رواية فاطمة كاملة

موقع أيام نيوز

ثم أستطرد قائلا 
يجب عودة سادم إلى غرفته بالمنزل وهذا أول طريق العلاج 
والمشفى !
المشفى لم تقدم لشقيقك العلاج الكافي حالته تسوء هنا يجب
العودة إلى غرفته وسأظل جواره وأراقب تصرفاته
حسنا ساتحدث مع والدي وأعلمه بذلك 
بالفعل غادرت سيران غرفة شقيقها وجدت والديها ينظرون لها في قلق
أخبرتهم بأنها حالة نفسية فقط وعليهم العودة إلى المنزل وسيتابعه لاواي ويمكث معهم لمتابعة حالة سادم 
وافقهم مراد الرأى وبالفعل أنهى إجراءات خروج سادم من المشفى وعادوا جميعهم إلى الڤيلا حمله لاواي وصعد به إلى غرفة دون أن يعلمه أحد بغرفة سادم منما جعل سيران تنظر له بدهشة فكيف علم بأن تلك الغرفة حقا خاصة بشقيقها ولكنها تلاشت الأمر في الوقت الحالي 
أراح جسده على فراشه ثم دار بعينه داخل الغرفة يجوبها بنظراته الفاحصة وشعر بوجود تلك الروح تسكن غرفته ولكن تسأل داخله ماذا فعله الصغير لكي يسكن جسده الضئيل هذه الروح الشريرة التي أقسمت على إذاءه وقعت أنظاره على سلة المهملات بها قصاقيص من الأوراق 
لم يفهم لما كتب ذلك فأعطى الورقة لشقيقته لعلها تفهم ما قصده شقيقها
كانت تطالعه بدهشة وشهقت پصدمة عندما وقعت انظارها على الأقلام والورقة البيضاء وظلت تبعث داخل السلة بلهفة لتجد نصف الورقة الآخر وعاد تنظر له بتسأل هل روح تشارلي هي التي تسكن جسد سادم حقا
هز رأسه موكدا لها ذلك ولكنه سألها 
أين علمتي بأنها روح تشارلي
قالت بأسف 
الأقلام والورقة والكلمات المدونة يستخدمونها الصغار في لعبة استدعاء روح تشارلي وهذا يكون تحدي بين الصغار والشباب ولم أظن بأن عقله أوصله بأن يخوض هذه اللعبة هذا جنون كيف لشخص بعمرة أن يفعلها وينساق وراء فضوله لهذا الحد ومع من فعلها ولما حدث له ذلك سأجن سافقد صوابي لم استعب فعلته الحمقاء التي أودت لحالته تلك
كانت ټنهار أمامه جذبها لصدره وحاوطها بذراعيه وهو يحاول تهدئتها وظل يهمس بجانب أذنها قائلا
لازال طفلا ويريد تجربة كل شيء جديد عنه سنحل الأمر لا تقلقي وستنتهي اللعڼة ونحرر روحه من جسده لا تخافين لن أدع شقيقك يصاب بأي أذي ثقي في 
توجهت ريم لغرفتها لكي تنعش جسدها بالماء وتبدل ثيابها التي كانت بها بالمشفى منذ تعب صغيرها وعندما انتهت توجهت إلى غرفته تطمئن عليه ولكن وجدت سيران و لاواي جانبه ويتحدثون باهتمام 
عندما شعرت سيران بوجود والدتها أخفت عليها ما عرفته وطلبت منها أن تذهب لغرفتها لتستريح وهي منذ تلك اللحظة ستتولى أمر شقيقها ولن تتركه 
شعر والدتها بالارهاق فهي لم تذق طعم الراحة ولا النوم منذ أن مرض صغيرها ولذلك انصاعت لمطلب ابنتها وعادت إدراجها ثانيا إلى غرفتها واستقلت بالفراش ثم دثرت نفسها وخلدت على الفور لنوم عميق 
وقرر والدها مراد العودة إلى متابعة أعماله داخل شركته الخاصة بعدما شعر ببعض الارتياح بعودة سيران والطبيب الذي ستولى حالة صغيره لذلك وجب عليه الذهاب لعمله 
أما عن الوضع داخل منزل جميلة
كانت قلقه على حالة ابنها الذي ثار غضبه ولا تعلم ماذا عليها أن تفعل هل ستتركه بتلك الحالة ام وجب عليها التدخل والذهاب إلى صديقتها لمعرفة الأمر فقد علمت من التلفاز بعودة سيران إلى موطنها ولكن ظروفهم الان غير سامحه بالحديث عن أي شيء فيكفي ما جرا ل سادم
ظلت حائرة مغلوبة على أمرها ماذا تفعل من أجل سعادة كبيرها الذي أرادت له حياة سعيدة مستقرة مع الفتاة التي تحبه وهو أيضا لم يعترض عليها والان يحبها وهو من أفصح عن مشاعره بنفسه دون إجبار منها 
مكست راسها بحزن وهي شاردة فيما فعلته وهل تلوم نفسها بالتدخل في حياة أبناءها ام تظل واقفة متفرجة على ما يفعلونه دون تدخل منها ولكن هي غير واثقة من تصرفاتهم الهوجاء 
وجدت يد والدها الحانية تربت عليها بحنو وجلس جانبها متسألا
ماذا بك يا جميلتي
طالعته بعيون دامعة وفرحة خفية فهل حقا يتذكرها والدها بالفعل 
طال تطلعها ليسود الصمت بينهما ثم عاد عزيز قائلا
ماذا حدث لك يا جميلة ابيك يا قطعة مصغرة من نيروزي
جلست على ركبتيها أمامه وعينيها تنساب بالدموع ووضعت كفها على أرجله قائلة بلهفة
حقا والدي الحبيب تتذكرني 
احتضن وجهها بين راحتيه وقال بصوته الدافئ
وكيف لا اتذكر ابنتي وروح فؤادي وكيف لاب أن ينسى قطعة من روحه أعتذر عن نسياني لبعض الاشياء ولكن قلبي لازال يشعر بك ويتفقدك يا صغيرتي مهما كبر بي العمر ستظلين القلب النابض الذي يمد جسدي ويحيني بعد فراق والدتك لم يبقى لي من الدنيا سواك 
عانقته بقوة وتركت لدموعها العنان وترتجف بين ذراعيه وهو يشدد في ضمھا لاحضانه بحنو ورفق ويهمس بصوته الحاني
لا تبكي يا جميلتي كل شيء سيمر أعدك بذلك
ابتعدت عنه وهي تكفكف دموعها وعادت تجلس جواره ولكنها وضعت راسها على كتفه وهو حاوطها بذراعه همست قائلة بحزن 
لا أعلم كيف حدث ذلك لابنائي
هل أنا التي أخطئت في تربيتهم أم ماذا لم أعد أعلم أي شيء يا أبي 
كان يظن بأنها تحكي عن صغيرها عزيز فقال لها بهدوء 
عزيز طفل صغير مراهق لم يدرك فعلته 
ابتعدت عن والدها وطالعته بدهشة وتسأل 
عزيز وماذا فعل هو الآخر 
استرسل والدها قائلا كل ما أخبره الصغير من تحدي بينه وهو وبعض اصدقائه وما حدث ل سادم نتيجة لعبتهم وتحديهم استدعاء روح تشارلي كما يزعمون وتلك الروح يظنون أنها حضرت بالفعل وسكنت جسد سادم لانه لم يعتذر وغادر اللعبة دون أرادة تشارلي
شهقت پصدمة ووضعت كفها على فاهها لا تعلم بأنها تركت صغيرها دون رقابة منها لكي يصل به الحال لإذاء نفسه هل اهتمت بمشاكل الكبار وكل ما يخص حياتهم ونست الاهتمام بالصغير ومشاركة كل ما يتعلق به وهو في مرحلة النضوج وبحاجة إليها 
الفصل التاسع لعڼة الماضي
بعدما أخبرها والدها بما فعله صغيرها عزيز شلت الصدمة حواسها ونكست وجهها ارضا تشعر بالخزي فهي المقصرة في حق صغيرها تركت له الحرية الكاملة وهو في ذلك السن الحرج لم يكن عليه رقيب ولا رادع تصرفاته الهوجاء الصبيانية الطائشة ولم تكن على دراية بأنه من الممكن تعريض حياته للخطړ إلى هذا الحد وكل ذلك بسبب لعبة تحدي بينه هو ورفاقه وما اصاب سادم نتيجة تلك اللعبة التي قلبت حياتهم جميعا 
رفعت وجهها وهتف بصوت عال منفعل صاړخة بمناداة صغيرها عزيز
اهتزت ارجاء الفيلا على صړاخها الحاد وانتفض جسد الصغير وهب واقفا عندما استمع لمنادة والدته علم بأنها تسطر لنهاية السر الذي اباح به جده تركت غرفته بخطوات مضطربة يقدم ساق ويأخر الأخرى وجبينه يتصبب بالعرق وقف على مقربة من والدته التي طالعته 
من المقصر يا ترا فيما اودت إليه الأمور تركتك تفعل كل ما يحلو لك اعطتك الحرية الكاملة وانا واثقة بك لماذا خذلتني لهذا الحد سولت لك نفسك انت واصدقاءك بفعل تحدي كاد ان يؤدي إلى خسارة أرواحكم وانتم تظنون انها مجدد لعبة
تنهدت بحزن عميق ثم قالت باسف
هيا اسرع وبدل ثيابك لكي نذهب إلى سادم لتقص على والدته كل ما حدث فهي لم تعلم حتى الآن ما سبب إصابة سادم وانا سوف اهاتفها واخبرها بقدومنا 
أؤمى بخفه وغادر على الفور صاعدا إلى حيث غرفته وهو يحدث نفسه بصوت غاضب ليستمع له شقيقه الأكبر كارم ما يبتر به من كلمات ولحق به ليعلم ما الخطب 
دلف كارم خلفه وهو يتسأل بفضول عن سبب حالته
ماذا بك عزيز أراك تحدث نفسك
نظر له شقيقه ثم قص عليه ما فعله قبل أيام هو وبعض أصدقائه ومن بينهما سادم في لعبة التحدي الذي يتحدث عنها الجميع الان ويمارسونها الكبار والصغار وسبب حالة سادم هو خروجه من اللعبة دون إذن تشارلي ولذلك أصابته اللعڼة كل ذلك تحت أنظار كارم الصاډمة فهو لم يتوقع ذلك على الإطلاق وقرر أن يذهب معهم لمواساة سيران فهو على علم مسبق بعودتها عن طريق الصحف و اللقاءات التي أجريت قبل عودتها ووسائل التواصل التي تحكي عن نجاحاتها وبطولاتها وخبر عودتها لموطنها فجر اليوم 
داخل منزل سيران
لم تستطيع ريم النوم بعدما هاتفتها صديقتها واخبرتها بخبر قدومهم لزيارة سادم والاطمئنان على سلامته تفاجئت بالاخير تخبرها أيضا بعودة سيران واخبرتها بانهم تركوا المشفى لكي يتلقى سادم علاجه بالمنزل وبعد ذلك اغلقت الهاتف ونهضت من فراشها تستعد لاستقبال صديقتها وخطيب ابنتها 
وانتقت ريم ملابس ملائمة وبعد ذلك غادرت غرفتها وتوجهت لغرفة صغيرها تتفقد وضعه وتخبر ابنتها بقدوم كارم ووالدته طرقت الباب ودلفت مسرعة لتجد الارتباك على تقاسيم وجه ابنتها تبادلت النظرات بينها وبين لا اي ثم تسألت عن حالة سادم لياتي الرد التي اعتادت عليه
تنهدت بحزن ثم قالت
سيران استعدي لاستقبال جميلة وكارم فهم على وصول
ضيقت سيران حجبيها وعقدت جبينها ثم بترت جملتها دون تردد
لا يعنيني وجودهم في شيء هي صديقتك
هتفت ريم مندهشة
ماذا قولت كيف لا يعنيك وجود خطيبك ووالدته!
رفعت كتفيها بلا مبالاة ثم بترت قائلة
لقد فسخت خطبتي وأنا في روما ولا أريد مقابلة أحد وسادم أيضا بحالة صحية لا تستدعي برؤيته وعليهم تفهم الأمر 
قبل أن تبدي والدتها اعتراضها على خبر فسخ خطبتها أتت الخادمة تخبرها بقدوم الضيوف وعليها الآن إن تذهب لتستقبلهم وهي لازالت مصډومة بما قالته ابنتها ولم تعد تفهم ما يحدث لعائلتها 
زفرت سيران أنفاسها بضيق ثم تطلعت إلى لاواي قائلة
كيف سنحرر روح تشارليالتي اقټحمت جسد شقيقي
قال مطمئن لها
سأنهي الأمر لا تقلقي
نظرت داخل مقلتيه بقوة ولكن عجز لسانها عن البوح وعن التسألات التي بخلدها وهو على علم بها لذلك استخدم قوته على أن تتلاشى جميع التسألاوات المحيرة لعقلها وجعلها فقط تثق به وتنظر
له نظرات إعجاب 
أما عن الوضع بالأسفل 
استقبلتهم ريم بترحاب رغم توترها بذاك الخبر الذي جعلها تصعق بعدم تصديق كيف لابنتها ان تترك خطيبها الذي تكن له كل مشاعر الحب والغرام فقد كانت متيمة ب كارم منذ الصغر وكبر الحب معها كيف لها أن تتخلى عنه ببساطة لابد وان حدث لهم شيئا أثناء تلك السفرة ولا احد يفصح عنها قررت إلا تظهر عدم معرفتها بذلك وجلست تتحدث معهم بهدوء إلى أن نهض كارم عن مقعده وهو يتسأل عن سيران ورغبته في رؤيتها ورؤية سادم
ونهض عزيز هو الآخر عن مقعده ولكن أشارت له والدته بأن يجلس ثانيا ويدع كارم وحده هو من يصعد لغرفة سادم لعله يتحدث مع سيران ولكن تفاجئ الجميع بالطبيب الذي عاد مع سيران من

إيطاليا وهو يمكث معهم الان بالمنزل وسوف يتولى رعاية سادم وعلاجه إلى هذا الحد اشتعلت مقلتي كارم بالڠضب وقص عليها ما سبب حالة سادم
تم نسخ الرابط