رواية امجد اافصول من 5-7

موقع أيام نيوز

يعرف حاجه يبقى خلاص ..
الټفت لها بعد ان كان بدأ يسير باتجاه سيارته واقترب منها بهدوء خطړ وهمس بلهجئة هادئة ولكنها مرعبة وعينيه تبرقان ببريق مخيف جعل الذعر يدب في اوصالها ولكنها حاولت ان تتمالك نفسها والا يظهر عليها خۏفها بينما تكلم هو قائلا 
ايه ماسمعتش سمعيني تانى كدا لسه مش رسمي وترجعي في كلامك صدقيني تبقى غلطة عمرك! وبعدين لو والدك عرف انك رفضتيني علشان خاېف عليك من ركوب الشئ دا هو اول واحد هينتقد كلامك دا .. 
ما ان همت بمقاطعته حتى امسكها من ذراعها بقوة وهتف بنزق من بين اسنانه 
كلمة زياده مش عاوز اسمع هتجيبي شنطتك وتعملى اللي قلتلك عليه والا انا على اتم استعداد انى اشيلك هيلا بيلا كدا واحطك في العربية اظن واضح  
خاڤت هبة من نظرة عينيه المصممة وشعرت أنه قادر على فعل ما هددها به فأومأت براسها على مضض وفعلت كما أمرها..
ما ان استقرت في مقعدها بجانبه حتى اندفعت السيارة في طريقها مكثت هبة صامته لا تتكلم بينما كان هو يلوم نفسه لانفعاله عليها فهو لا يستطيع ان يقلع عن عادة الانفعال والڠضب السريع خاصة عندما يخالف احد ما اوامره ولكنها ليست اي شخص انها.. هبة !..
وصلا حتى منزلها وعندما فتحت الباب استعدادا لمغادرة السيارة قال لها أمجد بهدوء نسبي وهو ينظر على الطريق امامه
هاكلم الميكانيكي يقطرلك عربيتك ويجيبهالك هنا بلغى سلامى لوالدك وانا هكلمه علشان اقوله بمعاد السفر بالظبط هو هيكون في اجازة نهاية الاسبوع تمام 
أومأت برأسها ولم ترد عليه فزفر بضيق بينما خرجت هي واغلقت الباب وراءها وما ان هم بتحريك السيارة حتى شاهد حقيبة الكمبيوتر المحمول خاصتها من الواضح انها قد نسيته في استعجالها بالنزول فتناوله وسارع ليلحق بها ليعطيها اياه ولو سنحت له الفرصة يطيب خاطرها بكلمتين فهو قد انفعل عليها بشدة.... 
ما ان وصل للطابق الذي تسكنه هبة حتى رأى منظرا جعله لا يريد تطييب خاطرها ولكنه يريد وضعها على ركبتيه وان يوسعها ضړبا او ان يمسكها ويهزها من كتفيها هزا شديدا حتى تصطك اسنانها بشدة! فقد فوجيء برؤيتها واقفة مع جارها الشاب اشرف ابن السيده المسنه جارتها والتى قابلها يوم ان اتى لمقابلة والد هبة واكتشف سفرهما كانا في غاية الانسجام وكانت تضحك عن شئ يحكيه لها..
صعد الدرجات الباقية من السلم سريعا وسرعان ما أطل عليهما وهو يقول وهو يلهث من سرعته في صعود السلم ويضع ذراعه على كتفيها وقد لفت بوجها ناحيته مذعورة مما يحدث ولكنه ضغط على كتفيها وكأنه يحذرها من أن تكذبه فيما سيقوله 
نسيتي اللاب توب بتاعك يا هبة كويس انى لحقتك ثم ما لبث ان الټفت ل أشرف المندهش مما يراه واكمل وهو يمد يده اليمنى لمصافحته بابتسامة ترحيب مزيفة بينما ذراعه اليسرى ما تزال تطوق كتفي هبة صافحه أشرف بينما تابع أمجد وهو يبتسم ابتسامة ظفر غريبة لم تفهمها هبة  
أزيك عامل ايه طبعا فاكرنى انا خطيب هبة اللي كنت جيت من فترة سألت عليهم وكانو مسافرين.. انت اول واحد تسمع الخبر السعيد دا... انهارده بس هبة فرحتنى بقبولها لخطوبتي ليها .. 
سحب أشرف يده من أمجد وهو مندهش وينظر الى هبة نظرات حزينة زائغة وهو يقول  
غريبة يعني ما قولتيش يا هبه عموما احنا نفرحلك اووى انت انسانه ممتازة وتستاهلى كل خير..
ثم الټفت الى أمجد وتابع  
حطها في عينيك.. يا بختك بيها!!..
وانصرف الى شقته بعد أن رماها بنظرة أسف وحزن صغيرة!!
ما ان انصرف حتى دفعت هبة أمجد بعيدا وبقوة و قد التفتت تحدثه بعصبية وڠضب شديدين 
انت فاكر نفسك فين بالضبط ازاى تتكلم معايا وتتصرف معايا بالاسلوب دا وبعدين ايه حكاية الخطوبة دى لسه مافيش حاجه.. انا كنت مأجلة قرارى لغاية ما اقابل عيلتك لكن واضح كدا ان ردي هيتأجل خاالص
نظر اليها باستفهام وهو يزم عينيه بنظرة سوداء قائلا 
يعني ايه افهم من كلامك دا ايه  
أجابته بثقة هي أبعد ما تكون عنها وقد اختض قلبها في صدرها من تلك النظرة السوداء التي رمقها بها من بين فحم عينيه المشتعل ولكنها حاولت التماسك وببرود زائف أجابت 
افهم اللى تفهمه بس خلاص.. خلصت بأه! انا عمر ما حد اتحكم فيا تيجي انت وفي اقل من نص يوم تعاملنى المعاملة دى و ... 
بترت عبارتها فجأة فقد لاحظت من يصعد السلم من الجيران زفر أمجد بحنق وضيق وقال ببرود يخفي ڠضبا مكبوتا
طالما الكلام هيطول اعتقد يبقى عندكو في البيت احسن صح 
لم تعره انتباها فهى قد سأمت من اسلوبه العڼيف فتحت الباب ودخلت ولم تطلب منه الدخول ولكنه لم ينتظرها ودخل خلفها سمع صوتها وهى تتحدث مع والدها الذي ما لبث ان اتى وهو مبتسم الوجه فعلم انها لم تجد الوقت لتخبره بشئ فسارع بمصافحته رادا تحيته بابتسامة صغيرة
اهلا بحضرتك يا عمي.. تسمح لي اقول عمى  
فأومأ يوسف مرحبا وهو يقول
طبعا يا أمجد انت في مقام ابني مهما كان ..
شجعه حديث يوسف على الكلام فقال
معلهش انا عاوز احكمك بيني انا و هبة ..
فقال ابوها بضحك 
انتو لحقتوا عموما مش هنتكلم واحنا واقفين اتفضل في الصالون.. 
دخلوا غرفة استقبال الضيوف وطلب والد هبة من ابنته ان تقدم شيئا للضيف وهى بدون شعور أحضرت كوبا من القهوة التى يحبها واتجهت حاملة الصينية لتقديمها حيث يجلسان وما ان وصلت حيث يجلسان حتى سمعت صوت ضحكاتهما طرقت الباب ودخلت وسارت حتى وضعت صينيه التقديم على الطاولة امامه وكانت قد وضعت قطعه من كعكة القهوة التى صنعتها يوم امس بجانب كوب القهوة وحينما استدارت لتخرج من الغرفة ناداها والدها طالبا منها المكوث معهم فجلست على كرسي غير بعيد عنهما.. بينما انهمك أمجد في تناول قطعة الكعك وهو يتلذذ بها ما ان رأته حتى اشفقت عليه رغما عنها فيبدو انه جائع وكان الأوجب ان تعرض عليه تناول الطعام ثم ما لبثت ان تذكرت ما فعله بها وقاله حتى ذهبت الشفقة من قلبها وحاولت أن تقسو بقلبها عليه هاتفة في سرها موبخة نفسها پعنف كفاكي ضعفا وخذلانا هل نسيتي أوامره لك وكيف يريد التحكم بكل شيء يخصك لم يبق سوى أن يعد عليكي أنفاسك! استطاعت بذلك تمالك نفسها في حين وجه ابوها لها الكلام بجدية 
مالكيش حق يا هبة.. أمجد عنده حق ! انا كم مرة قلتلك العربية دى خطړ ما تركبيهاش ! لكن عنادك دا مش ممكن! انا معاه في رأيه ! خلاص العربية دى ما تتركبشي تانى ..
قاطعته قائلة وهى مندهشة مما تراه فهذا ليس والدها من يتكلم ماذا تراه أخبره ليجعله يتكلم بهذه الطريقة الآمرة الناهية ال....زاجرة!!  
ايوة يا بابا بس ... 
قاطعها بحزم 
من غير بس !! خلاص .. وبعدين كويس ان أمجد وضح ل أشرف هو يبقى مين بالضبط لانه ممكن يشوفك معاه تانى ومش عاوزين حد يتكلم وعموما انت قلت الموافقة المبدئية ومنتظرين بس لما تقابلي عيلته الكريمة علشان تكونى مطمنه من مباركتهم لارتباطكم .. 
فغرت هبة فاها دهشة فمن الواضح انه حكى لوالدها الاحداث بطريقة مغايرة فهي تجزم أنه حكى كالتالي.. هو شاهد عربتها واعترض على ركوبها لها ولهذا قام بايصالها وعند مشاهدة أشرف جارها لهما سارع بتقديم نفسه لكى لا يتكلم احد من الجيران عنها بأي شكل !!.. 
كادت أن ټضرب كفا بكف! لا تعلم أتفرح لاصراره على الارتباط بها .. أم تغضب منه لطريقته في التصرف وكأنها غير موجودة ولكنك تكون مخطأ أشد الخطأ يا أمجد اذا ظننت انك استطعت حشري في الزاوية.. فانا سأقبل ولكن لأجعل منك أمجد فارسي الذي أتمناه....
انصرف أمجد بعد ان انهى قهوته وقد مد يده مصافحا اياها وقال بصوت منخفض وهو يقبض على يدها 
تسلم ايدك الكيكة كانت تحفه شكلك استاذه في كل حاجه تخص القهوة منتظر اليوم اللى تعمليهالى فيه واحنا في بيتنا على شوق .
ثم ضغط بيده على يدها قبل ان يفلت اصابعها بصعوبة و كأنه لا يريد افلات يدها من يده ...
تتتالت الايام بعد ذلك ولا احد من العمل يعلم بتقدم أمجد للارتباط ب هبة التى قدمت طلب اجازة لمدام ليلى كما قال لها أمجد حيث أشر على الطلب بالموافقة....
اتى يوم السفر وكان مشمسا ورائعا فارتدت هبة بنطال من الجينز كحلى اللون وتي شيرت اصفر فوقه جاكيت جينز قصير باللون الكحلي وحذاء رياضي.. قامت بتصفيف شعرها على هيئة ذيل حصان طويل وقد جهزت حقيبتها حيث قامت بوضع ملابسها العملية التى تحتاجها في سفرتها ولم تأخذ سوى فستانين للسهرة وبدلة رسمية للاحتياط مع حقيبة صغيرة بها ادوات الزينه والاكسسوار ...
حضر أمجد ليقلها هي ووالدها سمعت صوته في ردهة المنزل مع والدها.. خرجت من غرفتها وما لبث نظرها ان وقع عليه وكان يرتدي زيا غير رسمي تشاهده عليه لأول مرة كانت ثيابه عبارة عن بنطلون وقميصا من الجينز الغامق مما أكسبه وسامة فوق وسامته... تناول من يدها الحقيبة ساحبا اياها خلفه واصر على حمل حقيبة والدها هى الاخرى ونزلوا سوية وركبوا السيارة منطلقين الى المزرعه ....
دار معظم الحوار بين أمجد ووالدها الذي كان يجلس بجانبه واكتفت هى بادلاء بعض التعليقات من حين لآخر في حين انها ممتعضة من جلوسها خلف أمجد فكانت تريد الجلوس خلف والدها فهي تشعر أنها في مكانها هذا وكأنها مراقبة ولكنها لم تستطع سوى الجلوس كما هي الأن فقد سارع بفتح باب السيارة لها فكان ان اصبحت خلفه وكانت تلاحظ انه بين حين وآخر ينظر اليها في مرآة السيارة الخلفية الأمر الذي اخجلها وبشدة وكانت تدعو الله ان يصلوا وجهتهم سريعا ...
أوقف أمجد السيارة في باحة مليئة بالنباتات المبهجة للنظر وقد ساعدها في الخروج من السيارة بعد ان خرج والدها ومال عليها يهمس في اذنها بابتسامة تشع من عينيه اضطرب لها قلبها 
حمدلله على السلامة يا ....عروسة ..
رفعت نظرها اليه متفاجئة وقالت بشدة 
لسه ما بئيتش عروسة ! 
اجابها بابتسامة ماكرة 
هتبقى أن شاء الله هتبقي! كونى متاكده من كدا... وبأسرع مما تتخيلي .. 
ما ان همت بالرد عليه حتى سمعت صوت باب يفتح التفتت فوجدت فتاه شابة لا يتعدى عمرها 20 عاما تقترب راكضة بسرعه منهما ورمت
تم نسخ الرابط