رواية جاسر من 6-10

موقع أيام نيوز

إهمال وتساءل
رجعتي من السفر أمتى
النهاردة العصر
وقبل أن يتحرك إلى الداخل سمع صوت جرس الباب أشار إليها ب الدلوف إتجه إلى الباب وفتحه ليجد جاسر أمامه
إستحال وجهه إلى كتلة من الرخام وبقى واقفا أمامه ليبتسم جاسر ويقول ب خبث
مش هتقولي إتفضل يا سيادة الملازم شريف المهدي 
دنى منه جاسر وهمس ب أذنه ب نبرة ماكرة
ولا تحب أقول شرف الألفي 
الفصل التاسع
خارج كل هذا الصواب والخطأ...
يوجد فناء..ليس فيه سوى الحب...
لنلتقي هناك...
ظلت ملامح الآخر جامدة وهو يتطلع إلى جاسر ب جمود والذي ربت على منكبه ب قوة ثم قال ب سخرية لاذعة
مش هتقولي إتفضل ولا إيه!
ثم أطل ب رأسه إلى داخل شقته وقال ب خبث
ولا الشقة لسه متنضفتش من أخر مرة!...
ضحك جاسر ب إستمتاع ثم تشدق ب نفس النبرة الخبيثة
عادي ياعم إحنا رجالة زي بعض...
إلتوت عضلة ب فك شريف وهو ينظر إليه ب إزدراء..ليحك ذقنه وقال ب جمود
عاوز إيه يا صياد!
عقد جاسر ذراعيه أمام صدره ثم قالإعملنا كوبيتين شاي..ونتكلم كلام رجالة...
لم تتغير نظرات شريف الجامدة والتي قابلها جاسر ب نظرات قاسېة..تنحى الأول عن الباب ف دلف الآخر..وأخذ يحدق ب الشقة قبل أن يقول ب سخرية
الديكور الجديد حلو..لأ عجبني...
ثم تقدم وجلس على الأريكة السوداء ب منتصف الصالة ليضع ساق على أخرى وأشار إلى شريف ب كل وقاحة أن يجلس
إشتدت عضلات فك الآخر وإبيضت مفاصل يده التي قبضت على هيئة قبضة..ثم جلس يستند ب مرفقيه على ساقيه وتشدق ب قتامة
سامعك...
إبتسم جاسر ب شراسة قبل أن يضع يديه على ساقه ثم قال ب غموض
تعمل إيه لما تعرف إن الست اللي قټلت جوزها اللي هو واحد من عيلة تقيلة لسه عايشة ما متتش...
إتسعت عينا شريف ب قوة وصدمة قد عقدت لسانه عن الحديث..لتتسع إبتسامة جاسر وتصبح أكثر شراسة ثم مال ليكون أكثر قربا لشريف وأكمل ب نبرة خاڤتة خطېرة
والمصېبة أنه أهل الراجل دا لو عرفوا إنها عايشة
أنت بتتكلم عن إيه ومين!...
عاد جاسر ب جزعه العلوي إلى الخلف وأخرج من جيب سترته عدة ورقات صغيرة ثم فضها وبدأ في قراءة محتواها ب إبتسامة
الاسمريم الألفي..دا قبل أمل يتغير اسمها لسمر المهدي طبعا..محل الإقامة كان الإسماعيلية..السنتلاتين سنة..ما خلفتش أي أطفال من زوجها المرحوم...
رفع يده ب ثم قال ب سخرية
أسف المقتول..جوزها كان اسمه إيه!..جبر الرشيد..طبعا مش محتاج تعريف..تاجر معروف ف الإسماعيلية معروف عنه أنه نسوانجي أصيل ما شاء الله معتقش ست ف بلده إلا وكان مظبط معاها...
صمت ورفع نظره يتفحص ملامح شريف التي أستحالت إلى أخرى صلبة ك الرخام ثم أكمل
ما علينا من كل دا..أهله بقى وخاصة أخوه..أكبر تاجر هناك والكل عارف وقد إيه ليه سلطة ع البوليس هناك..عرف بالصدفة وهو رايح يزور أخوه..أنه سايح ف دمه وأن مراته قټلته..قال إيه !..والله صعبت عليا...
صمت مرة أخرى قبل أن يعيد طوي الأوراق ثم أكمل
الراجل دمه غلي..إزاي واحدة ست ټقتل أخويا..بس لحسن الحظ إن أخوها جه ف يقوم أيه!..قاټل الأخ التاني دا عشان يحمي أخته.. و ب كدا الإتنين بقوا قتالين قټله..كان وقتها نقيب..قوم إيه بقى يبدأ يزور أوراق ويستخدم معارفه عشام يزيفوا مۏت الأخ والأخت وهما بيحاولوا يهربوا ب حاډث سير مروع على الطريق...
كان الأخر يستمع إلى حديثه ويداه تنقبضان على ذراعي المقعد ب شدة وقد تكونت الشعيرات الحمراء حول حدقيته ولكنه لم يتفوه ب كلمة ليستمع إلى جاسر وهو يكمل حديثه
وهوب فجأة طلع ظهور لشريف المهدي..اللي كان شرف الألفي..وهو نفسه اللي زور ورق ب إنه إرتكب جرم فادح أدى إلى عزله من رتبته وبقى ملازم أول عشان يخفي أثره كويس..وبقى محل الميلاد والإقامة القاهرة بدل الإسماعيلية..وظهرت ريم وبقت الحياه ألسطة أوي..والماضي إتدفن وإرتدم ب التراب
تحدث شريف أخيرا ب جموداللي يخليك توصل للمعلومات دي يخليك تعرف إني مش خاېف على نفسي ...
نهض جاسر عن الأريكة ليضع الأوراق على الطاولة أمام

شريف ثم قال ب همس
منا عارف إنك مش خاېف على نفسك..أنا عارف إنك خاېف على أختك...
ربت على منكبه ثم قال قبل أن يتحرك مبتعدا عنه
خاف لفاعل خير يبلغ العيلة إن الميتين صحيوا...
وبقى وقع خطوات جاسر المبتعدة عن ذلك الجالس ك الصخرة هى ما تكسر السكون الذي غلف المحيط
كانت جالسة ب جانبه مبتلعة لسانها لا تجرؤ على إخراج حرف..بينما هو يتحاور مع هاجر عن خططه ب تحديد موعد الزفاف والذي أخذا يتفقان عليه وكأنها ليست المعنية من كل ذلك..ف إنتفضت غاضبة
وبالنسبة للمعزة اللي سايقنها دي ملهاش رأي ف الموضوع!
نظر إليها صابر شزرا وقالأديكي قولتي معزة..ف خليكي ف برسيمك بقى...
أشارت ب سبابتها ب وجه وعيناها متسعتان صدمة من حديثه ثم هتفت ب حدة
مسمحلكش تتكلم معايا كدا...
جذبها من إصبعها لتجلس ب جانبه على الأريكو وبقى يرمقها ب نظرات يتطاير منها الشرر ثم قال قبل أن يلتفت إلى والدتها
إعقلي يا شاطرة..عشان أنا لسه حسابي معاكي مخلصش...
زمت شفتيها ب حنق ولم ترد بل عقدت ذراعيها أمام صدرها وأراحت ظهرها على مسند الأريكة..بينما تحدثت هاجر وهى تضحك
طب يا صابر أنت هتعمل إيه!..والفرح أمتى!
والله يا حماتي..الفرح هيكون مفاجأة لبسنت عشان أنا وعدتها إنها هتحلف بيه طول حياتها..أما أمتى ف إن شاء الله كمان تلات شهور...
شهقت بسنت وهى تهدر ب صدمة
تلات شهور إيه!..تك تلات عفاريت أما يبقوا يركبوك..لأ كدا كتير...
كور صابر يده على هيئة قبضة ثم وجهها إلى وجه بسنت وكأنه سيضربها لتصرخ وتخفي وجهها بين يديها..ليهمس ب جانب أذنها ب شراسة
العداد عمال بيعد يا بسنت..وف الأخر الحساب يجمع
همست ب إزدراءبلا يجمع بلا يطرح بقى
عض على شفتيه ب حنق وقال ب ټهديدلأ دا في ضړب على أم دماغك اللي عاوزة كسرها يا بنت...
صمت وتحولت نظراته إلى أخرى مزدرية وقال
للأسف مش هعرف أشتمك قدام أمك..بس لما نتجوز يا بسنت..هطلع عليكي غلب السنين...
تقلصت ملامحها وقد بدت على وشك البكاء وهى تستمع إلى حديث والدتها الذي جعلها تفغر فاها
مش تلات شهور كتير!
لتنفض بسنت هاتفةجرى إيه يا نبع الحنان!..أنتي معايا ولا معاه!
زجرتها والدتها ب عڼفأخرسي يا بت أنتي..وهى دي عملة تعمليها
إمتعضت ملامحها وهى تقولهو لحق يبخلك!...
ضربها صابر على مؤخرة رأسها لتنظر إليه ب ضيق ثم قال
حسني لسانك أحسنلك عشان أنا روحي وصلت منك لهنا...
قالها وهو يضع سبابته وإبهامه على أنفه..ثم عاد ينظر إلى هاجر قائلا ب حزم
مع إن عندك حق..بس عشان السنيورة تلحق تجهز نفسها
اللي تشوفه يا بني..أكيد هتتغدى معانا!...
نظر إلى بسنت ب تشفي ثم عاد ينظر إلى هاجر وقال ب إبتسامة واسعة
أكيد يا حماتي...
بينما نظرت إليه بسنت ب توجس من نبرته وإبتسامته التي لا تبشر ب الخير أبدا
مضت فترة ليست ب طويلة وعلاقة شريف و روجيدا تتعمق..لم يلتفت إلى ټهديد جاسر ف هو ليس لديه شئ ليخسره..بل ساعده دون أن يعلم ف هو أخبره ب أعمال تلك العائلة وجرائمهم وكرس ذلك الوقت الذي مضى لجمع المعلومات اللازمة عنهم وقد كان
بعدها تقرب شريف من روجيدا كثيرا حتى باتا أصدقاءا..أخبرها عن حياته كاملة دون أن يغفل عن ذكر شئ..وها هما يلتقيان ويقص عليها ما حدث وكيف عزل نفسه ب نفسه من رتبته لكي يحمي شقيقته
بس يا ستي..كان لازم أحمي سمر ف زورت ورقي وكل حاجة تمت ب لمح البصر
نظرت إليه روجيدا وقالت بعد تفكيربس موضوع زي دا محتاج تدخل ناس كبار...
إبتسم شريف ثم إرتشف من فنجان قهوته المرة وقال ب تهكم
طالما في فلوس

كل حاجة هتمشي
هزت رأسها ب عدم فهم وتشدقتيعني إيه!...
حك جبهته ب طرف إبهامه ثم قال ب سخرية
موظف السجل المدني دفعتله مبلغ مش هين ف محى أي أثر ل شرف وريم الألفي وبقينا شريف وسمر المهدي
وأنت واثق أنه محى كل حاجة!
أومأ ب رأسه قائلاقدامي كل حاجة حصلت..بقينا فص ملح وداب..واللي بعد كدا سهل...
أومأت ب رأسها ثم أخفضتها لترتفع شفتيها ب شبه إبتسامة..ف مال شريف ب رأسه وقال ب إبتسامة عذبة
ممكن أفهم سر الإبتسامة دي!
رفعت رأسها وهزتها ثم تشدقتمكنتش أعرف إن في حد ممكن يعمل كدا عشان خاطر حد عزيز عليه
مال ب رأسه أكثر وأكمل ب نفس الإبتسامةاللي هو إيه!...
رفعت كأس العصير وإرتشفت منه ثم وضعته لتعود وتنظر إليه قائلة ب رقة
إن حد ممكن يتخلى عن أكتر حاجة بيحبها عشان خاطر تحمي الناس اللي بتحبها
رد عليها ب هدوءلما تحب حد بتكون وظيفتك ف الحياه إنك تحميه وتبسطه
مش ندمان إنك سبت حياتك القديمة!!
نفى ب رأسه ثم هتف ب إصرارخالص..حتى سمر بدأت تشتغل ف جامعة القاهرة 
إتسعت إبتسامتها وقالتبجد!..بتشتغل إيه!!
دكتورة ف كلية طب...
أومأت ب رأسها وهى تشعر ب الفخر لأجلها..سألها شريف ب نبرة عميقة
معرفتش حاجة عن حياتك!
إبتسمت ب إهتزاز وقالتفي حاجات بتبقى أحسن لها إنها متتعرفش..خليها مدفونة ف زواية بعيدة من قلبك وروحك...
ثم أخفضت رأسها لتسقط خصلة على عيناها حجبت عنه رؤيتها..ولكنه إستشعر مدى حزنها وثقل قلبها..شعر ب قبضة ثليجية تعتصر فؤاده ما أن يراها حزينة..حاول الإبتسام ب صعوبة وهو يتساءل ب نبرة محتقنة
لسه بتحبيه!...
رفعت رأسها فجأة وكأن صاعقة ضړبتها من السماء عندما سألها هذا السؤال ولكنها إبتسمت ب مرارة وقالت
وأنا من أمتى بطلت أحبه...
تجهمت ملامح وجهه للحظات لم تلحظها ثم أجبر شفتيه على الإبتسام وهو يقول ب صعوبة
حاولي تبطلي تحبيه لو حبه بيأذيكي..أنتي متستهليش الأذية..أنتي مينفعش تتوجعي...
إلتمعت عيناها ب طبقة شفافة أبت الهطول ف بقت عالقة لتلمع فيروزها وكأنها نجم ساطع ب سماء سوداء..ولكنها هتفت ب النهاية ب إمتنان
أنا فعلا مبسوطة إننا صحاب..شكرا يا شريف...
إلتوت شفتيه فيما يشبه إبتسامة متهكمة وقد شعر ب أن أحدهم قد ضربه ب مطرقة ب رأسه ثم قال
صحاب!!..أه..وأنا كمان مبسوط...
ثم رفع فنجان قهوته وإرتشف منه لتبقى عيناه معلقة ب عيناها الشاردة ويكاد يقسم أنها شردت به..به وحده..هنا فقط علم أن الطريق إلى قلبها طويل..طويل جدا ولكن لا بأس لديه وقت طويل أيضا..طويل جدا ليحصل على قلبها..يكفيه وجوده ب جانبها
طرق جاسر باب المكتب ب رتابة قبل أن يأتيه صوتا من الداخل يأذن له ب الدلوف..فتح الباب وأطل ب رأسه من الباب ثم تشدق ب إبتسامة
ممكن أدخل يا سيادة اللوا!...
رفع يسري رأسه عن الأوراق التي يطالعها ما أن سمع صوتا ليس ب غريب عليه..ليبتسم ما أن أبصره أمامه ليقول ب حبور
جاسر باشا..طبعا إتفضل...
تقدم جاسر ب كل هيبة و وقار وهو يضع يديه في جيب بنطاله من خامة الچينز يعلوه كنزة من اللون الأسود ذات فتحة صدر ضيقة يعلوها كنزة تطابق لون البنطال
مد يده ليصافح يسري ف صافحه الآخر ثم دعاه لكي يجلس
تحب تشرب إيه!...
قالها
تم نسخ الرابط