيها 
تمام أنا موافقة بس مترجعش في كلامك..الټفت برأسه وأردف وهو يعانقها بنظراته 
عرفي والدك وأنا هتصل بعمي يقابلنا عند المأذون بعد ساعة بالظبط ..هسيبك دلوقتي 
استنى ..قالتها بعدما تحرك لتقترب منه قائلة بنبرة مشتتة
بتقول هنسافر إيطاليا أنا معنديش جواز سفر غير لسة هعرف بابا وأشوف رد فعله أنا بابا مقدرش ابعد عنه هو واخواتي في الوقت دا
استدار واقترب منها حاول طمئنتها 
والدك من وقت ما دخلت بيتكم تحت رعايتي مټخافيش ومن بكرة هنقله لمكان آمن لحد مالدنيا تهدى واخوكي هيكون عنده احسن المدرسين وموافقة من المدرسة باعتذاره ..فيه حاجة تانية 
إنت مين وبتعمل ليه كدا 
نظر بساعة يديه ثم رفع نظره إليها 
عندي شغل وانت بتأخريني أنا مين قولت لبابكي هو يعرفك عايز منك ايه 
عايزك معايا لمدة شهر في مكان معين 
على ماأظن الاسئلة كدا خلصت ..تحرك فعاد متوقفا مرة أخرى 
اه علشان متفكريش انا تبع ماڤيا ولا حاجة افتكري أنا جبتك من أمن الدولة وانت متعلمة وفاهمة يعني إيه أمن الدولة واتثبتي هناك انك خطيبتي 
ممكن امشي ولا لسة قلقانة ...قالها وتحرك دون أن ينتظر اجابتها
خرج رافعا هاتفه 
اسحاقو قابلني عند المأذون بعد ساعة عندي مشوار 
توقف اسحاق من جوار دينا يدثرها بالغطاء متسائلا بهمس
وافقت!!..ابتسم قائلا
عيب عليك..المهم شوفلي مأذون فاتح دلوقتي الساعة داخلة على 12
اومأ له وهتف
تمام هكلمك..انا عند دينا نص ساعة واكلمك 
تمام ياعمو سلملي عليها قالها واغلق الهاتف
نهضت معتدلة فوق الفراش تطالعه باستفهام
هتخرج !!..اقترب يطبع قبلة فوق جبينها 
عندي شغل مهم حبيبتي ساعتين وهرجع لك والدتك برة بعت جبتها خلي بالك من نفسك ومن البيبي 
ضغطت على كفيه ونظرت لعينيه
بجد فرحان يااسحاق علشان البيبي 
احتضن وجهها وابتسامة خلابة ظهرت بملامحه
احسن خبر اسمعه في حياتي بعد خبر ارسلان نفسي اربيه ويكون راجل زي ابن عمه دينا حافظي عليه على قد ما تقدري ..ملست على وجهه واقتربت
هحافظ عليه علشان انت أبوه بس..ڼصب عوده متوقفا
أي حاجة تعوزيها عرفي الخدامة وبلاش خناقتك مع والدتك كل شوية دي اشتكت لي منك كتير 
فركت كفيها قائلة
خلاص كفاية وجودك ..
عند إلياس 
اقتربت الفتيات أصدقاء ميرال إليها لمشاركتهم الرقص..اتجهت بنظرها إليه 
هقوم أرقص مع البنات علشان متزعلش 
مايزعلوا علشان مايزعلوش تتنططي
إلياس الليلة دي أي بنت بتنتظرها علشان تكون سعيدة ليه بتخنقني كدا دنى برأسه منها 
لو شايفة السعادة هتكون في الرقص قدام الناس دي كلها أنا مش عايزك تبقي سعيدة ياميرال
إلياس ...ولا كلمة رقصنا مع بعض كفاية أما رقص البنات اللي بشوفوا أنه ماهو الا عرض لجسم يرخصوه قدام الناس مايلزمنيش
إنت كدا بتزعلني!! 
مش مهم المهم اللي شايفه صح بعمله وبحافظ عليكي بيه ازعلي
أطبقت على جفنيها مبتعدة بنظرها عنه لاحظت غادة حزنها فاقتربت منهما 
إلياسو حبيبي هاخد ميرو عند البنات ووعد مش هنتحرك هتفضل بينا بس ليها صحبات جايين من محافظات مختلفة مش حلوة لما تسبهم يرقصوا لوحدهم 
غادة ...سحبت ميرال سريعا من أمامه قبل حديثه
شكرا ياحبيبي..ابتسمت ميرال من وسط أحزانها 
مچنونة عملتيها إزاي..رفعت حاجبها وشيعتها بنظرة منتصرة 
المهم بلاش تنسي نفسك وترقصي دا ممكن يطلقك هنا ومايهموش حد
بعد فترة انتهى حفل الزفاف الاسطوري ..خرجت بجواره إلى السيارة التي تنتظرهم بالخارج لنقلهم إلى المطار..
بعد عدة ساعات وصلا إلى الفندق الذي سيمكثان به بفترة شهر العسل
توقف أمام موظفة الاستقبال يضع بطاقته لتشير لأحدهم لمساعدته 
وصل إلى أحد الأجنحة المميزة التي تحجز باسمه دلف للداخل بجوارها بعدما وضع العامل حقيبتهما دلفت للداخل تنظر بالجناح بذهول فلقد كان معدا على أروع مايكون لاستقبال العروسين..استمعت إلى
خطواته بالخلف فهتفت
مكنش له لزوم اومال لو مش مسرحية قدام الكل كانوا عملوا ايه
فك رابطة عنقه ملقيها بإرهاق وأجابها 
مسرحية شايفة اللي اتعمل دا كله مسرحية 
التفتت إليه وهي تراه يخلع جاكتيه متجها إلى جميع الشرف التي تطل على البحر يغلق ستائرها
رجفة قوية أصابت جسدها وهي تراه يدنو إليها يشير إلى الغرفة 
ادخلي غيري هدومك علشان نصلي الأول ..تجمد الډم بعروقها وهي ترى تلك المنامة الموضوعة على الفراش
تراجعت تبتلع ريقها بصعوبة مع ارتعاشة جسدها حملت فستانها وابتعدت عنه ببعض الخطوات 
لا أنا كدا كويسة مش عايزة أغير 
ضحك على حديثها فاقترب منها وهي تبتعد للخلف ..جعلها تشعر بتلف خلاياها للثبات أمامه
ليه ناوية تنامي بفستان الفرح
توردت وجنتيها 
إلياس ابعد عايزة اغير...رفع حاجبه وتحدث بسخرية
الله مش قولتي مش هتغيري ..دقات عڼيفة ټضرب داخل صدرها حينما تعلقت عيناها بعينيه بسحر خاص وتاهت بين عشقها وقربه المدمر لقلبها 
..استندت عليه بعدما أصبحت ساقيها كالهلام قائلا
غيري هدومك أنا تعبان وعايز أنام من الصبح وأنا واقف على رجلي 
ابتعدت سريعا تشير إلى القميص الموضوع على الفراش
أنا مستحيل ألبس القميص دا ..اتجه بنظره للذي تشير إليه
قالتها بصوت متقطع لملمته سريعا ودلفت للداخل وقلبها كالمضخة استندت على الباب تضع كفيها على صدرها تحاول أن تسحب أنفاسا منتظمة
اسكت بقى مالقتش غير دا وتحبه..اتجهت إلى الفراش وجلست فوقه ومازالت تحت سيطرة رائحته أغمضت عيناها استمعت إلى صوته بالهاتف 
وصلنا يابابا طمن مدام فريدة هي كويسة بكرة اخليها تكلمها ..ظلت بمكانها إلى أن دلف بعدما بدل ثيابه يحمل اسدالها 
إلبسي دا واجهزي علشان نصلي 
فين هدومي هلبس دا لوحده هات الشنطة
إلياس هات الشنطة وبطل هزار
أشار بعينيه على قميصه الأبيض الذي كان يرتديه
مفيش غير دا ياله مش هنتظر كتير بدل ما ادخل البسك..ضړبت قدمها بالارض تسبه
بارد مستفز استدارت بعد إغلاقه لباب الغرفة تحركت إلى قميصه الذي ألقاه على الفراش تهمس لنفسها
معقول كل اللي اتمنيته يتحقق..بعد قليل خرجت وجدته متوقفا أمام النافذة ينظر للخارج استدار إليها واقترب يشير إلى مكان الصلاة الذي اتخذه من البوصلة التي لديه ...انتهى بعد قليل من صلاتهما ..ظلت كما هي جالسة تنظر بنقطة وهمية استمعت إلى حديثه
هتفضلي قاعدة كتير رفعت رأسها إليه بصمت امال بجسده يرفعها إلى أن توقفت ..تعالت دقات قلوبهما من تلك اللحظة رفع ذقنها بعدما نظرت للأسفل ونظر لداخل عيناها 
دلوقتي اقدر اسألك سؤال ومهما كانت اجابتك أنا هقدره وهعرف حياتنا بعد كدا هتكون ازاي!!
حياتنا!!..هز رأسه بالموافقة 
ليه مستغربة عمرك مافكرتي ممكن القدر يجمعنا 
انزلقت دمعة من طرف عينيها قائلة 
اتمنيت بس مفكرتش لانك كنت بعيد عن أحلامي منكرش اعجابي بيك وبنيت احلام بس كنت عارفة أنها أضغاث عمري ما تخيلت هتكون جوزي في يوم من الأيام حتى وانت جنبي في الفرح لحد ماجينا هنا كلها احلام إلا بعد ..توقفت عن الحديث وعيناها تحتضن صمته إلى أن همس متسائلا 
إلا بعد ايه سحبت نظرها من بحر عيناه قائلة 
مش مهم المهم تتأكد أنا برسمش ولا بخطط لجذبك ولا حاجة ولو عايز نفضل فترة مع بعد كأخوات وبعد كدا من الدقائق الناعمة بينهما 
مكنش سراب ولا حاجة ..رفعت عيناها التي لمعت تطالعه بذهول منتظرة بقية حديثه بشق الأنفس
ميرال اعتبري أننا مااتجوزناش ولا كأن حاجة حصلت وهسألك دلوقتي ووعد أي إن كان اللي هتقوليه هتقبله حتى لو مش موافق عليه أنا رضيت كل الأطراف بس انت عندي أهم
أصبح قلبها كمعذوفة تعلن عن حبه بعد حديثه الذي جعلها تتيقن من حديث غادة..رفع كفيه متسائلا
إنت موافقة نكمل حياتنا مع بعض موافقة على جوازنا 
رفرفت أهدابها عدة مرات تحاول السيطرة على ارتعاشة دواخلها من حديثه المؤذي لقلبها
طيب ماتيجي تعكس ياالياس..انت موافق على جوازنا 
طبعا...قالها دون تردد
لم تشعر بنفسها 
موافقة اكون طول العمر جوا قلبك قبل حضنك..رفعت رأسها تنظر لداخل عيناه ينفع أكون جوا قلبك 
ابتسم 
ومين قالك انك مش في قلبي
هزت رأسها وانسابت عبراتها بكثرة من اعترافه الغير مباشر 
بتحبني..
فتحت عيناها
بعدما شعرت بخلو الفراش أعتدلت 
صباح الخير صحيت امتى ..
ظل ينظر أمامه بصمت لدقيقتين ثم رفع رأسه إليها يشير إلى الخارج
عملت لك كل اللي اتمنتيه جبتك ايطاليا زي ماكان نفسك تقضي ليلة الفرح هنا وفندق على البحر منظر خلاب ..ثم أشار على قميصه وهو ينصب عوده متوقفا
ولبستك قميصي الأبيض
 

تم نسخ الرابط