رواية امجد اافصول من 5-7

موقع أيام نيوز

هحبها انا لو .. لو حبيتها يبقى يا هخسرها يا هخسر نفسي! انا مش ممكن انسى منظر امي لما والدي اتوفى وازاي اڼهارت اوووي لانها حبته اووي اووي دي حتى لغاية انهارده مش بتلبس الا الالوان الغامقه من ساعه ما ماټ من اكتر من 20 سنة لا يمكن احب لان اللي بيحب لازم پيتألم لو فقد حبيبه بصرف النظر افترقوا ازاي ممكن ما يكملوش سوا لأي سبب لكن الحب ضعف! وانا لايمكن اسمح لنفسي إني اكون ضعيف ابدا !!... 
اعتدل أمجد بعذ لك في وقفته وقد ارتاحت نفسه لدى قراره الذي اتخذه وهو انه سيعمل على اتمام هذا الزواج العقلاني فيكفيه أن عقله مقتنع بهذا الارتباط وعمل على اسكات قلبه بقوة والذي كان يستميت لمصارحته بشئ غاية في الاهمية لديه ولكنه..لم يلق بالا اليه!!....
أوصلت علا كلا من هبة ووالدها الى غرفهما حيث غرفة علا مجاورة لغرفة هبة في حين غرفة والدها في الناحية الاخرى بجانب غرفة الجد .. بعد ان انصرفت علا استلقت هبة على سريرها وهى تحدق في سقف الغرفة ثم سرعان ما غفت بملابسها ..
افاقت هبة على طرقات متتالية على باب غرفتها فقامت من نومها ونظرت الى ساعتها فوجدتها تشير الى قبل الثانية بربع ساعه انتفضت واقفة فهى ستتأخر على موعد الغذاء ولا تريد ان تترك لديهم انطباع منذ اليوم الأول انها من النوع الكسول فمن الاشياء التى رباها والدها عليها احترام المواعيد فهذه الصفة تجعل نظرة الآخرين اليك على انك انسان جاد وملتزم ..
قامت وفتحت الباب فطالعها وجه علا الضاحك وهى تقول 
ايه يا ستي كل دا نووم انا عارفة أكيد اخويا هو مافيش غيره سارق من عنك النوم .. ثم غنت بابتسامة واسعه
يا سارق من عيني النوم لو نمت دقيقة تصحيني ...
وفجأه اذ بشخص يمسكها من اذنها هاتفا  
انت مش هتبطلي شقاوة ابدا انا مش قايلك سيبي هبة نايمة براحتها ما تقلقيهاش .. 
نظرت هبة الى الواقف امامها والذي لم يكن سوى أمجد وقالت باضطراب  
لا ابدا ما حصلشي حاجه انا اللي راحت عليا نومة عشر دقايق بالضبط هكون جاهزة علشان ما اخركوش عن الغدا ..
ضحك ضحكة خفيفة وقال 
عشر دقايق متأكده اما نشوف..أنا متأكد إن العشر دقايق دوول هيوصلوا لساعه اكيد ...
احست هبة بالحرج من كلامه خاصة امام اخته فأجابت 
لا.. ساعه ليه يعني هما عشر دقايق.. وتابعت مستأذنة بغرض اغلاق الباب
وبعد اذنك علشان ما احبش من اول يوم يتاخد عنى فكرة انى مش بحافظ على مواعيد ..
ثم نظرت الى علا وقالت 
عن اذنك يا علا مش هتأخر..
اومأت لها علا بالايجاب في حين هز أمجد لها رأسه موافقا .. ما ان اغلقت الباب خلفها حتى ذهبت سريعا الى خزانة الثياب حيث رتبت فيه ملابسها اخرجت تنورة بيضاء منقوش عليها ورود باللونين الروز والاخضر و بلوزة صيفية بدون اكمام لونها روز وجاكيت من نفس قماش التنورة قصير بأكمام طويلة يصل الى تحت الصدر مباشرة لونه ابيض اغتسلت سريعا ثم ارتدت ملابسها وارتدت حذاء قماشي مسطح باللون الابيض وقرطا دائريا كبيرا فضي اللون وساعه يد عملية ووضعت ملمع الشفاه واطلقت شعرها ثم جمعت خصله من الجانبين بمشبك على هيئة فراشة في منتصف راسها بينما انسدل باقي شعرها الى خصرها ووضعت عطر الورود خاصتها ثم هبطت الى الاسفل وهى تطالع ساعتها اليدوية فوجدت انها لم تأخذ سوى ربع ساعه فقط من الوقت .. اثناء نزولها وهى ملتهية في ساعتها وعند وصولها الى اسفل السلم اذا بها تصطدم بجسد صلب قاس في حين سارع لإسنادها يدين قويتين من الصقوط أرضا رفعت وجهها متفاجئة لتطالعها نظرات سوداء عميقة بنظرة جعلت قلبها كالعادة يرفرف وتحدث قائلا بصوت رخيم وهو يغرق في نظراتها 
ابقي خدي بالك بعد كدا ممكن كنت تقعى او تخبطي في حاجة تانية.. 
اومأت برأسها مضطربة في حين ترك أمجد كتفيها وتابع بصوت شابه بعض التوتر محاولا اخفاء ما اعتراه من اضطراب نتيجة ارتطام جسدها اللين الغض بجسده الصلب وما فعله هذا الارتطام بخافقه الذي يكاد يقفز من بين ضلوعه مرتميا بين أحضانها ليستنشق عبيرها الفواح الذي يشعر ان رائحته قد التصقت به
عموما برافو عليك اقل من ربع ساعه فعلا! اتفضلي من هنا والدك مع جدي من زمان ...
استشعرت هبة الحرج من نفسها ففي غمار لهفتها لتثبت له انها ليس كغيرها من الفتيات اللاتى يقضين معظم وقتهن أمام المرآه نسيت والدها تماما فأجابت  
آ آ آه .. كويس ان بابا انسجم مع جدك ..
هز برأسه باسما واشار اليها بيده لتتقدمه .. دخلت معه الى غرفة الطعام حيث وجدت االكل جالسا امام مائدة عامرة بكل ما لذ وطاب والجد على رأس المائده والى يمينه مقعدا خال خمنت انه ل أمجد وعلى يسار الجد والدة أمجد ف علا والى يمين أمجد لمحت والدها جالسا فذهبت لتجلس بجانبه وهى تعتذر لتأخيرها عن موعد الغذاء وقد جذب أمجد لها الكرسي لتجلس في لفتة رقيقة منه استغربتها ولكنها قالت في نفسها 
هو ابن ذوات ومتعود على كدا ما تقعديش اقل لفته منه تبرريها على كيفك زى ما تكونى مراقباه ..
رحب بها الجميع ثم قال الجد 
لالا يا بنتي انت متأخرتيش ولا حاجه في استاذ هنا هو اللى اتأخر كالعاده وهو عارف انه بالذات معاد الغدا لازم العيلة كلها تتجمع .
ما ان همت هبة لتستفسر اكثر عمن يكون هذا الأستاذ حتى سمعت ضجة عالية فتح الباب بقوة على إثرها ليدلف منه شاب لاحظت مدى التشابه الكبير بينه وبين علا كما أنه من الواضح أنهما في نفس العمر تقريبا فعلمت انه لابد وان هذا الشخص هو علاء توأم علا .. 
تقدم علاء ناحية جده ومال الى يده يقبلها وهو يقول بابتسامة صبيانية تعتلي وجهه الوسيم ذو البشرة الذهبية وعينيه الماكرتين 
العفو والسماح يا مالك الرعية معلهش انا عارف انى غلطت واتاخرت لكن انا طمعان في كرمك وعطفك عليا محسوبك من امبارح ما أكلش ..
حاول جده كتم ابتسامته وتحدث مصطنعا الجدية
كنت فين يا علاء انت مش عارف ان معاد الغدا بالذات دا شئ مقدس لاننا بنتجمع كلنا مش كفاية تقاليع جيل اليومين دوول لا مش بفطر لا عشا اي حاجه حتى وقت واحد في اليوم كله ما انتش عارف تحترمه .. وخصوصا انهرده بالذات!!..
ابتسم علاء وهو يقول في حين لا يزال يمسك بيد جده بعد ان قبل ظاهرها
انا آسف يا جدي معلهش غلطة ومش هتعود .. هز جده براسه قائلا
عادتك ولا هتشتريها كل حاجه عندك هزار ولو هتعتذر يبقى مش مني من اخوك وضيوفه ولا نسيت ولا ماخدتش بالك من دى كمان
ترك علاء يد الجد والټفت الى أمجد ليقترب منه فنهض هذا الأخير للسلام عليه حيث احتضنه علاء وهو يهتف 
اهلا بوس !! وحشتنا .. ايه الغيبة دى ..
ثم الټفت لوالد هبة حيث اشار له ان يظل جالسا ومال باتجاهه مادا يده اليه ليصافحه قائلا 
انا عارف انه لا سلام على طعام لكن لسه انا مش شايف اي طعام فياريت تقبل اسفي ! 
أجاب يوسف وهو يبتسم لخفه ډم الشاب التى تجبرك على الابتسام في وجهه 
لا يا بني حصل خير وحمدلله على سلامتك ...
لم يلتفت علاء الى هبة وصافح امه مقبلا يدها ولكن ما ان جلس في كرسيه المقابل ل هبة حتى قفز هاتفا 
ايه دا مين دي هى الملايكة بتاكل زينا 
تكلم االجد بصرامه لينهره قائلا 
علااااااااء دول ضيوف اخوك دي هبة بنت الاستاذ يوسف اظن تكون جد شوية ولا ماتعرفش تكون جد ابدا 
عاد علاء للجلوس في كرسيه المقابل لهبة وهو ينظر اليها مشدوها ويقول 
انا آسف معلهش ما خدتش بالي اكيد اتعميت في نواضري! معقولة ما اخدش بالي من الملاك اللي قدامى دا .. 
لم تستطع هبة ان تكتم ضحكتها اكثر من ذلك والتي انطلقت بالرغم عنها ولكنها حاولت التحكم فيها فخرجت مكتومة مما جعلأمجد ينظر اليها وقد قطب حاجبيه حنقا وغيظا! فهو لا يريد توجيه العتاب لشقيقه في حضرة جده ولكن اخاه قد تمادى في مرحه السمج ذاك كثيرا وهو لن يتحمل اكثر من ذلك! وما ان هم أمجد بفتح فمه حتى سمع جده يقول 
خلاص اظن كفاية كدا ..
سكت علاء وهو ينظر الى هبة من تحت جفونه .. رن الجد الجرس فجاءت مديرة المنزل باطباق الغذاء فشرعوا في تناوله و علاء يسترق النظر من وقت الى آخر الى هبة بينما أمجد يراقب اخيه وهو يتميز غيظا وڠضبا احتار له! فهو يعلم جيدا طريقة علاء في المزاح ولكنه لا يريد لعلاء ان يتعامل مع هبة بطريقته هذه لا يعلم لما ولكنه لا يريد !!...
بعد الانتهاء من تناول طعام الغذاء خرجوا الى الحديقة لتناول الشاي جلست علا بجانب هبة تتبادلان الاحاديث حيث استفسرت هبة منها عن دراستها وجامعتها بينما الجد ووالد هبة يتحدثا سوية في التجارة فقد علم الجد ان يوسف قد خرج الى المعاش على درجة وكيل أول وزارة في وزارة التجارة فوجدا ما يتقاسمانه سوية في حين اخذت مدام سعاد تصب الشاي في الأقداح الصينية بعد ان صرفت الخادمه اما علاء فامسك بجيتاره الموسيقي ليدندن عليه بعض الالحان التى يقوم بتأليفها فهو من عشاق هذه الآله الموسيقية .. 
واثناء احتسائهم للشاي اتت سميرة لتبلغ مدام سعاد بحضور زائرة ما ان علمت سعاد بهويتها حتى أذنت لها بإدخالها بحماس فهي ليست بزائرة عادية فهي تعتبر فردا آخر من هذا المنزل حيث قضت معظم سنوات طفولتها بين جنباته!! بينما ما ان سمع علا وعلاء بإسمها حتى لاح الامتعاض على وجهيهما قليلا كما لاحظت هبة ان علا قد سكتت تماما عن الحديث لتعلق بهمس 
يا ساتر.. ودي ايه اللي جابها دي يجعل كلامنا خفيف عليهم ربنا يستر .. 
ما ان همت هبة بسؤالها عن مقصدها حتى وجدت فتاة في ريعان الشباب تقبل عليهم ضاحكة وهى ترتدى فستانا قصيرا نوعا ما منفوشا من الاسفل ويصل الى حدود الركبة وباكمام قصيرة وقبعه عريضه تغطى شعرها الناعم الاسود الذي يصل حتى كتفيها .. 
اقتربت الزائرة الضاحكة وصافحت مدام سعاد التى وقفت لترحب بها
تم نسخ الرابط