رواية سارة الفصول الاخيرة

موقع أيام نيوز

فوق سطوح عماره ماكنتش مفروشه جابت سرير صغير وشوية لوازم .. وبدأت تدور على شغل لحد ما لقت شغل فى مصنع صغير كده ومعظم سكان العماره اتعرفوا عليها كانت كل يوم تنزل من بدرى وترجع المغرب .. فى مره وهى نازله قبلت واحد من سكان العماره كان راجل أرمل عنده بنت
صغيره كان إسمه حسام الدين أحمد .. كان بيشوفها كل يوم بينزلوا فى نفس المعاد وتقريبا بيرجعوا فى نفس المعاد .... لأنه كان صاحب المصنع إللى اشتغلت فيه .... بس لهى كانت تعرف ولا هو ... المهم أنه حب يتعرف عليها وحكتله حكايتها من غير تفاصيل بعد موثقت فيه وارتاحتلوا .... يعنى قالت أنه واحد ضحك عليها وأنها حامل ...وان مفيش حد من سكان العماره عارف أنها حامل وأنها كام شهر وهتمشى تدور على مكان جديد ...... صعبت عليه وقرر يتجوزها جواز على الورق تربى بنته ويكتب الطفل إللى فى بطنها بأسمه علشان الناس ... وفعلا عاشت معاه تقدروا تقولوا خدامه داده رفيقة سكن ... وهو عمره ما غلط فيها ولا ظلمها .... هى جابت ولد ... وساموه أيمن 
كبروا الولاد واتعلموا علام كويس .... بنته إللى كان أسمها مها دخلت فنون جميله ... وأيمن دخل هندسه .
تنهد بصوت عالى ووقف ليتجه إلى الشباك ينظر إلى الخارج وأكمل قائلا 
فى يوم الراجل ده تعب وهى قعده تحت رجليه بتمرضه قالها .... أنه شرعا أيمن مالوش فى فلوسه لكنه مش هعيمل كده ويكشف سر اندفن مع السنين وقبل أيمن ما يتخرج بكام شهر ماټ حسام الدين 
وبعدها بسنه أخته اتجوزت وسافرت مع جوزها أمل كانت محجمه أيمن فى صرف فلوس ميراثه كان للضروره جدا فتح مكتب هندسى أقرب لشركه صغيره والباقى خلته يحطهم فى البنك وهو كان ولد مطيع متربى اووى كان بيسمع كلامها ... و لما أمل المړض اشتد عليها فى يوم اعترفت لابنها بكل حاجه 
اتقلبت حياته كلها وقرر ينتقم .
وقف سفيان فاقد الأعصاب وأمسك عادل من ملابسه وقال
أنا أيه إللى استفدته من كلامك ده عايز تقول إن مهيره ليها أخ ډخله أيه ده بمكان مراتى ... عايز تقول أنها عند أخوها 
قولى العنوان .
أمسك السيد عادل يد سفيان الممسكه بملابسه وقال بهدوء
أنا مقدر الحاله إللى أنت فيها ... بس كمان مش هقولك مهيره فين لحد ما أكمل باقى الحكايه 
تكلمت مريم قائله 
أنت عرفت كل ده إزاى يا عادل .
نظر لها عادل وابتسم وقال 
بعد ما جتلك البيت أنا وعمى وجوزك طردنا ... سافرت كام يوم عند صديق ليا .... والصديق ده هو حسام ... وحكالى كل حاجه بعد انا ما حكتله حكايتنا ... ومن وقتها وأنا متابعهم ومتابع أخبارهم وعلى أتصال بأيمن .
نظر لسفيان وقال 
اسمعنى كويس وافهم إللى هقوله ده كويس .
نظر له سفيان بتركيز فتكلم عادل قائلا
من مده قريبه أيمن قرر يشتغل مع الشهاوى عدو راجى اللدود وبدء يخطط ويرتب لكل إللى حصل لراجى الفتره إللى فاتت ... وهو إللى خطط لاصابتك ...
زادت الهمهمات المستنكره والشهقات ولكن سفيان ضيق عينيه فى تركيز دون كلمه فاكمل عادل قائلا 
اتفق مع واحد محترف أصابه خطيره لكن مش قاتله علشان الشهاوى يفضل يثق فيه ... ويجيب راجى تحت رجله .
تكلم سفيان قائلا 
مش فاهم يعنى أيه .
الشهاوى ماضى على توكيل عام لأيمن ... طبعا من غير ما يعرف .... وبعد تنازل راجى عن المجموعه .. أيمن باعها لنفسه وكان فاضل القصر ....فكان لازم يستغل احساسه بالذنب بعد ما عرف قصه مهيره كامله ... وفعلا لما بلغوه باللى حصل جه هنا المستشفى وشاف حالتك وحالة مهيره واتنازل فعلا عن القصر للشهاوى .
بس أيمن قرر ينتقم كمان من الشهاوى لأنه بضغطه على راجى جوزك مهيره هو فاكر أنها مغصوبه ومش سعيده ... علشان كده انتقم من الكل ... ندى الشهاوى القصر ۏلع وهى فيه وماټت ... والشهاوى عرف أنه خسر كل حاجه لحساب أيمن ... 
صمت قليلا ثم قال 
اټجنن ..... ودلوقتى أيمن فى القصر عند راجى .
سأل سفيان 
مهيره تعرف حاجه عن أخوها 
هز عادل رأسه بنعم .وقال 
بعد إللى حصلك مهيره حست أنها السبب فى كل إللى بيحصلك لأنها من وجهة نظرها نحس وكل إللى بتحبهم بيبعدوا عنها ..... قررت أنها تبعد عنك المهم أنك تعيش ... وفعلا دخلتلك الرعايه وبعدها خرجت وقتها كنت واقف قدام المستشفى بفهم أيه الحكايه بعد
ما أيمن كلمنى وحكالى شفتها وهى نازله تايهه وضايعه دموعها ماليه عينيها 
عايزه أبعد لازم أبعد .. سفيان لازم يعيش ... أنا لازم أبعد 
فضلت حاضنها وأنا بهديها وقولتلها هوديكى لمريم صړخت وقالت لأ ... ماما لأ ... أنا نحس ... ماما لأ 
مكنش قدامى غير أنى أخليها عند خديجه .... بس قبل ما نتحرك من المستشفى لقيت أيمن واقف قصادى .
ى.... الفصل الأربعون
كان يقود سيارته بسرعه كبيره كاد ان يصطدم اكثر من مره ولكنه لن يتوقف لن يهدئ سرعته يريد ان يراها يطمئن عليها . 
اوقف السياره بقوه واصدرت العجلات صرير عالى جعل كل من بالشارع ينتبه له نزل من السياره بسرعه دون ان يغلقها دخل الى البيت ركضا متغاضيا ع 
وقف امام باب السيده خديجه وطرق بقوه واستمع لصوتها 
كانت مهيره جالسه فى الغرفه التى خصصتها لها السيدة خديجه منذ وصولها الى هذا البيت وكان مكانها التى اختارته بجانب الشباك جالسه تنظر الى السماء ممسكه فى يدها خاتمه تستمد منه القوه على التحمل بعد كل ما عرفته .
استمعت لصوت توقف سياره بصوت عالى زادت ضربات قلبها وهو يخبرها انه هو وحين استمعت لصوت الطرقات السريعه على الباب تأكدت من هذا وقفت على قدميها تنظر الى الباب تنتظر دخوله 
كان يقف امام السيده خديجه يلهث من الالم والشوق شعر بالخجل لحضوره الى هنا والسيد عادل غير موجود ابتسمت السيده خديجه بعد ان استشعرت حرجه فعادل اتصل بها وأخبرها عن قدومه وطلب منها عدم اخبار مهيره قالت له 
اتفضل هى فى الاوضه دى 
واشارت لاحدى الابواب فابتسم لها وخطى الى الداخل وقلبه يسابق قدميه اليها فتح الباب بدون ان يطرق وجدها تقف امامه ابتسم تلقائيا وتحرك سريعا ليضمها الى صدره بقوه حتى تألم فابتعدت عنه سريعا وابتعد هو خطوه للوراء وظل ينظر اليها بقوه يتفحصها بحب وسعاده ولكن بعد عده دقائق قطب جبينه و تقدم منها الخطوه التى ابتعدها ووقف امامها ثم قال
كويس انك بخير .... علشان الايام الجايه هتحتاجى صحتك جدا .
قطبت جبينها وقالت 
سفيان .... انت ... انت كويس .
رفع حاجبه باندهاش وقال 
خاېفه عليا بجد ... طيب سيبتينى فى المستشفى وانا بين الحياه والمۏت ليه.
تجمعت الدموع فى عينيها وقالت سريعا باعتراف
انا نحس .... انا مستهلكش .... انا مستهلش الحب .. مستهلش اى حاجه ... اتحرمت من حضڼ امى .... وحنانها واتحرمت من امان ابويا وحمايته... واتحرمت من صداقه واحتواء اخويا ..... وكل دول كانوا موجودين لكن معشتهمش .... ويوم ما لقيت حبك امانك حنانك صداقتك الدنيا الى بجد والى اتحرمت منها طول عمرى يحصلك الى حصل ... كنت هضيع منى .... انا مستهلش حاجه
صړخت وهى تقول 
شفت انا قولتلك انا شړ مفيش من ورايه خير .
وتحركت سريعا واتصلت بعادل حتى يرسل سياره اسعاف 
كان سفيان ينظر الى يديها الممسكه بخاتمه ولهفتها وخۏفها ابتسم وهو يقسم ان يخرج منها اعتراف بحبه الان اعتراف حلم به كثيرا اشار لها ان تهدء بعد ان اغلقت اتصالها بالسيد عادل وامسك بيدها الممسكه بالخاتم وقال 
وكمان طلعتى حراميه وسارقه الخاتم بتاعى .
نظرت الى يديها وقالت 
ساعه ما الممرضه جابت الحاجات بتاعتك وبصيت فيهم لمحت الخاتم لاول مره اخد بالى انك بتلبس خاتم .. مشفتوش فى ايدك ازاى .... ولما ركزت فيه لقيته منقوش عليه اسمى .... حسيت وقتها قد ايه
انت كتير عليا .. وان انا مستهلكش .
امسك الخاتم وقال وهو يبتسم
انا مكنتش بلبس خواتم لحد فى يوم كنت بزور صديق ليا وكان لابس خاتم منقوش عليه رسومات غريبه ولما سالته عنه قال ان هو الى بيعملهم ... فطلبت منه يعملى اتنين واحد ليا باسمك ... وواحد ليكى باسمى ... واحتفظت ببتاعك لحد ما اعرف اذا كنتى بتحبينى ولا لا .
ظلت تنظر اليه بعيون ملئيه بالدموع دون ان تتكلم 
كان السيد راجى يستمع لكلمات ايمن وهو يتذكر ما فعله بامل وتذكر كم الحقاره والنداله التى تعامل بها معها ... ونظر الى ذلك الشاب الذى طالما حلم به ولكنه الان يقف امامه عدو وليس حبيب ينظر له بكره وغل ...حقد والم ثأر لابد من اخذه ... ومعه حق ماذا فعل هو ليكون له ابن كذلك الشاب الناجح القوى .
كانت نظرات راجى تسعد ايمن بشده تجعله يشعر انه اخذ حق امه ولكن ما زال هناك الكثير 
وقف ايمن على قدميه ينظر لراجى من علو قائلا 
قدامك اربعه وعشرين ساعه ويكون القصر فاضى .... رجالتى هتفضل هنا علشان لو حصل اى حاجه ... ومتفكرش تروح لمهيره علشان معتقدش بعد الى عرفته عنك .. هتكون عايزه تشوفك تانى .... و رصيدك الى فى البنك طبعا هما بإسم الشركه وعلشان كده كل الارصده دلوقتى باسمى .
ضحك باستخفاف وهو يتحرك من امامه قائلا بسخريه 
اشوفك بخير راجى باشا .
وخرج من القصر ليركب سيارته فى انتصار ثم اخرج هاتفه ليتحدث الى السيد عادل .
وحين سمع صوت السيد عادل يرحب به قال فورا 
لو سمحت عايز اعرف عنوان مهيره .
صمت لثانيه واحده ثم قال 
خلاص انا جاى فورا ...وممكن تكون فرصه علشان نحل موضعها هى كمان ... علشان كل حاجه ترجع لاصولها
وصلت سياره الاسعاف امام بيت السيد عادل 
وصعد المسعفين سريعا وحملوا سفيان الذى بدء يشعر فعلا بالدوار ... مد يده لمهيره قائلا 
خليكى جمبى ارجوكى .
قبلت يده وهى تلبسه خاتمه و تقول 
مش هسيبك هفضل جمبك لحد ما تقولى انت مش عايزك قطب جبينه ولم يستطع ان يتكلم حين وضعه المسعفين فى السياره 
وحين تحركت سياره الاسعاف اشار لها لتتقدم منه وقال 
مهيره انت عارفه انى بحبك .... بس انا حاسس انى ھموت خلاص .... المهم انى ھموت واخر حاجه هشوفها عنيكى .
كانت تبكى وتلوم نفسها وقالت 
متقولش كده ارجوك ... والله انا بحبك ... انت كل دنيتى وحياتى انت الامان والحماية ... انت الدنيا الى عشتها بجد انا قبلك كنت عايشه مېته بتنفس بس ... ارجوك متسبنيش ... انا بحبك 
ووضعت يدها على وجهها
تم نسخ الرابط