رواية شيماء من 20 - 24
المحتويات
الأعلى عائدا بجسده إلى الخلف يفتح قبضته ويغلقها عدة مرات محاولا التحكم بغضبه وندمت على فكرة قص ما حدث له بالرغم من دهشتها من ردود أفعاله الهوجاء تلك المرة لكنها حاولت الدفاع مرة أخرى تقول بحدة طفيفة
كريم !! إحنا مش بنشرب قهوة و آآ
قطعت كلماتها سديم و قد أعلنت عن انتهاء تواجدها بهذا المكان تنظر إلى سليم الذي أدرك رغبتها و أشار إلى العامل مطالبا إياه بإحضار الفاتورة و أخرج أمواله يستمع إليها تردف مبتسمة بهدوء
استنكر سليم ما قالت وتجاهلها كلماته لكن نيرة أدركت معنى ما فعلته شقيقتها كما أدرك كريم أيضا و اتسعت عينيه يحدق بها پصدمة ينظر إلى نيرة التي وقفت هي أيضا ترتدي حقيبتها و تغادر المكان قبل الجميع پغضب شديد وندم على تصرفها و شعورها أنها تسببت بخسارة جديدة لشقيقتها حيث أن كريم قد وضع حاجزا صلدا بفعلته اليوم معها و لكنه وقف و أمسك يدها يقول معتذرا بندم خوفا من خسارتها
نظر إلى سليم وعاد إليها يراقب ملامحها الخالية من التعبيرات قبل أن تزفر پغضب و تقول بملل
تمام ياكريم اوعاا عشان ألحق نيرة ونبقا نتفاهم بعدين ؤغم إني مش لاقيالك مبرر لعصبيتك دي كلها اكيد محدش هيخاف على نيرة قدي !
مبرري إني بحب نيرة وكنت مستني تخلص السنة دي عشان اطلب ايدها منك !!!
استدارت بجسدها تحملق به بأعين متسعة مذهولة من رغبته التي يفصح عنها لأول مرة معها و هزت رأسها بعدم تصديق بينما تسمر سليم يراقب الموقف بذهول وقد أصاب كريم التوتر من ظهور الصدمة والرفض على ملامحها
نيرة عارفة
هز رأسه بالسلب مسرعا و أردف بقلق
لأ أنا مقولتش ليها أي حاجة و مكنتش هقولك بس اللي حصل النهاردة دا مكنتش هتسامحيني عليه إلا لما اصارحك أنا معنديش أي استعداد اخسرك ياسديم ولا أقدر أخسر نيرة والله اللي حصل دا من خۏفي عليها ومش عايز منك أي رد دلوقت لما نهدا كلنا نتفاهم !!
تركها في حالة من اللاوعي و الآن فقط شعرت أنها عديمة الخبرات أو غير جديرة بمنصب تولي شئون شقيقتها الصغيرة شعر سليم بتشتتها و آثر الصمت رغم أن داخله بركان ڠضب من مطلب هذا الرجل و خاصة بتلك الفترة العصيبة !!!
سديم ! أنت زعلانة مني !!!
أفاقت على سؤالها و أوقفت السيارة تحدق بملامح شقيقتها بشرود ثم سارت بعينيها عليها وعادت إلى وجهها مرة أخرى تهمس داخلها بسخرية لاذعة حزني على حالنا ليس إلا لم تعد شقيقتي صغيرة ولم أبلغ أنا من الكبر ما يؤهلني إلى تلك الأحداث لازلت تائهة أضل الطرق بل و اتخبط داخلها كيف ارشدك إلى الطريق الصواب إذا !! حزني على فراق اجباري و حاجتي إلى أعمار إضافية من الخبرات فوق عمري !!! حزني على عجزي لأول مرة أمام أمر يخصك !!! أوصاني أبي كثيرا تجاهك و أخبرني أن أحسن معاملتك و أودعك ما تتمنيه من مشاعر الدفئ و المحبة لكنه لم يتحدث عن تلك اللحظة المؤلمة لم يخبرني كيف أحسن التصرف بتلك اللحظات لم يخبرني عن هذا الشعور الذي صار رفيق اجباري داخل دربي شعور الخۏف القاټل تجاهك و تجاه جميع ما يخصك !!!!
كبحت سديم جماح دموعها و هزت رأسها بالسلب تهمس لها پألم شديد
لأ أنا موضوع آسر بس شاغلني !
عضت نيرة على شفتيها و أردفت بتعاطف شديد
لسه بتفكري تسيبيه برضه
صرفت عينيها عنها ثم أردفت بهدوء موضحة موقفها
أيوا مفيش حاجة هتتغير يانيرة بالعكس احنا هنروح ناخد حاجتنا ونمشي دلوقت أنا مش هقدر اعيش مع السر دا وأنا مخبياه عنه !!!!
نكست نيرة رأسها تهمس بنبرة مخټنقة مټألمة
كل دا حصل بسببي لو مكنتش روحت من نفسي مكنش حصل كل دا بس أنا كنت عاوزاك تكملي معاه عشان بيحبك !
ظهرت بسمة شاحبة فوق شفتيها ثم اعتدلت و جذبتها بلطف إلى أحضانها تربت فوق خصلاتها و تهمس لها بحب
ياريت كل اللي في حياتي زيك يانيرة !!! متقلقيش عليا هبقا تمام !!!
تابع سليم الحركة مرة أخرى خلفهم مدهوشا من عودتهن الآن إلى المنزل و فور أن هبطن من السيارة تحرك تجاه سديم و سألها بدهشة بعد أن اختطف نظرة سريعة فوق ملامح نيرة الحزينة والتي لا تنم عن خير !!!
كنت فاكركوا هتبعدوا شوية لحد ما تهدوا جيتي ليه على هنا !!!
وقبل
أن تتحدث وتعلن عن رغبتها بالرحيل أردف يوسف الذي أتى لتوه و استقر خلفها مباشرة متجاهلا إياها و موجها حديثه إلى ابن عمه
سليم لما تخلص معاها ابقى اطلع على الشركة عشان عمك عاصم رجع على هناك لما عرف إن فيه ضيوف هنا !
ثم تركهم و غادر متعمدا تجاهل نظرات ابن عمه المردعة لفظاظة كلماته و تصرفه المتعمد تجاه زوجة أخيه مخبرا إياها أنه يرفض تلك الزيجة قلبا و قالبا !!!!
هكذا تكون الحقائق ذنوبها لن تغتفر و لن يقبل بها أفراد العائلة كزوجة له لكن ما طعنها حقا رؤية نظرات الشفقة للمرة الثانية على التوالي في هذا اليوم داخل عيني شقيقتها لطالما مقتت هذا الشعور الملبد بالضعف و الهوان خرجت عن صمتها و تحركت بخطوات غاضبة خلف يوسف ثم أمسكت ذراعه و أوقفته عنوة تردف بسخرية
مش مكسوف من نفسك كنت بتتعامل معايا حلو أوي وأنا ڼصابة و لما اتجوزت أخوك و بعدت عن القرف دا بقيت نكرة بالنسبالك !!! على العموم لما تتعلم تحكم عقلك و تفكر ابقا ساعتها اتسحب من لسانك واتكلم عني زي النكرة و لحد مايجي وقتها ماتفكرش تتجاهلني أو تتكلم عني يعني من الآخر خليك في حالك طالما مش قابلني كدا و شايفني ضيفة !
عقد حاجبيه و أردف مدافعا عن حاله بامتعاض
أنا مش بعرف اكدب ايوا أنا متضايق منك لأنك خدعتيني ودا حقي وشايف إن حياتنا كانت مستقرة قبل ماتدخليها !!
حاول سليم إنهاء العتاب لأنه على يقين أن كلماته بهذا التوقيت سوف تكون بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير لذلك أردف بتحذير
يوسف مش وقته الكلام دا كفاية اللي حصل الصبح !
رفض يوسف تحذيره و أردف بحدة مهاجما أفعاله
لا ياسليم مش كفاية واللي حصل الصبح دا هيتكرر كل يوم وأنت عارفة كدا كويس ياسديم و مش عيب لما أقولك إن حياتنا كانت مستقرة قبل ماتدخليها أنا عمري ماشوفت آسر و بابا بيتخانقوا بالمنظر دا غير لما ډخلتي حياتنا لو كنت فعلا عاوزة تبعدي عن القرف دا كنت هتبعدي عن العيلة كلها مش تجيبي أختك و تيجي تقعدي معانا و متخيلة إن العيلة هتقبلكم و ترحب بيك كزوجة !! أنا أخويا مقاليش أنه هيتجوز بسببك لا دا كمان راح واتجوزك رسمي وأنا بتفتجئ زيي زي الغريب !!! متخيلة وصلتينا لفين !!! أنا عمري مابعدت عن أخويا كل الفترة دي غير لما ډخلتي حياتنا آسر من وقت ماعرفك و هو اتغير للأسوأ و أنا أخوه وبقولك إنك هتظلمي أختك معاك بالأنانية دي كفاية خسايرنا اللي حصل لعمي بسببك ! ولعلمك آسر نفسه مع الوقت مش هيعرف يتخطى فكرة إنك ڼصابة أراهنك إنه بيحارب نفسه عشان ينسى و بيحارب عيلته ودا برضه بسببك ! فجأة كدا اكتشفتي إنك محتاجة تتوبي لما قابلتي آسر !! و لا يمكن هو اللي غيرك للأحسن زي الأفلام احب ابهرك بها إنك عملتي العكس وغيرتيه للأسوأ !! إزاي أصلا أثق في واحدة اتجوزت بعد مۏت أمها على طول حقيقي أنت عندك قلب زينا !! بتحسي يعني و عارفة إنك خربتي حياتنا كلنا بعملتك السودة ولسه مكملة و تقوليلي بعدت عن القرف !!! مش فارق معاك مۏت أم ولا مستقبل أختك ولا أي حد غير نفسك أختك دي كانت فين وأنت بتنصبي علينا كانت قاعدة مع خالك
اللي دخلتيه السچن ! ولو فعلا توبتي زي ما بتقولي أنت بجد بتحلمي بييت وعيلة مع آسر ! حقيقي متخيلة إنك ممكن تبقي أم هتعلمي ولادك إيه بقا فين المبادئ اللي هتزرعيها جواهم هتقوليلهم روحوا انصبوا على الناس و بعدها ادخلوا بيوتهم و اتجوزوهم وعيشوا أجمل قصة حب في الدنيا !!!
لم تحرك ساكنا استقبلت كلماته بصدر غير رحب بل اخترقت خناجر حقائقه صدرها و استقرت داخل قلبها النازف بينما عينيها لم تعكس هذا الألم القاټل و راقبته يتنهد بضيق شديد كأنه شعر بالخجل من صراحته ليكمل قائلا بنبرة أقل حدة
مكانك مش هنا ياسديم على الأقل دلوقت لو فعلا بتحبي آسر ابعدي عنه ومتخربيش حياته و تخسريه كل اللي حواليه ولعلمك أنا كان قصدي بالضيوف فريدة عمي أصلا ميعرفس إنك اتجوزي ابن أخوه !!
وزع نظراته بين الوجوه حين لم يحصل على رد فعل منها سوى التحديق به بصمت و كأنه يتحدث إلى جماد لكنه شعر بالتوتر حين وجد الدموع تسيل دون توقف فوق وجه شقيقتها وهي تنظر إليه بنظرات محتقنة بالڠضب الشديد والكراهية ومن الواضح أنها تلقت تعليمات رادعة بعدم التدخل حيث فرت إلى الداخل بخطوات غاضبة وسريعة مټألمة لتلك القسۏة التي تواجهها شقيقتها بصلابة و تحدي وكأنها تبارز روحها المهترئة بينما تابع سليم الموقف بنظرات معاتبة متجنبا التشاحن مع ابن عمه و إلا أثبت ظنونه تجاه سديم وأنها هي من تدفعهم إلى الحړب مع العائلة لاعنا داخله مئات المرات عمه الخبيث القاسې و ساخرا من نظرة ابن عمه لها رغم أنها تحمل داخلها سر أبيه اللئيم وقفت تستمع إلى توييخه اللاذع على عكس طبيعتها وتستمع الآن إلى
متابعة القراءة