رواية ياسمين الفصول من 61-70
المحتويات
إنه اعتكف عنه ظل محتفظا بصمته وب سمات وجهه المكفهر حتى يصل يونس للمشفى بينما في الحقيقة عقله قد سافر للبعيد حيث نغم التي تركها هناك بدون أن يمر إليها انشغل باله بها كثيرا وتسائل ترى كيف حالها الآن
لم يتركه لحظة وكأنه يعوض حرمان السنوات الماضية شوقه وحنينه ل طفله لا توصف ب بضع كلمات حتى هو لا يدرك الحالة التي دخل فيها منذ أن أصبح مازن في أحضانه
تشبثت عيسى به رافضا تركه بأي شكل حيث كان ممددا بجواره على الفراش في المشفى أثناء التهاء الأطباء بوضع ذراعه اليسرى في الجبس يضمه إليه ب عاطفة جياشة والصغير مستسلم لوالده استسلاما عفويا نتج من فرط حنينه له واشتياقه الجارف الذي ضاعفته السنون
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
دلوقتي تقدر تقوم
ف تسائل عيسى ب اهتمام
هو الأستاذ اللي اتنقل معايا في الإسعاف وضعه إيه !
ف ذم الطبيب شفتيه بأسف وهو يفسر الوضع الحرج
للأسف وضعه صعب وهيدخل عمليات بعد وصول حد من أهله أنت ربنا كتبلك عمر جديد
ف تنهد عيسى وهو يضم مازن لصدره أكثر وأكثر و
الحمد لله رب العالمين
ومرت بمخيلته لمحات قاسېة مر بها منذ قليل كان على شفى حفرة من المۏت كأنه رأى عزرائيل بنفسه وبهيبته يرفرف أعلى رأسه ليقبض روحه نجا بمعجزة لا يستوعب عقله حتى الآن كيف حدثت لولا ذلك الشاب الذي كان يقود الدراجة الڼارية ل أصبح عيسى الآن في خبر كان
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
كان عيسى يركض گالأعمى لا يرى سوى طفله الذي تفصل بينهما عدة أمتار بعد بحث طويل وممل لسنوات عجاف ها هو أمام ناظريه حيا حقيقة ملموسة وليست تهيؤات يتخيلها
لم يرى تلك الشاحنة الضخمة التي يقبل ناحيتها ولولا وجود ذلك الشاب صاحب الدراجة ل كان عيسى مېتا الآن حيث صډمه صاحب الدراجة متعمدا وكأنه يبعد به من أمام الشاحنة بحركة مباغتة جعلت سائق الدراجة ينقلب رأسا على عقب فورها وتطاير جسده في الهواء في حاډث جعل أغلب المارين بسياراتهم يتوقفون في حين كان عيسى قد سقط على ظهره مرتطما بالأرضية الصلبة كل شئ حدث في غفلة من الزمن وفي لحظات عسيرة لم يدرك أيا من الجميع كيف مرت والآن هو هنا في المشفى
أفاق عيسى من غفوته الشعورية على صوت يونس المتلهف الذي حضر في زمن قياسي للإطمئنان عليه
رفع عيسى بصره المشوش صوب يونس الذي اقترب منه متسائلا
عيسى!! طمني عليك الدكتور بيقول إنك بخير
وتفحصه بنظرات سريعة وهو يتابع
أنا مفهمتش حاجه منك في التليفون
اغرورقت عينا عيسى وأشار بنظراته نحو الصغير الذي مازال محاوطا إياه ب ذراعه قائلا بنبرة غلبها الحنين
إبني مازن
انتقلت نظرات يونس على الفور إلى الصغير هو يعرفه جيدا تحدث عنه عيسى مسبقا عدة مرات حتى إن يونس حاول ب وساطة معارفه الوصول إليه ومعرفة مكانه من أجل والده ولكنه لم يجد له أثرا
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
طب وصلتله إزاي
أطبق عيسى جفونه بقوة وطبع قبلة أبوية حانية على رأس مازن وهو يقول
صدفة شوفت إبني صدفة ياباشا
ثم انتقلت أنظار يونس نحو شقيقه الذي كان يتابع الوضع مذهولا مما يراه وأردف ب
معلش يا يزيد ممكن تاخد مازن وتستنى برا دقيقتين
آه طبعا
بسط يزيد يديه نحو الصغير مبتسما بلطف و
تعالى ياحبيبي
تمسك مازن بوالده وډفن وجهه في صدره قائلا ب صوت معترض
مش هسيب بابا بابا متسيبنيش تاني زي ما سبتني زمان
ف انقهر عيسى من المعنى المجحف الذي تحمله كلمات الصغير العفوية وشدد ذراعه عليه وهو يعاهده ب ألا يحدث ذلك
مش هسيبك ياحبيبي ده انا ما صدقت لقيتك يامازن
انحنى يونس على الصغير مسح على رأسه برفق وتحدث ب صوت رخو
مازن بابا عمره ما سابك دي كانت ظروف وخلاص راحت لحالها أنا بس عايز أقوله كلمتين في الشغل ممكن تسمحلنا بدقيقتين بس
وزع مازن نظراته بين ثلاثتهم ثم نهض من مكانه وسار ب اتجاه يزيد الذي صاحبه للخارج وهو يقول
تعالى يابطل
خرج مازن من الغرفة ف وقف عيسى عن جلسته وقد فاضت الدموع من عيناه غير قادرا على التحكم فيها
إبني فاكر إني سيبته ميعرفش إن أمه خدته من حضڼي واختفت بيه بعيد عني
ف تعاطف يونس مع حاله المزري وحاول جاهدا أن يجعله يهدأ قليلا
أهدى ياعيسى متسيبش نفسك كده هنوصل لحل في الموضوع ده بس خلينا نبعد الولد عن أي مشاحنات بينك وبين أمه
ثم تسائل بعدما تذكر أمرها
هي أمه فين
ف مسح عيسى على وجهه وقد بدأ يستعيد حالته الصارمة وصوته الأجش
معرفش أنت لازم تساعدني ياباشا
ف لم يتردد يونس لحظة واحدة عن مد يد العون له بل عرض عليه المزيد
اللي عايزه ياعيسى هعملهولك قولي بس واعتبره حصل
ف تجلى الڠضب في عيناه الواسعة والتي تشبهت ب عيون طير جارح تم طعنه غدرا
مش هسيب أمه تاخده مني مهما كلفني التمن لو حياتي ساعدني ياباشا آخد حضانته منها وانا هكون مديون ليك طول عمري
نظر يونس ل ذراعه المصاپ أولا ثم جاراه في رغبته التي طغت عليه و
خلينا نطمن عليك وبعدها هنعمل كل اللازم مهما حصل إبنك مش هيفارق حضنك مرة تانية ده حقك زي ما هو حقها
ف ظهرت بوادر انفعال من عيسى الذي فقد سيطرته على نفسه وتجاهل أي شئ آخر سوى رغبته المتشددة والمصرة في ضم طفله إليه
مبقاش حقها خلاص طالما حرمتني منه ٣ سنين بحالهم يبقى هتعيش باقي حياتها تتمنى بس تشوف ضفره
طب أهدا دلوقتي إبنك برا ومستني يدخلك تاني مينفعش يدخل يشوفك بالشكل ده
ثم تحرك يونس نحو الباب و
أنا هخرج أخليه يدخلك وأشوف الدكتور يسمحلك بالخروج ولا لأ
جلس عيسى على طرف الفراش مستجمعا بعضا من ثباته الذي تبدد مع أول إنفعال له ومنى نفسه ب أيام كثر معه س يتلافى فيها كل أخطاء الماضي التي ارتكبها دون وعي حينما انشغل ب عمله ووضع فيه كل طاقته منتسيا أن هناك من يحتاج له أكثر من أي شئ آخر في هذه الحياة س يكرس حياته ل صغيره أولا ويليه أي شئ آخر طالما إنه وجده بعد فقد ف لن يسمح لأي ظرف ب تفريقه عنه مجددا
فكرة عدم الرد على هاتفها تستحضر فورا في رأسه وجود شئ مريب يخيفه عدة أفكار سلبية تخطر على ذهنه وتتشعب في مراكزه الشعورية مسببة قلق وتخوف انتقل يونس لمحاولة الإتصال ب كاريمان بدلا من ملك علها تجيب وتطمئنه على أوضاعهم حتى آتاه صوتها الطبيعي للغاية و
أيوة يايونس طمني ياحبيبي عيسى عامل إيه دلوقتي
ف تنفس يونس وهو يجيبها ب اقتضاب
كويس يانينة هي فين ملك مش بترد على تليفونها
تقريبا عند نغم فوق وسايبه تليفونها هنا ولا هنا
ف تنهد يونس ب ارتياح ونظر حيال يزيد كأنه يخبره
طب كويس يزيد هيروحلكم عشان يكون معاكم وانا هفضل هنا مع عيسى
ف أومأ يزيد رأسه بتفهم بينما كانت كاريمان تردف ب
ماشي ياحبيبي خلي بالك من نفسك
حاضر سلام
أنهى مكالمته ف بادر يزيد قائلا
أنا هاخد العربية أرجع بيها أنت بقى هتعمل إيه
نظر يونس في ساعة يده ليجدها تجاوزت الحادية عشر مساءا و
هتصرف هاخد تاكسي أو أوبر مؤقتا وبعدين هبقى آخد أي عربية من بتوعنا اتحرك بيها
لمح يونس تلك السيدة الثلاثينية التي كانت تقترب منهم ف صب تركيزه معها لتتبين له ملامحها أكثر كلما اقتربت إنها سهر زوجة عيسى الذي بحث عنها يمينا ويسارا ولم يجدها تجهم وجهه وأشار ل يزيد كي يذهب
يلا اتكل انت على الله مرات عيسى جاية علينا وعايز اكلم معاها كلمتين
ف لم يلتفت عيسى إليها حتى أخذ مفتاح السيارة وتحرك لمغادرة القاهرة لحظات وكانت سهر تقف قبالته وبصوت عذب رزين أردفت
مساء الخير ياأستاذ يونس
مساء الخير
أجابها على مضض لاحظته بسهولة ف أسبلت جفونها بحرج و
هو مازن لسه جوا
ف لم يجب يونس على سؤالها وراح يفيض بما يكتمه داخله ب صراحة ووضوح
عيسى هيرفع عليكي قضية ويطالب ب ضم الولد والحقيقة إني مش هتأخر أبدا في مساندته وانتي عارفه ده معناه إيه
اضطربت سهر وتجلى القلق والتوتر على وجهها شحب فجأة مع سماع تصريحه بينما تابع يونس
معناه إن القضية في جيبي أكيد فاهمه ده
ف أجفلت سهر جفنيها وفركت أصابع يدها سويا وهي تقول
مازن لسه عنده ١٠ سنين وحضانته من حقي أنا في حال إننا اطلقنا لكن أنا لسه على ذمته وده إبني قبل ما يكون إبنه
ف نفى يونس اعتقادها الخاطئ والذي شجعها أكثر على فعلتها النكراء في حق عيسى ب حرمانه من طفله
تؤ تؤ تؤ مش من حقك قبله ولا حاجه هو من حقكم أنتوا الإتنين مع بعض انتي عارفه عملتي إيه بدل ما مازن يعرف إنك انتي اللي حرمتيه من حضڼ أبوه الولد فاكر إن أبوه هو اللي سابه واتخلى عنه
تنهدت سهر وهي تبرر موقفها
أنا كنت بحمي إبني أنت أكتر واحد عارف عيسى كان شغال إيه وفين ومدى حساسية منصبة عيسى كان ھيموت بدل المرة عشرة رجعلي مرة متصاب في دراعه ومره في جنبه وفي مرة كان بين الحيا والمۏت لدرجة إن في ناس حاولوا يقلبوا بينا العربية وأنا ومازن معاه عيسى كان لازم يختار بين عيلته وبين شغله وكان دايما بيختار شغله
ف لم يقتنع يونس ب أحقية مبررها ل فعل ما فعلته و
لو كل ظابط مراته فكرت زيك مش هنلاقي ظباط متجوزين وعايشين حياة طبيعية واحد كان قوات خاصة وناجح في شغله منتظرة منه إيه ياسهر
ف أجابت سهر بكامل اقتناعها
يهتم بينا يهتم ب إبنه وبيا عيسى كان ناسي إن إبنه بيروح مدرسة متخيل !
عندك حق لكن مكنش من حقك تاخديه وتهربي بيه ياسهر
زفرت سهر بقنوط وقد تأكدت أن حديثها معه لن يجدي نفعا وكادت تتحرك من أمامه لكي تدخل إليهم لولا إنه استوقفها و
متابعة القراءة