رواية امجد اافصول من 5-7
المحتويات
الحلقة الخامسة
وصل أمجد لمكتبه قبل الميعاد المحدد للعمل بنصف ساعه كعادته يوميا لم يرى احدا من طاقم السكرتاترية دخل الى مكتبه وما أن خلع سترة بدلته الړصاصية اللون وشمر عن ساعديه السمراوين القويتين حتى سمع طرقا على باب المكتب فعقد حاجبيه استغرابا ونظر الى ساعته ليرى انه ما زال هناك اكتر من ثلث ساعه لبدء الدوام الرسمي هز كتفيه بلامبالاه وامر الطارق بالدخول فتح الباب وسمع صوت خطوات وكان ينظر الى شاشة الكمبيوتر وهو يركز في شئ معين امامه ولم يلتفت الى الداخل حتى شعر بشئ يوضع امامه على المكتب وهمس رقيق يسبقه رائحة ورود نضرة والصوت الخاڤت يقول
رفع نظره الى صاحبة الصوت ونظر اليها متفاجئ قليلا ولكنه حاول ان يواري دهشته مجيبا
صباح النور انت جيتي امتى ما شوفتكيش لما دخلت
هزت اكتافها واعتدلت في وقفتها مجيبة بابتسامة
ابدا انا جيت وراك على طوول بس انت ما شاء الله عليك مش بتمشي لا.. بتجري! اللي عاوز يلحقك يجري وانا طبعا عمرى ما هجري وراك!...
اقصد علشان الحقك يعني .. قصدى الاسانسير يعني الحق الاسانسير ... وزفرت بحنق فهي لا تدري ماذا دهاها فهي فجأة نسيت كيفية تركيب الكلام ليخرج في الأخير في صورة جملة مفيدة! وبدلا من ذلك إذا بها تتعتع في الكلمات وكأنها نسيت مفردات الكلام ذاتها!!...
خلاص خلاص المعلومة وصلت انت عمرك ما هتجري ورايا ... وصمت قليلا ثم اكمل قائلا وابتسامة ماكرة تفترش وجهه الرجولي الوسيم
علشان تلحقيني!.. احنا مش هنجري ورا بعض يا هبة احنا هنكمل بعض واظن الفرق واضح صح
أومأت برأسا موافقة وهى خجلة وتعض على لسانها هاتفة في سرها انت اللى جايبلي الكافية فعلا شدونى من لساني! لازم لسانك يلبلب بكلمتين مالهومش لازمة والا ماتكونيش هبة !!...
عارف احلى حاجه حصلت دلوقتى ايه
هز رأسه بمعنى انه لا يعلم فأكملت قائلة
انك ضحكت !! ايوه ما تستغربش تحب اعد لك على صوابع ايدي الواحده عدد المرات اللي شوفتك فيهم يدووب بتبتسم !! انا كان الموضوع دا قلقني بصراحه بس دلوقتى خلاص اطمنت انك ممكن تضحك لا وتقهقه كمان لو جاتلك الفرصة وباذن الله هتيجي ...
ماشي يا فيلسوفة زمانك اتفضلي اكتبي طلب باسبوعين من اجازتك السنوية وانا هوافقلك عليه بس طبعا يتقدم لمدام ليلى الأول وهى اللى تعرضه عليا انا بعمل كدا علشان لسه ارتباطنا مابئاش بشكل رسمي لكن تأكدى اول ما هيكون بشكل رسمي انه الكل هيعرفه...
هزت رأسها واستأذنت لتنصرف وما ان وصلت للباب حتى سمعت صوته ينادى عليها فوقفت والتفتت اليه تنظر اليه بتساؤل نهض من مكانه وسار حتى وقف امامها ثم امال براسه ناحيتها ونظر في عينيها وقال
ممكن أسألك سؤال
هزت راسها ايجابا فهى لا تستطيع ايجاد صوتها من الخجل والدهشة فتابع
انت عارفة اسمي ايه صحيح ولا لأ ..
عقدت حاجبيها وأجابت بدهشة
نعم اسم حضرتك ايوة طبعا عارفاه الباشمهندس أمجد !!
نظر اليها بحنق قليلا وقال
نعم ! باشمهندس انا بقول يا هبة مش يا آنسه هبة عارفة اسم الشخص اللي اتقدم لك امبارح ولا لأ
بلعت ريقها بصعوبة وقالت وهى تهرب بنظراتها منه
غريبة السؤال دا لازمته ايه السؤال دا يعني
أجابها وهو ينظر اليها وهى مشيحة برأسها جانبا تتهرب من النظر اليه
لانى لاحظت انك ولا مرة قلت اسمي دايما يا اما حضرتك او تكلميني من غير اسماء خاالص! اييه هو انا بالنسبة لك اللى ما اتسمتش ولا ايه
ابتسمت ورفعت عينيها اليه مجيبة
لالا طبعا ايه اللي ما تسمتش دا انت اتسميت اكيد واتسننت كمان!!
اطلق أمجد ضحكة عالية استغربت لها هبة واستغرب هو شخصيا لضحكته فمنذ وقت طوييل لم يضحك مثل هذه الضحكة الصادرة من القلب..
كلما مر الوقت عليه تأكد أكثر ان اختياره لهذه الفتاة الانثى في شكلها والطفلة في طبعها صحيح مائة بالمائة قال بعد ان هدأت ضحكته
ممكن بأه طالما سمونى وسننوني.. اسمع اسمى علشان اتأكد انك عارفاه ومن غير تزويق اسمي لوحده من غير القاب ولا سيادتك ولا حضرتك ولا حاجه ابدا ممكن
نظرت الى عينيه واحست بارتعاشة في قلبها بينما لم يستطع هو ازاحه عينيه عن عينيها وكأن مغناطيس جذب عينيه اليها ومهما حاول لا يستطيع ابعاد عينيه عنها سمع همس رقيق كهمس العصافير يقول
أمجد..
ومالبثت ان فتحت باب المكتب وانصرفت مسرعه تاركة اياه واقفا مكانه وقد أغمض عينيه وكأنه يريد ان يحبس نظرتها في عينيه وهمس شفتيها في أذنيه ....
بعد انتهاء الدوام وانصراف الموظفين قاد أمجد سيارته بعد ان استأذنه سائقه بالانصراف مبكرا لظروف خاصة فأذن له سار في طريقه حتى ابتعد مسافة صغيرة عن الشركة وما لبث ان لاحظ سيارة صغيرة من الصعب اطلاق لقب سيارة عليها فهى اقرب الى عربة أطفال لعبة صغيرة! فمن شكلها يظهر كم هى متهالكة قد اكل عليها الزمان وشرب تذكر انه رآها قبل ذلك في الجراج المخصص للشركة وتساءل في دهشة عن صاحبها وكيف يأمن على نفسه لدى ركوبه هذا الشئ ومالبث ان ضغط على مكابح سيارته بقوة جعلت عجلات السيارة تصدر صريرا عاليا وهو يقف بعرض الطريق قاطعا الطريق أمام هذه اللعبة الكرتونية المسماة مجازا سيارة مطلقا زمورا قوي وقد تبين له قائد هذ المركبه!! ...
ترجل سريعا من سيارته وذهب الى مقعد السائق وفتح بابه بشده هاتفا پغضب شديد
انت بتعملى ايه بالضبط
رفعت هبة نظراتها اليه پغضب واضح وأجابته بعصبية شديدة
والله انا لدقيقتين فاتوا كنت سايقه عربيتي في طريقي لغاية ما وحش كاسر وقف قدامى فجأة وكان هيتسبب لنا في کاړثة لينا احنا الاتنين! السؤال هو انت اللي فاكر نفسك بتعمل ايه بالضبط ...
كاد أمجد ان يشد شعره من العصبية والغيظ لن ينسى ابدا الذعر الذي انتابه فور ان تبين له ان هبة هي سائقة هذا الكائن المسمى سيارة فقال بعصبية وشبه صړاخ
ايه عربية انت بتسمي الشئ دا عربية دا عربية الآيس كريم أكبر منها ازاى والدك يسمح لك تسوقي البتاعه دى
اضطرت هبة للترجل من سيارتها فرؤيتها له وهو مشرفا فوقها كالطود بينما هي جالسة أمامه تكاد رقبتها أن تتيبس من طول نظرها اليه لم يعجبها أر ادت أن تشعر أنها توازيه وتنظر اليه عينا بعين!! ولكن.. ما ان خرجت من عربتها حتى تبينت خطأ ما فعلته فقد اقتربت منه حتى كادت تلمسه ولم يلحظ هو ذلك فلم يحاول ان يبتعد عنها فغضبه قد أعماه عن اي شئ آخر ولكنها استجمعت نفسها وقالت بجدية وهدوء بالغين
أولا مش علشان ربنا مديك وراكب وحش الشاشة دا يبقى اى عربية تانية ماتعجبكش تتمسخر عليها مهما كان لازم نحترم ظروف بعض وثانيا بأه والدى عارف انى سواقتى كويسة وجدا كمان علشان كدا سمح لي انى اسوق زوبة لو ما كانش كدا عمر ما كان هيسمح لى انت مش هتخاف عليا زيه
ارتفع صوتها قليلا في نهاية حديثها و لم تنتبه لهذا ولكنها فوجئت به يبتسم ابتسامته التى ټخطف انفاسها وهمست في سرها
بيت ضحتك يا اخي! لالالالا لازم يمنعو ابتسامتك دي انت ممكن تخلى واحد يطب ساكت لو قلبه ضعيف شوية! انا قلبي بينط زى الفيشار كل مرة بتبتسم بس فيها يوووه واخرتها بأه!..
افاقت من شرودها على صوته وقد تغيرت نبرته فبانت أهدأ قليلا حيث قال
مين بأه زوبة دى
أجابته باستغراب
ها زوبة عرفت منين...
وبترت عبارتها وقد تذكرت انها في خضم انفعالها قد ذكرت الاسم الذي اطلقته على سيارتها الصغيرة من باب الدعابة..
عقدت ساعديها أمامها واجابته بتحد
ايوة زوبة عربيتي.. عندك مانع الاسم مش عاجبك تحب أغيره تحب أسميه ايه.. هايدي ولا باكينام
قال وهو يبتسم
لالا باكينام وهايدي اييه انت عاوزاهم يرفعوا عليك قضية سب وقڈف علني هي زوبة وما ينفعلهاش الا زوبة ...
سكتت وهي مغتاظة منه ثم ما لبثت ان قالت
طيب ممكن تحرك الۏحش بتاعك دا علشان اعرف امشي كويس اننا في طريق فرعى مش رئيسي كان زمانك متخانئ مع الناس كلها دلوقتى بوقفتك دي
قال بهدوء
وحش طبعا بالنسبة للخنفسة بتاعتك دى عربيتي تعتبر وحش!! عموما اركنيها كويس وانا هكلم ميكانيكي اعرفه هييجي يقطرهالك لغاية البيت والعربية دى مش هتتركب تانى مفهوم وياللا علشان اروحك في سكتى هاتى شنطتك وحاجتك...
سكتت هبة قليلا تحاول ان تعي ما سمعته ثم رفعت رأسها قليلا ونظرت اليه باستفهام وقالت
ايه معلهش ممكن تقول تانى كدا اصلي سمعي على أده اقفلها واركنها وتروحنى ومش هركبها و و و و معلهش انا في حلم ولا علم اذا كان بابايا اللي اسمه بابا اللي مهما كان عمرى ما اكسر له كلمة.. عمره ما امرنى كدا! ولا قالى تعملي وما تعمليش ولو كان شايف ان في سواقتى لعربيتي فيها خطړ هو اول واحد كان مانعنى وماكنتش هقدر اخالف امره مهما كان دا لأنه هو بابا.. لكن حضرتك بأه بأي صفة تقولى اعملى وما تعمليش ها
اقترب برأسه منها ونظر في عينيها وقال بتصميم وجدية
بصفتى خطيبك ولو بشكل مش رسمي وزوجك المرتقب. اظن واضح ياللا احنا ضيعنا وقت كتير ووقفتنا في الشارع هتبتدي تلفت الانتباه ..
أجابته حانقه
انا لسه ما قولتش رأيي في موضوع الخطوبة دا! وبعدين لو دى طريقتك اوامر وهتنتظر منى انى انفذها من غير ما اقول رأيي فاحنا لسه فيها وانت قلت بلسانك لسه مش رسمي يعني ماحدش
متابعة القراءة