رواية شيماء من 20 - 24

موقع أيام نيوز

رأسها ثم أغمضت عينيها تقبض على خصلاتها بقوة ثم بدأت تتنفس بصوت مسموع في محاولة منها لتشتيت ذهنها و لكن هيهات لقد استمعت إلى صوت استغاثة روحها تلك المرة تطالبها بتحريرها من قيود عقلها و إطاعة قلبها ولو لمرة واحدة !!!!
ألقت الملابس أرضا پغضب شديد ثم دهستها تمر من فوقها متجهة إلى الباب تفتحه پعنف و من حسن حظها أنه كان يقف في وسط الغرفة يعبث بهاتفه لكنه رفع رأسه عاقدا حاجبيه يراقب تقدمها الغاضب تجاهه بخطوات سريعة و كأنها تحفر الأرض بقدميها و قد ألقت نظرة خاطفة إلى باب الغرفة المغلق قبل أن تقف أمامه مباشرة قائلة بإنفعال واضح لأول مرة يراه فوق قسمات وجهها 
حبيت فيا إيه !!! أنت كنت شايف إني و هتخلص شغلها و تمشي أنت أول واحد شوفتني زي السلعة إيه اللي غير رأيك كدا 
لم تنتظر الرد بل أكملت بنبرة اتهام واضحة يشوبها السخرية 
أنا أقولك أنت حصل معاك إيه لقيت بنت ڼصابة بس تصرفاتها متناقضة شوية خصوصا لما اڼفجرت فيك في الاسانسير و عيطت في حضنك قولت ياحرام دي شكلها بني آدمة زينا ما أشوف إيه وصلها لكدا و أحاول انقذها من الوحل اللي هي فيه زي ما أنا بحاول انقذ عيلتي !!! تنكر إن من يومها كل تصرفاتك اتغيرت معاياااا تنكر إنك أول حاجة فكرت فيها إيه اللي وصلني لكدا تنكر إنك يوم مۏت نبيلة اټصدمت باللي أنا خبيته عنك و إنك بتدافع عني بعد ما أنا اديتك سلاح تدافع بيه تنكر إن صاحبك قبل مايسافر كان بيحذرك من ڼصابة زيي و أنت رديت عليه وقولتله أنت عارف إني مليش في التسلية عشان أديها أكبر من حجمها !!!
موجات الڠضب كانت تتلاطم داخل عينيه خاصة أنه لا يستطيع إنكار كلماتها بل هي صادقة لقد فعل كل ما قالته لقد كان تائه بين قيم و مبادئ و عائلة و قلب راغب بفاتنة محتالة كيف يخبرها أن الأمر بالغ القسۏة عليه و أن رؤيتها الآن بهذه الحالة يطعنه بخناجر أفعاله السابقة دون شفقة ! كلماتها القاسېة التي تجلد بها نفسها قبله و تذكر حالها أنها مجرد محتالة و أنه أخطأ الشعور و هذا ما همست به الآن و كأنها تقرأ أفكاره حيث اقتربت منه و نظرت داخل عينيه هامسة بنبرة حادة من فرط ألمها 
شعورك اسمه شفقة مش
حب !!!! و دا مش هقبله منك ولا من غيرك يا آسر !!!!
ارتعشت شفتيها من شدة ڠضبها و قد حاولت الحفاظ على تلك القشرة الحادة في نبرتها و إلا اڼفجرت باكية و ساخطة على جميع ما يدور ويحدث لها دون أن تعلم ما الذي اقترفته يداها لتصل إلى تلك الحالة 
حتى لما شاركتي وجعك كنت عاوز مقابل ليه وهو إني أديك ثقتي عشان كدا أصريت متعرفش عني أي حاجة وقتها كانت هتفرق لو كنت شاركتني الۏجع دا عشان أنا سديم مش عشان احكيلك حكايتي و أصعب عليك و تلاقي مبرر للشفقة اللي جواك !
خفت حدة نبرتها بل و ظهر الوهن داخل كلماتها و هي تهمس له بأعين دامعة 
عارف الفرق بينا إيه أنت كنت أول و آخر حاجة احكيها لنبيلة من سنين لكن أنا بالنسبالك تصادف قدري اترمى في طريقك يا آسر و اتكسفت حتى تصارح أقرب الناس ليك بمشاعرك أنا لو صدقتك دلوقت يبقا هزود ۏجعي أضعاف برفض عيلتك و ۏجع أختى من نظراتهم ليها و مين عارف ممكن تتعرض لإيه تاني بسببي !!!
وزعت نظراتها الحادة فوق ملامحه ثم استعادت شراستها بالحديث و همست له 
أنا أمي راحت ضحېة إنقاذي لنيرة و مش هسمح لمخلوق يسمعها حرف من اللي ودني اتعودت عليه ! خليك بعيد عني لحد ما يخلص اللي بينا و كل واحد يشوف طريقه !
ثم تركته و عادت من حيث أتت مثل العاصفة و حقا قد عصفت به و بقلبه و ازداد ألمه تجاهها كما تضاعف تمسكه بها خاصة أن أفعاله كانت سبب الألم الرئيسي بفترتها الأخيرة و انتبه إلى كلماتها عن والدتها و عن حديثها عنه قبل مقتلها !!!!! إذا هي تحمل مشاعر تجاهه و لكن تصادفهما القدري الذي قالت عنه هو الحائل بينهما !!!! تنهد زافرا أنفاسه يإنهاك ثم توجه إلى غرفة مكتبه الخاص مقررا قضاء وقته هناك و ترك غرفته الخاصة لها إلى أن تهدأ قليلا و يبدأ هو بإعادة خططه القادمة في التعامل معها !!!
بينما أنهت هي جلسة استحمامها بسرعة و قد ازداد ڠضبها حين شعرت أنها أفصحت له بنقاط ألمها بل و كأنها تنتظر منه تعديل أفعاله و تعاتبه على ماسبق و فعله معها !!! كيف تفعل هذا بنفسها لقد أوضحت له أن حديثها مع والدتها يخصه و يخص اعترافه لها في تلك الليلة !!!
خرجت من كابينة الاستحمام تصفع رأسها بخفة و توبخ حالها هامسة باستنكار 
كان ناقص تقوليله حبني صح !!!!! إيه اللي بعمله دا بس !!!!
اتجهت إلى المنشفة تجفف جسدها و اتسعت عينيها حين وجدت ملابسها ملقاة أرضا لتعض على شفتيها و تضم قبضتها بقوة هامسة بإنفعال 
يانهار اسود كان لااازم اتعصب على الهدوم اهبب إيه دلوقت !!!!!!
وزعت نظراتها بين الملابس و الباب ثم سارت بخطوات حذرة ووضعت أذنها فوق الباب تحاول الإنصات إلى الأصوات بالخارج لكن كان الهدوء يعم المكان بللت شفتيها و نظرت إلى المنشفة ثم إلى الملابس مرة أخرى و همست بندم 
أدي آخر التسرع !!! منك لله يا آسر كنت بعقلي قبل ماأعرفك !!!
أحاطت جسدها بالمنشفة ثم فتحت الباب بحذر و نظرت من مكانها فوجدت الغرفة هادئة وخالية !!! استعادت رئتيها التنفس وكادت تتحرك إلى حقيبة ملابسها لكن لحظة هل اختفت !!!!!
صفعت رأسها مرة أخرى حين تذكرت ما اخبرها به
وأنه سوف يعد الغرفة الأخرى لها إلى حين الإنتهاء من جلسة استحمامها و بالطبع انتقلت الحقيبة إلى هناك !!!!!
استمعت إلى خطوات أقدامه تقترب من الغرفة بل و طرق فوق الباب منتظرا أن تأذن له بالدخول لكنها فرت مسرعة إلى غرفة الملابس و أغلقت على حالها بالداخل ثم وقفت تحدق بهيئتها أمام المرآة بأعين متسعة مذهولة و قد اسعفها عقلها أن تمد يدها إلى القميص الأسود الخاص و ترتديه أفضل أن تتحرك أمام أنظاره بتلك المنشفة و قد فعلت !!!!
أنهت ارتداء ثم فتحت الباب و تحركت إلى الخارج ترفع رأسها بشموخ متعمدة تجنب النظر إليه و تجاهله و لكنها توقفت محلها حين صدحت ضحكاته الرجولية بقوة و لم تقاوم رغبتها بالنظر إليه عابسة الوجه لكنها كانت تود رؤيته ضاحكا هكذا فنادرا ما تحدث تلك الحالة و ينفجر ضاحكا متجها إليها يهز رأسه بالسلب قائلا من بين ضحكاته 
لا مش قادر فعلا !!!
ثم واصل الضحك مما دفعها إلى صرف وجهها عنه وقد ظهرت بسمة صغيرة فوق شفتيها على ارتدائها قميصه بعد انفجارها به منذ قليل استقر أمامها و كاد يواصل سخريته لكنها أشهرت إصبعها بوجهه محذرة إياه بحدة طفيفة 
متحاولش تفسر حاجة بمزاجك بسبب حضرتك هدومي اتبهدلت و اضطريت استلف دا لحد ما أروح أوضتي !
هز رأسه بتأكيد و أحاط خصرها فجأة يضمها إليه هامسا لها ببسمة ملتوية و لازال صوته يحمل بقايا ضحكاته 
آه طبعا طبعا ! أنا اللي بهدلت هدومك !
اتسعت عينيها من سخريته و صاحت پغضب عاقدة حاجبيها 
أنت مش مصدق !!!! على فكرة دا اللي حصل وهدومي مرمية عندك أهي جوا !!!
أنا مبقتش محتاج دليل عشان أصدق كلامك بس القميص شكله يجنن عليك !!!
تصبحي على خير ياسديم !
و أثناء حركتها إلى الخارج أعلن هاتفه عن مكالمة و أجاب يفتح مكبر الصوت ويواصل بحثه ليصدح صوت الحارس قائلا 
في واحدة اسمها فريدة وصلت و بتسأل على حضرتك ادخلها !!!!!
توقفت محلها عاقدة حاجبيها خاصة حين تبدلت ملامحه و أردف بحدة 
لأ متدخلهاش ولا أقولك استنى أنا هجيلها !
و بالفعل تحرك مسرعا إلى الخارج بخطوات غاضبة غافلا عن تسمرها محلها تراقب انصرافه بصمت تام !
الفصل الواحد والعشرون مناوشات !
سقطت وسط مجموعة من التناقضات كأنها تهمس لي في كل لحظة هون على نفسك فاختبارات الحياة مستمرة و لن تتوقف إلا في حالة توقف أنفاسك !
وقف سليم داخل صالة الرياضة الخاصة ب آسر مائلا بجزعه العلوي و يستند براحتي يديه إلى ركبتيه ملتقطا أنفاسه تاركا حبات العرق تسقط واحدة تلو الأخرى فوق الأرض و يسقط معها دمعات شاردة هاربة من عينيه التي أصبحت شديدة الإحمرار من فرط إجهاده و أرقه حيث هجره النوم بعد تعرية عائلة و نزع ثوب العفة و النبل في لحظة غفلة صادقة منهم و مصادفة قاسېة له كيف له أن يخبر ابن عمه أنه قد أتى ببديل لشقيقته و أن والده ليس مثال للشرف مثلما يظن ! كيف يتغافل عن تلك الحقائق و يخرج من هذا المكان راسما بسمة ناصعة فوق ثغرة و متبخترا بخطواته مثلما يفعل عمه كل صباح !!!!
استقام واقفا يضحك من بين بكائه بسخرية و يغطي وجهه بكلتا يديه مغمضا عينيه بقوة هامسا داخله باستنكار هل كنت غاضب من المحتالة التي تلاعبت بك و بعائلتك ماذا عن عمك إذا !!! لقد كانت المحتالة شجاعة و زاهدة إلى درجة مصارحة الجدة بحقيقتها !!! عذرا هي ليست محتالة نظرا إلى سلوك العم الفاضل !!! بل حاولت إنقاذ طفلة صغيرة من براثن حياة قاسېة انتهكت روحها و قضت على قلبها منذ زمن و الآن اتضح له حقيقة تعلقها بالصغيرة نورهان و رغبتها بتوضيح الحقائق إلى عمه و التي كانت جدته على علم بها أيضا و من الواضح أن ما حدث بين سديم و عمه عاصم كان تحت إشرافها !!! و آه من عمه عاصم و الطعنات القاسېة التي حصل عليها طوال الأعوام الماضية كيف يطعنه بخنجر شقيقه أيضا !!! عقد حاجبيه حين استمع إلى صوت الباب خلفه و أسرع يمسح القطرات المنسابة فوق صدغيه ثم نظر إرضا يحاول لملمة شتات أمره خاصة حين تأكد أن الحركة خلفه تخص سديم و ابتسم ساخرا من حاله حين استمع إليها تقول بهدوء تام 
متقلقش مش هقول لحد أنا جاية أخرج طاقتي تقدر تعتبرني مش موجودة أصلا !
و بالفعل مرت أمامه و تركت متعلقاتها فوق المنضدة الجانبية و عادت إليه تنظر إلى ملامحه الشاحبة للحظات معدودة قبل أن تتحرك تجاه الآلة ليهمس لها متسائلا وهو
تم نسخ الرابط