رواية ليلي كاملة
المحتويات
اتجهت نحو الباب و أدارت المقبض بهدوء و هي متخوفة من رد الفعل التي ممكن أن تتلقاها من فارس
خصوصا أنهما أمام هند و التي تحسنت حالتها في الفترة الأخيرة و لا تريدها أن تتدهور مرة أخري برؤيتها لشجارها هي و فارس
لكنه دائما ما يخالف توقعاتها
وجدته جالس بجانبها علي الفراش يداعبها و هي مستجيبة له بشدة!!
صوت ضحكاتها الطفولي يتعالي لتملئ الأجواء بهجة و سرور
سارت بهدوء متجهة نحوهما و هما لا يشعران بها ارتسمت ابتسامة تلقائية علي شفتيها بسبب مظهرهما المبهج التي ظلت تحلم به طوال السنوات السابقة و ظنت انه لن يتحقق ابدا
نظر لها بتعجب فهو كان يظن أنه بعد ما فعله أمام الجميع انها لن تريد رؤيته مرة أخري خصوصا أنهما لم يتحدثا من ذلك اليوم!!
ازيك يا هند
قالتها ليلي بسعادة و هي
لتبتسم هند و هي تشير إلي فارس و كأنها تقول لها أنها سعيدة بسببه
نظرت لها ليلي ثم عاودت النظر إلي فارس و قالت
دة فارس
صمت هو متابعا الحوار الدائر بينهما لتحاول هند نطق اسمه
فف فا
و لكنها فشلت كالعادة فهي بسبب العزلة و حالتها النفسية المتدنية لم تتعلم الحديث و لا النطق!!
مازالت كالطفل الصغير تريد تعلم الحديث
قالها فارس ناظرت لها بلوم لإهمالها ابنتها فاخفضت رأسها هاربة من عينيه و قالت
طبيعي يا فارس هي مخرجتش من الاوضة دي من ساعة ما اتولدت و بعدين خد بالك هي مدركة اللي احنا بنقوله
هز رأسه متفهما لحديثها ثم قبل هند بحب شديد و ضمھا إليه بقوة لتبادله هي الأخيرة العناق
هرجعلك تاني يا دودو ماشي يا حبيبتي
تفوه بها فارس لتهز هند رأسها موافقة علي حديثه
نظر نحو ليلي قائلا
يلا يا ليلي عايز اتكلم معاكي شوية!
أومأت لها بالموافقة و اتجها معا للخارج ليقول هو بابتسامة
شبهك اووي علي فكرة!!
مازال قلبها يخفق من تواجدها معه في مكان واحد!!
مازال حبه يتزايد في قلبها رغم الفراق
شوفي يا ليلي احنا محتاجين نتفاهم في موضوع هند دة لأني شايف من ناحية الحالة الصحية مفيش حاجة تستدعي وجودها في المستشفي و خلاص الموضوع اتعرف يبقي ملهوش لازمة وجودها في المستشفي و لو انتي مش عايزاها معاكي أخدها انا!!
لا طبعا يعني اية مش عيزاها معايا دي بنتي!!
و الله و هي دلوقتي بنتك و قبل كدة مكنتش بنتك!
متغيرش الموضوع يا فارس قبل كدة الوضع كان مختلف و بعدين انت عايز تاخدها معاك فين في بيتك اللي انت قاعد فيه مع الحرباية دي!!
انتي لسة بتغيري يا ليلو و لا إية!
لم تجيبه بل أدارت وجهها لناحية الأخري فضحك هو قائلا
لا بس ملكيش حق دي مش واحدة تغيري منها و بعدين انتي اللي في القلب بس!!
ستجن منه و من أفعاله البلهاء تلك
سيطرت عليها الغيرة فأمسكت بطرف قميصه قائلة بغيظ
هو انت عايز تجنني و لا إية انا اللي في القلب بس ازاي اومال دي كانت بايتة في سريرك بتعمل اية يا حبيبي!
نظر لها بذهول و هو يحاول السيطرة علي حاله حتي
لا يضحك و يثير ڠضبها أكثر فقال
آية دة يا ليلي اية اللي انتي بتعمليه دة!!
سمعت صوت ضحكات من خلفها فاستدارت لتجد الممرضات يتضاحكن علي مظهرها و امساكها ل فارس كالمچرم هكذا
هدرت فيهن پغضب قائلة
بتضحكي علي اية
انتي و هي اتفضلوا علي شغلكم!!
هرولن من أمامها لأنهن يعرفن انها عندما ينتابها الڠضب تتحول لوحش كاسر
استدارت الي فارس الذي يستمتع بالعرض التي تقدمه هي له فقالت و هي تمسك بتلابيب قميصه
عارف لو مبطلتش تستفزني يا فارس
آية هتكليني و لا إية!
لا هتزعل مني جامد و خليك فاكر كلامي عشان انت علمتني أن اللي بيعمل مبيقولش!!
ثم تركته و ذهبت و بالرغم من چنونها هذا إلا أنه استمتع تماما بما فعلت يكفي انه استشعر غيرتها عليه!!
بينما هي ظلت تسير في الردهات مفكرة في القادم من علاقتهما هل ستقبل العودة إليه و هل ستسير حياتهما كما في السابق أن عادت إليه و هل سيسامحها و ينسي ما فعلته به في الماضي!!
نظرت إلي إحدي الشرفات الزجاجية التي تطل علي غرفة إحدي المړضي
إنه ذاك المنعزل الرافض للحياة!!
مر الوقت و هو ليس في صالحه لابد أن تصارحه بمرضه
طرقت باب غرفته بهدوء و لكنها لم تسمع الأذن بالدخول
فاضطرت أن تدخل دون أذن منه وجدته جالس أمام شرفته بهدوء اقتربت منه قائلة
صباح الخير ازيك يا استاذ سمير!!
نظر لها بلا مبالاة و قال
صباح النور يا دكتورة
وقفت أمامه و هي تقول
ازيك النهاردة حاسس انك احسن!
الحمد لله بس عندي صداع مبيروحش
فركت كفيها بتوتر و قالت
و انا جيالك النهاردة عشان الموضوع دة الصداع دة سببه أن حضرتك عندك سړطان في المخ و النخاع الشوكي!!
لم تتأثر ملامحه بينما ظلت جامدة كما
متابعة القراءة