رواية سارة الفصول من 28-35

موقع أيام نيوز

وقف امامها وما زاد من خوفه عليها انها لم تشعر به ولم تنتبه لوقوفه امامها نادها بهدوء عكس ما بداخله من قلق وتوتر رفعت عينيها اليه ليصدم بكل ذلك الخۏف بداخلهم 
تقدم خطوه واحده وهو يقول 
مالك يا جودى فى ايه ومين الى كان واقف معاكم ده 
ظلت نظرات الخۏف والضياع وهى تمد يدها له بالورقه امسكها وفتحها سريعا وهو مقطب الجبين وقال 
مش فاهم ايه ده 
تكلمت زهره سريعا قائله 
الى كان واقف ده احمد صديق حازم العامرى 
انتبهت كل حواس حذيفه وهو يقول 
عمل حاجه تدايقكم 
حركت راسها بلا وتكلمت قائله 
لا خالص يا دكتور هو بيقول ان حازم عمل حاډثه ورجله اتقطعت وكمان اتعمى وعايز جودى تزوره فى المستشفى 
والورقه دى فيها عنوان المستشفى ورقم الاوضه .
هز راسه بنعم وهو يعود بتركيزه لجودى وقال 
طيب وانت خاېفه من ايه .
ظلت نظراتها ثابته ولم تجيبه 
فقال هو بتقرير 
خاېفه يكون فخ .... وخاېفه لو مرحتيش يكون فعلا الكلام ده حقيقى .
سالت دموعها وهى تهز رأسها بنعم .
ابتسم فى تشجيع وكأنه يتحدث لابنه أواب وقال 
خلاص مفيش مشكله .... انت هتروحى بس مش لوحدك 
واخرج هاتفه واتصل على صديقه وقال
انت فين يا صاحبى 
اجابه سفيان بقلق على جودى فطمئنه وحكى له كل ما حدث وبعد ان استمع لاجابته اغلق الهاتف ونظر لتلك التى تنظر اليه فى خوف قائلا
نص ساعه وسفيان يوصل ونروح كلنا ولو الانسه زهره تحب تيجى معانا
اقتربت زهره من جودى وحاوطتها بذراعها وهى تقول 
اكيد هاجى مش هسيبها لوحدها بس ثوانى اعمل تليفون 
وتركتهم و تحركت خطوتين 
كانت تعلم انه لن يجيب على الهاتف فاتصلت بزوجه عمها مباشره وقالت لها 
ارجوكى ادخلى الاوضه عنده وافتحى الاسبيكر لازم يسمعنى .
نفزت زوجه عمها و بالفعل دخلت غرفه ابنها الذى كان جالسا سارحا ومهموم ووضعت الهاتف على الطاوله امامه وخرجت انتبه على صوت زهره الباكى وهى تقول 
اقسم بالله بحبك وعمرى ما هبعد عنك.... ومستعده ارجع لاتفقنا القديم ... اكون مجرد خدامه تحت رجليك بس ارجوك يا صهيب اوعى تفكر تسيبنى .... اوعى توجعلى قلبى .... ھموت فى بعدك والله ھموت ..... انا متأكده انك سامعنى صوت انفاسك بالنسبالى حياه اعيش عمرى كله اسمعهم وعمرى ما امل .... صهيب انت كل حياتى انت روحى كيانى قلبى وعقلى ..... انا بكلمك دلوقتى علشان استاذنك اروح مع جودى وخطيبها واخوها مشوار ضرورى
وقصت عليه كل ما حدث واخبرته عن خطبه جودى للدكتور حذيفه وعن حاله جودى وبكائها وخۏفها وانها لا تريد ان تخذلها من جديد ولكنها تريد موافقته وعلمه بالامر وختمت كلماتها
وهى تقول 
هتسمحلى يا سيدى اروح معاها .
صمتت تنتظر تستمع جيدا لصوت انفاسه العاليه .... وبعد عده دقائق كانت على وشك اليأس من ان تجد منه رد كادت ان تتكلم حين قال لها بصوته الرخيم 
دكتور حذيفه قريب منك ... خلينى اكلمه .
ابتسمت فى سعاده وقالت 
حاضر يا سيدى حاضر 
وعادت تلك الخطوات التى ابتعدتها ومدت يدها لحذيفه بالهاتف وقالت 
خطيبى عايز يكلم حضرتك 
ابتسم حذيفه بمجامله وامسك الهاتف قائلا 
السلام عليكم 
اجابه صهيب قائلا 
وعليكم السلام دكتور حذيفه مع حضرتك صهيب خطيب زهره وابن عمها 
اجابه حذيفه بترحيب 
اهلا وسهلا استاذ صهيب 
ابتسم صهيب بحزن وقال 
باشمهندس لو مصر على الالقاب .
ضحك حذيفه وقال 
ما انت كمان بتقول دكتور 
ابتسم صهيب وقال مباشره 
ارجوك خلى بالك من زهره انا عندى صوره عن حاله الانسه جودى ... بس ارجوك زهره فى امانتك 
تكلم حذيفه سريعا وبحميه رجوليه قائلا 
متقلقش هى مع اخوها فرقبتى يا صهيب
تكلم صهيب سريعا قائلا 
وانا مطمن .... فرصه سعيده جدا وسعيد انى اتعرفت عليك 
اجابه حذيفه بود قائلا
وانا كمان ... الانسه زهره معاك 
امسكت الهاتف وابتعدت من جديد
لتسمعه يقول 
خلصى وطمنينى 
اجابته سريعا 
حاضر 
صمتت وهو ايضا وبعد دقيقه كامله قال 
استأذنى من عمى وتعالى اتغدى معانا فى كلام كتير محتاجين نقوله .
واغلق الخط سريعا دون ان يستمع لرد .
فى نفس التوقيت كان سفيان قد اوصل السيد راجى الى قصره وغادر سريعا
وهو بالطريق قرر محادثتها يريد ان يستمع لصوتها يشعر بقربها ... 
كان الهاتف على اذنه ينتظر ان يسمع صوتها الناعم الحنون 
خفق قلبه بقوه وهو يستمع الى همستها باسمه عاده فيها حين تجيب احدا فى الهاتف لا تقول اى عباره ترحيب ولكنها تقول اسم المتصل وكأن هذا الاسم هو احلى عبارات الترحيب 
ابتسم وهو يجيبها 
قلب سفيان 
صمتت مازالت تخجل منه ومازالت لا تستطيع ان تعبر عما بداخلها 
ابتسم وهو يلاعبها قائلا 
خدودك احمرت وعنيكى بتبص فى كل الاتجاهات ومسكتى خصله شعرك بتشديها صح 
صمت تام غير تلك الانفاس الذى يسمعها بقلبه لظن انها اغلقت الهاتف 
فقال بصوت عالى نسبيا 
سيبى شعرك .
انتفضت فى مكانها وبالفعل تركت خصله شعرها التى تتلاعب بها
ابتسم وهو يقول 
وحشتينى 
قطبت تلك التى تحادثه بصمت من ذلك التحول فى كلامه ولكنها بالاخير ابتسمت .
قال لها بحب حقيقى 
وحشتينى اوى يا مهيره ... تعرفى نفسى اخدك ونروح مكان بعيد بعيد جدا ... ننسى الناس والى حصل والى هيحصل ..... نفسى اخليك اسعد واحده فى الدنيا 
كانت تستمع اليه ودموعها ټغرق وجهها شهقه خافته
جعلته ينتبه فصمت قليلا ثم قال 
بتعيطى ليه ... قولت ايه زعلك ... طيب يارب اموت 
فقالت سريعا
بعيد الشړ عنك ليه بتقول كده انا مليش حد غيرك 
ابتسم فى سعاده وقال 
شكل نوال دعتلى النهارده وهى بتصلى ... انا هقفل على الكلمه الحلوه دى ولما ارجع لك بقا نشوف موضوع ملكيش حد دى سلام يا قلب سفيان
وصل سفيان امام باب الجامعه واتصل بحذيفه فخرجى اليه فترجل سفيان من السياره لترتمى جودى بين ذراعى حتى تشعر بالامان شعر حذيفه بالألم لماذا لم تشعر معه بالامان لماذا لم يشعر انها شعرت بالارتياح بوجوده كوجود سفيان بجانبها جذ على أسنانه غيظا ولكنه حاول ان لا يظهر اى شيء الان ولكن كانت عيون زهره تقراء كل ما يدور بداخله ابتسمت بداخلها وهى تقسم ان حذيفه لا يحب جودى ولكنه يعشقها .
حين وصلوا امام المستشفى قال سفيان 
هنزل انا اسال اذا كان موجود فعلا ولا لا 
امسكت جودى فى يده وهى تهز راسها بلا وقالت 
متسبنيش لوحدى 
قطب سفيان حاجبيه وهو يقول 
خاېفه من ايه يا جودى كلنا معاكى ... وبعدين الاستاذ خطيبك ده بيعمل ايه ما انا سيبه معاكى اهو .
كان حذيفه يغلى حرفيا ... هو لا يعنى شيء بالنسبه لها هى لا تشعر بالامان فى وجوده هو ليس السند والحمايه ظل ينظر اليها وسفيان يحدثها كأنها طفل صغير لم يتحمل فتح باب السياره وترجل منها ودخل الى المستشفى نظر سفيان الى ظهر صديقه وهو يتفهم حالته وحين عاد بنظره لأخته تلاقت عينيه بزهره التى ابتسمت وقالت بهمس 
بيحبها .
اومئ برأسه نعم وهو يعود بتركيزه
لتلك التى ترتجف ولا يفهم سبب ذلك 
عاد حذيفه بوجه غير الذى دخل به وهو يقول 
الى قالوا احمد صح ... وحاله حازم مطمنش ابدا .... والدكاتره مش مطمنين خالص 
ترجلت جودى من السياره سريعا ووقف امام حذيفه وهى تمسك بيده قائله 
ارجوك يا حذيفه خلينى انفزله طلبه خلينا ندخله 
نظر الى صديقه الذى غمز له بان يذهب بها 
وحين تحرك ترجلت زهره من السياره ... ولحقها سفيان ولحقا بجودى وحذيفه 
طرق حذيفه الباب ولكنه لم يستمع لرد فعاد الطرق مره اخرى ولكن لا رد ففتح الباب ببطء لتتسع عينيه دهشه وصدمه لحقته جودى لتكون حالتها تشابه حالته ولكنها كتمت شهقه كادت ان تخرج منها
كان هناك شبح رجل كان فى يوم ما فى قمه العنفوان والجبروت والشباب والصحه ... الان تبقا منه حطام انسان فى حاله مزريه ضماده كبيره تلف رأسه وعينيه وذراعه الايمن فى الجبس بكامله ....وكانت الملاءه من عند قدميه مليئه بالډماء والفراغ تحتها واضح لذكرى ساقين ذهبا ولن يعودا ابدا ظل حذيفه واقف فى مكانه يشعر بالالم حقا على ذلك الشاب الذى اضاع عمره هباء تقدمت جودى ببطء استشعره ذلك الممد على السرير وقال بقلق 
مين 
وضعت يدها مره اخرى تكتم شهقه ودموعها لا تتوقف اعاد سؤاله مره اخرى 
مين هنا 
حاولت جودى تمالك نفسها واخارج اى صوت فقالت بصوت يشبه الهمس 
انا جودى .... الف سلامه عليك يا حازم .... شد حيلك وان شاء الله هتكون كويس 
مد يده يبحث عنها فى كل مكان وهو يقول 
انت بجد هنا بجد جيتى زى ما طلبت ....
مدت يدها له فامسكها كالغريق الذى وجد طوق النجاه تحفزت كل عطله فى ذلك الواقف عند الباب وكذلك هؤلاء الماتبعين فى صمت ما يحدث من خارج الغرفه 
ظل يقبل يدها قى توسل وهو يقول 
انا اسف سامحينى ... انا كذبت وسړقت وزنيت وشربت خمره ولعبت قمار ..... عملت كل حاجه تغضب ربنا بس والله تبت..... تبت فاضل ذنب واحد بس الى عملته فيك والى كنت ناوى اعمله .... ابوس ايدك سامحنينى ولو كنت اقدر اقوم كنت ركعت تحت رجليكى وبستها علشان تسامحينى ... انا اسف ارجوكى ارجوكى سامحينى 
ربتت جودى على يده وقالت 
اهدى يا حازم والله مسمحاك .... اهدى بلاش تعمل كده وان شاء الله هتخف وهتكون كويس 
بكى بصوت عالى كالاطفال وقال 
لو عشت هعذب كل الى حوليا رجليا الاتنين اتقطعوا وبقيت اعمى .... ربنا عقابه شديد اوووى لكن انا كمان ذنبى كان كبير كبير اوووى بس خلاص طلما انت مسمحانى كل حاجه تهون ... وياريت تقولى لدكتور حذيفه كمان يسامحنى
نظرت جودى لحذيفه الذى تقدم ووقف بجانبها وقال 
مسامحك يا حازم ... وان شاء الله تقوم بالسلامه 
مفيش داعى يا حازم احنى بجد مسامحينك وربنا يسامحنا جميعا 
بكا وبكا كالأطفال وهو يقول 
يارب ... يارب 
كانت كل الاجهزه المحيطه به بحاله جسده الهزيله تقطع القلوب التى تشاهده خرجت جودى وحذيفه من الغرفه و كلماته يرتد صداها فى صودرهم 
يارب الحمد لله يارب سامحنى يارب سامحنى يارب 
وفجاءه صدر صوت عالى من ذلك الجهاز بجانبه حضر الطبيب سريعا ولكن الله اراد ان يريح ذلك الذى عاد الى صوابه والى الله صحيح اخطاء ولكن الله اره قدرته وليرحمه الله 
صړخت جودى صرخه صغيره كتمها صدر حذيفه الذى ضمھا وهو يدعوا الله ان يرحمه كانت زهره تبكى بصمت وابتعدت عن الجميع وأخرجت هاتفها وطلبت رقمه وحين اجابها قالت سريعا 
ماټ ... ماټ يا صهيب ماټ 
وظلت تبكى وتبكى 
وكان هو كالاسد الحبيس لا يعرف ماذا عليه ان يفعل الان
كانت خديجه تعمل بالمطبخ بعصبيه شديده .... اليوم الذى يقضيه لدى مريم تشعر وكأن بها ڼار حيه تأكلها .... تستمع الى صوت ضحكته العاليه الخارجه من قلبه بسعاده حقيقيه تتألم لما لم يحبها كحبه لمريم لما لا يراها كما يرى مريم ... ولكنها لا تستطيع الابتعاد عنه مهما حاولت كان يراقب حركاتها وهو يقف عند باب المطبخ يعلم ما
تم نسخ الرابط