رواية امجد الفصول الاخيرة
الحلقة الثامنة عشر
جلست هبة تشرب كوبا من الشاي بالحليب وهي تستمع الى ام صابر وهي تروي لها نوادر ابنائها وهم صغار كانت تستمع بأذنها فقط بينما عقلها في مكان آخر على بعد بضعة مترات منها.. مع رجل قد ملك عليها فؤادها ولم يبرح عقلها ولو للحظة واحده منذ هروبها من المزرعه!!
كانت قد رأت صابر صدفة وفور علمه بما تنتويه أصر على مساعدتها لم توافق في البداية خوفا عليه كي لا تكون السبب في أن يصب أمجد جام غضبه عليه إن علم بأمر مساعدته لها ولكنه صمم على مساعدتها ليرد لها ولو جزءا بسيطا من جميلها معه ومع عائلته بل ومع خطيبته نفسها فكرت هبة ان أأمن مكان للاختباء عن أمجد ريثما تفكر جيدا في خطوتها المقبلة هو نفس المكان الذي يعيش فيه!ف امجد لن يطرأ بباله ولو للحظة انها ما تزال في المزرعه فقررت قبول استضافة عم حسانين لها والذي طمأنها انه لن يخبر أيا كان بمكانها حتى وإن كان السيدأمجد ذاته! تابع بأن بيته المتواضع يتشرف بأن تكون هي من سكانه تريد ولفترة مفتوحة....
لا تعلم هبة لما خالجها شعور بأن صابر يخفي عيلها أمرا ولكنه متردد في الإفصاح عنه!
تحدثت هبة بابتسامة لتشجعه على الحديث
ايه يا صابر شايفه على وشك كلام عاوز تقوله قول يا صابر في ايه !
تردد صابر بادئ الامر ثم تشجع وتكلم مجيبا
امجد بيه .. وق...وقع انهارده .. ف .. في المصنع وجابولو الدكتور !! ...
شهقت شهقة فزعه وهتفت بفزع وخوف
أجاب صابر بحزن
الدكتور بيقول ضغط عالي اووي مع ارهاق وقلة نوم وقلة أكل كل دا كان السبب في اللي حصل و الدكتور نصحه بالراحه لمدة اسبوع على الاقل ويلتزم بتعليماته بالنسبة للأكل والدوا وشدد على الراحة النفسية...
لمعت عيناها بدموع محپوسة وقالت وهى مخټنقة بغصة البكاء
وهو ...عامل ايه دلوقتى قصدي اتطمنت عليه
أجاب بإبتسامة كي يخفف عنها قلقها الواضح
طبعا حضرتك انا عديت على سميرة قبل ما آجي وطمنتني ان الدكتور ماسابوش الا لما ظبط له الضغط.. خصوصا انه كان عاوزه يدخل المستشفى لكن الباشمهندس امجد اللي رفض !!
كان عاوزه يدخل المستشفى ليه هو حالته كانت وحشة اووي للدرجة دي
أجابها صابر وهو يحرك رأسه بأسى
حضرتك سميرة بتقول انه من يوم ما حضرتك سبتي المزرعه وهو اتغير خالص! لا في نوم ولا راحه و على طول قاعد في شقتكم فوق لوحده حتى الاكل مش بياكل معهم ونادر لو قعد مع علي الدين بيه الوحيد اللي بيقعد معاه هو يوسف بيه والد حضرتك !! ...
ترقرقت عيناها بالدموع وهي تستمع الى صابر وهو يشرح لها حال امجد بعد اختفائها ذاك وشعرت بالحنين الشديد اليه والى والدها فهي لم تحدثه منذ أن تركت المزرعة خوفا من ان تضعف وتفصح له عن مكانها التفتت الى صابر وقالت هامسة
انتبه اليها هذا الأخير وقال بحماس
اؤمريني يا مدام هبة ..
فتابعت
عاوزة سميرة تخليني اعرف اطمن على أ . امجد من غير ما يشوفني.. ممكن
شرد صابر للحظات ثم قال
هو صعب !! فهزت برأسها بحزن وأسى ولكنه أكمل قائلا وابتسامة صغيرة ترتسم على وجهه الأسمر
لكن مش مستحيل !! ..ولا يهمك يا مدام هبة ان شاء الله هنقدر نخليكي تشوفيه وتطمني عليه كمان زي ما انتي عاوزه!!...
دخلت هبة من الباب الخلفي لمنزل امجد وقد تقدمتها سميرة لتراقب الطريق لتتأكد من خلوه صعدا الى طابقها هي و امجد وفتحت لها سميرة الباب بهدوء فقد تركته شبه مغلق في وقت سابق حينما حضرت لأخذ صينية الطعام والذي لم يمس الا بنسبة بسيطة جدا بعد إلحاح كبير من السيدة سعاد عليه...
تقدمت سميرة الى الداخل تتبعها هبة التي كانت تتشرب بعيناها كل ركن من أركان منزلها فقد شعرت بالاشتياق الشديد له وصلت الى باب غرفة النوم تسبقها سميرة التي طلبت منها ان ترى ان كان نائما ام لا يزال مستيقظا
أكدت لها سميرة انه ما ان يأخذ الدواء الموصوف له حتى يغرق في النوم اطلت سميرة في غرفة النوم برأسها فتأكدت من نوم امجد فأفسحت ل هبة الطريق لتدخل وقالت هامسة
انا هخلي بالي يا ست هبة لا حد ييجي ولا حاجه بس بسرعه الله يسترك... كتير الست سعاد بتيجي تبص عليه كل شوية.. قلب الام يا ولداه !! ..
هزت هبة برأسها موافقة ودخلت الى الغرفة حيث تركت سميرة الباب شبه مغلق خلفها...
تقدمت هبة الى داخل الغرفة حتى وصلت الى الفراش فرأت امجد الذي كان نائما وفوجئت بتغير قسماته حيث غارت وجنتاه بشدة وطغى الشحوب على قسمات وجهه الرجولي الناضح جاذبية مع انتشار الهالات سوداء أسفل عينيه فمن الواضح انه قد خسر كثيرا من وزنه...
مالت عليه وهي تتشرب كل تقسيمة في وجهه المحبب إليها ليسترعي انتباهها صوت تنفسه العالي قطبت حائرة ثم مدت يدا مضطربة الى وجهه ووضعتها على جبينه لتفاجئ بسخونة شديده تنبعث من وجهه! ابعدت يدها سريعا فزعه وما لبثت ان كررت المحاولة فلسعتها حرارته الشديدة فاتجهت من فورها حيث فتحت الباب وقالت بلهفة ل سميرة التى تنتظرها خارج الغرفة
سميرة بسرعه هاتيلي طبق فيه مايه ومكعبات تلج وقطن امجد بيه حرارته عالية جدا...
ذعرت سميرة مما سمعته وذهبت من فورها لتحضر ما طلبته هبة منها من المطبخ الملحق بالجناح بينما عادت هبة ثانية الى امجد حيث احضرت كرسيا ووضعته بجانب الفراش وجلست عليه وهي تراقب ذرات العرق التي تفصد بها جبينه وصوت تنفسه العالي وقد منعت نفسها وبصعوبة من البكاء حزنا لما آل اليه حالهما!!..
هرولت سميرة عائدة حيث سيدتها بسرعه وقد جلبت ما طلبته منها هبة فتناولتها هبة وهي تخبرها ان تظل بالقرب منها خارج الغرفة تحسبا إن احتاجت اليها!!..
خرجت سميرة بعد أن أومأت برأسها بالايجاب وهي تدعو الله أن يخفف عن سيدها وتعود المياه الى مجاريها بينهما فيما وضعت هبة الاشياء على الطاولة الصغيرة المجاورة للفراش وبدأت بعمل كمادات مياه بارده لتساعد على خفض درجة حرارته عندما وضعت أول كمادة اذ به ينتفض ويفتح عينيه فشهقت فزعه بينما لاحظت انه لا يراها هي و كأنه لايزال نائما ولكن مفتوح العينين! ثم سمعت همهمة صادرة منه لم تستطع ان تفسرها اول الامر فمالت باذنها على فمه لتسمعه جيدا فتحت عيناها من الدهشة