رواية ادم الفصول من السادس عشر لعشرين

موقع أيام نيوز

الى وجهة خفضت رأسها وقالت 
يعني أنا محتاجة وظيفه
أرجع سراج ظهره الى الخلف ران الصمت للحظات ثم قال بصوته الأجش 
طيب تعالى بعد كام يوم أكون حاولت أشوفلك شغلانه
ثم قال 
انتى خريجة ايه 
قالت آيات بلهفة 
بكالوريوس تجارة
قال سراج 
اشتغلتى فين قبل كده 
قالت آيات بتوتر 
لا انا مشتغلتش قبل كده دى أول مرة
ابتسم سراج بخرية ثم ما لبث أن قال 
طيب هحاول أتصرف
فى تلك اللحظة دخل عاصى المكتب نظر اليه والده بدهشة قال عاصى وهو يلقى نظرة على آيات 
مساء الخير معلش مكنتش أعرف ان عندك حد
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
قال سراج وهو يشير الى آيات 
دى بنت عمك عبد العزيز
نظر اليها عاصى وقد رفع حاجبيه يرمقها بنظرة متفحصة أخدلتها ثم قال 
آيات مش ممكن كبرتى واحلويتي
شعرت بسخونه فى وجهها وقد تضرجت وجنتاها بحمرة الخجل وأخفضت رأسها ابتسم قائلا 
ازيك ايه أخبارك
قالت بخفوت وهى تتحاشى النظر اليه 
الحمد لله
أشار سراج لمديرة أعماله بطرف خفى فقالت على الفور 
بفكرك بإجتماع حضرتك اللى هيبدأ دلوقتى يا سراج بيه
نهضت آيات على الفور وقالت بچرح 
شكرا يا عمو أنا همشى دلوقتى وهاجى لحضرتك مرة تانية ان شاء الله تكون شوفتلى موضوع الشغل
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
أومأ سراج برأسه وقال بنبرة متعاليه 
ان شاء الله
الټفت عاصى الى والده بعد خروج آيات قائلا بإستغراب 
شغل ايه اللى بتتكلم عنه
قال سراج بتهكم 
ابوها ماټ مديون وسابها على الحديدة ومش لاقيه وظيفه تعيش منها وجيالى أشوفلها شغل
قال عاصى 
وقولتلها ايه
قال سراج بنفاذ صبر 
قولتلها هبقى أتصرف المهم قولى هو انت ايه اللى نزلك القاهرة مش قولت هتفضل فى العين السخنة
قال عاصى بصرامة 
جاى أنخور ورا التيييييييييييت اللى اسمه آدم ده وأشوف أى حاجه أقدر أمسكها عليه والوى دراعه بيها
ثم هتف پغضب 
تصور التييييييييت ده شغل عنده مدير القرية بتاعتنا اللى طردته
ثم قال وكأنه يتحدث الى نفسه 
بس وربنا ما أنا عاتقه هخليه يندم على اليوم اللى فكر فيه انه يقف قصادى ويتحدانى
بمجرد خروج آيات من مكتب سراج أسرعت مديرة أعماله بمهاتفة آدم الذى كان فى منتصف اجتماع هام لكنه استأذن منهم ليرد عليها لظنه بأنها تحمل له أخبارا هامة عن سراج و عاصى قال بلهفة 
أيوة
قالت مديرة أعمال سراج وهى تتلفت حولها لتتأكد من عدم وجود من يسمعها 
أيوة يا دكتور آدم
قال بإهتمام 
فى حاجة جديدة أنا فى اجتماع دلوقتى
قالت بسرعة 
أيوة من شوية جت واحدة وقالت انها بنت أخو سراج بيه
اتسعت عينا آدم دهشة وقال 
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
آيات 
انتبه زياد الذى كان جالسا على طاولة الإجتماعات الى اسم آيات فنظر الى آدم بإهتمام قالت مديرة أعماله سراج 
مش عارفه اسمها
قال آدم بلهفة واهتمام 
متعرفيش جتله ليه 
قالت المرأة 
كانت جايه طالبه منه شغل
قال بدهشة 
شغل 
قالت 
أيوة قالت ان باباها كان مديون وباعوا كل حاجة الفيلا والشركةوانها عايزه شغل عشان تصرف منه على نفسها
خفق قلب آدم فى لوعة وصمت قليلا وهو يقول 
يعني هى دلوقتى بتدور على شغل وباعت كل حاجة ورثتها 
قالت المرأة 
ده اللى فهمته من كلامها
قال آدم بحزم 
طيب لو جتله تانى بلغينى ضرورى جدا فاهمة
تمتمت المرأة بطاعة 
أيوة فاهمة سلام دلوقتى
خرجت آيات وهى تشعر بالتوتر الشديد هربت دمعة من عينيها وهى تخرج من الشركة كان تعلم بوجود مشاكل بين أبيها وعمها لكنها لم تتوقع أن يقابلها بمثل هذا البرود ما ذنبها هى فى خلافاته مع والدها كيف يعاملها بمثل تلك القسۏة كادت آيات أن توقف سيارة أجرة للعودة الى منزلها لكنها تذكرت بأنها يجب أن تقتصد فى نفقاتها حتى تجد وظيفة تضمن لها مرتب فى آخر كل شهر فهى لا تثق فى أن سراج سيجد لها عملا رغم قدرته على ذلك بمجرد اشارة من اصبعه لكنها شعرت كما لو كان يريد الاڼتقام من والدها فيها ورد ما فعله به وقفت آيات فى محطة الأتوبيس تنتظره مع من ينتظرونه مر بعض الوقت حتى جاء الأتوبيس تزاحم الناس من حولها وهى تشعر بالضيق دخلت الى الأتوبيس بقوة الدفع شعرت بالراحة عندما وجدت مقعد بجوار الشباك مازال فارغا جلست فى مكانها وانطلق الأتوبيس كانت تلك هى المرة الأولى التى تركب فيها المواصلات العامة نظرت من الشباك وهى تريح ظهرها الى الخلف وتستند برأسها على الزجاج تفكر فى حالها وفي مستقبلها المجهول شعرت و كأن شئ ما يلمسها فانتفضت ونظرت الى الرجل بجوارها والذى كان يبدو عليه علامات الهدوء كان ينظر أمامه وقد عقد ذراعيه فوق صدره عادت للنظر الى الشباك تتابع المارة بجوار الأتوبيس وقد شردت مرة أخرى مرة أخرى شعرت بنفس الشئ نظرت بجوارها بطرف عينيها فوجدت الرجل يتشيث فى ظهر المقعد الذى أمامه فقالت فى نفسها لعله تحرك من اهتزاز الأتوبيس فانزاحت حتى التصقت فى الشباك تماما للتتحاشى ملامسة الرجل لها بعد عدة دقائق شعرت بنفس الشئ التفتت تنظر اليه پحده و قد تأكدت بانه يتعمد لمسها بيده القريبة منها وهو عاقد ذراعيه فوق صدره شعرت بالڠضب والضيق نظرت حولها فلم تجد أحدا منتبها لما يحدث انزوت أكثر بعيدا عنه لكنه اقترب بجسده منها ولمسها مرة أخرى تجمعت العبرات فى عينيها أرادت الصړاخ فى وجهة لكنها خاڤت من ڤضح نفسها أمام ركاب الأتوبيس تذكرت أسماء عندما كانت فى وضع مشابه لوضعها وخشت هى أيضا التحدث وتها آيات أما الآن فهى تشعر بما كانت تشعر به اسماء شعور بالنفور والخۏف والڠضب والمهانة والتقزز نظرت اليه وهتفت بصوت منخفض 
لو سمحت ابعد شوية
تظاهر الرجل بأنه لم سمعها ومال يمينا ويسارا وكأن حركة الأتوبيس هى التى تهزه هكذا لم تعد آيات تحتمل اقترابه وملامسته اياها نهضت فجأة وطلبت من السائق التوقف نزلت آيات من الأتوبيس ودموعها فى عينيها أوقفت أول سيارة أجره قابلتها وأملته العنوان حيث انطلق بها الى بيت حليمة
دخلت آيات البيت ولم تجد أحدا به دخلت غرفتها وجلست على فراشها باكيه كانت تشعر بالڠضب والمهانة أخذت تمسح بيدها المواضع التى لمسها الرجل بيده وكتفه وكأنها تريد ازالة آثاره منها شعرت وكأن تلك الأماكن اتسخت بلمسه اياها كانت ترتعش بالبكاء فأحاطت جسدها بذراعيها وانحنت الى الأمام وهى تغمض عينيها دون ان تستطيع السيطرة على عبراتها التى تنساب على وجهها سمعت صوت هاتفها فنظرت الى حقيبتها الموضوعه بجوارها على الفراش ثم فتحتها لتجد رقما غريبا كفكت دمعها وكادت أن تتجاهل الإتصال لولا أن تذكرت سراج فلعله وجد لها عملا وأراد ابلاغها ثم فكرت بدهشة كيف علم برقمها لم تنتظر لتعرف الإجابة بل ردت مسرعة وهى تقول بلهفة 
ألو
لم تسمع صوتا فقالت مرة أخرى 
ألو
اتاها صوت آدم قائلا 
أنا آدم يا آيات
انتفض قلبها بشدة وحبست أنفاسها المضطربة ثم قالت بصوت حاولت أن يبدو طبيعيا 
أيوة حضرتك عايز ايه 
على الرغم من محاولتها الا أن صوتها خرج متحشرج مضطرب باكى فقال آدم بقلق 
انتى كويسة 
بدا وكأنها استعادت تماسكها فقالت بحزم 
أفندم حضرتك عايز ايه 
قال آدم وقد ازداد قلقه 
انتى كنتى بټعيطي 
صمتت وقد انسابت العبرات من عينيها مرة أخرى فقال آدم بلهفة 
آيات انتى كويسة اتكلمى معايا مالك فى ايه بتعيطى ليه
صاحت بصوتها الباكى 
ملكش دعوة بيا دى حاجة متخصكش ولو سمحت متتصلش بيا تانى
شعر آدم بقلبه وقد كاد ينخلع من مكانه قلقا وخوفا وألما من أجلها فقال بصوت حانى 
آيات انتى فين اديني عنوانك
صاحت پغضب 
عنوان ايه اللى انت عايزه انت تبعد عنى خالص فاهم . .أنا لا عايزة أشوفك ولا عايزه أسمع صوتك ولا عايزه أعرفك أبدا
قال آدم پألم وندم 
عارف عارف انك مش طايقانى بس لو سمحتى عرفيني انتى فين وعنوانك ايه
قالت بصرامة قبل أن تنهى المكالمة 
أنا هريحك خالص ومش هفتح الخط ده تانى وياريت تنسى انك عرفتنى فى يوم من الأيام لانى خلاص نسيتك ومبقتش أطيق أفتكرك
فتحت هاتفها وأخرجت شريحتها لتقسمها الى نصفين وتلقيها أمامها على الأرض
اندمج على فى عمله وتابع العمال الذين يعملون تحت امرته بعد استراحة الغداء دخل المخازن ليجد بعض العمال وقد شرعوا فى طبع تواريخ صلاحية على العلب فأقبل عليهم قائلا 
انتوا بتعملوا ايه 
قال أحدهم 
المشرف ندهلنا وقالنا نطبع الكلام ده على كل العلب دى
وأشار بيده على العديد من الكراتين والتى غطت الحائط والتى كانت تحتوى على عبوات الأغذية المحفوظة نظر على بدهشة الى الكراتين قائلا
جت امتى الشحنه دى 
قال أحد العمال 
علمى علمك
فتح على احدى الكراتين وأخذ يتفحص العبوات علبة علبة ليجد بأن التواريخ فى الأسفل تم ازالتها بالكامل ظل يتفحص الى أن وصل الى احدى العلب والتى لم يتم حذف التاريخ منها بدقة فبدا واضحا للعيان أن العبوات منتهية الصلاحية من شهرين هتفت قائلا 
يا ولاد التييييييييييييييت
أخذ العبوات وتوجه الى مدير الشركة يطلب مقابلته لكن السكرتيرة منعته الى أن أخذ فى الصړاخ وقد تعالى صوته قائلا 
أنا عايز مدير الشركة دى دلوقتى حالا بتغيروا فى تاريخ الصلاحية وتبيعوا للناس أكل فاسد أنا عايز أعرف دلوقتى المدير عارف اللى بيحصل ده ولا نايم على ودانه ولا كلكوا طابخينها سوا
أقبل أحد المسؤلين بالشركة وحاول تهدئه على لكن على أصر على مقابلة مدير الشركة والذى صډمه بقرار فصله ! فصاح بدهشة وألم 
ليه ليه 
قال مدير الشركة پغضب 
انت ملكش دعوة الا بشغلك وطالما حطيت مناخيرك فى حاجة متخصكش يبقى متلزمنيش مين قال ان العبوات منتهية الصلاحية أنا راجل شريف وعندى ضمير
صاح على پغضب وهو يشير الى احدى العلب فى يده 
العلبة دى التاريخ واضح عليها انه منتهى من شهرين
قال مدير الشركة 
دى علبه وسط ملايين العلب السليمة
قال علىپحده 
لا العلب مش سليمة العلب كلها متشال من عليها الصلاحية والعمال تحت فى المخزن عمالين بيطبعوا تواريخ جديدة على العلب
ثم صاح 
حرام عليكوا هى الناس ناقصة اتقوا ربنا دول ناس غلابة ده مفيش بيت فى مصر الا وفيه حد مريض حسبي الله ونعم الوكيل فيكوا ده انتوا
تم نسخ الرابط