رواية فاطمة كاملة

موقع أيام نيوز


يشعر به أحد وغادر مبنى الشركة وعلامات القلق مرسومة على صفيحة وجهه وعندما علم پوفاة شاكر قرر أن يذهب بنفسه ليقوم بواجب العزاء الذي سيقام ليلا ثم هاتف سراج وأخبره بما حدث وأخبره أيضا بأنه يريد حضوره لكي يباشر عمله بالشركة فبعد ما فعلته حياة جعله مشتت الذهن 
عودة إلى نيويورك وبالتحديد داخل الفندق الذي يمكث به 
جلس سراج جانبه يحاول أن يدعمه في قراره
هتف له بود
أسر أنا مقدر إللي بتمر بيه
بس نور لسه على ذمتك وأنت راجل وشهم وعارف أنك لا يمكن تسبها في ظرف زي ده
نظر له بحزن ثم هتف بصوت مبحوح

نور عملت كسر جوايا لا يمكن يتصلح أنا بحاول ارمم چرحي بدخول ميلانا حياتي أنا مبسوط بيها وحاسس بمشاعري اتحركت نحيتها انا متاكد أن ربنا بعتهالي في الوقت ده بالذات عشان تطيب چروحي أنا مهشم من الداخل يا سراج وماحدش حاسس بيه
وضع كفه يربت على أرجله وقال
ميلانا دي مجرد حالة أنت عايشها ومبسوط بيها مش عشان بتحبها ولا مشاعرك راحت ليها لا عشان أنت حابب تكون مسؤول عنها هي في اي موقف تتعرض ليه بتستنجد بيك يعني أنت منفذها وأنت مبسوط بدورك ده لكن حرام تظلمها وتظلم نفسك بمشاعر مزيفة أنت اتعرضت لظلم وبطريقتك دي عاوز تظلم ميلانا وكمان نفسك أسر انت محتاج وقت تلمم فيه جروحك بنفسك مش بدخول حد حياتك
زفر بضيق وقال
أنا لا يمكن أظلم
بنت تاني معايا يا سراج بس مااقدرش أسافر واسيب ميلانا هنا لوحدها عاوز ترجع مصر عشان تكون مع سليم في الشركة مافيش مشكلة انا منتظر رد ميلانا ومحتاجها تنزل معايا اما بقى نور مش هوقف حياتي عشانها لم يجي موعد نزولي وقتها هقابلها وهعزيها بنفسي ونخلص كل اللي بينا 
هتف سراج بسأم
براحتك يا أسر أنا قولت
اللي يخلص ضميري أنت عارف أنك أخويا ويهمني مصلحتك أنا هاكد حجز طيارتي بعد ساعتينيعني لازم اتحرك على المطار دلوقتي خلى بالك على نفسك
ودعه بالعناق ورفض سراج أن يقله أسر للمطار ذهب هو بنفسه بسيارة خاصة من الفندق أما عن أسر فزفر أنفاسه بهدوء وقرر أن يغمض عيناه ويرتاح قليلا من الأفكار العالقة بذهنه التي ستقضي عليه لعله ينام وينسى كل شيء يورقه 
عادت حياة المنزل ورفضت تناول الطعام وتوجهت إلي غرفتها أوصدتها على نفسها بالمفتاح وكأنها خائڤة من شبح يطاردها 
ثم جلست على الفراش ووضعت كفيها تحتضن به وج هها وتنظر للفراغ لكي تجد مفرا لكي تخرج من تلك الورطة التي ورطت بها نفسها 
جال بتفكيرها أن تهاتف والدها ولكن تراجعت عن ذلك فماذا ستخبره 
ولم تجد أحد يشاركها ما عرفته عن رب عملها فجأة تذكرت طارق التي كانت تشاركه دائما قراراتها وكانت تشعر بأنه شقيقها الأكبر يقف دائما جانبها ولم تتردد لحظة بالاتصال به 
كان مازال حبيس لغرفته لم يفكر إلا بمحبوبته وفجأة صدح رنين هاتفه نظر له بدهشة ليتفاجئ باسم محبوبتة ينير شاشة هاتفه
أجابها بلهفة
ألو حياة 
هتف حياة برزانة
أزيك يا طارق عامل ايه 
أنا بخير يا حياة مدام سمعت صوتك طمنيني عنك أنتي وعن الشغل الجديد
قالت بتردد
طارق أنا متصلة بيك عشان محتجالك أوي
في مصېبة واقعة فيها في الشغل
هتف بحزن 
أنتي متصلة بيه عشان عندك مشاكل في الشغل هو ده بس اللي فكرك بيه يا حياة 
ثم استرسل حديثه قائلا
وأنا اللي كنت فاكر راجعتي نفسك ووافقتي على جوازك مني وعشان كدة متصلة تفرحيني أنك موافقة على الجواز
طارق أنت أبن عمي مهما حصل ومش عاوزة ازعلك بحكاية الارتباط ممكن تنسى يا طارق 
همس بحزن
انسى يا حياة أنسى حبي ليكي أنسى أن عشت عمري كله اتمناكي ومستني اللحظة اللي تجمعني بيكي في بيت واحد دلوقتي محتاجة ليه عشان واقعة في مصېبة بخصوص الشغل لا يا حياة شوفيلك حد تاني يقف جنبك وانسى انتي خالص أن ليكي ابن عم واسمه طارق
هتفت بحزن بسبب كلماته الصاډمة
خلاص يا طارق أنا اسفة أن لجأت ليك وفكرتك أخ كبير هيقف جنبي أوعدك يا ابن عمي لو بمۏت مش هألجا ليك وبكرر أسفي مرة تانية
أغلقت الهاتف بحزن وظلت تبكي بمرارة لم تشعر بها من قبل فاقرب الناس إليها خذلها وجرحها وكل ذلك من أجل إصراره على الزواج منها 
أسدل الليل ستائره على الجميع 
الحزن مخيم على محياها وهي واقفة بشموخ وسط حشدا من الرجال يتقدمون إليها يصافحونها بود ويواسوها حزنها في فقدان جدها يمطرونها بوابل من مشاعرهم اتجاه مصابها 
ات سليم بتلك اللحظة رمقتة بنظرة تحدي ودنت منه تهمس بجانب أذنه
ټقتل القتيل وتمشي في جنازته أنت اللي قتل جدو يا سليم وأنا لا يمكن أسامحك ولا أغفرلك
ابتعد عنها ولم يهتم بحديثها ودلف لداخل قاعة الرجال يجلس معهم ويستمع للشيخ المقرئ وهو يقرأ ما تيسر من القرآن الكريم 
ولكن باله مشغول بشئ آخر 
بعد مرور ساعتين انتهت مراسم العزاء وغادروا الجميع إلى منازلهم ولم يبقى سوا سليم فقط 
حرك مقعدة المتحرك ليتجه
 

تم نسخ الرابط