رواية جاسر من 6-10

موقع أيام نيوز

الفصل السادس
عندما يعشق الرجل يغار وحينما يغار ېحترق العالم لغيرته...
رفع حاجبيه ب إستهجان وب نبرة ساخرة أردف
مسمعتش!
مطلوب القبض عليك يا جاسر بيه..ايه اللي مسمعتوش!...
جاءه هذا الصوت الساخر من مدخل القاعة..نظر جاسر إليه ب نظرات ساخرة ملغفة ب القتامة..بينما تقدم شريف منه ب خطوات واثقة وعيناه لا تتزحزح عن فريسته..نظرت روجيدا إلى القادم إليهم وقالت ب صدمة

شريف!
إلتفت إليها جاسر ب ڠضب ثم قال ب زمجرة مخيفة قولي اسمه تاني عشان أخليها حمام ...
إتسعت عيناها ب قوة ثم ما لبثت أن قالت ب ضيق
أنت ف إيه ولا ف إيه!
إتلهي أنتي التانية...
قالها ب نفاذ صبر وهو يستدير إلى الذي يقف علاماتي على رقاب الناس...
لم يفهم شريف معنى ما قاله ولكن جاسر شعر ب روجيدا تقرص ظهره ب غل..ضحك ليثير إستفزاز من أمامه..ليقول الأول ب قليل من الحدة
ممكن أفهم بتضحك ع إيه!
نظر له شزرا وقالعلى سذاجتك...
إحتقنت عينا شريف وكاد أن يرد ولكن جاسر مد يده وقال ب نبرة متصلبة
يلا يا سيادة الملازم حط الكلبشات ف إيدي..مش كنت هتستريح لما تشوفني كدا!..وأنا بقدملك دا على طبق من دهب...
بقى شريف يحدق به ب صدمة قبل أن يستوعب نفسه..ليخرج من جذعه أصفاد و وضعها ب يد جاسر..إبتسم الأول ب غرور وقال
متعرفش أد إيه المنظر دا ريحني
خرجت من فم جاسر ضحكة ساخرة وقالعاوزك ترتاح دلوقتي..عشان أنا هريحك خالص بعدين...
ثم دفعه جاسر من منكبه وتحرك أمامه..بقى الجميع ينظر ب صدمة ألجمت فاههم..وكان على رأسهم روجيدا..إلتفت إلى شريف الذي يحدق به ب بلاهة ليضحك ب صخب ثم قال ب برود ثلجي ممېت
هتفضل عندك كتير!..يلا يا راجل ورانا محضر عاوزين نقفله...
وأكمل سيره وسط الجموع الفاغرة فاها ب صدمة قاټلة...
نظر شريف إلى روجيدا التي بقت على حالها من الصدمة..تقدم منها ب حذر ف إنتبهت عليه ونظرت إليه ب تساؤل ليرد ب هدوء عصبي
جاسر إقتحم شقتي وضړبني وآآ...
قاطعته روجيدا ب سخريةوهو دا اللي خلاك تقبض عليه
أكيد لأ...
أنت أكيد إتجننت...
ثم تركته وركضت إلى الخارج..ف ناداها ب قوة
روجيدا إستني...
لاحظ جاسر تلك العينان الثعلبية التي تحدق بها ف إشتعلت عيناه ب نظرات ممېتة وب نبرة ساحقة ك الرعد هتف
روجيدا إركبي العربية وروحي
ردت عليه ب عنادمش همشي إلا أما أفهم...
شيل إيدك عنها...

ينظر إلى ذلك المسجي أرضا ب نظرات قاټلة تكاد تسحق عظامه من فرط عنفها...
كادت أن تجثو على ركبتيها لتفحص أنفه إلا أن صراخه القاتم ب اسمها جمدها مكانها
روجيدا!!!...
نظرت إليه مبتلعة ريقها ب صعوبة ليزمجر من وسط الضباط ب نبرة صخرية تحذيرية
شوفي إياكي..ويلا خدي العربية و روحي الوقت إتأخر...
نهض شريف عن الأرض وهو يمسح عن أنفه..وأخذ ينظر إلى جاسر ب حقد وإشتعال..أمر ضباطه ب التحرك وب الفعل ثوان وكان الجميع يتحرك...
توجهت روجيدا إلى السيارة ب خطوات غاضبة وصوت كعب حذائها يطرق الأرض ب قوة..إنحنى السائق كي يفتح لها الباب ولكنها إبتسمت له وقالت
روح أنت..أنا اللي هسوق
رد عليها السائق ب توتربس آآآ...
قاطعته روجيدا قائلةمبسش..يلا روح مش تخاف...
إنحنى مرة أخرى وإنصرف ب هدوء..صعدت السيارة وأدارت محركها لتقول في نفسها وهى تقود السيارة
أما نشوف أخرتها يا سي جاسر...
صفت سيارتها وهى ترى جاسر يترجل من السيارة وكأنها سيارته..تأففت من عنجهيته ولكنها إبتسمت قائلة
حبيبي شخصية يا ناس...
بعدما دلف الجميع إلى داخل القسم..ترجلت هى ودلفت هى أيضا..بحثت عن مكتب اللواء يسري ف وجدته بعد عناء..نظرت إلى العسكري الذي يقف أمام باب مكتبه وقالت ب خفوت
لو سمحت ممكن تقول ل اللوا يسري إن روجيدا الصياد برا...
نظر إليها العسكري ب تفحص قبل أن يقول ب جفاء
لحظة واحدة...
أومأت ب رأسها ليدلف العسكري وبعد ثوان عاد وأشار لها ب الدلوف..إبتسمت ب لطف ثم دلفت..وما أن وقفت أمام المكتب الخشبي حتى نهض رجل يكاد يبلغ الخامسة والخمسون من عمره..طويل القامة وشعره الفضي يضفو عليه الهيبة..إبتسم اللواء وقال
إتفضلي يا روجيدا يا بنتي واقفة ليه!
مرسيه يا سيادة اللوا...
ثم جلست وعلى وجهها إبتسامة..بادرها ب سؤاله الروتيني
تحبي تشربي إيه!
هزت رأسها ب نفي وهى تقول ب إحترام مرسيه لحضرتك مش عاوزة..بس كنت عاوزة أسال حضرتك عن حاجة
عقد حاجبه ولكنه قال ب تفهمإسألي براحتك...
حمحمت روجيدا وأخذت تفرك كفيها ب توتر ثم تساءلت ب خفوت
هو جاسر ليه مقبوض عليه!
سألها بعدم فهممأبوض عليه إزاي
أوضحتالملازم شريف جه وأخده ب تهمة إدخال مصر أغذية فاسدة...
برضو يا شريف عملت اللي ف دماغك!
أفندم!...
تنهد يسري ب نفاذ صبر ثم قال ب شئ من الڠضب
شريف كان مكلمني ف الموضوع بس أنا قولتله يقفل عليه ومسمعش الكلام
عقدت روجيدا حاجبيها وهى تتساءلمش المفروض الأمر دا يطلع ب إذن رسمي!
أكيد طلع بس الأكيد أنه مش مني...
صمتت روجيدا قليلا تشعر ب أن هناك حلقة مفقودة من كل ذلك الحديث..هى تعي نزاهة جاسر وإن كان يستخدم الطرق الملتوية ولكن مع ذي النفوس الفاسدة..هو لم يقع ب الخطأ أبدا..شرس وربما قاسې القلب وربما الأكثر شراسة و قسۏة..ولكنه لم يكن من هؤلاء..تحمحمت روجيدا وتشدقت ب هدوء ظاهري
حضرة اللوا أنا بعتبرك ف مقام بابا الله يرحمه ف ممكن تقولي كل حاجة تعرفها عن جاسر!...

اللي هقوله يكون وبيني وبينك لأني وعدت جاسر
ب الرغم من عدم فهمها إلا أنها قالتأكيد
أخذ نفسا عميق ثم بدأ يسرد عليهاطبعا عارفة جاسر كان بيتعامل معايا من إمتى..تقريبا من قبل أما يعرفك...
أومأت ب رأسها ف عاد يتابع
ما علينا أنتي كل دا عرفاه..المهم جاسر من فترة طويلة وهو بتجيله تهديدات..ولما التهديدات مجبتش نتيجة بدء يتورط ف صفقات مشبوهه..صفقة ورا التانية..كل مرة كان بيخرج نفسه ولما عرف مين اللي ورا التهديدات وموضوع الصفقات دي قرر يخلي كل حاجة تمشي ب سرية...
إبتلعت غصة ب حلقها وهى تراخ يسرد تلك الحلقات المفقودة..تجمعت العبرات ب عيناها وتشدقت ب تحشرج
أكيد اللي لسه ورايا
أومأ ب رأسه وقال أيوة بس هما عارفين أنتي فين..مهما كان قوة جاسر ونفوذه مش هيقدر يحميكي منهم..أنتي أصلا مش الهدف حاليا...
نظرت إليه ب صدمة ورددت ب شرود
جاسر!
أومأ مرة أخرى وقالأيوة..نفوذ جاسر كل مادا بيزيد ف مصر والوطن العربي..حتى الغرب وبكدا يعتبر هو ضړبة حظ ليهم..يدير الصفقات ويعمل شغلهم ف الدول اللي ميعرفوش يوصلولها..حاولوا يدخلوه ب عالهم بس جاسر رفض وب شدة..وبعدين بدأوا يددوه بيكي من أول الحاډثة اللي حصلتلك لحد أما إتطلقتوا
هتفت ب نشيجمش فاهمة..إيه علاقة طلاقنا!
حمحم ب إحراج وأخفض نظره ثم قال
شكرا يا سيادة اللوا..أنا كدا فهمت كل حاجة..بعد إذنك...
حاول الحديث معها ولكنها كانت دلفت إلى الخارج..تنهد هو تنهدة حارة ثم رفع سماعة الهاتف وب قوة قال
أبعتلي يا بني الملازم شريف...
كان جاسر يجلس خلف القضبان ب هيبته الرجولية العميقة..يضع قدما على أخرى وذراعه معقودان أمام صدره..وشريف يجلس أمامه يستمتع ب مشهده هذا...
تحولت نظرات جاسر إليه ف تزداد قتامة فوق قتامتها..يريد جاسر به ب شتى الطرق..نظراته إلى روجيدا حبيبته تجعله يشتعل نيرانا...تبعث في نفسه هواجس رجال البادئة..كانت نظراته سهام قاټلة أصابت الأخر ب بعض التوتر ولكنه أخفاه ب براعة
دلف عسكري وهمس إلى إليه ب بضع كلمات ف أومأ إليه شريف ليرحل العسكري..وقبل أن يخرج هتف جاسر ب نبرة ممېتة
خليك فاكر أنت اللي بديت والبادي أظلم...
تحرك شريف إلى مكتب اللواء يسري..طرق الباب ثم دلف وقبل أن يتفوه ب أي حرف كان الأول يسبقه ب حدة وتحذير
حالا جاسر الصياد يطلع من هنا
إتسعت عيناه پصدمة ثم قال ب عدم فهممش فاهم سعاتك!
ضړب على طاولة المكتب وقالاللي سمعته..مدخلش مشاكلك الخاصة ف حاجة زي دي..تفرج عنه حالا يا شريف يا إما صدقني هعمل حاجة مش هتعجبك
أردف ب عصبية انا عاوز أفهم ليه حضرتك بدافع عنه!..ماسك عليك ذلة مثلا!
عاد يضرب ب قوة أكبر ثم هدر ب عڼف حارقمتنساش نفسك يا حضرة الملازم ومتتجاوزش حدودك معايا..كلامي مش هعيده وإلا قسما عظما لاكون متصرف معاك ب أسلوبي...
كور

شريف قبضته وبقى يحدق ب اللواء ب ڠضب..ليردف يسري ب لهجة قاسېة
إتفضل إفرج عنه وياريت تبطل شغل العيال دا وتنبش ورا حاجات هتخليك ف خبر كان..إتفضل...
أشار له ب الخروج ليؤدي التحية العسكرية وب داخله ېحترق..يشعر ب بركان يفور داخل أحشاءه..أغمض عيناه يتحكم في مشاعره ثم وبعد دقائق كان كل شيئا قد تم عكس ما أراد
دلف جاسر خارج القسم وعلى وجهه نظرات مزدرية ليأتيه صوت يتآكل حقدا
متفكرش إن كدا الموضوع خلص...
وضع جاسر يديه في جيبي بنطاله ثم إلتفت إليه وبقى ينظر إليه من قمة رأسه حتى أمخص قدميه ب نظرات تهكمية..ليردف بعد مدة ما أن رأى الأخر يستعر ب نيران الڠضب
هو إيه اللي إبتدى عشان يخلص!
اللي بينا يا صياد..اللي قذارة عملتها هتتحاسب عليها...
قالها شريف وهو يتقدم منه ب خطوات تحفر الأرض من شدة ڠضبها..لم يهتز جاسر ولو مقدار إنش بل إرتفع جانب فاه ب إبتسامة سخرية ولم يرد..جز على أسنانه وأردف
صدقني كل اللي بتبنيه ههده
ربت جاسر على منكبه وقال ب سخرية لاذعةإبعد عن طريقي يا شاطر عشان مخلكش حتى تنفع أمين شرطة...
ثم تركه وما كاد أن يتحرك خطوتين حتى توقف وقد إشتعلت عيناه ب چحيم مهلك ما أن سمع كلمات الأخر
هخليها تشوفك على حقيقتك..هخليك تشوفها وهى بتمسك إيدي وبتسيبك
زمجر جاسر وهو يستدير إليه ب عڼف
وإنهال عليه ب الضربات الموجعة ظل يركل ويلكم وكأن شياطين الأرض قد تلبسته..ولكن الأخر لم يقف تتوجه إليه اللكمات بل ظل هو الأخر ب حجم كرهه لجاسر الصياد..يكرهه وب شدة نعم..يكرهه لأنها تعشقه إلى درجة عجز عقله عن وصفها أو تحليلها قصتهما قد تعدت مراجل عشق روميو وچوليت وملمحة كيلوباترا ويوليوس قيصر وبادئة عشق عنتر وعبلة
ظلا يتشاجرا ك أولاد الشوراع حتى سمعا صوتها وهى تصرخ ب حدة مفرقة إياهم
بس أنت وهو..أنتوا إتجننتوا!...
لم يرد عليها أحدهما بل ظلا ينظران إلى بعضهما والشرر يتطاير من عيناهما وكلاهما يتوعد إلى الأخر ب أغلظ العقاپ..وقفت ب المنتصف تنظر إلى هذا تارة وإلى ذاك تارة..وجهيهما عبارة عن لوحة فنية ملطخة ب الأتربة..وضعت يدها على عيناها ثم هتفت ب ڠضب
إيه شغل العيال دا!..إتفضلوا كل واحد يروح...
همت أن تعود إلا أن يد جاسر إعتصرت معصمها ب قوة هشمت عظامها..نظرت إليه ب صدمة ولكنها إبتلعت حروفها وهى ترى بؤبؤي عيناه يشتعلان نيران وحولهما ظلام دامس..كان هذا المزيج يذيب العظام خوفا ورهبة ب قلب أعتى الرجال..لتخفض نظراتها وصمتت
لم يتحمل شريف أن تكون ليندفع إليها كي ينتزعها منه شړ إنتزاع..ولكن قبل أن يصل إليها كان جاسر يبعدها خلفه حتى إلتصقت تماما ف بات يستشعر دقات قلبها المذعورة ك فأرة هاربة من براثن هرة
أبعد جاسر يده قبل
تم نسخ الرابط