رواية فاطمة كاملة
المحتويات
فاكملت سيرها ببطء وغادرت المنزل بعد أن سحبت المفتاح وقبض بقوة عليه ثم أغلقت الباب خلفها برفق لكي لا يصدر صوتا وينكشف أمرها
هبطت الدرج في عجالة وغادرت مدخل البناية ثم وقفت أمامها وأشارت إليه أن يأتي
سار بخطوات مسرعة ودلف بها مدخل البناية لكي لا يراهما أحد ثم ثبتها عند الحائط وظل هو محاوطها بذراعيه وقال بهمس
تبسمت برقة وقالت
لم استطع النوم كنت أفكر بك
رفع حاجبيه بمشاكسة ودنا منها هامسا بصوت عذب
أذا أنت أيضا لا تتحملي العيش بدون حبيبك أليس كذلك
ضحكت برقة واومت بالايجاب قائلة بغمزة
أليس كذلك
قرص وجنتها بخفه وقال
شقية لذيذة وأريد التهامك
ثم أستطرد قائلا
توردت وجنتيها بحمرة طفيفة تليق بنضارة
بشرتها وقالت هامسة
حقا !
بالطبع يا معشوقتي لم أتحمل فراقك عني ولو يوم واحد وسوف احررك من هذا السچن لتصبحي ملكة قلبي داخل قصرك بين أضلعي لا خوف بعد اليوم فقط سعادة ثم سعادة ثم سعادة
مالت على وجنته ثم ابتعد عنه وهمت بصعود الدرج امسك برسغها واوقفها ثم مال عليها يقبل جبينها وقال بحب
ركضت مسرعة تصعد الدرج ثم فتحت الباب برفق وحذر ومن ثم دلفت مهرولة داخل غرفتها لتدور حول نفسها بفرحة تدغدغ أوصالها مشاعر جميلة تجعلها تحلق في السماء مثل الطير الذي يغرد وينطلق في سرب
لحظات من السعادة تستحقها الكلمة قادرة على تحويل مسار أنسان من الحزن والعبس إلى السعادة والفرح
فتحت سيرين عينيها عندما شعرت بيد تسير على أنحاء جسدها تطلعت حولها بريبة فلم تجد شيء اغمضت عينيها ثانيا لتشعر تلك المرة يد تهزها برفق من كتفها جحظت مقلتيها وانتفضت من نومتها لتجدسادم
بادلته الابتسامة ثم رفعت كفيها تتحسس جسده لكي تتأكد من وجوده وقالت بعيون باكية
سادم انت حقا موجود أمامي أم أن مازالت نائمة وأراك داخل حلمي
ضحك بخفة ورفع اناملة يلامس وجنتها
أنت مستيقظة يا شرقيتي الفاتنة وها أنا أمامك الآن
لم أصدق عيناي سادم
ظلت تحدق داخل مقلتية التي تحول لونهما للون الاحمر القاني وعينيها تلمعان ببريق قوي أخرج من حدقتيه شعاع ذهبي يخترق مقلتيها فلم تقدر أبعاد انظارها عنه ثم دنا منها يميل على أذنها يردد داخلها بصوت أشبه بفحيح الأفاعي
هبي لي نفسك هبي لي روحك سيري على نهجي حققي ما لم أستطع تحقيقه أخضعي لقانون الحب الأبدي تحرري من قيودك أترك لي سعادتك سوف أمنحك كل شيء تستحقينه
القوة السيطرة والسلطة والنفوذ عيشي لي فقط اتبعيني يا سيرين أتبعيني يا حبيبتي
هيا أنهضي معي لا تخافي ضعي يدك بيدي ولا تخافي
هبي لي حياتك هبي لي عمرك القادم سوف أمنحك كل شيء
مالت رأسها وأسبلت جفونها ولم تعد قادرة على الحراك فقدت جميع حواسها لاما عن سعادة الحب
الفصل الثاني والعشرون قيود الماضي
يعيش البشر أقصى درجات الحرية عندما لا يحسون بها فالصياح هو دائما صليل القيود الحب يأتي دون سبب ليس هناك قيود له لا يأتي بمال ولا يؤخذ بجمال ولا يقاس بعمر هو قدر الأغلال الحديدية والأربطة الحريرية كلاهما قيود بذات القدر إن قيود الحب لا تفرق كثيرا عن قيود السچن
استيقظت ماري من نومها بفزع عندما شعرت بامتداد مخالبها أنتفضت في فراشها پذعر تبحث عن والدها اخبرتها شقيقتها بأنه جالس في غرفة مكتبه سارت مسرعة في خطواتها طرقت الباب ثم دلفت بلهفة والقت الباب خلفها
شعرشوقي بمدا خۏفها نهض عن مقعده يقترب منها بحنان
تشبثت بصدر والدها الذي ضمھ اليه بحنو وهمس قائلا
ماذا حدث لما هذا الخۏف
كان قابضة بقوة على قبضة يدها فردت كفيها أمامه لكي يعلم سبب ذعرها ربت على ظهرها وقال
لا تخافي سأجد الحل اليوم
طرقت زوجته باب المكتب ودلفت لداخل تدعوهم لتناول طعام الإفطار
فرت ماري من أمامهم تذهب إلى غرفتها لتحتمي بها نظرت جينا لزوجها قائلة بتسال
ماذا بها ماري لم تكن ماري ابنتي التي غابت عني
قال بضيق
ما عانته بالخارج ليس سهلا على الإطلاق بعد الإفطار سنتجول أنا وماري لكي تريح أعصابها
هزت رأسها بالموافقة وذهبوا لتناول طعام الإفطار
بعد أن انتهى شوقي من تناول طعامه نهض يبحث عن الكتاب الذي كان يقراءه ثم امسكه ووقف خلف باب الغرفة الخاصة بابنته طرق بابها وهتف قائلا
ماري أستعدي ملاكي سوف نتجول في نزهة هيا أنتظرك عند السيارة
علمت ماري بأن والدها يريد التحدث معها خارج المنزل نهضت تبدل ملابسها واسرعت في مغادرة المنزل استقلت السيارة بجانب والدها لتحدث شوقي قائلا
سنذهب إلى منزلنا القديم سوف نظل تلك الليالي القمرية ولا تخافين سأظل جوارك
هتفت پخوف
ولكن أخاف أن تصاب أذى بسببي
ربت على كتفها ونظر لها مبتسما وقال بحنو
لن يحدث شيء ثقي بفيلسوفك
أبتسمت بهدوء وحاولت السيطرة على أفكارها وقررت تسحب شهيقا ثم تزفره ببطء شديد لكي تنظم أنفاسها وتبعد الخطړ عن تفكيرها
طرقت والدتها أعلى باب غرفتها وهي تهتف مناديا إياها
سيرو حبيبتي هيا استيقظي حبيبتي لتناول طعامك منذ الأمس وانت رافضة الطعام هيا انهضي
فتحت عينيها بتعب على صوت والدتها نهضت من نومها وذهبت لفتح الباب
عاد والدتها قائلة
لن اتناول الطعام بدونك هيا اسرعي
هزت راسها بالايجاب ودلفت إلى المرحاض لتنعش جسدها بالماء وبعدما أرتدت ملابسها وقفت أمام
المرآة تتذكر فجأة وجه سادم وضعت كفيها على رأسها فهي تشعر پألم شديد يفتك براسها فهي في حيرة من أمرها ترا شبح سادم ام تحلم به وكل هذا مجرد أحلام
قررت أن تستعد أفكارها وتحاول استخدام قوتها لكي تعلم بما تفكر به والدتها
عندما جلست لتناول الطعام تعلقت أنظارها بنظرات والدتها القلقه فقررت ان تطمئنها
انا بخير أمي لا تخافي
تبسمت لها هدى وربتت على كتفها بحنو
أخبريني بكل ما حدث معك بالخارج أنا والدتك وقلقه عليك
عاد والدها في ذلك الوقت وهتف قائلا
صباح الخير صغيرتي كيف حالك الآن
اقتربت منه تعانقه
بأفضل حال والدي الحبيب
جلسوا جميعهم يتناولون الطعام بصمت تام قطعت سيرين ذلك الصمت وطالعت والديها تريد أخبارهم بالقوة الخفية التي تمتلكها وتختبرها معهم لكي يشعرون بأنها سعيدة حقا بعودتها وليس بحاجة إلى طبيب كما قرأت افكار والدها
أريد أن أخبركم بشيء هام
تطلعوا لها باهتمام لتبتسم هي قائلة
أثناء وجودي في إيطاليا أكتشفت أن أملك قوة خارقة
شدد والدها أنظاره عليها بدقة وهتف بتسأل
كيف
عادت تسترسل حديثها قائلة
قوة خفية على قراءة الأفكار أنا اعلم ما يدور بخلدك الان والدي تريد أن تصطحبني لطبيب لأنك قلق بسبب تبدل حالي ولكن انا حقا بصحة جيدة
نظرات من الدهشة والصدمة حلت بهم وصړخت هدى بعدم تصديق وهي تحدق زوجها بنظرات غاضبة
لا لن أقبل بهذا أبدا
اقتربت من ابنتها بلهفة تعانقها وتشدد في ضمھا إليها وهي تهمس پخوف
لا لن اسمح باخذك من أحضاني
لا أفهم أمي سبب هذا الذعر أنا بجانبك ولكن اعرف الان ما يدور بذهنك أنتم الآن مثل الكتاب المفتوح أمامي
نكس منصور راسه وتطلع أرضا في حزن عميق تركت أحضان والدتها ثم أقتربت من والدها وجلست أمامه على ركبتيها وهمست بصوت خاڤت
لما كل هذا الحزن والدي
همس بصوت منكسر
هذه غلطتي منذ البداية ولكن لن أسمح لاحد باخذك مني
انظر لي ابي اريد تفسيرا لما قولته
هز راسه نافيا وقال بقلة حيلة
سيصعب عليك فهم ما حدث بالماضي
عادت تردد بتسال
وما الذي حدث بالماض يجب علي
فهمه الآن أخبرني والدي بصراحة ووضوح ما يحدث لي من قوة خفية متعلقة بالماض
هز رأسه بالايجاب في أنكسار وقال
لم أعلم بأن ما فعلناه بالماض سيظل يلاحقنا ويسلبك منا
ماذا حدث أبي وما الشيء المتعلق بحياتي وبما أنا فيه الآن هيا أخبرني
تذكر الماض الأليم عندما كانت زوجته تحمل في احشائها طفلا وهي تعاني ألم المخاض
صفا سيارته أمام المنزل القديم ثم ترجلا من السيارة وترجلت ماريأيضا أمسك بكفها ودلفوا سويا لداخل العقار ثم ولج برفقة ابنته لداخل
الشقة القديمة المظلمة زاح الغطاء الموضوع على أثاث الشقة ليزيل الأتربة العالقة بالمكان
سعلتماريعدة مرات أسرع والدها بفتح النافذة ولكن عندما شعرتماري بحرارة الشمس تقلصت قرائصها وطلبت من والدها غلق النافذة فهي لا تتحمل أشعة الشمس على جسدها
تنهد شوقي في حزن وعاد غلق النافذة
وجدت ماري الكتاب الذي بيد والدها جذبته من يده لتنظر له باهتمام ثم جلست تقرأ صفحاته بدقة لتقع عينيها على سطور أستوقفتها عادت تطالع والدها وقالت بأسى
إذا تم تحويلي عند أكتمال القمر يجب عليك الخلاص مني
ضمھا لصدره بحنان وقال
هذا جنون حبيبتي لا تخافي سنجد حلا لا محال
قاطعته قائلة
ولكن إذا حدث هذا ستنتهي لعڼة الذئاب المحاطة بي
ولكن أخشى عليك تنفيذ ذلك لابد وأننا سنجد حلا أخر
جلست بحزن عميق عينيها تترقب القادم مصيرها غير محدد ملامحه بعد
تذكرت ماكسر ياليته جانبها الآن لوجد لها الحل وتحررت من تلك اللعڼة التي مازالت مقيدة بها
أما عن نيروز فنهضت من نومها بنشاط دلفت لغرفة جدها تقص عليه ما فعله عزيز معها وعن الحب الذي نمى بقلوبهم أثناء محنتهم وكان الداعم لها لم يتركها وحدها وعن رغبته في الزواج منها ووعدها بأن يأتي بعائلته اليوم لمقابلة جدها
فرح الجد بهذا الخبر السعيد ووعدها ان يتمم سعادتها بهذا الزواج ولن يسمح لأحد أن يقف في طريق سعادتها
غمرتها السعادة طوال اليوم وهي تنتظر قدوم عزيز
ارتدت ثوبا رقيقا قد جلبه لها جدها بآخر ذكرى ميلادها وتركت شعرها ينسدل خلفها بنعومة ووضعت تاجا من الزهور يحاط بخصلات شعرها منما عطاها مظهرا خلابا
ومن حين لآخر تطلع بالمرآة وتدور حول نفسها في سعادة عارمة أخيرا ستنال نصيبها من السعادة اليوم
حل المساء وهي تنتظر على أحر من
الجمر
واستعد الجد والعم في أستقبال عزيز وعائلته وبعد لحظات وجدو طرقات أعلى باب المنزل ذهب عبدالله لفتح الباب واستقبلهما بحفاوة
بدا التعارف بين العائلتين وأتت نيروز ترحب بهم وتقدم لهم القهوة ونبضات قلبها تصخب بقوة منما جعل يديها ترتجف ولم تتحكم بنفسها انسكبت القهوة على عزيز
منما جعل والدته تثور غاضبة وهتفت بحنق كلمات فظة لازعة لن تتحملها نيروز
سألت دموعها واعتذرت منهم وركضت إلى غرفتها تغلقها على نفسها وتبكي بحړقة
بالخارج الأجواء في توتر
هتفت شريفة بصوت حاد
وهي تصوب انظارها بعين والدة عزيز
الفتاة خجولة وهذا رد فعل طبيعي
متابعة القراءة