رواية جديدة مقتبسة من احداث حقيقيه الفصول من 21-25

موقع أيام نيوز

انا غبت ١٦ سنة ورجعت لقيته مستني.. معقول مخدتيش بالك ولا انتي خلاص كبرتي ومبقتيش تركزي
ودت شهيرة لو استطاعت الوقوف والفتك بها بينما صدح صوت نوح صارخا پغضب 
بزيداكم اكده ايه مفكرني لعبة ولا شورابة خورچ اياك.. جولتلك جبل سابج يامه اني مهطلجش مرتي واصل.. وانتي تعالي معاي وبطلي طولة لسانك ديه بدل ما اجيب خبرك دلوك...
اراد التحرك الي غرفته الا انها دفعتها بفزع قائلة
لأ يانوح علشان خاطري مطلعنيش فوق 
نظر الي وجهها الذي تبدلت معالمه الي خوف واضح فاحتضن كفها بيده قائلا
أسف.. مجصدش أخوفك.. تعالي نجعد في المنضرة..
اومأت اليه موافقة بينما نظرت شهيرة في اثرهما بغيظ محاولة التفكير في حل أخر
انتظر مطولا ان تتحدث وبعد مدة 
تحدته بعينيها التي لم تعد تعرف للخوف معني بل صارت مغلفة بثقة نابعة من عڈاب وألم استمر سنوات وترجاها هو بقوة عاشق لم يستسلم لسنوات الهجر فكيف له ان يستسلم الان بعدما عادت اليه والتقى بها بعدما كان حلما مستحيلا
تحدثت هي اليه قائلة بجدية هتعمل ايه يا باشمهندس
نوح انتي رايداني اعمل ايه
ميادة لأ.. ده قرارك انت وانا هحدد علي أساسه حاجات كتير
نوح تقصدي ايه
ميادة انت فاهم قصدي يانوح
وكعادته عندما تذكر اسمه يغيب معها وبها الي عالم لا يدري نهايته وانتابها خجل من نظراته جعلها تتراجع قليلا قائلة
مفروض اللعبة دي تنتهي بقي انا وانت ضيعنا سنين كتير واحنا جواها لا قادرين نحقق الفوز ولا قابلين بالهزيمة
نوح بتعب يعني رايدة تبعدي!
ميادة لأ.. بس مضطرة.. انا وانت مش العالم كله في ناس غيرنا هيتأذوا بسببنا.. تقدر تقولي ماما سهيلة وبابا ذنبهم ايه في الڤضيحة اللي حصلت ناس طول عمرها في حالهم وبسبب اللي حصل الصحافة بتطاردهم في كل مكان.. معتقدش ان ده جزاء تعبهم وتربيتهم ليا سنين..
نوح وانا جولتلك مستحيل اسيبك تبعدي تاني.. فاهمة يعني ايه مستحيل
ميادة ارجوك يانوح ساعدني ابعد واريح نفسي وانت كمل حياتي مع اللي كنت ناوي تتجوزها قبل ما انا ارجعلك
همس اليها قائلا بمرح
نجوزها لعمك فهد أهو ينوبنا ثواب بدل ما هو متشعلج في حبال دايبة بجاله سنين وده هيبجى أسلم حل
توقع أن تعنفه لكنها ارتمت بين يديه باكية بحزن قائلة
انا بحبك.. بس مش هقدر افضل هنا.. علشان خاطري خليني ابعد ولو لينا نصيب نكمل اكيد هنكمل...
نوح پغضب اني تعبت.. تعبت منك ومن نفسي من الكل.. مبجتش جادر اتحمل.. مطلوب مني ايه دلوك اهملك تسافري واجعد مستني رچوعك وانا حاطط يدي علي خدي كيه الحريم.. ولا رايداني اطلجك وتتچوزي غيري
ميادة بضعف معرفش.. انا معنديش استعداد افضل عايشة في صراع طول حياتي.. مش هقدر اتنازل عن كل حاجة علشانك لأن صعب انت تتقبل حياتي زي ماهي
نوح ومين جالك اني رايدك تتنازلي عن حاجة.. ليه ممصدجاش اني بحبك
ميادة يعني حبك ده هيخليك تواجه الناس معايا يانوح.. هتقف قدام الكل وتحكي ازاي انا بنت عمك اللي اتجوزتها من ١٦ سنة وهتقدر تقول اني بعدت المدة دي كلها وانا علي ذمتك وعشت مع ناس اغراب 
احنا حكايتنا صعبه وملهاش حل
نوح بثقة مستعد يا ميادة.. مستعد اخدك جدام البلد واهلها واجول انك مرتي.. هعملك فرح يليج بيكي ونعيش بعيد عن اهنه..
ميادة پخوف اديني وقت يا نوح.. وقت اراجع نفسي واشوف هقدر ابعد عنك ولا لأ.. مش عاوزة اظلمك معايا ولسه احساسي مش واثقة منه
نوح بجدية موافج يا ميادة.. هسيبك تبعدي لحد ما نلاجي حل واجدر ابني نفسي واكون ند ليكي.. هرچعلك وهاخدك ڠصب عن الكل لأنك حجي ملكي بس اتأكدي انك مستحيل هتكوني لحد غيري.. فاهمة
استأذن فهد بالدخول فأذن له جاد مرحبا واشاحت ميادة وجهها بعيدا وابتسمت نوارة ابتسامة هادئة.. وجه حديثه الي ميادة قائلا
نوح هيتعارك دلوك مع امه واني رايدك تعرفي جبل ما تسافري كيه ما جولتي ان نوح اتحمل كتير يابتي.. اديله فرصه ومتظلميش نفسك وتظلميه وكفياكم بعاد وۏجع جلب
ميادة هو اللي بعتك تقولي الكلام ده
فهد انتي خابرة ان نوح مهيدخلش حد واسطة بينك وبينه.. اني بس مرايدش حاله يبجي كيه حالي
ميادة متقلقش انا مش زي امي ونوح مش زيك
فهد يعني ايه
ميادة يعني امي اضطرت تفضل علي ذمتك علشان ولادكم وكلام الناس.. انا مش مضطرة افضل مع نوح علشان حد.. لا في بينا اطفال ولا انا بخاف من كلام الناس
فهد بس هو بيحبك وانت كمان هتحبيه
ابتسمت ميادة ناظرة اليه بۏجع قائلة
وانت بتحب امي.. تقدر تنسيها الماضي وترجعها ليك..!
لم يجد ما يقوله فاستكملت.. ونوح بيحبني اوك منكرش ده بس هيقدر يبعد عن امه واخوه وينساهم ولا لأ.. اكيد لأ ياعمي وده شئ مستحيل اقبله.. مستحيل اقبل يكون عم ولادي هو نفسه قاټل اختي.. صعب انسي يا عمي حتي لو انتوا نسيتوا...
بصالة المغادرة جلست ميادة بين يزيد وسهيلة تحتمي بهما من تلك البرودة التي تسري بداخلها وبقي مصطفي محاولا اصلاح ما افسده وحاول نوح الانشغال بحلمه الجديد الذي سيؤهله للوصول الي مبتغاه وخيم الحزن علي بيت نوارة مرة اخرى بعدما تركته ميادة..
وجلست نوارة شاردة فيما يحدث لكنها هبت مسرعة باتجاه غرفة جاد ورباب التي كانت تصرخ مستغيثة بها بينما جاد ېعنفها پغضب قائلا
يعني انتي وامك السبب في الكلام اللي انكتب عن اختي يابت نعمان!
25
بسم الله الرحمن الرحيم
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
هرولت نوارة بفزع ناحية غرفة جاد ورباب التي ارتفع نحيبها بينما كان صوت جاد حادا غاضبا بصورة افزعت والدته
ظلت نوارة تقرع الباب بقوة الي أن استجاب لها فاتحا الباب علي مصراعيها قائلا بخيبة أمل
بجي هي ديه اللي هتحامي عنها ليل نهار.. تعالي وشوفي بت نعمان عملت ايه يامه 
نوارة بتعجب خبر ايه ياچاد.. مالك ياولدي ومرتك عملت ايه
جاد اتفجت مع امها ونشروا صور ميادة.. كانت رايدة تطفشها من البلد
رباب سامحيني يا خالة نوارة.. والله اني ماكنت في وعيي ولا كنت اجصد كل ديه يحصل
نوارة بعدم تصديق ليه يابتي.. عملتلك ايه ميادة دي مفيش أغلب منيها.. ليه اكده
رباب بنظرات خائڤة من جاد صدجيني والله العظيم اني ندمانة والا مكنتش هجولكم حاچة
نوارة برفض واعمل ايه اني بندمك دلوك.. ايه مفيش في جلوبكم رحمة.. مستكترين اعيش يومين وبتي في حضڼي.. بتي اللي غابت عني ١٦ سنة كانت في حضڼ ناس غيري بيربوها واني اهنه بنكوي بڼار الجهر والخۏف عليها.. هجول ايه حسبي الله ونعم الوكيل... فوضت الأمر اليك يارب
امسك جاد بيد رباب قائلا
يلا همي علي دار ابوكي مبجاش ليكي عيشة اهنه تاني
نوارة برفض اللي حوصل حوصل وانتهي.. مرتك مهتطلعش من دارها
جاد پغضب تاني.. هتدافعي وتحامي
نوارة ابوها ميهرحماش يا چاد.. وانت راچل والراچل ميتخلاش عن مرته حتي لو غلطت..
غادرت نوارة بقلب لم يعد به متسع للمزيد من الحزن فقد أخذ ما يكفيه وزيادة ونظرت رباب الي جاد قائلة 
بطلب منك فرصة تانية يا چاد.. الله يخليك اني غلطت وانت غلطت جبل مني.. نبدأ من چديد ولو عملت حاچة تاني ابجى طلجني واعمل ما بدالك
نظر اليها ولم يعقب بل هرول ما أمامها ....
ولا تتساقط وريقات الشجر وتجرفها رياح الخريف القاسېة الا بعدما يجافيها غصنها ويتركها تحتضر ظمأ فلا تجد أمامها حضڼ يحتويها سوى الهلاك
اخطأت هي ولكن يبقى الاعتراف بالخطأ فضيلة لا يقدر عليها سوى من احتفظ بأدميته.. منذ ان اعترفت رباب بما حدث وجاد يجافيها.. يتجاهل وجودها ورغم اعتذارها المتكرر الا أنه أبى الاستماع وربما يخشى قلبه التصديق فيجرح مرة ثانية منها لذا أثر البقاء بعيدا
توجهت الي بيت العائلة ترغب في لقاء نوح الذي عاقبها هو الأخر برفضه الاستماع اليها لكنها تصر علي اصلاح ما فعلت
توجهت ناحيته قبل ان يغادر مسرعا كعادته عندما يراها.. استوقفته بترجي وبكاؤها يغلبها قائلة 
احب علي يدك تسمعني يا خوي.. معجول هونت عليك اكده
نوح بخيبة أمل عمرك ما هونتي يا رباب.. كنت عاملك بنتي البكرية.. طلباتك كانت أوامر وانتي خابرة زين والنتيجة كانت ايه هربتي من ورا ضهري وكسرتيني وصغرتيني جدام الكل وفي الاخر جولت عيلة صغيرة وغلطت وحاولت اسامحك لكن تضربيني في ضهري تاني.. تساعدي امك وتخربي حياتي اللي مخروبة بجالها سنين.. ايه مصعبش عليكي حالي وانا اكده بدور في ساجية بجالي سنين بدفع تمن غلط امك واخوكي.. الټفت اليها حزينا منكسرا يؤلمه قلبه من غدرها
ده انتي الوحيدة اللي خابرة اني بحبها تجومي تبعديها عني تاني ويا عالم هترچعلي ولا هتنسي وتخاف تعاود اهنه تاني
رباب باكية اني اسفة.. امك فضلت ټعيط وتجولي ان ميادة راچعة تنتجم منك ومنيها وسرجت فلوسك وضحكت عليك وهتكايد امي كل اما تشوفها
امسكها نوح يهزها پعنف صارخا بوجهها
دي فلوسها.. فلوس خالك سلمان الله يرحمه احنا ابويا ماټ وهملنا علي فيض الكريم.. اني سمعت اها رايدة ايه تاني مش عملتي اللي في راسك انتي وامك
رباب والله يا نوح اني ما كان جصدي.. اني بس كنت ريداها تبعد عنك.. انتي من وجت ماهي رجعت نسيتني ومفكرتش تسأل عني.. بكت رباب بغيرة تشوبها طفولة لم تنتهي بعد قائلة
حتي چاد من وجت ما اخته رچعت مبجاش يسأل فيا وكلكم هملتوني لحالي
نوح مصډوما منها يعني كنت جاصدة تساعدي امك لاچل ما ميادة تبعد
رباب بحزن اني غلطت والله العظيم مخبراش عملت اكده كيف.. امك لما روحت ازورها كانت هتبكي جلبي وجعني عشانها ووجتها جالتلي انها طلبت من جمر بنت حامد افندي تساعدها بس البت خاڤت ابوها يشم خبر ولا حد يجوله انها عملت اكده فرفضت
نوح بذهول كمان وصلت انكم تتفجوا مع جمر علي يا رباب.. تصدجي اني ندمان اني فكرت اسامحك.. انتي طالعة لامك ملكيش خير في حد والحجد عاميكي.. ذنبها ايه خالة نوارة تتحرم من بتها تاني.. ذنبه ايه چوزك اللي بتجولي انشغل بأخته ونساكي.. مفكرتيش ان اخته ديه انحرم منيها عمره كله.. بس ميادة كان كلامها صوح لما جالت اننا تربية شهيرة.. هستني منك ايه يا رباب غير وچع الجلب كيه امك اللي كاسره جلبي وجاسمة ضهري نصين طول عمرها....
اقتربت منه فأشار اليها بالابتعاد وتحدث بهدوء قائلا
ارچعي لجوزك وخليكي في حالك يا رباب اللي هيمشي ورا امك هيخسر دنيا وأخرة
رباب وانت يا نوح.. مهتسامحنيش
نوح ربنا يسامح الكل
تحرك مغادرا وقلبه يؤنبه أنه لم يحتضنها مطمئنا الا انه اواد معاقبتها كي لا تكرر فعلتها مرة ثانية....
بينما ظلت هي تشهق بقوة نادمة علي اغضابها لشقيقها وابعاده عن زوجته رغم درايتها بما يكنه لها من حب
تم نسخ الرابط