رواية نزيلة المصحة

موقع أيام نيوز


سابقه 
ولكن حالتها المستقره نسبيا هذا اليوم هى بالتاكيد ماساعدتها .. 
فحمد الله الطبيب حمزه على ذلك القدر الوافي هذه المره 
والذى اوصله لسبب كل ماتعانيه ود من الم وقهر وللأمانه لم يكن السبب هينا بالمره..
فصمت تاركا المجال للسيدة كريمه ان تستريح قدر الامكان وخصوصا وهو يراها قد اسندت رأسها للخلف واغمضت عينيها بتعب بعد ان اخرجت البخاخ خاصتها واخذت جرعتها المعتادة..

وقد تيقن ان الله استجاب رجائه ومنحها القوة اللازمه لكي تتحدث ولا ينقطع حديثها لأى سبب الي ان اوضحت له كل شيئ ووضعت النقط على الحروف ولا يتبقي سوى نقاط بسيطه سهل تحصيلها فيما بعد 
فقد تحدثت اليوم كما لم تفعل من قبل..
اما هو فأخذ ينظر الي تلك النائمه فى الكرسى الخلفي 
والتي تبدوا كملاك نائم وجهه غارق وسط شعره الحريري
وقد زادت شفقته عليها اضعاف فما تحملته هذه المسكينه لا يتحمله بشړ خېانه الم غدر قسۏة حرمان معاناة وكفاح كل هذا كان من نصيبها وحدها وهذا كثير.. كثيرا جدا..
ظل الطبيب حمزه سائقا بعد ان نامت السيدة كريمه وتأكد من ذلك بإنتظام انفاسها والجميله النائمه ستنام مالايقل عن ثلاث ساعات اخري واخذ يفكر مع نفسه ترى ماذا سيحدث الآن
وهل سيسكت المدعوا حسام على غيابها واجاب حمزه نفسه بنفسه مردفا
بالطبع لا لن يسكت وسيبذل قصار جهدة لكي يعيدها إلى براثنه مرة اخري
وخصوصا بعد ان علم حمزة ان غياب ود عن حسام وافلاتها من قبضته تعني له كثيرا من الخسارة. بل كل الخسارة..
وتأكد حمزه انه سوف يتحمل هو وحده اغلب اللوم إن لم يكن كل اللوم 
وهو وحده من سيواجه فوهة مدفع ڠضب حسام وتلقى اولى طلقاته ولكن لا يهم لا يهم على الاطلاق قالها ونظر للخلف بشفقة لمنظرها الذى بث فيه كل القوة والاصرار على اكمال مابدأه بدافع انسانيته وجعل كل ذرة خوف او ندم داخله تتلاشى..
يتبع...
بقلم ريناد يوسف
البارت الثاني عشر 
انثى بمذاق القهوة
واخيرا وصل الطبيب حمزه الى الاسكندريه بعد ساعات من السفر وبمجرد ان دخل اليها قام بإيقاظ السيدة كريمه كي تدله على وجهتهم وعنوان الشقه التي تحدثت عليها..
افاقت كريمه من غفوتها سريعا وفرحت كثيرا بانهم وصلوا وقامت بوصف العنوان له 
واجتاز حمزه الشوارع سريعا حتي وصل المكان المراد فأوقف السيارة وترجل وترجلت كريمه هى الاخرى وفتح الطبيب حمزه الباب الخلفى للسياره وحمل ود على يديه وصعد بها خلف كريمه الى الطابق الثاني والذى فيه شقتهم..
فتحت كريمه

________________________________________
الباب بالمفتاح الذي معها ودلفت ومن بعدها الطبيب حمزه
وقاموا بادخال ود الي احدي الغرف ووضعها علي سرير حتي تكمل نومها لحين ان تفيق
وبعد ان خرج الاثنان من الغرفه فتحت السيدة كريمه حقيبتها فوجدت هاتفها الذى كتمت صوته يومض 
فأخرجته من حقيبتها ووجدت ان حسام هو المتصل فنظرت للطبيب وبلعت لعابها پخوف وتوتر 
ثم ادارت شاشة الهاتف عليه وهو ماان قرأ الاسم حتى خطڤ الهاتف من يدها وقام بفتح غطائة وإخراج الشريحه منه ثم قام بغلقه ونظر اليها وسألها 
معاكى تليفونات تانيه
اومات له كريمه براسها وهي تدس يدها داخل حقيبتها لتخرج منها هاتف آخر وتمده للطبيب حمزه وهى تقول له 
تليفون ود يبني معايا..
فأخذ الطبيب حمزه منها الهاتف الآخر وفعل به مثل مافعل مع الهاتف الاول تماما ولكن
هذا زاد عليه انه قلب بطاريته كي لا يعمل ثم اعطاهم لها وهو يقول 
سهل جدا يوصلكم حسام عن طريق التليفونات والخطوط بتاعتكم 
كده انتوا فأمان
قالها ثم تلفت حوله وهو يفرك وجهه بإجهاد واضح واردف متأكدا 
اكيد مفيش بن هنا صح انا نازل اجيب واشتري حاجه ناكلها 
قالها وتحرك مسرعا الى خارج الشقه نزولا للشارع 
واخذ يسأل عن اقرب مكان يبيع البن وقام احد المارة بدله على المكان المقصود 
فتحرك حمزة ذاهبا 
ولكنه لم يستطع ان يواصل السير الي هناك وهو يري كوفي شوب فى طريقه دون ان يدخله ويطلب قدحا من القهوة من النادل بإستعجال 
لانه شعر ان عقله يكاد ان يتوقف كليا عن العمل معطيا الامر لباقي اعضاء جسده بإتباعه مالم يأخذ جرعته من القهوة فورا
وكالعادة امتثل الطبيب حمزه لتهديدات عقله ولبى له مطلبه على الفور بدون تأخير خوفا من ان ينفذ تهديداته..
واخيرا وبعد طول انتظار هاهو النادل يأتي بقدح قهوة حمزه من بعيد فتراقص قلب الطبيب فرحا ولم لا ومحبوبته قادمة اليه وسيسعد بها بعد الفراق..
وصل النادل اليه ومد اليه القدح واختطفه الطبيب حمزه اختطافا 
وقام بشمه واغمض عينيه لتتغلغل رائحة القهوة داخل تلافيف عقله 
فينتشي ويعلم أن قربان هدوئه قد اصبح بين يديه ويهدأ ثورانه 
فإبتسم الطبيب حمزه ومع ابتسامته ابتسم النادل المستغرب مما يفعله حمزه قبل ان ينصرف تاركا له المجال للاستمتاع بقدح قهوته كما لم يرى احد يفعل من قبل.
اما حمزه ففتح عيناه ببطئ وارتشف اولي قطرات ادمانه فتعدل ميزاجه فورا وتحسنت جميع احواله.
انهي الطبيب قدحه وهم ان يغادر بعد ان دفع حساب قهوته 
ولكنه اعدل عن مغادرته حين تذكر شيئا مهما 
المشفي ومن فيها ومديره وعمله
فهو لا يعلم ان كان سيعود الليله ام سيضطر ان يبيت هنا معهم ويطمئن عليهم جيدا قبل مغادرته لهم..
اخرج هاتفه و كاد ان يجري مكالمة مع مديره ويطلب يوم الغد عطلة.
ولكنه تراجع عن رغبته هذه بعد ان حسبها جيدا ورأي ان بذلك كل اصابع الاتهام ستتجه اليه هو في حاډثة اختفاء ود من المشفي وبذلك سيخسر عمله ومستقبله كله.
فقام بارجاع الهاتف الذي اخرجه الي جيبه مرة اخري وذهب فاشتري البن وبعض الطعام وعاد مرة اخرى إلى ود وكريمه.
ضړب الجرس الباب وفتحت له كريمه على الفور بعد ان نظرت من العين السحريه ووجدته هو.. 
دخل وقامت بأخذ مااحضر معه بعد شكره ومحاولة جديه منها ان تعطيه بعض النقود ثمنا للاشياء التي قام بشرائها
ولكن الطبيب حمزه رفض ذلك بشده واخبرها انها اهانته بمجرد التفكير بذلك
فردت عليه كريمه بأنه ماعاش ولا كان من يفكر ان يهينه وامطرته بوابل من الدعوات جعلت حمزه يقول لها مبتسما ان هذه الدعوات عادلت ثمن مااشترى بل وذادت عليه ايضا اي انه اصبح مديونا لها هكذا
فضحكت كريمه وضحك هو معها ثم تركته ودلفت الي المطبخ لتري ماسوف تفعله اما حمزه فتلفت حوله ولم يخفي عليه ان كريمه بدأت في تنظيف المكان برغم انه كان نظيفا الي حد ما وعلي مايبدوا ان هناك من كان يهتم به
نظر بعدها الي غرفة ود وتقدم اليها وفتح الباب رويدا رويدا ووجدها لازالت نائمة كغزال برى يستريح بعد ان نجا من المۏت بعد مطاردة اسد جائع له وأفلت من بين مخالبه بإعجوبه..
فتقدم نحو النافذه ف وفتح ستائرها ثم فتحها لتتسلل من خلالها نسائم الهواء التي اسرعت لتداعب خصلات شعر ود 
فجعلتهم يتراقصون فوق وجهها بمرح مما ادى الي جعل ود تحرك وجهها اعتراضا من صخبهم المفاجئ
فتبسم الطبيب حمزه وهو ينظر اليها ويري ان مفعول المخدر بدأ في الزوال عنها. 
وها هي تحرك اطرافها وماهي الا دقائق وتستعيد كامل وعيها
وانتظر تلك الدقائق وهو يستند الي النافذه ويراقبها حتي يكون بجانبها حين تفيق لانه من المحتمل ان تدخل في نوبة هلع حين تجد نفسها في مكان غريب..
وبالفعل هاقد حدث ما توقعه الطبيب حمزه وحين فتحت ود عيناها وتلفتت حوالها اعتدلت سريعا وهي تجوب بهم ارجاء الغرفه تتفقدها پخوف 
وكادت ان تبكي خوفا فملامح وجهها قد اوحت بذلك 
ولكن سرعان ما هدأت ملامحها وهي تستوعب اين هي وتتعرف على المكان 
وانفرج ثغرها عن ابتسامة صغيره وهي تري الطبيب حمزه يقف هناك فى الزواية يطالعها ولا تعلم لم شعرت بكل هذا الكم من الامان وهي تراه وكأنها تعرفه منذ زمن بعيد..
الطبيب حمزه حمداله عالسلامه
ود انا ايه اللي جابني هنا وجيت هنا ازاي!! 
حمزه ايه اللي جابك وجيتي ازاي 
اجابة السؤالين هو انا 
انا اللي جبتك وجبتك بعربيتي هربتك من المستشفي لما لقيتك فخطړ وعرفت ان حسام ناويلك علي شړ..
جلست ود باعتدال وهي تمسك برأسها وظن الطبيب حمزه ان سؤالها هذا هو آخر ماستنطق به ولكنها سرعان مااخلفت ظنه حين اردفت بصوت متعب 
وهو من امتا حسام كان بيجيلي من وراه غير كل شړ
قالتها ثم رفعت عيناها عليه بلهفة وكانها نسيت شيئ ما وسألته في خوف شديد ماما كريمه ماما كريمه فين حسام هيم.. وقبل ان تكمل تسارع إلى مسامعها صوت كريمه مطمئن 
انا هنا ياود انا هنا ياحبيبتي مټخافيش خلاص ياقلبي احنا اتجمعنا تاني وبعدنا عن حسام ومش هيقدر يعرف طريقنا ولا يعرف احنا فين.. 
انسي حسام ياود واللي جرالك منه وانتبهي لنفسك ولصحتك وارجعى تاني ود بنتي بتاعة زمان.
لم تجبها ود ولكنها زفرت بتعب ونزلت بوهن من فوق السرير متوجهة إلى النافذه ووقفت فى مواجهتها بجوار الطبيب حمزه واغمضت عيناها وارجعت رأسها للخلف للخلف مستسلمة لنسمات الهواء لكي تحمل خصلات شعرها فتداعبها وتطبع مثل قبلات منعشه على وجهها 
فإبتسم الطبيب حمزه وابتعد قليلا عن ود كي يهرب من بعض الخصلات التي حملها الهواء والقي بها علي وجهه.
كاد ان يتحرك ويترك لها المكان حين احس بانها لن تدخل في سجن عقلها الانفرادي هذه المره 
وانها فقط تتأمل الماره والسيارات فبؤبؤ عينيها يتحرك وليس ثابت على نقطه معينه دون غيرها وهذا جعله يطمئن قليلا 
ولكن ما ان خطت قدمه خطوة واحدة نحو باب الغرفه وكان لايزال يطالعها
فتفاجأ بها تلتفت اليه ونظرت له نظرة امتنان لم يخيبها الطبيب حمزه وقام بردها بإتكائة من عينيه يخبرها انه لا بأس.. 
وبعد شكر وعفو بالعيون 
خرج الطبيب حمزه واغلق خلفه باب الغرفه معطيا لها مساحتها الخاصه

________________________________________
كي تقوم بترتيب افكارها فربما يزول كل عرض لديها بعد ان يطمئن قلبها وعقلها ان لا حسام بعد اليوم..
خرج وجلس فى غرفة المعيشه والتي كانت مصممة علي الطراز الامريكى مفتوحة علي باقى الشقه كلها ويطل عليها المطبخ الذي صمم على نفس الطراز الامريكي
وماأن جلس حتي تسللت الى انفه رائحة طبخ جميله!!
فنظر فى اتجاه المطبخ القادمة منه هذة الرائحه التي داعبت معدته وجعلتها تصرخ بلا توقف تريد من هذا الطعام فقد اعلنت الجوع التام توا ولم تعد تطق صبرا على الانتظار..
فأخذ عقله يحدث معدته بأن الطعام قادم لا محالة وامرها بالصبر
ولكن هيهات فقد اطلقت نفير ابواقها احتجاحا وظلت تخرج اصواتا مستغيثه لكي يطعمها احد ما.. فعند الجوع لا سلطة
تعلوا على سلطتها.
ظل حمزه
 

تم نسخ الرابط