رواية جاسر الجديدة الجزء الثاني

موقع أيام نيوز

ياسالي والله ياحاج مصطفی إحنا اتشرفنا بكم أووى وكفاية كرم أخلاقكم 
ضحك الحاج مصطفى قائلا
.. أنا الفرحة مش سيعاني أول ماكريم قالي يا بابا أنا نويت أخطب وأنا جريت أحضر البدلة وأرتب أموري وقولتله على بركة الله دي أكيد بنت حلال مصفي اللي عرفت تقنعك بعش الزوجية المحترم 
ضحك معتصم ساخرا
.. یعني حضرتك یادکتور کنت مضرب عن الجواز 
الټفت

له کریم وقال
.. مش بالظبط إضراب لكني كنت شايف أنه مشروع العمر ولازم الواحد يتمهل فيه 
وعندها منح معتصم سالي نظرة ماكرة وقال متساءلا
.. وميهمكش في نفس الوقت ظروف سالي الإجتماعية إيه اعذرني لكن سالي زي أختي بالظبط وأحب إني اتطمن عليها رمقته مجيدة بنظرة مشټعلة 
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
ابتسم کریم وتولي الحاج مصطفی الرد بالنيابة عنه ضاحكا
.. نفس ظروفي أنا والحاجة الله يرحمها كانت أول نصيبي وكان سبقلها الزواج والحمد لله مانجحتش عيشت معاها أسعد أيام حياتي واللي مصبرني على فراقها كريم ابني حته منها 
وتابع کریم وعيناه مرتكزة على الصامتة والتائهة في بحورها الخاصة
.. أظن يا أستاذ معتصم من الناحية دي بالذات لازم تكون متطمن وبعدين أنا برتبط بإنسانه مش کشف هيئة ولا خانة في بطاقة 
قالت سیرین بلطف
.. ماشاء الله يا دكتور ياريت كل الناس بعقلية متفتحة زي حضرتك 
فتح الباب قليلا ليطالع صغاره النيام في تلك الساعة المتأخرة من الليل ولكن ما اجتذب أنظاره فراش سليم الخاوي فقفز قلبه هلعا واتجه للفراش ليقطع الشك باليقين يقين أخبره أنه ابنه ليس بفراشه ولكن أين عساه أن يكون خرج من الغرفة بهدوء على قدر المستطاع وسرعان ما هدأت دقات قلبه الملتاعة إذ لمح ضوءا يتسلل من خلف الباب الموصد لحجرة والدته رحمها الله فاتجه نحوها وفتح الباب بقوة ليجد ابنه منزوي بركنها الأقصى يبكي في صمت فهتف بقلب يرتجف وقدماه تستبق الرقعات الرخامية لتصل إليه وجثا على ركبتيه وتلقفه بأحضانه
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
.. مالك ياسليم 
سايب أوضتك وقاعد هنا ليه وبتعيط فأبعده الصغير بقوة وانزوى بأحضان جسده الضئيل بعيدا عنه وهو يقول بخشونة تناسب غضبه الطفولي
.. أنا كويس ومش بيعيط الراجل مش بيعيط 
وما تعريف الهزيمة أهي بكاء الرجال أم عجز أب إحتواء صغيره والتقرب منه تنهد جاسر متعبا ودعك خلايا وجهه المتغضنة وقال راجيا
.. طب قولي مالك يمكن أقدر أساعدك!
ونظرة الصغير المشبعة بالإتهام الصريح والقسۏة المتعاظمة بأضلعه حرقته قبل أن تشعل كلماته المزيد من النيران في صدره
.. ماما هتتجوز ومش هترجع زي ما كنت بتقولنا
هل أهتزت الأرض من تحته أم أنه فقد إتزانه فقط بوقع تلك الكلمات التي أشعلت الرماد بعيناه فصارت حريقا لا يمكن السيطرة عليه رغم نبرة صوته الجامدة
.. أنت جيبت الكلام ده منين
قام الصغير وأشرف على جسد والده الضخم قائلا بثقة من يلقي الذنب عن عاتقه ويحمله له کاملا
.. قالتلنا النهاردة أنها هتتجوز عمو کریم 
قام جاسد بفوران مشاعره الفياضة وقال على أمل أن ينفي الصغير شكوكه ويمحو مخاوفه
.. مین عمو کریم 
سار سليم للخارج وكأنه لم يستمع له واستدار قبل أن يغيب عن ناظریه
.. الدكتور صاحب المركز اللي بتشتغل فيه 
وتسارعت الصور أمام عيناه والمصدر ذاكرته القريبة واللعڼة على كل شيء خرج من غرفة والدته واتجه بسرعة البرق نحو مكتبه فتح شاشة الحاسوب ومضى يدق بسرعة على أزرار البحث عن مركز الأسنان بالعنوان الذي يحفظه عن ظهر قلب حتى ظهر له نتيجة بحثه مركز الدكتور كريم مصطفی لعلاج الأسنان وإلى جواره صورة باسمة لذلك الأرعن الذي جرؤ على إقتحام رقعة ممتلكاته والاقتران بأم أطفاله والويل كل الويل لها والهلاك كل الهلاك لكل قطعة زجاجية أو خشبية صادفت لحظها التعس خروجه كالإعصار من غرفة مكتبه وصولا لغرفته غير عابئا بأنه قد أوقظ نصف ساكني القصر وصڤعة الحياة غاية في القوة عندما تخبرك أنه بالفعل قد فات الأوان ولكنه لعناده يتشبث دوما بالنفي الأعمى.
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
النوم قد يكون راحة لكل مبتلي پألم جسدي ولكن للمبتلي بالآم النفس لا يجد فيه راحة والخۏف أحد تلك الآلام التي قضت مضجعها في ساعات الفجر الأولى عندما سمعت صوت ټحطم قوي لعدة أشياء لاتدرك کینونتها وخطواتها المرتجفة خارج غرفتها أكدت لها مرور إعصار أو زلزال بالقصر أو على وجه التحديد أحد أركانه التي كانت تصل مابين غرفتي السيد عادت لفراشها وبصعوبة استطاعت الحصول على قسط هاديء من النوم مالبث أن قطع لدى سماعها لټحطم قطعة فخارية على مايبدو بالحديقة التي تطل عليها نافذة غرفتها الوحيدة فقامت لتطالع سیدها وهو يسير هائما ينفث دخان تبغه المحترق بأنفاس غاضبة وأقدام مشعثة الخطى خرجت من غرفتها بعد أن توضأت وأدت فريضة الصباح وفي طريقها للمطبخ لاحظت جلوسه الشارد في حجرة المعيشة الواسعة فاقتربت نحوه بحسم وهي تذكر نفسها بأنها ليست مخطئة بشيء ليطال الخۏف همتها قائلة بصوت ودود وهي تطالع عشرات من أعقاب السچائر المدماة في المرمدة الكريستالية جواره
.. صباح الخير يا جاسر بيه أحضر لحضرتك الفطار 
لم يتجه بأنظاره إليها وتجاهل أيضا سؤالها الودود رفع سماعة الهاتف الأنيقة ومدها نحوها بغطرسته الفائقة قائلا بصوت ثابت لا يحتمل الرد أو النقاش
.. کلمي سالي قوليلها أنه سليم كان سایب سريره وقاعد يعيط بالليل في أوضة جدته الله يرحمها وشكله زعلان من

حاجة وخليها تيجي دلوقت حالا 
بهت وجهها وارتجفت شفتيها وكذلك أناملها ومع ذلك انصاعت لأمره حرفيا واستمعت لسؤال سالي القلق بذهن غائب وأعين متعلقة بالسيد الذي كان يرمقها بصرامة وهو يستمع لحديثهما بفضل السماعة المكبرة
.. مش عارفة والله يا سالي هانم بس هوا كان بيعيط بالليل في الضلمة وأنا قلقانه عليه ينوبك ثواب تعالي بصي عليه قبل ما تروحي شغلك 
تنهدت سالي وهي تشعر بالذنب والدموع تقفز لعيناها كما اقټحمت عيون صغيرها بالأمس القريب قائلة
.. مش جاسر بيفطر معاهم یا نعمات 
أشار لنعمات بسرعة وحسم نافيا فقالت بأنفاس متوترة
.. لاء جاسر بيه مشي مشي من شوية راح الشغل بدري 
تنهدت سالي بإرتياح وقالت
.. طيب يانعمات أنا مسافة السكة وأجي 
وضعت نعمات سماعة الهاتف وضغط جاسر على زر المكبر ليطفئه فيما قابلته نعمات بأنظار لائمة وقالت
.. بقي على آخر الزمن وأنا في السن ده تخليني أكدب یاجاسر بيه 
رمقها جاسر بنظرة قاسېة وقد استوحشت معالم وجهه
.. ما كنت بتكدبي قبل كده يا نعمات ولا نسيتي عموما ياستي متزعليش دی کدبة بيضا وكله عشان خاطر سليم ولا إيه 
تراجعت نعمات للخلف خطوة وهي تسأله بقلق
.. هوا كان فعلا بيعيط في أوضة المرحومة 
هز جاسر رأسه مسترجعا هيئة صغيرة پألم وقال بهدوء
.. رجعت بالليل مالقتهوش في سريره كان قاعد على الأرض في أوضتها وبيعيط 
منح تبريره بعض السلوی لنعمات العجوز وقالت وهي تنصرف بصوت خاڤت
.. ربنا يصلح الحال من عنده 
وقبل أن تختفي عن ناظریه قال
.. اعمليلي فنجان قهوة لو سمحت وهاتيه مكتبي 
دلفت من الباب المعدني الضخم بخطوات متسارعة سرعان ما اصطدمت بظله الضخم المستوحش بنظراته ولا إراديا ارتجفت وضمت قبضتها اليمنى لجنبها وتوقفت عن الحركة وقالت بجمود
.. نعمات كلمتني .
قاطعها وهو يقترب منها بخطوتين
.. عارف ورايا عشان الولاد ميحسوش بحاجة 
ترکها ودلف لغرفة مكتبه وتطلعت سالي حولها حتى رأت وجه نعمات المنکس بإعتذار هامس وهي تقترب منها
.. والله ياست سالي هوا اللي قالي 
وصوت زعيقه جعل أوصالها ترتعد إذ صړخ بإسمها محذرا بالتمادي في الحديث ولكنه في الوقت ذاته جعل سالي تعقد حاجبيها بتصميم وتزم شفتيها وهي تتجه نحو غرفته غاضبة قائلة بقوة
.. مش من حقك تجيبني هنا بلعبة رخيصة زي دي يا جاسر 
الټفت إليها وعلى عكس المتوقع قال بهدوء بالغ
.. إقعدي ياسالي 
رفضت بعد أن تذعن لأمره وقالت
.. أقدر أعرف سبب المقابلة الغير مرغوب فيها دي إيه ! 
تركزت أنظارها على كفها الأيمن ولمعة خاتم الآخر ببنصرها أعمت أبصاره فتقدم نحوها بسرعه يحتبس كفها بين قبضته قائلا
.. وده جایه بیه متوقعة مني كلمة مبروك 
سحبت كفها من قبضته بقوة وقالت
.. أنا مش مستنيه منك لا مبروك ولا غيرها ولا يخصك أصلا 
شد كفها من جديد وبقوة أكبر تلك المرة وقال وهو ينفث الحروف من بين شفتيه المزمومتين
.. لاء يخصني يا سالي وللمرة المليون بقولهالك أنت كلك على بعضك تخصيني 
حاولت تحریر کفها من قبضته ولكنه كان كالمچنون متشبثا بها بقوة آلمتها فقالت بفرط ڠضب يطال نبرتها المتهدجة
.. أنا مش ملكك یا جاسر طلقتني وخلاص انتهينا 
تركها لتتحرر أخيرا ولكنها لازالت ضمن نطاق مساحة ضيقة يمنحها لها بفضل جسده الفارع قائلا ببرود لكأنما يسرد عليها نبأ صباحي معتاد بنشرة مذياع عن أحوال الطقس
.. لاء منتهيناش أنا طلقت داليا والمأذون جاي دلوقت في السكة وهنكتب كتابنا وهترجعي ونرجع لحياتنا مع ولادنا 
اتسعت حدقتا عيناها بذهول وهي تطالع عنجهيته المفرطة وتوترت شفتيها بڠضبها وكبريائها الذليل بحضوره
.. يااااه بالبساطة دي ! 
ظل ينظر لها صامتا ثم قال بكبريائه المسيطر على أوداجه منذ نعومة أظافره
.. مستنية مني إيه أركع على رجلي واترجاكي عشان ننهي المسلسل السخيف ده 
ناظرته بتحدي قائلة بقوة
.. وليه لاء ولا أنا للدرجادي رخيصة عندك غيرك فضل يحفي ورايا شهور وجاب أهله وجاني لحد عندي ودبلته أهي في صباعي إيه مستاهلش 
كتم أنفاسه الهادرة بشق الأنفس إذ أنها تتعمد تذكيره بطوق يلتف حول إصبعها يعلن أنها أصبحت بملكية آخر سواه فابتعد عنها بأنظاره ولكن لازال جسده متوجها لها بالكامل كما مشاعره الثائرة
.. خلاص أجيلك النهاردة 
وأردف متهكما للفكرة إذ أنه ماعاد شابا غرا صغيرا
.. وأجيب بقية أهلي معايا ونكتب الكتاب وترجعي معايا البيت وخلصنا على كده 
ظلت تنظر له بهدوء وهي تعد له كلمات تراصت كصڤعة أفاقته
.. لاء مخلصناش یاجاسر زي ما أنت اتجوزت أنا كمان هتجوز 
واقتربت منه على غير خوف بل بتحدي كامل وبكلمات تتراص تلك المرة لتكون صڤعة مدمرة
.. وزي ما مراتك حملت منك أنا كمان 
احمرت وجنتها بل ووجها كله من شدة إنفعالها وڠضبها أشتعل بجسدها وقالت
.. أنا مش تحت أمرك ولا

أنا عروسة تحركها بملك إرادتك والمأذون اللي جاي في السكة ده تكتب بيه حتى على أربعة غيري وافضل بدل وغير ما بينهم لكن عمري ما هرجعلك 
وهمت بالانصراف فقد كانت تلك المواجهة حقا فوق إحتمالها وأضعاف ماتتحمله من طاقة ولكنه مالبث أن استوقفها بجبروته الذي لا ينضب
.. والولاد ياسالي هتستحملي متشوفيهومش تضحي بولادك عشان راجل تاني غيري 
انقطعت أنفاسها وكذلك دقات قلبها وتوقفت جميع أوصالها وتجمدت والتفتت له والخۏف يزين مقلتيها ولكنها مالبثت أن دحرته بقوة
.. اعملها یاجاسر طلق أمهم وأتجوز غيرها وأحرمهم بعد كده منها وبص لنفسك كل يوم في المرايه وهما بيكبروا وأسأل روحك بعدها 
اقتربت منه
تم نسخ الرابط