رواية جاسر الجديدة الجزء الثاني
المحتويات
أذنيها
.. أرجو متعتبريهاش تطفل مني لأن في الواقع دي طريقتي للاعتذار
انسابت ضحكاتها العذبة تحملها نسمات النسيم ورغم الفراق لم يكن لينساها وزاد إفتقاده لها فسار ببطء نحوها فهو يعلم أنها عندما تراه سوف تخفت تلك الموسيقى وتبهت إبتسامة وجهها ولم تكن تلك رغبته أشارت له صغيرته بتحية من قبضتها الصغيرة وتدافعت خطواتها نحوه والتفتت لتراقب تقدمه الحذر بدهشة فعبست رغما عنها وساورتها الشكوك رفع سلمي في الهواء بقوة ودغدغها تحت أنظارها المحملقة به بغرابة فهيئته كانت غريبة بعض الشيء إذ تخلى عن حلته الرسمية بل وسرواله الكلاسيكي ليستبدله بآخر كاكي قصير وقميصا قطنيا بلون أزرق اقترب أكثر ولاحظت لحيته النبتة و
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
پغضب متصاعد ودت أن تقول أحسن منك ولكنها ستكون كاذبة وسترقد في ظلمات الچحيم بكذبتها تلك فتنحنحنت واستجمعت أعصابها المتقافزة قالت بهدوء رصين بعد برهة
.. الحمد لله
جذب کرسيا بالمقابل لها وجلس بأريحية متسائلا
.. فين سليم
ردت صغيرته بالنيابة عن أمها
.. لسه ماخلصش تمرین
قامت سالي فجأة وقالت وهي تهرب بدقات قلبها التي فقدت إيقاعها السليم
.. أنا هروح أشوفه خليكي هنا مع بابا يا سلمی
قام بدوره وقال ببساطة
.. نيجي معاكي أنا عاوز أشوفه أنا كمان
عبرا البوابة المعدنية ليدلفا سويا عبر المكان المخصص لتدريب الكارتية وتشاغلت سلمى باللعب مع فتاة أخرى تماثلها عمرا تحت أنظار سالي التي تراقبها صامتة وفي الوقت ذاته تمنح بكفها تحية مشجعة لسليم والذي كان يبلي بلاءا حسنا بتمرینه خاصة بعد أن رأى طيف جاسر يراقبه هو الآخر ويمنحه تشجيعا إضافيا ظلا صامتين وإن كانت عيناه كالصقر لا تخفي عنه شاردة منها حتى قال بصوته الأجش
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
ردت بعند متجاهلة تلميحه المبطن
.. هوا سليم دايما كده بيبتدي التمرين عنده رهبة وبعدين بيكمل کویس
الټفت لها وقد ضاقت عيناه وقال
.. قاوحي يا سالي واعندي وأركبي دماغك زي ما أنت عاوزة وكل ده وأنا صابر عليكي عشان مسيرك ترجعي ليا وللولاد
احمرت وجنتها بشدة الغيظ واحترق قلبها پألم الغدر وقالت بمرارة النبذ مستنكرة
.. أنا ! أنا اللي بعند وأنت أنت اللي صابر یا جاسر! كتر خيرك هقولك إيه غير كده
زم شفتيه وقال مؤكدا
.. هترجعي إمتی یاسالي مش كفاية كده أنا كل ده وسايبك بكيفك
.. مش هرجع يا جاسر
وضع ساقا فوق الأخرى بعنجيهته الفطرية
.. عند يعني مش أكتر
مضت تراقب أطفالهما لترسل أنظارها بعيدا عنه في محاولة فاشلة للتجاهل قائلة بسخرية
.. آه عند
ضحك متهكما فيهدي محاولتها صڤعة مدوية إذ بائت بالفشل
.. وهتترهبني من بعدي ياسالي خليكي حقانية عمرك كله هتقضيه وأنت بتحاولي تنسيني ومش هتقدري إستحالة تقدري
عادت أنظارها لتستقر دون تصديق على ملامح وجهه الواثقة والتي أهدتها إبتسامة واسعة ولجم لسانها وفتأت تحاول أن تجد ربما ولو شق كلمة لترد بها على غروره الوقح فتمحي بها آثار إبتسامته الواثقة دون رجعة ا ولكنها بائت بالفشل فاحمر وجهها أكثر وأكثر فأشفق عليها واستحوذ على كفها فجأة وربت عليه برفق ورفعه
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
ليلثمه مرة أخرى في غضون أيام قليلة ويرسل المزيد من الشحنات التي أتت على ما تبقى من تماسكها الضعيف ورغما عنها أغلقت عيناها بقوة لتمنع سقوط مزر لدموع لا تستطيع التحكم بها وقامت فجأة قائلة بقوة
.. أنا هروح أسأل لسلمي عن معاد تمرینها...
أتراها تنساه يوما كيف وقلبها معلق بقطعتان تشبهانه راقبت انصرافهما بصحبته بقلب ينوح بعذاب صامت وأعين صغارهما معلقتان بظلها كرهته في تلك اللحظة أيما كراهية هو من يمزقهم بعناده ويدعي بعد كل ذلك الصبر ! فأني لها هي بالعودة والتراجع عن حياتها الجديدة!
سارت ببطء دقات قلبها عائدة لمنزل عائلتها مشيا على الأقدام صراعها الداخلي كان أكبر من سعة صدرها والدموع تنهمر من مقلتيها بلا حساب ولا رادع حتى مع نظرات المارة المتعجبة نهرت نفسها مرارا وتكرار ولكن لا فائدة لحسن حظها عندما وصلت للمنزل لم تجد أمها في انتظارها فلابد وأنها في زيارة لأختها الكبرى فاتجهت قدميها دون أن تشعر لملاذ والدها الراحل حاولت الاعتناء بزهوره وزروعه ولكنها لم تكن ناجحة بقدره ومع ذلك استطاعت الإبقاء على بعض المزروعات القوية والتي لا تتطلب جهدا في الرعاية.
مرت سريعا وهي تتفقد حالتهم وانشغلت أناملها بحالهم وكذلك عقلها لكن القلب كان لا يزال يأن من وقع كلماته القاسېة تمتمت لنفسها بحنق جم صابره ثم جلست على الأريكة الخشبية لترتاح قليلا وربما يرتاح عقلها من تكرار كلماته على مسامعه ثم أتاها صوت العظيمة كوكب الشرق لكأنما تواسيها وتشد من أزرها وهي تصدح بأغنيتها الرائعة فات الميعاد وتجد نفسها رغما عنها تنساب دموعها من جديد تحت وطأة كلمات أم کلثوم العذبة المعذبة بيني وبينك هجر وغدر وچرح في قلبي داريتوه آآآه بيني وبينك ليل وفراق وطريق أنت اللي بيدتوه آآه وهمست لنفسها وهي تمسح دموعها بقوة أنت اللي بديت ياجاسر والبادي أظلم لا تعلم إن كان رد فعل على حوار الأمس أم هو بالفعل الطريق الذي يجب أن تنشد لتتخطاه نحو حياة بلا رجوع موافقتها الفورية أثارت تعجبه ودهشته إذ توقع أن ترفض بحمرة خجل وتحفظ عهده دائما بها فقال مرة أخرى ليتأكد
.. یعني على تلاتة كده نروح سوا بعربيتي!
هزت رأسها قائلة
.. خليها تلاتة ونص یا کریم أكون خلصت كل الحالات اللي عندي
هز رأسه ضاحكا
.. خلاص تلاتة ونص نروح نقابل صاحب الشركة وإن شاء الله التوريد خلال أسبوع بالكتير
ابتسمت له وهي تعود مرة ثانية للحالة التي تتابعها
.. إن شاء الله
خرج من غرفة العيادة منتشيا بسعادة لا يعرف سببها الفعلي يعلم بأنه يخطو بخطوات متسرعة على أرض متصدعة ولكن ليس هنالك على الفؤاد سلطان
وبغرفتهما كانت تدلك بتدليك صباحي سريع لكتفه رفضه بضيق أنفاس قائلا
.. أنا اتأخرت یاداليا
عبست بوجهه بدلال وقالت
.. إن كان عليا مش عاوزاك تروح الشغل النهاردة فيه مشوار مهم لازم نعمله سوا
قضب حاجبيه متعجبا وقال
.. مشوار إيه
وضعت يدها على كتفيه من جديد وقالت بعيون راجية
.. جاسر من أول ما حملت وأنت مروحتش معايا ولا مرة للدكتور إيه منفسکش تشوف البيبي
ابتسم ساخرا وتمتم
.. وهشوف فيه إيه ده لسه يادوب
عبست پغضب وقالت بدموع تماسیح
.. أنا كان قلبي حاسس أنك مش هتحبه قد حبك ل
فقاطعها زاعقا
.. داليا من غير مزایدات كلهم ولادي وحبي ليهم مبيتجزأش مش عاوز اسمع الكلام السخيف ده تاني
اقتربت منه سريعا وريتت على وجنته وقالت لتدر عطفه وشفقته
.. یعني هتيجي معايا النهاردة محتجالك أووي جاسر دي أول مرة أكون أم أنا
فقاطعها مرة أخرى بنفاذ صبر
.. خلاص يا داليا الساعة كام معاد الدكتور
ابتسمت له إبتسامتها الساحرة وهي تطبع على وجنته قبلة خفيفة
.. يعني عدي عليا الساعة تلاتة كده
ابتعد عنها وهو يهز رأسه
.. تمام تلاتة بالدقيقة تكوني جاهزة ومستنياني تحت
كانت بطريقها نحو المصعد لتتجه للدور الرابع حيث مكتبها ولكن شيئا ما حث قدماها على التوقف ولا تدري أهو نداء قلبه أم قلبها الذي جعلها تستدير تلقائيا للخلف لتراه يقف على بعد أمتار قليلة بذلة غير رسمية وقد نبتت لحيته ومنحته مظهرا ناضجا فاقترب منها بنظرت عيناه الثاقبة وخطواته الواثقة قائلا
.. إزيك يا آشري!
استجمعت دقات قلبها الخافقة بسرعة وردت
.. الحمد لله إزيك أنت یازیاد
صمت لوهلة وقال
.. أنا الحمد لله أحسن
وساد الصمت بينهما لفترة أطول لكأنما فقد الإثنان النطق وكلاهما يخوض صراعا مابين تحذيرات العقل واشتیاق القلب حتى أمسك هو بزمام المبادرة وقال بصوت هادیء
.. أنا كنت جاي أعزمك على حفل افتتاح الكافية بتاعي
ارتفع حاجبيها دهشة وقالت
.. فتحت كافية !
ابتسم بود قائلا
.. في الواقع هيا سلسلة فرع في القاهرة واسکندرية وحاليا بنجهز أنا وشريكي لفرع في شرم
هزت رأسها وقالت بفرح صادق
.. مبرووك یا زیاد
استطرد سریعا برجاء
.. النهاردة الساعة سبعة
ورغما عنها انسابت الكلمات منها مؤكدة
.. أول
ما أخلص شغلي أكيد هاجي
ولم يكن بينهما وداع إذ قفزت قدميها بهروب نحو المصعد وهي تلوم نفسها على موافقتها السريعة بينما وقف هو يراقب انصرافها بدقات قلب مضطربة دقات الساعة نبهته بالإضافة لإتصالها الملح فوضع القلم جانبا ورتب أوراقه وجمعها ورد على إتصالها الملح للمرة الثالثة على التوالي قائلا بتبرم
.. الساعة لسه اتنين یا داليا
قالت بدلالها المصطنع
.. ما أنا بس بتأكد إنك مش ناسي
قال بحزم ليقطع الإتصال بعدها
.. تلاته یا داليا هكون عندك
وكعادته لا يخلف موعدا قط حتى لو كان يشعر بثقل يخدر أوصاله جنينا ينمو بأحشاء إمرأة لم يخطط لأن يكون إرتباطه بها أمرا واقعا ومتجسدا لتلك الدرجة خاصة وعقله بل وقلبه مازال معلقا بأخرى نظر في ساعته الثمينة وارتقب بعدها خطواتها المتسارعة نحو سيارته وما أن قفزت بداخلها حتى قالت بعتاب
.. طيب مش كنت تدخل تستناني جوه !
فقال متهكما وهو يقلع بالسيارة
.. هتفرق إيه وبعدين أنا قلتلك تلاتة بالدقيقة
نظرت له بطرف عيناها مستنكرة
.. ياسلااام ولو كنت أتأخرت يا جاسر
قال حازما
.. كنت هرجع شغلي يا داليا
عبست وظلت واجمة لفترة حتى قالت
.. جاسر أنت بجد حاسس بأبوتك للطفل ده
تأفف بصوت مرتفع قائلا
.. داليا الأوهام اللي في دماغك دي أنا مش مسئول عنها ودلوقت بقى العنوان فين ولا هنفضل ماشيين تايهين کده کتیر
قالت بصوت مستكين
.. خليك ماشي على طول بعد الإشارة على شمالك ادخل
فعل مثلما أرشدته حتى وصلا للإشارة المرورية وتوقف السير بأمر من الضوء الأحمر الذي قد يطول لدقائق عدة فهم بالحديث معها مجددا ليمحو أثار شكوكها المٹيرة للشفقة بداخلها ولكنه لم يسعه سوى التحديق بقوة للمشهد المتجسد أمامه لزوجته السابقة تقف بصحبه أحدهم يتضاحكان سويا وبالقرب منهما إشارة إعلانية لمركز علاج أسنان شهير فما كان منه سوى أن يترجل من سيارته بخطوات مسرعة غير عابیء للمارة ولا للسيارات التي بدأت في إصدار أصوات معترضة بأبواقها إذ توقف ذلك المچنون فجأة عن الحركة والشارة الضوئية أضحت خضراء ولا لصوت داليا الذي ارتفع هاتفا بإسمه مستنكرا فجل ما كان يتملك عقله في تلك اللحظة لم يكن سوی شیطان أسود وخلفه قلب يضج بلهيب عڈابه
.. جاسر . . أنت اټجننت أنت بتعمل إيه!
فدفعه ذلك الفارع ونهره
.. فيه إيه يا جدع أنت!
أيسأله مالخطب يقف على قارعة الطريق يتضاحك معها تحت أنظار المارة بل وتحت أنظاره ويسأله ما الخطب! فما كان منه إلا أن لكمه بقبضته القوية فأصاب جانب وجهه الأيسر پعنف حتى كاد خصمه أن يسقط مترنحا لولا قوة جسده زاعقا به
.. دلوقت أنا هعرفك في إيه
صړخت سالي بقوة
.. جاسر !
الټفت لها ولم ينتبه
متابعة القراءة