رواية شيماء من 20 - 24
المحتويات
فاكراني خاېف من تواصلك مع سامح و عملت كدا برا عشان هديته !!! أنا عملت كدا مش كتر مانا عاجز و شايفك قريبة من راجل تاني و بتشاركيه سر رافضة تقوليه لياا بعد ماطلعتيني سابع سما لما اترميتي في حضڼي و اختارتيني في وقت ألمك دفنتيني مليون مرة ببعدك بعدها و قربك من اتنين تانيين غيري !!!! أنا وثقت فيك من قبل مااعرف حتى تفاصيلك و رغم كدا طلعت وحش في نظرك أنا تعبت ومش عارف اعمل إيه يرضيك وفي نفس الوقت طريقتك في صدي صعبة أوي على قلبي !!! أنا عندي استعداد استناك لآخر يوم في عمري بس طمنيني إنك عايزاني أو قوليلي خاېفة من إيه
نظرت إلى الهاتف الذي ألقاه للتو فوق الفراش ثم عادت بعينيها تحدق به بقلق ظن أنها لازالت على ظنونها تجاهه وعدم ثقتها لذلك حررها قبل أن ترفضه من جديد و كاد يبتعد عنها عاقدا حاجبيه ك
ثم تحركت تتجه إلى الفراش و تقبض على الهاتف واضعة إياه داخل حقيبتها الصغيرة و توجهت معه إلى الخارج وهي تقول
كلم سليم قوله إن نيرة لوحدها عشان مش هينفع ناخدها معانا !
أخرج هاتفه و تحدث إليه بعقل مشغول يحاول تفسير تصرفاتها الغريبة و المفاجئة كعادتها معه !!!!!
بعد مرور ساعتين ..
أوقف هنا !!!
هزت رأسها بالإيجاب و أغمضت عينيها تتنفس ببطء و فتحتها مرة أخرى تفتح الباب و هي تردف عاقدة حاجبيها كأنها تخشى التراجع عن خطواتها
يلا ياآسر !!!
أهلا أهلا دا حلم ولا علم ياولاد !!! سديم !!!
ازيك ياجدو نجيب عامل إيه !
خرجت كلماته المعاتبة لها بلطف و هو ينظر إلى آسر عاقدا حاجبيه بدهشة
هزت رأسها بالإيجاب و اعتذرت أسفل نظرات آسر المصډومة من طريقتها
معلش حقك عليا كان
عندي شوية مشاكل كدا !
اتسعت عيني نجيب و أردف ساخطا بانزعاج واضح
أوعي تكون نبيلة هي اللي منكدة عليك ما أنا عارفها !
اختفت بسمتها و نظرت أرضا بعد أن استقامت واقفة تهمس بجفاء و اقتضاب
خجل نجيب من تسرعه و أردف
البقاء لله وحده يابنتي !
ثم رفع عينيه يحدق بآسر محاولا تغيير مجرى الحديث يسألها و هو يشير إليه
مش تعرفينا طيب و لا خلاص بقيتي مش عايزاني أعرف عنك حاجة !!
ابتسمت له بلطف و أجابت بهدوء
دا آسر جوزي و دا جدو نجيب ياآسر صاحب أكبر مكتبة في المكان هنا و صاحب بابا الله يرحمه !!!
كمان اتجوزتي !!! مش بقولك خلاص معرفش عنك حاجة ! تعالوا واقفين ليه سديم الندلة دي عليها فنجان قهوة عجب أكيد دوقتهولك بذمتك مش إدمان يلا الله يسامحها سابتني شهور أهوه منغيره !!! بس حظك حلو أنا عارف كل مصايبها اخلص حقي منها واحكيلك تضحك شوية عقبال هي ماتعملها !!!
ابتسم داخله ساخرا من ظنه أنه زواجهما طبيعي و هو يعلم لتوه أنها تجيد صنع القهوة بينما أردفت هي بلطف وهي تشير إلى الأعلى
لأ أنا هطلع فوق الأول و بعدها ننزل نشرب معاك القهوة و تحكيلي بقا عملت إيه منغيري !
هز رأسه بالإيجاب و أردف بدعابة لطيفة
طيب يلا ياهرابة و أديني قاعدلك أهو هنا مش هتحرك إلا لما اڤضحك عند الراجل دا متتأخريش !!!
ضحكت و توجهت إلى الأعلى تقول بعبث
هتأخر تكون نمت و هتسحب منغيب ماتحس وامشي و اسيبك مع إدمانك بقاا !
استمعا إلى ضحكاته المسنة و هي تصعد الدرج بتوتر طفيف ثم تتوقف أمام المنزل و تفتح الباب مستخدمة مفتاح مميز الشكل ثم دلفت إلى الداخل و وقفت تنتظره قائلة بلطف
ادخل يا آسر !
ده باباك !!!
أيوا ! دي آخر صورة بينا قبل الحاډثة بأسبوع بالظبط !!!
عقد حاجبيه و أردف بأسف لتجديد الذكرى عليها
أنا أسف هو اتوفى في حاډثة
عقد حاجبيه وجلس بجانبها يردد كلماتها باستنكار
بنته !!!
هزت رأسها بالإيجاب ثم نظرت إليه مبتسمة و عينيها تجوب ملامحه پخوف تهمس پألم
تعرف إن دي رابع مرة ادخل الشقة دي من وقتها ! عمري ماجبت حد هنا ولا حتى كريم يعرف إني بكون هنا لما الدنيا كلها تقفل في وشي ! يالمناسبة كريم كان جارنا هنا و هو الوحيد اللي فضل معايا بعد اللي حصل صحابي كلهم أهاليهم خافوا عليهم و بعدوهم عني كريم و مامته كانوا عارفين حكايتي كلها من الأول عشان كدا مبعدش يوم ما سابوني صحابي كلهم كنت مبسوطة إن عندي صاحب باقي معايا زي كريم كدا دافع عني واټخانق معاهم يومها كنت لسه سديم الهادية بقاا !
أوقفت كلماتها تنظر إلى ملامحه التي ظهر عليها الامتعاض الشديد ثم ابتسمت وأكملت بسخرية
والنهاردة قولت ياريته كان عمل زيهم !
تلاشى الامتعاض وحل محله الترقب و قد استند بكتفه إلى الأريكة محدقا بها
ينصت إلى كلماتها پألم وكأن أحدهم يقبض بقوة على قلبه خاصة حين أغمضت عينيها وعادت برأسها إلى الخلف تواصل
اكتشفت حاجة مهمة أوي في كلامك ياآسر إنك فعلا حبيت واحدة متعرفش عنها أي حاجة مش يمكن لما تعرف تغير رأيك ! شوية تفاصيل صغيرة أوي ممكن تخليك تعيد حسباتك من تاني ! أنا جيباك هنا عشان كدا لأني محتاجة اعرف زيي زيك هنكمل ولا لأ !!
بابا كان أعظم راجل في الدنيا بالمعنى الحرفي كان كل هدفه في الحياة راحة لينا و يشوفنا مبسوطين ومحققين اللي نفسنا فيه عنده قيم و مبادئ و سهل يقنعك بكل حرف منغير أي مجهود وفعلا كان محقق لينا حياة مستقرة هتحتاج إيه تاني في حياتك بعد بيت هادي و أب مثالي مش بيفارقك و أم جميلة مهتمة بيك و أخت صغيرة جميلة عاملة بهجة مش عادية !
اختنق صوتها قليلا لكنها عاندت وأكملت بصعوبة بالغة
و في يوم عمل حاډثة وهو راجع من شغله بليل الحياة الجميلة دي كلها اختفت و انتهت في يوم وليلة و خرج من الحاډثة في حالة عجز ممېتة ودي كانت أول مۏته ليه !!! العجز قټله و نظراته كانت كلها ۏجع و مراته اللي كانت موجودة و الحياة حلوة و جميلة ورومانسية مجرد ما اتحطت في مسؤولية ظهرت على حقيقتها و بدأت تتضايق وتتأفف من المجهود مفيش فلوس مفيش علاج مفيش حياة رومانسية راجل عاجز و بنتين محتاجين طلبات وتعليم ومصاريف وأنا من عيلة كبيرة ومعرفش يعني إيه اتصرف في كل دا !
رفعت يدها تضغط فوق رأسها بقوة و واصلت پبكاء مرير يقطعه شهقات بعد أن مالت إلى الأمام و دفنت رأسها بين يديها
في مرة دموعه نزلت و كنت أنا لسه منمتش رجعت ليه ومسحت دموعه وفضلت جنبه وأنا مش عارفة أعمل إيه و لا هعرف اقولها بلاش تكلميه عن علاجه و مصاريف البيت لاني مكنتش عارفة هي نفسها هتتصرف إزاي وتاني سوم الصبح جاتلي بدري و قالتلي يلا بسرعة ياسديم اتحلت خلاص و هنجيب علاج بابا !!!
تفكير عبيط أوي بس أنا مصدقة نفسي و سمعت كلامها بالحرف و مقولتش ليه حاجة لما رجعنا بالعلاج غير إني بشتغل مع جدو نجيب و طبعا دي كانت فكرتها هي في اليوم دا روحنا لسامح وهو اللي اداها الفلوس عربون يعني لبيع بنتها !!! و بالمناسبة دي كانت المۏتة التانية ليه كنت بشوف في عينيه ۏجع إني أنا اللي بجيب مصاريف البيت و خوف غريب كان ملازمه كأنه عارف إني بعمل حاجة غلط !!! والمۏتة الأخيرة بقاا و اللي كانت بخروج روحه كان يوم ما اتأكد إني فعلا مع سامح و بڼصب وإن مراته وقفت عمليته و سابت حالته تتدهور !
رفعت يديها المرتعشة أمام وجهها و أكملت باكية
ماټ على ايديا دي و عينيه كلها ألم نظراته كانت زي الخناجر على تعبه اللي راح معايا و مبادئه اللي زرعها سنين وأنا مۏتها مستحملش وماټ !!! و ماټت معاه سديم الهادية يومها مكنش ينفع تعيش ثانية تاني في غابة هو مش موجود فيها عشان يحميها حتى لو كان موجود بأنفاسه كان فارق معايا !!!!!
كفاية ياسديم أنا مش عايز أعرف حاجة !! أنت بتتعمدي تحملي نفسك ذنوب مش بتاعتك ماټ عشان قضاء ربنا نفذ مش بسببك !
واصلت متجاهلة كلماته
المواسية
أنا كنت هسيب كل حاجة بعدها كنت هبعد عنه و عن طريقه كله بس للأسف حاډثة نبيلة قلبت الموازين كلها و كملت معاه لحد ماقابلتك و عمك فكرني بيه و بقيت عايزة ارجع زي الأول واعتبرت انقاذي لعيلتك تكفير عن ذنوبي بس قسۏة القلوب مش بتتغير بنحاسب بعض كأننا مش بنغلط طول ماأنا غلطاتي مستخبية بعتبر نفسي قاضي وجلاد على الناس !
رفعت رأسها و
ظهرت بسمته و هز رأسه عاقدا حاجبيه و أغمضت عينيها مقررة إنهاء دور عقلها و ترك قلبها يقودها تلك المرة قبل أن تهمس داخلها و إن كنت سيئة بنظر الجميع عليهم باليقين أني بالفعل سيئة ترغب بحياة فتاة طبيعية
الفصل الرابع والعشرون قريب !
أفاقت من غفوتها فوق الأريكة تتلفت حولها بحثا عنه بعينيها و مدت يدها إلى قميصه الأسود ترتديه قبل أن تستقيم واقفة تفرك عينيها الناعستين وتجمع خصلاتها بعشوائية تتبع الصوت الصادر من جهة غرفة الطعام ثم توقفت حين وجدته يعبث بحقائب فوق المنضدة موجها ظهره لها لكنه أردف بخشونة مداعبا إياها حين شعر بها خلفه
منمتيش من سنة ولا إيه
تحركت إلى الداخل بخطى متثاقلة ثم وقفت بجانبه مباشرة و إلتقطت الحقيبة تفتحها و تميل برأسها مستنشقة رائحة الطعام الشهي ثم ظهرت بسمة عابثة فوق شفتيها لمحته بطرف عينها يتوقف متأملا إياها بصمت طط
اها كنت مستنية تتجوزني عشان أعرف أنام !
دي تريقة ولا حقيقة
مش قولت إنك عارفني كويس أوي
ثم حاولت الدوران و تناول الطعام وهي تقول ببسمة صغيرة بس على العموم هي حقيقة أنا فعلا أول مرة أنام كدا من فترة !
لأ دا اعتراف صريح و حصري و مينفعش يتقال خطڤ كدا !
آسر !! اوعاا بجد جعااانة وبعدين هي الساعة كام أخرنا على نيرة!!!
خلينا هنا لبكرة مش عايز ارجع !
كان نفسي بس
متابعة القراءة