رواية علي السحور
المحتويات
ولا الدنيا اللي غلط
ثم تبدلت ضحكاته لدموع وصړاخ ضمھ معتز بقوة وحاول أن يسيطر عليه وصړخ مناديا للطبيب الذي أتى على الفور واخبر الممرضة بإحضار إبرة مهدئه لعادل وبعد أن حقنه بوريده أراح جسده بالفراش واغمض عادل عيناه مستسلما للظلام.
ربت الطبيب على كتف معتز
سيبه يرتاح وتعالى هنتكلم في مكتبي
سار معتز بقلق وهو يتطلع لحالة شقيقة التى ثارت فجأة وعلم بأنه المخطئ عندما قص عليه ما حدث ولكن طمئنه الطبيب بأن ردة فعله طبيعية لأنها لم يتعافى تماما ولذلك لا يحمل نفسه ذنب ما حدث عادل مازال بأول مراحل العلاج النفسي.
صړخ معتز منفعلا
يعني ايه يا يحيي زفت ده يعترف ولا مايعترفش برة عني وعن مراتي انا مش هحط مراتي تحت ضغط نفسي تاني وكفاية بقا اللي احنا فيه
اسمع يا معتز أنا عارف ومقدر الضغط اللي أنتي فيه بص لم تهدأ هنتكلم تاني سلام دلوقتي..
كانت جالسه خلف الباب عندما استمعت لصوت المفتاح داخل المقبض ابتعدت قليلا دلف معتز لتجحظ عيناه پصدمه عندما وجدها جالسة بذلك الوضع
تلاقت أعينهم بصمت أبلغ من الكلام ثم نهضت من مكانها وظلت عيناهم متشابكة
قطعت رحمة الصمت عندما هتفت معتذرة
وضع أطراف أصابعه على فمها لتصمت ثم حاوطها واتكي على وسار جانبها إلى أن صعد لغرفته وعندما أغلق الباب اقترب من الفراش بتعب وارتمي عليه بتعب ثم أغمض عيناه بارهاق
عندما نزعت عنه البنطال شهقت پصدمة عندما وجدت الشاش الابيض ملتخط بالډماء
فتح عيناه على صوت شهقاتها والتقط كفها لتجلس جانبه ثم قال
ماتخفيش مافيش حاجه خطېرة ممكن بس تغيرلي على الچرح
بالفعل بدلت الضماد بعد أن عقمته ثم جلبت له الدواء المسكن له وأعطته إياه
هحضرلك الاكل
جذب كفها ثانيا وقال
مش جعان ومش عاوز اتكلم في اي حاجة عاوز بس أنام فى حضنك
نامت بجواره ولكن لم يغمض لها جفن فهى حقا اغضبته بحديثها الفج اللازع معه وهو لم يستحق منها ذلك.
علم معتز بما يدور بخلدها فتح عيناه يتطلع لها بحب وقال هامسا
رحمة أنا مش زعلان منك
نظرت له بلهفة وانسابت دموعها وقالت
وأنا مسامح يا قلبي ممكن تنامي بقا كان اليوم بجد طويل ومتعب وممل ونفسي اليوم خلص بجد
نظرت له بتردد ثم قالت
معتز
نظر لها فهو يعلمها حق المعرفة لم تنم اليوم اعتدل في نومه ونظر لها بهدوء ثم قال
عاوزة تقولي أية يا قلب معتز تختمي بيه الليله هههه
قالت وهي تتلاشي النظر إليه
لأ خلاص بعدين
لمعت عيناه بالضحك ولكن جاهد في اخفاءها وقال
لأ والله لتقولي
ابتلعت ريقها بتوتر وقالت بعينان تبرق كالقطط
ضحك هو على فزع زوجته وقال محاولة مشاكستها
يعني انتي سهرانه مش عشان تعتذري على اتهامهك ليه اه يا جبانة انتي خاېفة تنامي عشان اللي حصل لمحمد
وانتي يهمك في أية زعلانة عليه أوي
هو مش ابو ولادي ولا ايه كمان أنا عندي قلب رهيف بيحس بالناس على فكرة وبعدين لم ولادي يسألوني عنه هقولهم ايه يا معتز
طيب خلي قلبك الرهيف ده يحس بيه شويا بدل ما هو عمال يحدفني بالدبش هههه
نظرت له بحزن وظلت صامته
عاد معتز لمشاكستها قائلا
تعالى هنا ما قولتليش يعني أنك قابلتي عادل في المستشفى وطلبتي أيدي منه
رفعت حاجبيها بدهشة وقالت
لأ ماحصلش
أمال حصل ايه
أنا حبيت يعرف عشان يكون موافق على جوازنا ومش يفتكر أن خطڤتك من مراتك
انتي فعلا خطفتيني من نفسي مش من حد رحمة ممكن تقوليلي بجد أنتي شاكة أن ممكن أكون عملت كده في محمد أو خليت حد هو اللي يعملها
نظرت له بحزن وقالت بصدق
لأ يا معتز ماتعملهاش إللي زيك لا يمكن يأذي حد بالشكل ده أنا بجد كنت مصدومه ومش مصدقة اللي حصل وكمان لاقيت نفسي زي المتهمة وبيتحقق معايا خۏفت والله العظيم خۏفت عليك بجد
تنهد بارتياح ثم ضمھا لصدره وقال بصوت حاني
بس وأنا مش عاوز أسمع غير كدة ممكن ننام عشان نشوف بكرة ورانا أيه عشان اكيد طول ما في قضية شغالة هيكون في تحقيقات وحوارات مش هتخلص دلوقتي.
الفصل الرابع والعشرون
على السحور
بقلم فاطمه الالفي
أستيقظ معتز بأرهاق ابتسم بحب عندما وجد رحمة تنام قريرة العينين على ذراعه ظل يتطلع لها بحب لا يريد ايفاقتها لذلك ظل على وضعه لكي لا يقلق منامها ولكن صدح رنين هاتفه بالغرفة جعلها تفتح عيناها مسرعا
زفر بضيق ولعڼ المتصل ذلك
نظرت له بنعاس وهمست بتسأل
هي الساعة كام ومين بيتصل دلوقتي
رفع حاجبية بمشاكسة ثم أقترب منها يلتقط من ثغرها الرقيقة قبلة الصباح
الاول نصبح على القمر وبعدين نشوف المزعج المتصل دلوقتي
التقط الهاتف من اعلى الكومود ثم تطلع له وزفر أنفاسه بضيق عندما وجد المتصل يحيي
هتف رحمة ثانيا تتساءل عن الوقت
أجابها معتز بهدوء الساعة تسعة
انتفضت مذعورة من الفراش وقالت بحزن
أنا اتاخرت اوي على الولاد أنا حاسة مقصرة معاهم اليومين دول
نهض هو الآخر وجذب كفها رفعه إلى فمه وطبع قبلة أعلاه ثم نظر لها بحب قائلا
حبيبي عمرة ما قصر بس اليومين دول ضغط بس أوعدك نرتاح من المشاكل وناخد الولاد ونسافر مكان هادئ مافهوش غيرنا احنا بس ونستمتع بوقتنا
نظرت له بتردد علم بأنها تريد قول شيء ولكن مترددة
هتف هو بقلق
عاوزة تقولي ايه يا قلبي
فكرت كفيها ببعضهما وظلت عيناها بالأرض ثم قالت بصوت خاڤت
الحقيقة مش عاوزة محمد يندفن في مدافن الصدقة ولا چثة تفضل في المشرحة لحد ما بتوع طب ياخدوها يدرسو عليها ده مهما كان ابو ولادي ومن حقهم لم يكبرو يعرفو قبر ابوهم ويزروه
هتف مندهشا
وليه يندفن بالشكل ده هو مافيش إجراءات لازم الاهل هي اللي تستلم الچثمان
محمد أهله من زمان مقطعينه ولا يعرفوا عنه حاجة
هز رأسه بتفهم ثم قال
والمطلوب مني ايه وأنا هعمله
تطلعت له بخجل وقالت
أنا عارفة انك قلبك كبير يا حبيبي ومش هترضي يعني أن أبو ولادي
قاطعها وهو يرفع ذقنها لتلتقي عيناه بعينيها وقال
عشان خاطر أحمد وأنس هعمل أي حاجة حتى لو مش مقتنع بيها بس فعلا حقهم يعرفوا على الأقل مكان مډفن والدهم وكمان عاوزة تعرفي أنهم مش ايتام أنا لسه عايش
ارتمت باحضانه وهى تقول
ربنا يخليك لينا يا حبيبي ولا يحرمنا منك يارب
بعد تناول الإفطار قرر أن يهاتف يحيي ويعلم منه ما هي الاجراءات المطلوبة لاستخراج جثمان محمد من المشرحة من أجل مراسم الډفن ولكن الاخير اخبرة بأن ذلك الأمر سيأخذ يومان الي أن له بذلك.
هتف بأنفعال
الكلام الفارغ ده ما يمشيش عليه يا يحيي مراتي مش هتخطى النيابة تاني هي مش متهمة تمام يبق مش من حق النيابة تفرض علينا رأيها وقرارها
كانت بالمطبخ وعندما أستمعت لصوت معتز الغاضب تركت ما بيدها وركضت إلية
استمعت لحديثه المنفعل وبعد أن أغلق الهاتف عادت إلى المطبخ وجلبت له كاس من العصير ثم اعطته إياه وقالت
حبيبي اشرب ده واهدى
التقط منها الكأس وظل يحدق بها ثم قال
عمرو طالب يقابلك عشان يعترف بالحقيقة والتحقيق يتقفل
هتفت بدهشة
يقابلني أنا ..!
هز رأسه بإيماء خفيفة وقال
يحيى مصر والنيابة عاوزة تنفذ كلام عمرو وانا رفضت مش معقول هعرضك لموقف زي ده تاني
جلست بجواره وامسكت يساعده ثم قالت بثقة
هو مش عمرو مقبوض عليه
هز رأسه بالايجاب
استطردت قائلة
يعني مش هيقدر يعملي حاجة وكمان أنت معايا وأنا مش خاېفة لا من عمرو ولا من غيرة عشان ربنا معايا وانت كمان يبق ايه ممكن يخوفني
نظر لها بحدة قائلا
يعني انتي موافقة تقابلية عادي
ابتلعت ريقها بتوتر وشعرت بالريبة من حدته وانفعاله فظلت صامته
عاد معتز يهتف بتسأل
ما ردتيش عليه يا رحمة ماعندكيش مانع تقابلي مچرم زيه عادي أنا خاېف عليكي وبحميكي منه ومن اي حد يتعرضلك
تشبثت بذراعه وقالت بحنو
مابخفش من حد وانت معايا وجنبي صدقني يا معتز أنت أماني وسندي ودنيتي كلها لا فارق معايا
تنهد بضيق وقال
ما حدش عارف دماغة السم دي بتفكر إزاي
مش هيقدر يعملي حاجة داخل النيابة والكلبشات في أيده
مسح بكفه على وجهه بضيق ثم قال بضجر
ماشي يا رحمة بس لعلمك دي هتكون أخر مرة نجيب فيها سيرة عمرو ومحمد والقضية هنقفل على كل حاجة بقا ونبص لحياتنا ومستقبلنا انا الفترة دي من حياتي مريت بكم ضغط نفسي ومشاكل بمشوار حياتي كله والله العظيم وبجد نفسي ارتاح واعيش في هدوء وسلام نفسي
حاضر يا حبيبي أن شاء الله الکابوس ده هنخلص منه نهائي وأنا أوعدك هنقفل صفحته ونفكر في حياتنا ومستقبلنا مع بعض وبس
لم انشوف اطلعي غيري هدومك عشان هبلغ يحيي أننا نص ساعة وهنكون عنده
نهضت من جانبه ثم طبعت قبلة أعلى وجنته وسارت تصعد الدرج الي حيث
غرفتها لتبدل ثيابها ومن داخلها تشعر بالاضطراب ولكن حاولت أن تظهر بمظهر قوي وأنها غير عابئة لشيء عكس ما داخلها من توتر وقلق .
دلفوا سويا متشابكة الأيدي من سرايا النيابة واستقبلهم يحيي أمام مكتب وكيل النيابة وقف لحظات يصافح معتز وبعد ذلك أعطى وكيل النيابه خبر بوجودهم واذن لهم الدخول.
طلب من العسكري جلب المتهم من زنزانته واذن بأن يغادر يحيي ومتعز غرفة التحقيق انصاع معتز لأوامر النيابة على مضض
بعد لحظات قليلة كان يدلف العسكري وهو ممسك بكتف عمرو وكفيه مقيدة بالساور الحديديه كان عمرو ينكث برأسه أرضا ولم ينظر لأحد
هتف وكيل النيابه قائلا
تعالى يا عمرو عشان هنفتح التحقيق تاني وتعترف بكل حاجة قدام مدام رحمة
رفع مقلتية بلهفة عندما استمع لاسمها وبالفعل وجدها جالسة أمامه وعيناها ترفض التطلع له
جلس بالمقعد المقابل لها ولكن نظر لوكيل النيابة قائلا برجاء
ممكن اتكلم معاها لوحدنا الأول
كان يعلم بانه من المؤكد عدم الحديث أمامه لذلك كان يضع كاميرا مراقبة داخل مكتبة ومايكرفون لكي يستمع لكل ما سيدور بينهم أوما له ونهض عن مقعده وترك لهم الغرفة
انتقل لغرفة المراقبة وذهب معه يحيي ومعتز الذي يشتاظ غياظا بسبب ترك زوجته وحدها مع ذاك المچرم ولكن أكد له وكيل النيابة بأنها بأمان وهو لن يستطيع فعل شيء وهو مقيد
داخل مكتب وكيل النيابة.
هتف عمرو معتذرا لكي تطلع له
أنا أسف على كل اللي عملته أنتي ما
متابعة القراءة