رواية عيلة الدهشان ج2
الفصل الاول.....
كسر ضوء الشمس النافذ عتمة الليل وسكونه المخيف فتسللت أشعتها بخفة لتداعب أوراق الأشجار الكثيفة التي تطوف بالاراضي الزراعية وكأنها بانتظار ذاك الإشراق الذي يحتضنها كل صباح ازدحام تلك الاماكن معتاد فالاستيقاظ باكرا من أسمى صفات أهالي الصعيد الأغلب يتجول بائعا والبعض يذهب لعمله ومن بين المارة تجد مجموعة من الأشخاص مجتمعون على صينية دائرية الشكل يتوسطها الفطير الشهي والعسل الصافي وقطع الجبن القريش يجلس عليها أهل هذا المنزل البعيد عن تلك الارض التي يجتمع بها رجال البيت والاصدقاء الطعام بين أهل الصعيد قلة ما يتناوله أهله بمفردهما فالجود والكرم مدفون بالعروق ومن بين كل تلك المنازل منزل كبير الدهاشنة وبالاخص بحديقة منزله الشاسعة يجتمع المزارعون حول عدد من الطاولات لتناول الفطور الشهي وبالقرب منهما وبالاخص على تلك الاريكة الخشبية كان يجلس كبيرهما بوقار العصا التي يحملها بين يديه تمنحه عظمة تليق بجلبابه الاسود يجلس بسكون وعينيه تراقب الجميع باهتمام ليشير بعينيه لخادمه للطاولة التي قل الطعام منها ليزيده بالخير انتهى الجميع من تناول الطعام فنهضوا تباعا ليردد احداهم
وأضاف الأخر بامتنان
ربنا يزيدك من وسع..
ابتسامة صغيرة تشكلت على طرفي شفتي فهد فنهض عن الأريكة وهو يردد باستحسان
الف هنا وشفا يا رجالة تقدروا ترجعوا لشغلكم..
أشاروا بايديهم بطاعة ومن ثم انصرفوا لاعمالهم بالحقول التابعة لعائلة فزاع دهشان أسرع إليه الخادم ليخبره على عجلة من أمره
الست راوية عايزة جنابك جوه..
صعد الدرج القصير حتى أصبح بداخل المنزل يبحث عنها بعينيه المتلهفة لرؤياها فرغم تقدمهم بالعمر سويا الا انه مازال يشعر برؤياها وكأنه لقائهما لاول! نفس ذاك الشعور الذي يسيطر على قلبه المرهف مازال يتلبسه وكأنه ذاك الصبي الذي يبلغ خمسة وعشرون عاما بل تمكن العشق منه ليجعله يلتاع لرؤياها وحتى إن رأها يسكره حد الرغبة فيدق قلبه پعنف وكأن هناك من يضرم نيران الشوق عمدا ليفتك بهيبته التي يخشاها الجميع طلت من أمامه بردائها الابيض الفضفاض وحجابها الذي يتدلى من خلفها فأقترب لتقف هي مقابله ببسمتها المشرقة
أسرع باجابتها
هو أنا اقدر على زعلك محطتش لقمة في بوقي من الصبح..
اتسعت ابتسامتها وهي تردد في رضا
كنت هزعل لو عملتها يا فهد.
تطلع من حوله بترقب وحينما وجد الساحة خالية من حوله همس بغزل
يابوي على كلمة فهد اللي بتطلع تشرح الجلب دي..
تعالت ضحكاتها حتى أصبحت مسموعة لمن يهبط الدرج فقال بسخرية
وبعدهالك يا فهد لساك عايش في دور سي روميو .
ردد بحزم مصطنع
سليم!
دنا منه حتى صار قريبا
الحق عليا بنبهك أننا تحت بدل ما حد من الأولاد يطب عليك وصورتك تهتز قدامهم!
متخافش عليا محدش يقدر يوقعني.
أكد له مازحا
خبرك زين يا واد عمي..
أستاذنت راوية بخجل
هجيب بقية الاكل..
وتركتهم واسرعت للمطبخ حرجا مما حدث ولجت للداخل لتشير للسيدة التي تعاون نواره وريم
طلعي باقي الأكل يام نعمات..
أومأت برأسها في طاعة
أمرك يا مرت الغالي..
ثم حملت الاطباق وأسرعت للخارج حملت ريم الاطباق المتبقية لتناولها لراوية وهي تتساءل باستغراب
مالك وشك احمر إكده!
مررت يدها على وجهها وكأنها تخبرها بأن وجهها متسخ فتحاول تنظيفه تعالت ضحكات نواره وهي تشير إليها ساخرة
ذمت راوية شفتيها بعدم رضا لتصيح بهم بانزعاج
اه ده انتوا فضيتوا ليا بقا..
حملت نواره الخبز الطازج لتسرع بالخروج قائلة
لا انا الحق نفسي قبل ما المدبحة تقوم..
قالت راوية من وسط سيل ضحكاتها
كبرنا ومكبرناش!.
شاركتها ريم الابتسامة بحزن ظهر على وجهها حينما تذكرت ابنتها يقال أن لكل منا نقاط ضعف أو ربما جانب معتم يستحوذ على المرء حينما تزوره السعادة فالابتسامة يتخلالها تذكار لما يؤلم وكأنها تتعهد على تذكارك دوما بما يؤلمك حتى ټقتل أي ابتسامة قد تتسلل لشفتيك!
شعرت بها راوية فاحتضنتها بذراعيها قائلة بحزن
لسه مش قادرة تتقبلي اللي حصل لماسة
تدفقت الدموع من عينيها كالمطر المحتبس لتجيبها پقهر
ياريت اقدر يا راوية انا مش قادرة أستوعب اللي حصل معاها!
ربتت بيدها على كتفيها وهي تخبرها بثقة
جوزها جنبها وعمره ما هيتخلى عنها أنا عندي ثقة كبيرة في ربنا أنها هترجع أحسن من الأول..
أغلقت عينيها وهي تردد بتمني
يارررب ياراوية يارب..
أخفت حزنها وهي تشير لها بابتسامة ترسمها بالكد
طيب يلا قومي عشان نفطر من زمان مفطرناش مع بعض..
أزاحت دمعاتها وهي تحمل باقي الأطباق
بينا..
وبالفعل خرجن سويا لتنضم إليهم بالخارج تبدل حزن ريم لسعادة كبيرة حينما وجدت عمر يجلس بالخارج فجلست مقابله تتأمله بحنين تود لو أن يحتضنها بقوة حتى تحاول الخروج من تلك المشحنات المقبضة شعر بها فأشار بيديه وهو يهمس لها
أنتي كويسة
إكتفت بإيماءة رأسها بأنها على ما يرام ثم انتبهوا جميعا لصوت نادين الذي إخترق القاعة كالصوت الرنان
أيه ده من غيري!
غمس سليم الفطير بالعسل الأبيض وتناولها بتلذذ
عارفين أنك هتنزلي من نفسك لما تشمي ريحة الوكل..
جلست جوار راوية ثم شرعت بتناول طعامها لتردد بإعجاب
الله على الفطير البلدي من ايدك يا ريمة.
ابتسمت وهي تخبرها باستحسان
ألف هنا على قلبك يا نودي..
علقعمر هو الأخر
تسلم أيدك يام أحمد..
منحته بسمة رقيقة فقال سليم باستغراب
هو محدش من الولاد نزلوا من القاهرة الأجازة دي ولا أيه
أجابته راوية
مفيش غير آسروأحمد البنات عندهم امتحانات..
تساءلت نادين بدهشة
طيب هما فين يفطروا معانا..
أجابها فهد بثبات
شيعتهم الأرض يبصوا على العمال يشوفوا لو كانوا محتاجين حاجة.
رددت راوية بضيق
هما لحقوا يستريحوا يا فهد مش كفايا المصانع والمزارع اللي بيدروها!
نظرة حادة حانت منه فقال بجفاء
مخلف عيل صغير هنخاف عليه ولا أيه..
رددت في توتر
لا مقصدش بس بقول على الاقل كان فطر معانا مهو طول الشهر بيبقى بالقاهرة مع الشباب وحتى في اليومين اللي بينزلوهم بتخليهم يشتغلوا بالارض!..
اسټنزفت كلماتها غضبه بأكمله فضړب بعصاه الارض بقوة
مفيش اهنه دلع ياراوية الولد لو مشالش الحمل عن اهله مبيقاش راجل..
امتلأت عينيها بالدموع لتعصبه المبالغ به فتدخل سليم بالحديث قائلا
محصلش حاجة يا فهد هي خاېفة على ولدها وده حقها بالنهاية هي أم..
هدأت تعابير وجهه قليلا فقال بهدوء
أنا هادي يا سليم بحاول بس أخليها تستوعب أنه في يوم من الايام ولدها هيبقى كبير الدهاشنة ولازمن أقرص عليه عشان عضمه يبقى ناشف ومحدش يقدر يقف قصاده..
حدجته بنظرة ساكنة ولكنها تحوى سهام متخفية تعرف طريقها لاختراق قلبه بحرافية نهضت راوية عن مقعدها ثم كادت بالابتعاد عن الطاولة فتوقفت قداميها حينما استمعت لأمره الصارم
كملي وكلك قبل ما تقومي.
عادت لتجلس على مقعدها من جديد وهي توزع نظراتها بينه وبين طبقها بغيظ..
مساحة شاسعة يملأها الرجال العاملين من كل صوب وإتجاه بعضهما يحملون المحاصيل الزراعية للشاحنة والاخرون يكدون عملا بزرع المحاصيل الجميع يعلم بأن تلك المنطقة تخص عائلة فزاع الدهشان فباتت تخص أحفاده وبالأخص كبيرهم فهد الدهشان ومن بين هؤلاء العمال كان ينحني بقامته الطويلة ليحرر السکين الملتوي حتى يتمكن من قطع الحشائش الخضراء ليجمعها فوق بعضها في تناغم وإنسيابية ومن ثم يكوم حزمة أخرى فوق بعضهما ليحملهما ثم يضعها على العربة التي يجرها الفرس الاصيل
ليشير بيديه التي تتصبب عرقا
خد الحمولة دي وإرجع أنت ياحسان..
ومن ثم إنحنى ليحمل حزمة أخرى فأسرع إليه حسان العامل قائلا
عنك أنت يا بشمهندس آسر أني اللي هحملهم..
ابتسامة صغيرة ارتسمت على شفتيه القاسېة ومن ثم أجابه بمحبة كبيرة
لا أنا اللي هحملهم اسمع أنت بس الكلام وأرجع المزرعة أهتم بالفرس..
سحب اللجام ليجلس على طرف العربة وهو يشير له بطاعة
اللي تؤمر بيه يا بشمهندس..
مرر آسرأصابعه على رأس الفرس الأبيض بحنان ثم رفع عينيه ليشير للأخر بالتحرك فأنصاع إليه اتجه آسر للشجرة القريبة منه فاستلى من فروعها قميصه الأبيض الذي تركه على أحد فروعها حتى لا يتسخ بأعمال الحقول الشاقة فلم يتسنى له الوقت ليبدل ملابسه فما أن وصل من القاهرة حتى أمره والده بالذهاب لمتابعة العمال فما كان منه الا أن خلع قميصه ليعاونهم اليد باليد رافضا مباشرة عمله المتوقع بمعاينة الحسابات فترك تلك المهامة لاحمد دس يديه بجيب بنطاله الأسود ليخرج منديله الورقي ثم ازاح العرق النابض على بشرته الخمرية ومن ثم فتح عينيه البنية الداكنة ليتأمل إن كانت ملابسه مازالت متسخة بعد ثم مرر اصابعه بين خصلات شعره الفحمي ليمشطه جيدا ثم جلس على الأريكة الخشبية المتهالكة القريبة منه ليرفع هاتفه بانتظار رد الطرف الأخر فقال
أيوه يا بدر أنت لسه نايم ولا أيه
طيب فوق كده وإسمعني شحنة الفاكهة في طريقها للمصانع لازم تكون موجود هناك أنت و يحيىفهمت
طيب تمام بعد بكره هنكون عندكم أنا وأحمد بأمر الله..
وأغلق هاتفه ومن ثم وضعه بجيب بنطاله ليتجه بخطواته المتزنة تجاه المبنى القريب من الأراضي الزراعية ليجد أحمد منهمك بالعمل على عدد من الملفات ليتحرر لسانه الصامت ناطقا بتعصب واضح
الشغل ده ميرضيش ربنا أبدا.. كل ده غلط دي فلوس ناس يا ريس!
أجابه المحاسب بتوتر
يا بشمهندس راجع حساباتك تاني جايز تكون غلطان..
نهض عن مقعده ليحدجه بنظرة قاټلة
أنت اللي هتعلمني شغلي ولا أيه
والقى الاوراق بوجهه قائلا بحدة
راجع شغلك وشوف باقي المبلغ الناقص من الحسابات ده فين والا الكبير بنفسه اللي هيعرف..
وترك المكتب الصغير المتدلي بأحد أطراف المبنى المتوسط ثم خرج ليجد آسر من أمامه يضع يديه معا بجيوب بنطاله ويتطلع له بصمت قاټل ليبتره حينما قال
الانفعال مش طريقة لاستعادة الحقوق يا بشمهندس مينفعش تقول للحرامي في وشه أنت حرامي لا تلعب عليه وتخليه يرجعلك حقك وفوقه بوسة...
زفر أحمد بانفعال
ده بني آدم بجح بيغلطني عشان يزوغ من المبلغ اللي عكشه في كرشه.
تعالت ضحكات آسر الرجولية ليردد بعدم تصديق
هدي نفسك بس يا عريس ده أنت على وش جواز..
سكنت نظراته وهو يردد بفتور
عريس أيه بس ده أنا بقالي سنتين خاطب ومستنى أختك تخلص الجامعة بتاعتها وكل مرة الكبير بيطلعلي بحجة شكله مش عايز يتخلى عن بنته..
رد عليه بمزح
روجينا أكلة بعقله حلاوة وبعدين أنت مستعجل على الجواز كدا ليه مش قولت عايز تأسس المصنع ويبقى ليك مالك الخاص استغل الوقت ده لنفسك الجواز فقر يا ابني صدقني..
ضحك أحمد وهو يجيبه بمشاكسة
يعني أنت مش عايز تتجوز يا كبيرنا..
أعدل من ياقة قميصه وهو يجيبه بفخر
لا مبفكرش بالمواضيع المنحرفة دي...
ثم جذبه بقوة كادت باسقاطه
يلا عشان نرجع..
تأوه أحمد پألم
بالراحة علينا احنا مش قدك يا كابتن..
أجابه ساخرا
طول ما أنت بتأكل وتنام وبتكنسل الجيم عمرك ما هتبقى قد أي حد..
تعالت ضحكاته فقال بصعوبة بالحديث
لا يا عم كفايا الشغل اللي طالع عينا فيه!.
بسخرية قال
طيب يلا ياخويا..
مشى لجواره حتى مروا من أمام أحد الأراضي الزراعية التابعة لأحد العاملين المخلصين لأبيه سابقا فمن يسوقه الحظ للعمل بمزارع عائلة الدهشان قد يحظى بمال وفير يتمكن من بعدها شراء الأرض الخاصة به كحال هذا العامل المحبب لقلب آسر فأشار لأحمد قائلا
اسبقني أنت على العربية وأنا دقايق وهحصلك..
أومأ برأسه بهدوء ثم أكمل طريقه سيرا للسيارة التي تبعد عنه بمسافة ليست ببعيدة بينما إقترب آسر من كومة القش الملقاة أرضا حيث كان يجلس هذا الرجل المسن فألقى عليه التحية ثم قال ببسمة بشوشة
عامل أيه يا راجل يا طيب أنت ما صدقت تسبنا ولا أيه
أجابه الاخير بابتسامة واسعة
أستاذ آسر كيفك يا ولدي.. والله وليك شوقة..
وحاول النهوض على قدميه الملفوفة بشاش أبيض مستندا على عكازه الصلد ساندهآسر سريعا ليردد پخوف
خليك مكانك..
ثم تساءل بحزن
الف سلامة عليك يا عم فضل مالك أيه اللي حصل
وصف پألم ما حدث له
مفيش يا ولدي كنت بحمل الربة على العربية فتكعبلت ووجعت على رجلي ولما روحت المستوصف جبسوهالي..
عاونه على الجلوس مجددا ثم قال
الف سلامة عليك طيب جاي ليه الأرض وأنت تعبان أوي كده
كاد بأن يجيبه ولكنه انتبه لصوت صخب يأتي من خلفه من أرض العمفضل بالتحديد فاستدار ليجد أحدا يحاول رفع أكوام القش الضخمة ليضعها على العربة القريبة منهم فأسرع تجاهه تلقائيا كان يرتدي جلبابا أسود اللون يلف حول وجهه شال أبيض اللون يخفي به رأسه ووجهه المغطى بأكمله لم يكن سوى عينيه الخضراء الساحرة بارزة من خلفه تعجب آسر مما يرتديه هذا الرجل الغامض ولكنه ظن بأنه يحتمي من أشعة الشمس القاټلة فانحنى ليجذب الحبال الغليظة من حول كومة القش الضخمة ليردد بثبات
هات الطرف التاني يا ريس..
انحنى الرجل ذو الجلباب ليناوله الطرف الأخر فتلامست أيديهم فشعر بنعومة ملامسها رفع آسر عينيه تجاه هذا المقنع باستغراب ثم نهض ليزيح قميصه الابيض عنه فاستدار الرجل سريعا ابتسم آسر وهو يخبره بمرح
لا مواخذة يا عمهم بس الحاجة مش هتدخلني البيت لو وسخت الابيض..
ومن ثم انحنى ليحمل كومة القش ببراعة تنساق مع جسده المصفح بالعضلات القاسېة ليضعها على متن العربة ثم عاد ليحمل الكومة الأخرى فوضعها لجوار الاخرى فاستدار ليشير له قائلا
لسه في حاجة تانية عايز تحملها على العربية!
هز رأسه فتعجب آسر من صمته المبالغ به أتاه الرد من خلفه حينما إقترب منهما فضل ليثني على ما فعله
الف شكر يا ولدي مننحرمش منيك.
ربت على كتفيه بابتسامة صغيرة
على أيه يا عم فضل خد بالك انت بس من نفسك ولو إحتاجت أي حاجة كلمني من غير ما تتردد..
ثم جذب قميصه ليشير للرجل الغامض
سلام يا ريس شكلك عندك دور برد صعب في الحنجرة أبقى عالجه يا عمفضل..
تعالت ضحكات العجوز ليجيبه بصعوبة
حاضر يا ولدي..
وصل للسيارة فهبط احمد مسرعا ليشير له پصدمة
أنت فاكر نفسك في إنجلترا ألبس بسرعة قبل ما ېقتلونا..
ارتدى آسر قميصه ثم تحرك تجاه الباب الايسر من السيارة ليردد بخبث
ما تنشف يا عم حد يقدر يبصلنا بس!..
تحرك أحمد بالسيارة ليسأله باهتمام
عامل أيه عم فضل
أغلق عينيه ثم استرخى على المقعد ليضع القبعة على رأسه فعاد أحمد ليسأله مجددا فقال بخفوت
رجله مکسورة وجايب ابنه يساعده وهو أصلا شكله مالوش لا في الطور ولا في الطحين..
رفع حاجبيه بتعجب
ابنه! .. عم فضل معندوش غير بنت وحيدة بتدرس بالقاهرة..
أزاح آسر القبعة عن وجهه ليردد باستغراب
أمال مين ده..
معرفش جايز مأجر حد..
نفى آسر ذاك الإقتراح
لأ.. معتقدش حالته المادية متسمحش بكده..
قال أحمد
جايز حد من قرايبه لان زي ما قولتلك معندوش غير بنت واحدة بتدرس بالقاهرة بنفس
جامعة حور بنت عمك سليم..
عاد