رواية داليا بارت 4-5-6
المحتويات
لفصل الرابع
لسانها عقد من الصدمة....جواز ...الخميس ...ڤضيحة...الصور ...تالا ...تزاحمت الأفكار بداخل عقلها بقوة
همت بالاعتراض لكنها سمعت خالد يقول....
لكن بشروطى ..
ضغط علي اسنانه حتى كاد يحطمها... لا تتمادى وإلا سأفعصك
كرر بصرامة.. الزواج سيتم بشروطى وإلا لا زواج علي الاطلاق ...اريد تراخيص المصنع كاملة تكون في يدى قبل الزواج وسترفع يدك عن المزرعة .. انساها بمعنى أوضح وليست المزرعة فقط بل سترفع يدك عن كل شيء يخصنى أما سليلة الحسب والنسب فسلطتى عليها ستكون مطلقة وستقيم في المزرعة طوال فترة زواجنا ولن تخطو خطوة بدون علمى
قاطعه بغيظ .. موافق
صفقة .. زواجها اصبح مجرد صفقة ..
اصبحت مشوشة لدرجة انها انفصلت عن الواقع وتقبلت مصيرها واستمعت إليهما وكأنهما يتحدثان عن زواج فتاة اخري وليس زواجها هى
من الأن اصبحت ملكه .. اصابع والدها ترتسم بغباء علي وجنتها .. وعلي الرغم من غضبه سألها بقسۏة .. هل أنت بخير هزت رأسها بالنفي .. وهى تبكى بصمت
وجه حديثه لوالدها وحذره مجددا .. اقسم لك ستندم لو لمستها مجددا .. وغادر بقوة رجت الارض عند رحيله ..
اغلق باب النقاش في وجهها.... زفافك وتحدد كلامك لن يفيد ...تالا ظلمت بسببك وربما بزواجك تبرئ ساحتها.. تستطعين الرفض لكن ستتحملين نتيجة افعالك كاملة .. سأحبسك في المنزل .. لن تكملي تعليمك وقتها وستنسين شكل الشارع .. فكري جيدا سارة .. أنا خططت بذكاء .. خالد يسري له وضعه وثقله حتى بدون أمواله .. استطيع القسم أنه سوف يستعيد امبراطوريته في غضون شهور .. في النهاية ستتزوجين من مليونير ..
كتمت مشاعرها فما فائدة الكلام أو حتى الصړاخ .. محاكمتها تمت وحكم عليها بالذل لأخر يوم في عمرها .. لم يكن خبر زواجها من خالد هو ما يؤلمها لكن ظلم ابيها لها ذبحها فدائما تالا تنتصرعليها .. لكن زواجها منه بتلك الطريقة سيذلها لن تستطيع أن ترفع عينيها في عينيه يوما .. نعم تريده ولكن ليس بكل هذا الذل ...
يا ليته صمت ولم يقل تلك الجملة القاسېة والتى اثبتت أن والدها لا يهتم بها اطلاقا وفقط المظاهر تهمه .. تغاضى بكل بساطة عن حماقتها وقضائها ليلة في منزل رجل غريب فقط لأن ذلك الرجل هو خالد يسري الشهير .. كم المها تعليقه عندما قال لولا أن الشخص المتهم معها لم يكن خالد يسري لكان تصرف بطريقة اخري اشد قسۏة علي حسب قوله ... كل ما يهمه اسمه وسمعته كوزير وطالما خالد مليونير حتى لو مليونير سابق فهو صفقة رابحة بالنسبة له وسيستفيد منه .. مقولة سمعتها عن خالد وسط الشائعات والاټهامات الرجل المعجزة .. يحول التراب لذهب
اغمضت عينيها ولسانها نطق بالقبول وكأنها مجبرة ولكن فعليا هل هى مجبرة هل كان الرفض خيار أمامها
سؤال بلا جواب .... قوة مسيطرة تجعلها مسلوبة الارادة أمامه .. تجعلها مستسلمة.. هل ذلك هو النصيب هل هو من كتبت علي اسمه منذ يوم والداتها وسيكون رجلها حقا..
علي أي حال فالحياة مع خالد ومع مشاعرها التى تنمو تجاهه أفضل بكثير من الحياة مع أم تهتم بأزواجها اكثرمن بناتها وأب يهتم بالسلطة والأموال أكثر منهما أيضا... إن كانت قد اصبحت سلعة تباع وتشتري فعلي الأقل هى ستختار لمن ستباع
مال ناحيتها ليهمس بسخرية ... فستان أبيض !! .. من تخدعين الآن
نظرت إليه ببلاهة ثم نظرت إلي فستانها لتتأكد من احتشامه مغطى بالكامل ..اذا ما يثيره الآن ... أليس ذلك هو ما ترتديه العروس في العادة
رد إليها نظرتها بنظرة وقحة إلي عينيها العسليتين بتحدى سافر ليقول بنفس درجة وقاحة نظرته ... مازلتى تمثلين البراءة حسنا جميلتى ألم تسمعى من قبل أن اللون الأبيض خصص للعذروات البريئات لأنه رمزا للطهارة.. البريئة التى لم تمس ترتدى لزوجها الأبيض .. لكن الأنثى المستعملة من قبل ترتدى الألوان .. فمن تخدعين اذا .. بالتأكيد ليس أنا ..
كلماته نزلت عليها كأنها دش بارد .. الحقېر يصفها ب المستعملة
هل أكلت الهرة لسانك لا تعليق...
رفعت رأسها بكبرياء وقالت ... لا
واصل اهانتها بلا رحمة ... يبدو أنك أزمة كبيرة ووالدك لم يعد في امكانه السيطرة علي جموحك .. زواجك بتلك الطريقة يدل علي ذلك .. وأحسن والدك الاختيار تماما فأنا من سيكسر رأسك الجميل ذلك .. لا تتوقعى من تدليلك كما كان يفعل .. أنا دمى حر وفقط سترتك لأنك صورتى في منزلي لكن أقسم بالله لو فقط فكرتى في الخروج بدون اذنى سوف اقټلك ..
لماذا يواصل تعذيبها متى سيقتنع ببرائتها ربما والدها ساهم بشكل كبير في كسرتها أمامه لكنها هى رضخت ورضوخها فسر علي أنها تقر بما يقولون .. تقر بأنها خاطية مذنبة ملوثة .. ېهينها ويحتقرها بل ويهددها .. هل القرب منه يستحق كل تلك الاهانات المتواصلة .. لو تستطيع خلع فستانها الآن وارتداء الأسود لكانت فعلت .. كانت سترتديه حدادا علي كرامتها المهدرة علي أرضية غبائه .. يكفي هذا!!
ردت عليه بتحدى ... لم ينعقد القران بعد تستطيع تغيير رأيك .. لكن ربما أنت لا تستطيع لأنك تخشي أبي ..
بالفعل نجحت في استفزازه ولأول مرة منذ معرفتهما ..لو فقط يتحصل علي عنقها لكان دكه بيديه تلك الغبية لا تعلم ما تقول أنت لا تعلمين من هو خالد يسري .. لم يخلق بعد من يستطيع تهديدى .. واسم منصور الجباس لا يمثل لي أي ټهديد حتى هو من يحتاجنى لتنظيف قاذوراته .. قراري مصدره دماغي وبارادتى الحرة اقرر .. وهناك أيضا ما يسمى بالوعد فالوعد عندى مقدس .. لكنى اعتقد أنك لا تؤمنين بتلك الأشياء .. حتى الوعود لا تحترمينها أليس كذلك ...بالفعل يكفي هذا .. غلطة غبية في لحظة تهور ستدفع ثمنها لما تبقي لها من عمر .. لماذا هى .. لماذا تالا لا تدفع مثلها علي الرغم من طيشها استغفرت ربها في صمت .. هل ستعترض علي قضاء الله ..
اغمضت عينيها پألم ... لو دافعت عن نفسي ستصدقنى .. لوقلت لك أننى احترم الوعود بل اقدسها ستصدق
صدقنى لو فقط كنت اعتقد انك ستستمع لكنت تكلمت ..
اسكتها بنظرة ڼارية من عينيه... وفري كلاما ودموعا لن تفيد .. اصبحت اتعرف بسهولة علي دموع التماسيح الكاذبة واصبحت محصنا ضدها اعلم ووفرت دفاعها عن نفسها الذى لن يفيدها ستصمت فالصمت هو صديقها الوحيد حتى الكلام مع نفسها اصبح يؤلمها ... أين الخلاص.. طوال عمرها وهى مستكينة تائهة في افكارها ...تائهة بين عقل حاد هو رقيبها الوحيد علي تصرفاتها وبيئة ملائمة لكل الوان الانحلال
لطالما قاومت واختارت أن تعيش في عالم خيالي خاص بها ..عالمها الافتراضى من صنع مخيلتها الخصبة وبطله فارس مغوار.. بطلها المجهول كان يشبه خالد وعندما قابلته أخيرا وجدته يحتقرها .. بطلها يحتقرها يالها من نهاية مأساوية لقصة حياتها قبل حتى أن تبدأ
صوت والدها قطع افكارها... هتف بلهجة آمرة ..
المأذون وصل
الرعشة هزتها حتى النخاع والبرودة غمرتها ...تحركت معه كأنها قربان..كأنها الاضحية و هو يقودها إلي مصيرها.. إلى الذبح ..
سلمها لوالدتها ثم اتجه ليدمغ عليها دمغة خالد للأبد ..وتوقيع صك عبوديتها له ..
دموع !! الدموع التى كانت تتلألأ في عينيها صډمتها ..فلأول مره في حياة تري الدموع في عينى والدتها ....
أمى هل تبكين ...
جففت دموعها وقالت بحنان ... من السعادة حبيبتى ..أنت رائعة كملاك في فستانك الأبيض .. في حياتى لم أري عروس مثلك في جمالها .. لكن لو فقط افهم سبب تلك السرعة الرهيبة التى تم بها الزواج لكانت سعادتى اصبحت كاملة ..أنت مازلتى صغيرة علي الزواج حبيبتى .. أنا علم كم هو وسيم وساحر ومن السهل التصديق أنك وقعتى في حبه لكن قلبي لا يريد أن يقتنع .. سارة أنت تحبينه أليس كذلك لكن متى حتى تعرفتى إليه .. لم اسمعك تتحدثين عنه قبل الاسبوع الماضى .. حبيبتى منصور لم يجبرك .. هل فعل ..
اجابتها بصدق... ريحى بالك أمى أنا بالفعل احبه ...نعم تحبه تلك اجابة شق سؤالها الأول ونعم مجبرة عليه تلك اجابة الشق الثانى لكن التفاصيل ستؤلمها وما الداعى لايلامها اذا كانت ستتزوجه علي كل حال وحاليا والدتها في أضعف حالتها .. تلك لم تكن راجية المستكاوى القوية أبدا ..
اعتذرت لها بندم واضح ودموعها تهدد بالنزول ... سامحينى سارة ...بالفعل أنا اهملتكما.. لكنى تغيرت من الداخل اريدكما أن تعلما أننى احبكما فعلا .. زواجى من شخص مثل عاصى فتح عيونى علي اشياء لم اكن اهتم لها من قبل ...سامحينى يا سارة.. واتمنى أن تسامحنى تالا أيضا ..
الدموع التى حبستها لسنوات تحررت أخيرا من محبسها .....دموع اخرجت كبت سنوات الحرمان .. أخيرا لديها أم
ودموعها جعلت والدتها تحتويها بين ذراعيها في حنان ربما لأول مرة تشعر به .. طبعا احتضنتها مئات المرات من قبل لكن كانت احضان روتنية عادية للتحية .. قبلة علي الخد أو عناق عابر .. لكن هذا كان حضڼ يساوى حضڼ
متابعة القراءة