رواية داليا بارت 4-5-6
المحتويات
أم
مسحت دموعها بأصابعها وقالت في محاولة منها لتغيير مزاجها ..
لا يجوز أن تبكى اليوم .. ستفسدين زينة وجهك .. لكن ربما كان هذا اسلم ليقل جمالك .. أنت صغيرة علي تحمل رغبات رجل كخالد ..
زفاف سارة .. بالطبع هى لا تريد تقديم تهنئة فعلية لكن فضولها ېقتلها لمعرفة علاقة خالد بشقيقتها .. حظها تلك ال..
سارة .. تعالي لتقابلي والدتى الحاجة نادية وشقيقتى شيماء
ضحك بإستهزاء... والآن اعلنت .. ما رأيكما فيها بعدما اخرجتها من علبتها المخملية..
رحبت بها شيماء بفرح حقيقي... مرحبا بك عزيزتى في عائلتنا الصغيرة ...أخيرا سيكون لدى شقيقة ..
لا تبدو كحماة شريرة علي الاطلاق .. نظرتها تفضحها .. حتى أنها نظرت إليها باعجاب واضح وهى تسأله .. كم عمرها يا خالد .. اعتقد انها من عمر شيماء اليس كذلك ..
عينيها اتسعت من الصدمة.. لكنها تمالكت نفسها بذكاء واثرت تجاهل فارق السن الكبير بينهما .. الفتاة جميلة وبالتأكيد سلبت لبه وابنها رجل حقيقي تعجب به جميع الفتيات .. وسلطان الهوى لا يخضع لقانون ..
لكن شيماء شهقت باندهاش... انها تصغرنى بسنوات .. الفارق بينكما حوالي ثلاثة عشر عام .
بروده لا يطاق.. لماذا تنهريها أمى انها لم تقل سوى الحقيقة ..
من الغريب أن تفاجىء بزفاف ابنها الوحيد حتى أنها جهزت جناحه في منزلها بصعوبة ..لكنها تعلم الازمة التى مر بها مؤخرا .. ربما كانت تعتقد أنه لن يقرب من جنس الحريم مجددا لذلك كان يكفيها رؤيته سعيدا لتتجاوز حتى عن حقها في المعرفة .. كان اكثر ما يخيفها أن يكون تزوج لمصلحة ما .. الزواج من ابنة وزير قد يكون حل يخرجه من ازمته لكنه كان سيكرر غلطة عمره ويرتبط بفتاة مدللة فاسدة كبسنت لكن مجرد نظرة واحدة لسارة وعلمت منها كم هى مختلفة .. يكفي فستانها المغطى الذى لا يترك شبر من جسدها عاري مختلف عن المعتاد في ذلك الوسط .. معظم مشاكله السابقة مع بسنت كانت بسبب ملابسها .. وعلي الرغم من قوة شخصيته وتملكه إلا أنها في النهاية تمكنت من خداعه .. أما تلك فمختلفة ذلك الوصف الأدق مختلفة ونظرتها لخالد تدل علي أنها تحبه ..
حضنته بحنان ... عروسك رقيقة للغاية يا خالد احفظها في عينيك بقدر رقتها .. لقد جهزت جناحك القديم في الفيلا لتقيما فيه ..
هز رأسه ... لا يا حبيبتى .. نحن سنقيم في المزرعة ..
وجهت نظرة اشفاق لسارة وقالت ... ستمل في المزرعة يا خالد ...انها لا تصلح لاقامة عروس
رد بحزم ... هذا امر غير قابل للنقاش ...سنقيم في المزرعة لدى الكثير من الاعمال هناك.. كما تعلمين حبيبتى .. حسام في المانيا وشحن المكينات الجديدة وهى علي وشك الوصول لذلك اريد انهاء المصنع قبل وصولها
وكعادتها في الفترة الاخيرة صمتت باستسلام ...بخنوع .. اعتادت أن يديرالاخرون حياتها عنها...لم تعترض وهم يتحدثون عنها كأنها غير موجودة... راقبت والدتها وهى تقترب منهم مع عاصى الذى امسك يدها الرقيقة بقوة بين يديه
اريدك أن تعلمى اننى متواجد لأجلك دائما .. ومع أن معرفتنا قصيرة لكنى استطعت معرفة من هى سارة رقيقة وحساسة أنت سهلة العطب يا سارة فلا تحاربي بمفردك ..
ومع أنه يتمسك بيديها باهتمام أبوى لكنها لاحظت أن خالد سوف يهجم علي عاصى وېمزق وجهه .. الأسلم ستسحب يدها بعيدا فاخر ما تريده الآن اثارة الفضائح ..
لكن قبل أن تشكره أو حتى تسحب يدها دخل والدها بصحبة نرمين التى كانت تراقبها بحسد ونظراتها كانت تأكل خالد بطريقة مفضوحة ..
حتى لحظة الاهتمام الوحيدة التى عاشت تتمناها لسنوات يحرمها والدها منها .. لكنه للأسف يهتم بالمظاهر فقط ..
اخذ يدها من يد عاصى بحركة متعجرفة وسلمها لعريسها... لا اريدك أبي أن تزيد من اهانتى وترمينى للعريس المجبر علي الزواج .. ليت عاصي يسلمنى لخالد فلربما اشعر بحب واهتمام الأب ولربما خالد يعلم أن هناك من يهتم بي ولا يرانى مجرد چريمة يدفنها ..
قلبها مازال لا يطاوعها علي قبول اقامة العروس في المزرعة .. سارة مرفهة والحياة الخشنة لا تناسبها .. خالد يستأسد عليها منذ الآن .. ابنها وتعرفه جيدا .. اقترحت بلطف... حسنا علي الأقل اقضيا الليلة في الجناح .. سيكون مرفها يا خالد أكثر من المزرعة ..
ليجيبها بعناد ... لا سنسافر الليلة ..
مسكين منصور لا يعمل مع من يتعامل بعد انتهاء الحفل البسيط ... طلب منصورطاقم الحراسة كى يرافقهما في طريقهما إلي المزرعة...وبدأ في اعطاء اوامره ببقاء بعض الحراسة معهما هناك بصفة دائمة...
وأمام حاشيته لم يهتم .. اعترض بصرامة تثبت قوته ... من اليوم هى زوجتى وستعيش وفقا لظروفي أنا وحراستك احتفظ بها لنفسك .. سنتستخدم سيارتى في السفر وحراستك احتفظ بيها لنفسك ..انا كفيل بحماية نفسي وحماية زوجتى
قلبها خفق پعنف لدى سماعها لكلمة زوجتى...كم هو احساس رائع أن تنتمى لذلك القوى الرائع...
شعرت بقوة شخصيته الجبارة...علي الرغم من قوة والدها إلا أنه لم يستطع أن يفرض عليه أي شيء منذ بداية صفقتهما فخالد دائما كان المسيطر...صدق عندما اخبرها انه لا يهاب والدها في الحقيقة والدها هو من يخافه ويحترمه وانتهز الفرصة لتزويجها اياه ..
ومن هى لتتحدى القدر .. بكل استسلام غادرت معه .. ربما للتحرر من فساد استفحل حتى النخاع وربما لسجن ېخنقها لا يوجد وسط ..أبيض أو أسود .. اللون الرمادى كئيب حتى أنها لا تحبه ..لكنها ستغامر وتسلم نفسها للغريب الذى بجرة قلم أصبح زوجها..
بارد ووقح حتى النهاية ألن يفتح لها باب السيارة جلف لا يفهم في الاتيكيت لكنه ربما يريها مكانتها منذ البداية ..بلا مبالاة رهيبة وبكل برود ركب سيارته ذات الدفع الرباعى وانتظرها تصعد بنفسها للمقعد المجاور له .. عندما ركبت بخنوع ادارالسياره وانطلق بها واخذها معه الي المجهول .. يبدو أن الأسود سيطغى ..
نفس الطريق تقطعه لثانى مرة .. نفس الأشجار التى حفرت في ذاكرتها وربما نفس المحاصيل السابقة لكن هى المختلفة .. فستانها الأبيض ينير ظلمة السيارة وحلة خالد شديد السواد تتناقض معها .. قطعته من قبل كفتاة صغيرة غارقة في اليأس وعادت تقطعه اليوم كسيدة متزوجة تتشح بالأمل ..
عند بوابة المزرعة اوقف السيارة وانتظرعطية ليفتح لهما البوابة التى كانت أخيرا مغلقة ..
احضر الحقائب ..
في الماضى تتذكر أنها لم تجدها أبدا مغلقة..هل كانت تلك اشارة من القدر تخبرها أنها ستنتمى لهذا المكان يوما ما .. ربما لو وجدتها مغلقة يومها لكانت انصرفت واتخذت حياتها منحنى مختلفا تماما ..لكنها هنا اليوم وتعود تقطع الممر حتى نهايته في سيارة زوج فرضت عليه .. حتى باب منزله..
من ستكون في هذا المنزل سيدة المنزل أم ممسحة بالية تمسح بها كل الأرضيات القڈرة وتداس بالأقدام
منزل طردت منه ثم دعيت إليه والآن وهى عروس بفستان أبيض عاملها كنكرة لا محل لها من الاعراب حتى أنه غادر سيارته وتركها مذهولة من وقاحته ربما رضع الوقاحة مع حليب أمه ... لا تلك اللطيفة حليبها عسل .. وقاحته مكتسبة ويتلذذ بتطبيقها عليها ..
المفاجأة خشبتها .. لعين لعدة دقائق ظلت تجاهد لكى تحبس الدموع .. لو بكت الآن سوف تعيش في الذل إلي الأبد.. وضعها يحتاج إلي الكثير من الحكمة .. تجرأت وغادرت السيارة من المؤكد أنه ينتظرها لتفعل فهى بالتاكيد لن تعيش فترة زواجهما في السيارة ..
صرير الباب والاستقبال الفارغ يذكراها بمنزل الأشباح .. كم هو مضحك أن تخشي منزل زوجك أكثر من خشيتك لمنزل رجل غريب .. كل ركن في الصالة يحمل طيف من الماضى ... نفس الأريكة التى استقبلتها فاقدة للوعى استقبلتها مجددا وبالتأكيد تعرفت عليها من رائحتها وربما لا فللخوف رائحة مميزة لم تكن بها يومها ..
سيظهر في أي لحظة الآن .. صبرت نفسها وانتظرته .. لكن مرت ساعة ساعتان وهى تنتظر ولا جديد .. مع شدة ارهاقها تكورت حول نفسها وفستانها الأبيض غطاها كدرع واقي.. ستقاوم النعاس حتى اخر نفس فيها لكن غلبها النوم وسلطانه كان اقوى من مقاومتها لتسقط في نوم عميق علي نفس الأريكة صديقتها..
لا حول ولا قوة إلا بالله ...لماذا تنامين هنا يا بنتى .. هل توجدعروس عاقلة تغادر فراش زوجها في ليلة دخلتها ..
لابد وأنه قضى ليلة من الاحباط ..
فتحت عينيها علي الصوت المتحدث بجوار رأسها لتري فلاحة بسيطة ترتدى جلباب زاهى الالوان وعلي وجهها علامات الذهول ..
زواج غير مألوف !! وخصوصا في الأرياف حيث الزوجة محلها فراش زوجها وتحت قدميه .. ربما اعتبرتها متمردة
أين تستطيع الاختباء بذلك الفستان .. والأسوء أنها مجبرة علي الرد علي الاتهام بالتمرد والدلع واحباط زوجها ..
ألا يكفي أنها بسببه تشعر بالألم في كل انحاء جسدها وخصوصا رقبتها.. لطالما كانت غرفتها ملاذا افتقدته الآن وهى تتكور في أريكة .. والسؤال الموجه لها بطريقة غير مباشرة لماذا لم تقضى الليلة في فراش زوجك
دارت احراجها بصعوبة .. صباح الخير كم الساعة الآن بالتأكيد أنت زوجة عم عطية ..
نعم خادمتك صفية ..الساعة قاربت علي السادسة صباحا حضرت لخبز الفطير المشلتت الذى يحبه خالد بك.. فطور الصباحية لا بد وأن يكون مميزا لتقويته ..في العادة
متابعة القراءة