رواية امجد الفصول الاخيرة

موقع أيام نيوز

ودموع لمعت في عينيها واصلت بحماس 
انت عارفة ان علاء كل مرة بيقولك انه لسه بيدور عليكي ما فقدش الأمل يا هبة وانتي حتى والدك فين وفين لما بتكلميه وكل مرة تنبهي عليه ما يجيبش سيرة له خاالص والا ما عدتيش هتكلميه تاني ليه كل دا يا هبة ليه 
أجابت هبة بحزنىوهي تنظر الى رشا التي جلست أمامها  
انت يا رشا بتسأليني ليه ما انت عارفة ليه! انا تعبت اني اكون مسخ يا رشا ! انا بحبه ومش بحبه وبس لا... وبعشقه كمان ومش ممكن هحب حد غيره أبدا بس الحب لوحده مش كفاية ! امجد لازم يعرف ان حبه ليا لوحده مش كفاية بالنسبة يا رشا! لازم يديني مساحه اني اقول آه او لأ .. امجد كان بيعاملني اني بنته اللي بېخاف عليها من الهوا.. كل دا جميل بس انا مش بنته... انا مراته وشريكة حياته لازم يتقبل قرارى ويحترمه خوفه المړضي انه يخسرني هو فعلا اللي خلاه يخسرني..
سكتت قليلا ثم تابعت بجدية 
أنتي صح يا رشا انا فعلا اخترت اني اقعد عنها جنبه انا مش بكره انا بحاول أرجع هبة من تاني! هبة اللي أمجد كان السبب اني أخسرها وعلى فكرة هبة دي بردو اللي أمجد حبها ومع الوقت لو كنت استنيت وعديت الموضوع وسامحت كان هو اللي هيبتدي يزهق مني لأن مش دي الشخصية اللي جذبت أمجد ليها وخليت المستحيل بالنسبة له يحصل وانه يقع في حبها ووقتها بقه كان هييجي يدور على خبة القديمة هيلاقيها مش موجودة! ماټت واتولدت بدالها مسخ... من غير شخصية وهو ساعتها اللي كان هيرفضها! النا حاولت أنقذ حبنا يا رشا مش شرط كل قصة حب تنتهي نهاية سعيدة في اتنين بيعشقوا بعض زينا كدا لكن الظروف حكمت انهم ما يكملوش...
سكتت قليلا ثم تابعت بنبرة طغى عليها الحزن بينما انسابت دمعة وحيدة تجري على وجنتها المرمرية سارعت بمسحا براحتها 
رشا انا حبيت أحافظ على ذكرى حلوة لهبة عنده وفي نفس الوقت حبيت أبعد قبل ما يتحول حبي ليه لڠضب منه ومن نفسي حبي عمره ما هيتحول لكره لكن لو اتحول لڠضب هيكون ڠضب اسود هيخليني أكرهني أنا مش هو!
شردت قليلا بينما ربتت رشا على يدها الموضوعه على الطاولة امامها وتابعت بعينين تغيمان في الذكريات 
عارفة انا بعد ما مشيت من عنده يوم ما كان عيان واتسحبت وسيبته نايم وهو محاوطني بدراعه زي العيل الصغير اللي نايم في حضڼ مامته ومش عاوزها تسيبه نزلت بسرعه وشوفت علاء بالصدفة وقتها طبعا ما صدقش عينيه وكان هيصرخ اني رجعت لكن منظري ودموعي مش منظر واحدة سامحت ورجعت ابدا سألني فقلت له انى عرفت ان امجد تعب وحبيت أشوفه وبعدين طلبت منه يساعدنى انى اسيب بيت عم حسانين لاني كنت متأكده ان امجد اول ما هيصحى هيقلب المزرعه والبلد كلها عليا وفعلا علاء ساعدنى في الاول نزلت في بنسيون جنب الكلية بتاعته وبدل ما ارجع بيتي انا وبابا لاني متأكده ان امجد هيحط اللي يراقبه 24 ساعه او اشوف سكن في مصر... ومصر كبيرة الناس تتوه فيها فضلت انى افضل هنا جنبه آه كفاية عليا انى احس انه جنبي ولما أولد عايزة ابنه او بنته يتربو في نفس المكان اللي موجود فيه باباهم وهتساليني لما اولد هعرفه ولا لأ.. هقولك معرفش! كل اللي اعرفه دلوقتي.. اني مش قادرة ارجع ل امجد طول ما أنا مش متأكده ان بعادي عنه خلاه يتغير وخلاه يعرف ان هبة دي انسانة بيحبها مش حاجة بيمتلكها حب يعني احترام ليا ولرأي لكن امتلاك يعني شيء او جارية لاغية عقلها وشخصيتها وطول ما انا لسه شاكه انه لسه زي ما هو حبه حب امتلاك مش هرجع! المشكلة دلوقتي انه فيه بيننا طفل ماينفعش أربيه وأوجهه وأنا طول الوقت مش عارفة أقول رأيي وفي اللي فوق دماغي يقول اعملي وما تعمليش ومحسسني اني فاقدة الأهلية!...
همت رشا بمقاطعتها فأسكتتها هبة رافعة يدها وقد علمت ما الذي تريد قوله 
من غير ما تقولي أمجد بيحبني أنا متأكدة لكن دا مش حب طبيعي أمجد عاوز يمتلك كل حاجه فيا.. قلبي ومشاعري وعقلي! عاوز يكون هو المحور الوحيد اللي حياتي كلها بتدور حواليه! عاوز اللي يقرره هو اللي يحصل وانا أبصم وراه على طول! تقدري تقوليلي جه مرة سألنى وقال لى ايه رأيك في اي شئ يخصنا ...لأ... كل حاجه هو اللي كان بياخد القرار فيها من غير اي اهتمام برأيي أنا والمفروض اني أنا شريكه معاه في القرار دا أنا الطرف التاني يا رشا! كتب الكتاب بالأمر الجواز بالأمر حتى لما افتكرت والذاكرة رجعت لي ما ادانيش مساحه انى ازعل واراجع نفسي وانا كنت متأكده انى هسامحه وارجع له لاني بحبه غير اني انا اتاكدت من كلامه.. بابا أكدهولى وانا عارفة امجد كويس .. امجد مش كداب ..لكن بدل ما يديني وقتي اني ازعل او حتى اغضب .... بردو اتعامل معايا بالامر المباشر.. انسي يا هبة ! لا.. انا آسفة.. انا مش روبوت بزراير يضغط على الزرار... أحب يضغط... أنسى! انا انسانه من لحم ودم ومشاعر...
لم تستطع المتابعة واڼفجرت في بكاء حار يقطع نياط القلوب فنهضت رشا متجهة اليها وقد احتضنت رأسها بين ذراعيها بينما صاحت هبة وقالت وسط دموعها الغزيرة التي تهطل كما المطر في فصل الشتاء 
بس ... بس بحبه .. وتعبانه... تعبانه اووي يا رشا من غيره انا مش عارفة اكمل حياتي وهو مش فيها لا انا قادرة اكمل ولا انا قادرة ارجع .. اعمل ايه يا رشا .. اعمل ايه  
ربتت رشا على راسها وقالت لها مهدئة 
خلاص يا هبة يا حبيبتي كفاية حبيبتي ماتفكريش دلوقتي في أي حاجة المهم دلوقتي انك تخلي بالك كويس اوي من اللي في بطنك وتقوميلنا إن شاء الله بالسلامة لكن انا هقولك كلمة واحده بس.. حبكم دا خسارة انكم تضيعوه.. سواء بالامتلاك او بالعناد ... 
نامت هبة قليلا بعد الغذاء والذي لم تتناول منه الا قليلا فيما ذهبت رشا الى معهد الحاسوب الألي حيث تدرس دورة مكثفة في احدث تقنيات برامج الحاسوب ..
استيقظت هبة على ألم قوي في أسفل بطنها فتذكرت المجهود الذي تبذله منذ فترة في الإعداد للحفل المدرسي السنوي وكانت قد وجدت هذه الوظيفة كمعلمة موسيقى في مدرسة لغات خاصة عن طريق علاء والذي ساعدها كثيرا كي تستطيع ايجاد هذه الوظيفة معتمدة فيها على مواهبها وقد لجأ علاء الى ممدوح مخرج العرض المسرحي والذي اشتركت فيه مع علاء سابقا في حفل الجامعة حيث توسط لها لايجاد هذه الوظيفة بل وأعطاها خطاب توصية لتتمكن من العمل في هذه المدرسة الخاصة والتى تدفع لها مرتبا مجزيا يمكنها من دفع نصيبها في
تم نسخ الرابط