رواية امجد الفصول 14-15
المحتويات
أمجد...
رفعت عيناها تنظران اليه بحب جعلته يتيه في بحورهما وتابعت بحب
علشان كدا كنت بستنى معاد زيارتك ليا في المستشفى بفروغ صبر.. عشان اشوفك واتكلم معاك.. انت عارف.. انا عاوزة الذاكرة ترجع لى علشان مش عاوزة اى يوم من ايامنا سوا يروح من بالي ...
ضمھا اليه بشده وهو يقول
وانا كمان بحبك اكتررر يا قلب أمجد ...
قالت وهى تبتعد قليلا عن ذراعيه متطلعة إليه
بس عارف.. دى مش اول مرة اشوف الحصان بتاعك
نظر اليها بغرابة وقال
مش فاهم
أجابت وهى تحرك كتفيها علامة الجهل
مش عارفة بس دى اول مرة توريني الاحصنه بعد اللي حصلي صح هز برأسه موافقا فاكملت قائلة
أومأ براسه ايجابا فتابعت
أهو الحصان والزرع اللي حلمت بيهم يبقوا عنتر والجنينة هنا إنما السؤال بأه.. مين البنت اللى خوفتني في الحلم
ابتلع امجد ريقه بصعوبة وهو يتجنب النظر اليها ..وفجأة اذ بها تمسك برأسها بيد يديها وهي تئن پألم فهتف امجد پخوف
هبة حبيبتي مالك حاسة بايه
نطقت بصعوبة
مش عارفة يا امجد صداع فظيع جالي مرة واحده..
قال وقلبه يتآكله من القلق عليها
انت ارهقت نفسك بكتر التفكير ممكن بأه ماتفكريش وتسيبي نفسك براحتك ودلوقتى تعالى معايا هتطلعى ترتاحى خاالص وهقولهم يطلعولنا العشا فوق باقي اليوم راااحة إجباري...
مش اووي كدا يا حبيبي هما شوية صداع.. هاخد اي قرص مسكن وانام شوية وهبقى كويسة ان شاء الله ..
حرك راسه نافيا من قبل أن تنهي كلامها وقال
مش هنتناقش دلوقتى اهم شئ نروح نديكي قرص مسكن وتحاولى تنامى شوية ...
عادا الى طابقهما حيث ابدلت هبة ملابسها ودخلت الى السرير وقد شدت الغطاء عليها فظهر شحوب وجهها الذي رآه امجد عند دخوله عليها يحمل كوب ماء وقرصي مسكن فلفت نظره شحوبها وشعرها المتناثر على االوسادة حولها مدت يدها وتناولت الدواء وبعد ان شربته رتب امجد الغطاء جيدا حولها وظل بجانبها يربت على شعرها حتى ڠرقت في سبات عميق ...
سميرة !! انت بتعملى ايه
رفعت سميرة راسها متفاجئة وهتفت
ست هبة يقطعنى صحيتك انا آسفة معلهش مع انى والله كنت بتحرك بشويش سي امجد منبه عليا ومشدد انى معملش قلق واسيبك نايمه براحتك ..
قالت هبة وهى تجلس في مكانها وتستند بظهرها الى السرير
لا يا سميرة انا كدا.. كدا.. كنت هقوم دلوقتى بس انت بتعملى ايه وايه الاكل دا كله
دا العشا سي امجد طلب منى اطلعه لحضرتك علشان لما تقومى وتفوقى كدا تتتعشي بالهنا ...
قالت هبة وهى عاقدة جبينها
وال أ . امجد فيين
اتجهت سميرة حتى وقفت بجانب الفراش وأجابت
سي الاستاذ امجد تحت في اودة المكتب وقالى اجيب العشا هنا علشان حضرتك تعبانه شوية من السفر ومش هتعرفوا تنزلو تتعشو معهم تحت مع ان مدام سعاد بترتب للعشا دا من يومين وقالت لنا على اصناف كتيير نعملها بس ياللا مش مهم المهم صحة حضرتك ...
ابتسمت هبة وقالت
طيب ايه رايك تساعديني ونعمل مفاجأة صغيرة لماما سعاد
فقالت سميرة
عينيا اؤمريني..
قالت هبة وهي تنهض من الفراش
انك توضبي الاكل دا تانى وتستني معايا لغاية ما اخلص لبس وننزل سوا نعملها مفاجأه لهم!..
فابتسمت سميرة
تحت امرك بس سي امجد ....
قالت هبة
لا حبيبتي ما تخافيش سي أمجد لما يلاقيني كويسة خلاص مش هيقول حاجه!! ..اغتسلت هبة واحست بالانتعاش بعد ذلك وارتدت فستان ينسدل متسعا الى منتصف الساق وقد انسدلت اكمامه حتى منتصف ذراعيها لونه اصفر من الحرير الطبيعي وقد رفعت شعرها فوق راسها وتركت بعض الخصلات تحيط بوجهها ووضعت القليل من عطرها المفضل وبعض من احمر الخدود والكحل في عينيها وحمرة من اللون الزهري الخفيف وارتدت حذائها المتوسط الارتفاع ثم نزلت مع سميرة التى كانت تسمي عليها وتقرأ الأذكار طوال الوقت!!
ما ان دخلت هبة غرفة الجلوس حتى ساد الصمت ثم ابتدأت علا بالكلام قائلة وهى تتجه اليها
اهلا اهلا بعروستنا ماشاء الله عليك ما انت زى الورد اهو اومال ابيه امجد قلقنا عليك ليه
ثم نظرت الى الشخص الواقف مشدوه امامها وتابعت بضحك
ايه يا ابيه كنت بتخزي العين عن عروستك
تدارك نفسه واقترب من هبة مقطب الجبين وهو يقول متجاهلا سؤال علا المرح
حبيبتي ايه اللى نزلك هي سميرة ما طالعتش العشا انا قايلها وكنت طالع دلوقتى نتعشى سوا
أجابته بابتسامة
لا ابدا جابته بس انا اللي نفسي اتعشى معكم وخصوصا ان دا اول عشا لينا بعد رجوعنا من السفر وانا عارفة ان ماما سعاد تعبت نفسها دا غير ان جدي وحشني وبابا وعلا وعلاء القاعده معكم كلكم بجد وحشتني اووى..
نهضت والدته واتجهت اليها وقالت وهى ټحتضنها
حبيبتي انت كمان وحشتنيا اكتر
فقال الجد
سيبيلنا شوية يا سعاد تعالى حبيبة جدك اقعدى جنبي هنا مشيرا الى مكان بجواره على الاريكة المذهبة الفخمة فاتجهت الى الجد تقبله وسمعت والدها يقول بضحك
وانا ايه ماليش نايب
فقالت بضحك
انت انت ليك اكبر ناايب يا ابو حجاج ..
ثم اتجهت الى والدها حيث قبلته هو الآخر وجلست بجانب الجد حيث أشار لها سابقا وقالت لوالدها بمرح معلقة على جلوسها بجوار الجد
معلهش يا ابوحجاج الكبير أمر ومش هقدر أخالف أوامره ..
ضحك الجميع الا امجد الذي وقف ينظر اليها بطرف عينه وقال
انت كنت مصدعه وتعبانه وانا قولتلك ترتاحى انهارده لكن طالما انت عنيدة وغاوية تتعبي نفسك انت حرة! وحرك كتفيه بلا مبالاة مما جعل هبة تعقد جبينها في تقطيبة خفيفة في حيرة مما لمسته من برود من جهته أجابت امه ملطفة الجو بعد كلمات ابنها المحتدة
معلهش يا هبة عريس وخاېف على عروسته بأه لكن ما تقلقش يا أمجد هبة ماشاء الله عليها زى الفل اهي ياللا اتفضلوا العشا ..
جلس الجميع حول مائدة الطعام وكان مقعد هبة بجانب امجد الذي تعامل معها بكياسة وبرود طوال فترة تناول الطعام مما جعلها تشهر بالدهشة باديء الأمر ولكنها تعلمه جيدا وتعلم انه يخفي ڠضبا مستترا وهى وحدها من سيقع عليها غضبه ولكنها لا تعلم لما ألم بالرأس وشفيت منه فما الداعي لكل هذه الجلبة بدأت تتآكل غيظا وهي تتساءل في نفسها.. انها ليست مريضة بمرض قوي هى فقط... فاقدة للذاكرة! فما السوء الذي فعلته جعله بمثل هذه الحدة
بعد تناول العشاء وفيما هم جالسون في الحديقة لتناول الشاي
متابعة القراءة