رواية ايمان ب

موقع أيام نيوز

16
لا أفرط فيك و لا يهون قلبك طرفة عين يا حبيبتي !
_ مراد
ألا لم تعقد مع نفسها إتفاقا بأن تنسى كل ما جرى لها على يديه !
لقد حبست كل الذكريات المؤلمة معه طوال سنوات رحيله لكن كونها في هذا الوضع حقيقة أنها على وشك أن تغتصب لم تساعدها على حبس أي ذكرى أكثر من ذلك
لتطفو على السطح أبشع واحدة على الإطلاق 

لا يمكنها أن تنسى تلك الليلة بكل تفاصيلها الموجعة لا يمكنها أن تنسى إھانتها و إذلالها بأحط الطرق و الأساليب.. أبدا... لا يمكنها أن تنسى !
كانت لا تزال بشهر العسل كانت عروس كما الظاهر.. لكن لم يكن أحد يعلم ما يحدث خلف الأبواب المغلقة و ما كان يفعله بها زوجها كل ليلة
لكن تلك الليلة بالذات لا تقارن بأي معاناة خاضتها الألم النفسي و الجسدي الذي نزل بها كان جسيما لدرجة تعذر عليها تخطيه حتى الآن كان ثاني أسبوع من زواجها و كانت منهكة للغاية جراء أيام و ليالي قضتها فقط تلبي حاجات زوجها و تتلقى منه التقريع و المهانة تركها هذا اليوم منذ الصباح و غادر فظنت بأنها سترتاح أخيرا و لو لبعض الوقت لكن تعسا لحظها عندما هاتفها زوجها في المساء و أخبرها بأن تتجهز من أجله ليس على موعد عودته سوى نصف ساعة و قد أخبرها أيضا ألا تتعب نفسها في تحضير العشاء لأنه بالفعل أحضره في طريقه
كل هذا الدلال الذي يبديه لا تشعر بالراحة حياله و كان قلبها منقبضا لكنها لا تقدر إلا أن تنفذ ما طلبه منها فقامت من السرير تجر ساقيها فتحت خزانتها بأذرع مخدرة و اختارت بيجامة من الستان الزهري بدلت بثوبها القطني المريح و جلست أمام منضدة الزينة وضعت القليل من الحمرة على خديها و شفاهها و مررت قلم الكحل بين جفنيها في كلتا العينين ثم أخذت قنينة العطر و نثرت بحركات آلية كيفما أتفق عند عنقها و صدرها و خلف أذنيها ...
تحبس أنفاسها عندما تسمع الجلبة خارج الغرفة تعرف بأنه قد جاء تحاول أن تفكر في حيلة سريعة ربما تنطلي عليه أو تكسب عطفه فيتركها و شأنها الليلة لكنها لا تجد أي فكرة.. و فجأة يظهر سيف عند باب الغرفة 
تراه إيمان بالمرآة و هو يتكئ هناك بكتفه إلى إطار الباب و قد كان يحمل في يديه كيسا من الورق الموقع بعلامة أشهر و أرقى متاجر الألبسة النسائية لم يطيل المكوث مكانه إذ كان فقط يتأملها لبرهة ثم مشى ناحيتها مبتسما لها الإبتسامة المؤذية لمشاعرها لم تكن تحمل في خباياها سوى الإحتقار الذي لا يستطيع المجاهرة به ليس لأنها إبنة خاله فقط بل لأنها صارت زوجته و قد فات آوان أن
تم نسخ الرابط